×

نهاية قبضاي الحي المطلوب للعدالة

التصنيف: المرأة

2014-09-28  07:03 ص  503

 


المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
"قتلوا الزعيم، لكنهم لا يعلمون أن بدل فوزي سيظهر العشرات من أمثاله القبضايات"، بهذه الكلمات عبرت ابنة خالة المطلوب الشهير فوزي شحرور الذي قتل أمس، أثناء قيام قوة من الجيش في بلدة معركة - صور بملاحقة عدد من الأشخاص المطلوبين لإرتكابهم اعمالاً جرمية سابقة.

شهر شحرور (28 عاماً) سلاحاً حربياً بإتجاه عناصر الجيش الذين ردوا بإطلاق النار، ما أدى الى إصابته، نقل إلى مستشفى جبل عامل وما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجراحه، بحسب بيان للجيش .
ما ان انتشر خبر مقتل شحرور المطلوب  بمذكرات توقيف عدة، حتى توتر الوضع عند أطراف مخيم شاتيلا ومنطقة الرحاب، فالرجل المطلوب للعدالة، كان اشهر "قبضايات الاحياء" الذين يفرضون سطوتهم على اصحاب المحلات والبسطات عبر اجبارهم على دفع الخوات، مقابل عدم مضايقتهم. فرض الرجل قوانينه الخاصة الخارجة عن قوانين الدولة، ملأ جسده أوشاماً، وعمل في كثير من المجالات الممنوعة، وكانت مجموعة من الافراد تتبعه شكلت عصابة مسلحة تأتمر بـ"قوانينه".
شكل موت فوزي مناسبة لتسليط الضوء على ظاهرة "القبضايات" الذين يتحكمون بالاحياء الشعبية وسكانها. فهو في نظر مؤيديه "بطل" نجح في ارهاب الخصم الذي هو في أغلب الاحيان الخصم السياسي او الطائفي.
وما الدليل على "شعبية" هذا المطلوب للعدالة سوى الحشد الذي اجتمع اليوم في تشييعه في منطقة الرحاب، وبينهم كثير من شبان الاحياء الذين تمثلوا فيه لناحية المظهر والسلوك.

صوت يخترقه الرصاص
إحدى أقربائه تروي: "كانت زوجته ترافقه في السيارة التي كان يقودها، وخلفه عدة سيارات تعود لأصدقائه، نصبوا له مكمناً، بعد أن وشى به مجهول ".

تقاطعها امرأه بصوت يخترق ازيز الرصاص الكثيف الذي انهمر اثناء تشييعه في منطقة الرحاب لتؤكد "التحق بوالده، شهيد حركة أمل أثناء حربها مع التنظيمات الفلسطينية، لم يرَ فوزي الإبن والده، فقد كانت والدته حاملاً في الشهر السابع حين وصلها خبر مقتل زوجها، تربى مع والدته وشقيقيه وشقيقته، قتل أخوه محمد في العام 2003 أثناء تبادل لاطلاق النار بين القوى الأمنية و أصحاب البسطات. أما فوزي فقد كبر على هدف واحد وهو الثأر لأبيه". وشرحت: "لم يدخل المدرسة، نشأ في حي الرحاب، وانضم منذ صغره إلى حركة أمل حتى أصبح بمثابة مسؤول عن منطقة صبرا، هو متزوج من أربعة نساء، ولديه ولدان ".
من بين مئات المشيعين، اقترب شاب والغضب بادٍ على وجهه، صرخ: "رحل حامي المنطقة، رحل من يحب الحق ومن كرس حياته لأخذ حق الناس فمن لديه مشكلة كان يقصده ومن يعتاز مالاً كان يأتي اليه، وعندما قتل داعش مخطوفاً من الجيش كان يقول سأقتل عشرة بدلاً منه".
وعن العمل الذي كان يعتاش منه، أجابت ابنة خالته: "لم يكن يعمل، لديه بسطات ومحلات في منطقة صبرا كان يؤجرها". كلامها يعاكس ما قاله بعض سكان المنطقة، والذين اتهموه بفرض خوات على عربات الخضر والمحلات حيث أكد أحدهم "انه كان يجبر كل من لديه باب رزق في منطقة صبرا على دفع مبلغ شهري من المال، ومعروف عنه عمله في تجارة الأقراص المدمجة الخاصة بالجنس، وقد تم توقيفه وسجنه سابقاً مرات عدة".
أدى مقتل شحرور الى توتر الأوضاع في منطقة الرحاب، حيث أقدم عدد من أهله على قطع طريق السفارة الكويتية وأجبروا بعض المحال على اقفال أبوابها، قبل أن يتدخل الجيش ويعيد الوضع الى طبيعته.
لم يكن شحرور يخرج دائماً من نطاق صبرا وشاتيلا، ذلك انه مطارد ومطلوب لسجل جرمي حافل. نجح الجيش في مطاردته في صور، في حادثة انتهت بشكل مأسوي لمحاولة المطلوب الاعتداء على عناصر الجيش. أنهى موت فوزي حياة رجل أرعب الكثيرين في محيطه كما كان ملهماً للمنحرفين والمتمردين على القوانين وسلطة الدولة. ويبقى السؤال: هل ستنتهي ظاهرة شحرور في العديد من الاحياء والحارات الشعبية في بيروت وغيرها من المناطق، لاسيّما بانتفاء الاسباب المحفزة على ولادة ظواهر مماثلة وأبرزها الفقر والتهميش؟
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا