التوافق الإنتخابي

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-04-22 02:36 م 1006

في البداية عندما سمِعنا أن هنالِك توافقاً حصَل حول أنتخابات بلدية صيدا كلنا فرِحنا وقُلنا سِراً وعلانية فعلاً إنكِ يا صيدا عظيمة بأبنائِك الذين جنبوكِ معركة إحتقان سياسي كانت بِلا فائِدة وأصبحتِ رمزاً للتوافق ومِثالاً في الديموقراطية وأثبتِ للجميع ان أبنائكِ على قدرٍ كبير من المسؤولية , وعمل ممتاز وعظيم ورائع أن يتفِق الجميع على شيء ما ويا ليتهم إتفقوا من قبل لكنتِ الآن من المدن المزدهرة ووفروا عليكِ وعلينا عناء 12 عاماً من الخِلافات الساسية الضيقة والمعاناة وعدم النمو لكن المثل يقول أن تاتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي أبداً عِلماً إننا كُنا نتمنى أن نطّلِع على برنامج عمل الرئيس التوافقي العتيد ونتناقش معه لإيجاد قواسم مشتركة لصالح المدينة ,لكن سمعتُه الجيدة وحُسن خِصاله أراحت الناس لما له من نظافة كف وخبرة في الإدارة ولكن السؤال المهم الآتي الذي يطرحَهُ كل مواطن يهتم ببلده هل سيبقى الجميع متوافِقاً بعد تشكيل المجلس البلدي أم سيكون الإختِلاف على الحصص ونرى مجدداً الإنقسام السياسي وترجِع حليمة إلى عادتها القديمة؟

لكن تمنياتنا القلبية ولو لمرة واحدة فقط ليسجِل تاريخ صيدا المشرِف أن يترك الجميع هذا المجلس البلدي يعمل لوحده دون مزايدات ومناكفات ولا أن يضعوا عصياً في دواليبه ليُحمِل كل طرف مسؤولية فشل البلدية للآخر ويكون الخاسر الأكبر هو نحن الشعب المسكين الذي آمن بالتوافق والإنسجام البلدي ظناً منه أن الحظ آتى فاتحاً ذراعيه إكراماً لهذه المدينة وشعبها الطيب,ورجاءاً لا تخيبوا آمالنا ولو لمرة وإتركوا هذه المدينة العريق تحظى بفرصة لإنمائها بعيداً عن خِلافاتكم وحساباتكم الضيقة والشخصانية والآنية ولنعيش بسلام آمنين كرمى لأطفالنا ونكون لكم من الشاكرين.

لكن الملفت للنظر ان بعضاً من المشايخ الذين ترشحوا بالصدفة والمتضررين من التوافق ولو كنا معهم من حيث المبدأ في فرض التوافق كما هو الحال في فرض الخِلاف علينا لكن مصلحة المدينة فوق اي إعتبارات خاصة وهم يعرفون في قرارة نفسهم إنهم غير مقتنعين اصلاً بِحظوظِهم في الفوز والأجدى بهم ان يلتفتوا إلى ما تُمليه عليهم عمائِمهم النقية الطاهرة من واجبات شرعية في تعليم ديننا الحنيف بدلا من التلهي وراء مزايدات إعلامية لا تؤخر ولا تقدم خِدمة للإسلام والمسلمين.

هيثم النقوزي