رأفت نعيم
لا يعير رئيس بلدية صيدا محمد السعودي اهتماما للإنتقادات التي يوجهها البعض في المدينة لمشاريع بيئية وانمائية تشرف البلدية على تنفيذها، الا بقدر ما تكون هذه الانتقادات تقنية وموضوعية، اما الانتقاد في غير محله ومكانه فيرده الى اصحابه ويعتبر انهم يتخذون موقفا ضد ابناء ومصلحة مدينتهم.
ويلفت السعودي الى انه كان لديه خصم واحد هو جبل النفايات وانه استطاع كما وعد ابناء مدينته ان يقضي عليه، مبديا ارتياحا للوضع الأمني في مدينته، ويرى انه افضل حالا نسبة الى مناطق اخرى، وان الفضل في ذلك يعود الى تفاهم جميع الأفرقاء في المدينة وتعاونهم وتواصلهم مع المؤسسات الأمنية الرسمية ومع القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة.
ويقول السعودي في حديث مع» المستقبل» :« الانجاز الأكبر والأهم، مشروع ازالة جبل النفايات وتحويل منطقته الى ارض خضراء. المشروع حاليا في مرحلة تغليف المطمر لمنع التسرب، وتمهيدا لوضع طبقة خضراء حيث ستنشأ منطقة مساحتها 65 الف متر مربع ترتفع عن الطريق 8 امتار ونصف. وسيبقى مكان المطمر مسيجا وغير متاح للعموم حتى يتم التأكد من سحب كل الغاز منه وهذا قد يحتاج الى وقت بين 7 و10 سنوات، وسيشكل امتدادا للحديقة التي ستقوم جنوب المطمر بمساحة 35 الف متر مربع».
ويكشف عن « توجه لاستحداث محرقة للعوادم الناجمة عن النفايات التي تصب في معمل معالجة النفايات الصلبة».
ويشير الى ان «المرحلة الأولى من مشروع المرفأ التجاري الحديث لصيدا ستنجز خلال اشهر، ويضم المرفأ ارصفة يبلغ مجموع طولها 450 مترا، بعمق 9 امتار، الأمر الذي سيتيح استقبال سفنا عملاقة»، لافتا الى ان « البلدية نجحت في تحرير الكورنيش البحري وتنظيف شاطئ صيدا الشمالي، ونعد مشروعا متكاملا لتلك المنطقة».
ولفت السعودي الى « انشاء مرافق رياضية جديدة في مدينة رفيق الحريري الرياضية «، مشيرا الى ان « تشغيل المستشفى التركي للحروق شمال صيدا قيد المتابعة مع وزير الصحة وائل ابو فاعور لإيجاد حل وطريقة لكي يتم تشغيله».
وعن مشروع الضم والفرز، يقول السعودي: « الدراسة التي يقوم بها مكتب مصطفى فواز قاربت على الانتهاء وسيتم وفق هذه الدراسة تحديد كيفية تقسيم الأراضي والبنية التحتية ليبقى المنحى القانوني مع اصحاب الأراضي، اذ ان المساحة التي يشملها مشروع الضم والفرز هي 1.400.000 متر مربع سيتم تقسيمها بين طرقات وحدائق واستثمارات ومنشآت. أما فيما يتعلق بالبنية التحتية لوسط المدينة، فان المناطق الداخلية شارفت على الانتهاء، والآن يجري العمل في ساحة الشهداء، ورياض الصلح وداخل الأسواق».
وتحدث عن المشاريع التراثية والثقافية لصيدا: ترميم القشلة عند اطراف صيدا القديمة وخلق اماكن للحرفيين فيها، وتم البدء بترميم القلعة البرية اما بالنسبة للمتحف التاريخي لآثار صيدا، فان العمل بدأ بالإنشاءات بعد تأخير بسبب استكمال المكتشفات الأثرية في موقع الفرير الذي سيقوم عليه المشروع».
وأكد انه « اذا كانت المعارضة للمشاريع تقنية، فان باب البلدية مفتوح واهلا وسهلا بكل الانتقادات والنقاش في هذه الحالة يفيدنا ويغني عملنا، اما ان تكون المعارضة في موقع مشروع حيوي كبير وعلى مرأى ومسمع من زائر كبير، فمن يعارض وينتقد بهذا الشكل يكون يريد ان يخسر ناسه ويكون يتخذ موقفا ضد ابناء مدينته»،
مشددا على انه «ليس عندي خصوم بالسياسة لأني لا اشتغل سياسة، بل اشتغل عملا بلديا وانماء. كان عندي خصم واحد هو جبل النفايات وقضيت عليه».
وعن واقع النزوح وتأثيره على صيدا، يشير السعودي الى ان « النزوح عبء كبير على صيدا، لأننا مسؤولون عن تأمين الحاجات الضرورية للأخوة النازحين من مياه وكهرباء الى جانب اننا وضمن امكانياتنا المحدودة نحاول قدر الامكان تذليل العقبات التي تعترضهم والاشراف على وصول المساعدات اليهم، لكن هذه المساعدات محدودة ومحصورة، ودوليا لا تستفيد صيدا من اية مساعدات باستثناء ما قدمه برنامج الأمم المتحدة الانمائي من مستوعبات للنفايات»، مبديا ارتياحه « للوضع الأمني في المدينة اذ حتى الآن لم تتأثر صيدا أمنيا بما يجري في مناطق اخرى، والوضع فيها افضل حالا نسبيا. وهناك تواصل وتفاهم بين جميع الأطراف على حفظ الأمن في المدينة ومخيم عين الحلوة». ويبدي السعودي انزعاجا من بعض الأمور التي تعرقل عمل البلدية ومنها الروتين الاداري لكن الأمر ليس حصرا ببلدية صيدا».