×

أشجار أورثت أسماءها وأخرى أصبحت هي المكان

التصنيف: تقارير

2014-10-13  07:04 ص  455

 

أفت نعيم
لا تزال بعض أحياء ونواحي مدينة صيدا تحتفظ بتسميات ترتبط باشجار معمرة او مثمرة كانت موجودة فيها قديما ومضت تاركة اسمها للمكان، فيما تصمد اخرى لتصبح هي المكان.

انها الذاكرة المحكية لشارع او حي، تتحول مع مرور الزمن والتطور العمراني وزحف الاسمنت والاسفلت الى ذكرى لا يبقى منها الا الإسم.

عند مدخل عبرا في ضاحية صيدا الشرقية، ثمة منعطف رئيسي يعرف بإسم « كوع الخروبة « رغم انه لا وجود لشجرة خروب في المكان!. يشير سعد الدين اليمن ( مواليد 1938) الى ان التسمية اطلقت على ذلك المنعطف نسبة الى شجرة خروب عملاقة كانت موجودة في هذا المكان قبل عقود طويلة، وبقيت لفترة بعد توسيع الطريق الى ان تم قطعها، تاركة اسمها للمكان الذي ارتبط لاحقا بالعديد من المحطات والأحداث التي مرت بها المنطقة.. حتى اصبحت التسمية تذكر فقط في معرض الاشارة الى مكان وقوع حدث او حادث. والأمر نفسه ينطبق على احد احياء صيدا الداخلية المسمى «زاروب النجاصة» نسبة الى شجرة اجاص كانت موجودة فيه قديما.. وبقي الاسم ملازما للمكان بعد ازالتها فذاعت شهرة هذا الحي باسمه الأصلي لكثرة ما مر عليه من احداث.

لكن نواحي اخرى في المدينة اصبحت فيها اشجار معمرة هي المكان اسما على مسمى كمحلة الكينايات على ضفاف الأولي التي لا تزال تشمخ فيها اشجار الكينا العملاقة التي تختزن عمرا يمتد الى اكثر من مائة عام حافلة بالذكريات والمحطات، المؤلم منها والمفرح.. وها هي منطقة الكينايات تتجدد مكانا وشجرا الى شجرها المعمر الذي لا تزال جذوعه تحتفظ بخربشات اطفال واسهم تخترق قلوب عاشقين واحرف لأسماء والقاب وكنىً «مرت من هنا».

عملية التأهيل التي تقوم بها جمعية محمد زيدان للإنماء، تعيد المكان متنفسا للمدينة ومقصدا للزائرين من مختلف المناطق بطريقة منظمة ومجانا.. احواض حماية اقيمت حول اشجار الكينا المعمرة وتزرع اجيال جديدة منها بمحاذاة مجرى النهر.

وبينما تحافظ البرامية مثلا على اشجارها المعمرة عمرا والمختزنة تاريخاً تاركة لكل شجرة تسميتها وخصوصيتها.. باستثناء ذاكرتها التي تتقاسمها والمكان.. لا تزال سنديانة « طلعة المحافظ « صامدة بعدما منحت اسمها ايضا لمحطة وقود مجاورة لها.

اما شجرة « الفيكوس «المعمرة في محلة الكنيسات على طريق شرحبيل بقسطا شمالي المدينة فيزيد عمرها على الخمسين سنة، وهي تكاد لضخامتها وكثرة فروعها تغطي الطريق بكامله. والمفارقة ان هذه الشجرة كانت شاهدا على احداث ومحطات امنية كبرى عاشتها المنطقة ابان الحرب الأهلية والاحتلال الاسرائيلي ورغم ذلك بقيت صامدة وكبرت وتفرعت ولا تزال حتى يومنا هذا.

ويتقاسم مخيم عين الحلوة مع صيدا هذه الخصوصية لبعض الأحياء والشوارع، حيث احتفظ حي الجميزة بإسم هذه الشجرة رغم زوالها، ولم يبق في حي الصفصاف، صفصافة واحدة.. بينما يصمد ما تبقى من « كينايات « جبل الحليب شاهدا على محطات حافلة بالأحداث التي مرت على المخيم منذ قيامه.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا