×

هجرة الشباب الفلسطيني : تنهي القضية والامل بالعودة .....

التصنيف: المرأة

2014-09-28  05:47 م  686

 

الهجرة بمعناها المتداول هي: الانتقال من دولة نامية ذات إمكانات وفرص عمل ضعيفة، إلى دولة أخرى أكثر تطوراً وانفتاحاً، وتتوافر فيها قدرات اقتصادية عالية ومستوى معيشي مرتفع يفتقدها الشاب المهاجر في بلده. ولعل هذا يفسر تزايد هجرة الشباب من الدول العربية في السنوات الأخيرة سعياً إلى تحقيق طموحاتهم وأهدافهم التي تعذر عليهم تحقيقها في بلادهم. ورغم المخاطر الجسام التي تنطوي على الهجرة إلى الخارج إلا أن الفكرة لا تزال تسيطر على غالبية الشباب الذين قاموا باللجوء للدول الأوروبية للحصول على تأشيرات للهجرة لأمريكا وكندا والنرويج أملا في إيجاد ملاذ آمن يضمن لهم حياة هادئة ومستقرة بعيدا عن الحصار والإغلاق والدمار والخراب الذي يطاردهم باستمرار حتى في أحلامهم.
 يعاني الشباب الفلسطيني من أزمة حقيقية فجعلة قسما كبيرا منه اقرب للإحباط واليأس مما يسهل الطريق امام ما يخطط له  الاحتلال الاسرائيلي  بجعل الشباب الفلسطيني  لقمة سائغة لمؤامراته التي تم التخطيط لها منذ سنوات عدة والتي تهدف إلى دفع الكفاءات الفلسطينية للخروج من ارض فلسطين والتي تعتبر العنصر الفعال في عملية البناء والعطاء ، ودفعه للهجرة القسرية في ظل الأوضاع السائدة من أجل إفراغ الوطن من الهوية الفلسطينية وتحقيق المطامع الاستيطانية الاسرائيلية  ،ولكن بعد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والذي ألقى بظلاله على المواطنين وأوضاعهم المعيشية إضافة إلى حالة التشرذم والانقسام الداخلي والتي أثرت سلبا على الكل الفلسطيني أصبحت المناخات مهيئة للشباب الفلسطيني للهجرة في ظل توفر أسباب وعوامل مشجعة على الهجرة . وهذا ما يعانية الشباب الفلسطيني في مخيمات الشتات وخاصة بعد تازم الاوضاع في داخل الدول العربية وتحديدا بعد "ثورات الربيع العربي" التي ادخلت البلاد في حروب داخلية ابعدت الشباب ودفعت بهذا العنصر نحو الهجرة، و لا يبتعد الفلسطيني عن هذا المشهد الماساوي في الوطن العربي وكذلك نتيجة عدم الاستقرار السياسي وانعدام فرص العمل وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغياب أجواء الأمن والأمان المستقبلي. يشرح مسوول حركة حماس في مخيمات صيدا والجوار ابو احمد فضل طه وجهة نظر الحركة من موضوع الهجرة :"حماس لوحدها كطرف فلسطيني لا تستطيع الوقوف بوجه حركة الهجرة الشبابية وانما بمساعدة القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية ومؤسسات المجتمع المدني والاهلي يمكن لها الحد من هذه الظاهرة ،والمطلوب هو اعادة نشر ثقافة المقاومة واعادة تفعيل مفهوم المفاومة في فلسطين وخاصة بعد حرب غزة الاخيرة ،لذلك يجب على الحركات والقوى الفلسطينية العمل على تفعيل دور الشباب وتشبثهم بالارض الفلسطينية من خلال : - تامين الامن والاستقرار لهذه الفئة حيث تعيش قبل الرغيف . –ا لضغط على القوى المحلية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وانتزاع حقوق بعينها للشعب مثل" التملك والعمل" . - تحسين الامور الحياتية اليومية لهذه الاجيال مثل الكهرباء والنت والتعليم والصحة والماء والتنقل بحرية. - العمل السريع على بناء مشاريع تنموية اقتصادية صغيرة تساعد الناس على العمل وتامين لقمة العيش من خلال فسح المجال امام الشباب المل بهذه المؤسسات . فكل هذه الخطوات السريعة براي ابو احمد طه تساعد القوى والاحزاب من الحد على هجرة الشباب في مناطق الشتات او في المناطق الفلسطينية المحتلة . اما عليا العبدالله المسؤولة عن مؤسسات في حركة فتح  وعضوة اقليم فتح في لبنان ترى بان النكبة الفلسطينية هي اقل صعوبة من الهجرة الحالية التي يعاني منها الشعب الفلسطين بهجرة شبابه وعائلتهم الى الغرب التي يكون مصيرها الضياع وخاصة المجموعات التي تغامر بركوب البحر ويتعرضون للموت الحتمي والضياع في دول مختلفة او لجهة الذين يتم ايصالهم الى دول اللجوء والاقامة فيها بحيث يمارسون الاعمال المنحرفة كالمخدرات والتجارات المنحرفة كالتهريب الى الخ... ويتم ابعادهم تدريجيا عن القضية والحياة الفلسطينية بكل اشكالها نتيجة اتباعهم لثقافة غربية اخرى ، ...وهذه الظاهرة اصبحت موجودة وسط المهاجرين في عملية سلخهم عن عاداتهم وتقاليدهم وحياتهم الاجتماعية وبالتالي هذه الهجرة تستفيد منها اسرائيل بالدرجة الاولى وتعمل على توسيع نطاقها ونشرها في المجتمع الفلسطيني،وخاصة اليوم ما تتعرض له مناطق غزة والضفة لهجرة واسعة من قبل الشباب الصغير بتشجيع اسرائيلي وتسهيل له مما يساهم بافراغ المناطق الفلسطينية من اهلها وابقاء العنصر الهرم وتزايد العنوسة وسط النساء وعدم افراز اجيال شابة بسبب قلة الزواج وتفتت الاسر لابتعاد الاهل والاولاد عن المشهد. ووتتوقف العبدالله امام مسائلة مهمة بحياة الشعب الفلسطيني الذي وقع ضحية اغتصاب ارضه واضطر للهجرة القسرية وتبديل مكانه ،لكن الهجرة لم تاتر كثيرا على واقع وحياة الشعب الفلسطيني كما حال الهجرة الحالية لان الشعب الذي نزح من فلسطين الى مناطق الجوار جاء بكل عاداته وتقاليده وحافظ عليها وساهم بزيادة العامل الديمغرافي للاسر الفلسطينية التي كانت تشكل عائقا فعليا بوجه العدو من خلال مطالبتها المستمرة بحق العودة . فالعبدالله تشير :"ان دور الحكومة الفلسطينية مهم جدا في وضع استراتيجية فلسطينية للحد من الهجرة ،وكان للمؤسسة دور بسيط من خلال العمل على توعية الشباب والنساء والاهل على مخاطر الهجرة وتاثيرها على القضية الفلسطينية ، وبالتالي تحن نعمل في المؤسسة على تأ مين مشاريع صغيرة لمساعدة العائلات الفلسطينية الفقيرة في تأمين حاجتها ولعدم دفعها للهجرة، ولكن يبقى دورنا رمزي في هذه العملية الكبيرة التي تتطلب جهود الجميع من اجل تامين مطالب الشباب لدعم  صمودهم وعدم الانصياع للضغوط و الهجرة ". فالهجرة بالاساس مرض العصر الحالي وهو مطلب كل شاب يحاول الخروج من الدول العربية الفقيرة والتي تعاني من مشاكل كبيرة مثل الفقر والتطرف والمرض والامن والتعليم والضمان الاجتماعي والهوية الاوروبية التي باتت مطلبا شرعيا لكل شاب يريد التنقل والعيش بكرامة.... لكن يبقى الامل على نشر الثقافة الوطنية وسط الشعب الفلسطيني وتامين مشاريع اقتصادية بالاتفاق مع المؤسسات العالمية والامم المتحدة لمساعدته على البقاء لانه المعني المباشر بالقضية الفلسطينة وخروجه من المشهد ينهي القضية ويقوض الجهود بمطلب حق العودة الى الديار المغتصبة .
 تحقيق : د.خالد ممدوح العزي،وعصام الحلبي .
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا