×

يعتذر القتيل.. ولا يرضى القاتل

التصنيف: المرأة

2014-10-14  06:53 ص  432

 


رأفت نعيم
ليست جريمة قتل بطبيعة الحال، ولكنها حادثة اقرب الى القتل المعنوي حصلت بين مواطن في احدى ضواحي صيدا وبين سائق سيارة من «شبيحة هذا الزمن الرديء «.

بدأت الحكاية عندما كان الأخير يهم بالرجوع بسيارته الى الخلف للانطلاق بها، في وقت قدر لرب اسرة تثقل رأسه هموم المعيشة وسبل تأمين معيشة عائلته، ان يمر في تلك اللحظة من دون ان يلاحظ ان هناك سيارة ترجع الى الخلف باتجاهه.. حتى صدمته في كتفه. لكن الله سلم. واقتصر الأمر على بعض الرضوض والأوجاع.. ومن دون الحاجة لنقله الى المستشفى.. لكن ما كان ينتظره كان اسوأ.

«الحمد لله»، قالها وهو ينظر ناحية السائق منتظرا ان يهم بمبادلته التهنئة بالسلامة، لكن صدمة اخرى كان وقعها عليه اقوى من صدمة السيارة حين ترجل السائق « الشبيح « وتوجه مسرعا نحوه ليعنفه ويلومه لأنه « سمح لنفسه ان يمر في هذه اللحظة خلف السيارة».

«شو اعمى مش شايف؟».. اقل العبارات التي تلقاها صاحبنا من بين سيل من الشتائم التي وجهها اليه السائق.

للوهلة الأولى التزم الصمت ولم يعرف ماذا يقول.. «اينا الذي صدم الآخر «، يحدث نفسه مستعيدا للحظات وقائع الحادثة : «انا المصدوم.. فلماذا يعنفني «. ينظر قليلا الى السيارة متحسسا المكان الذي صدمه منها لعله تسبب بتضررها، بينما الآخر مستمر في توجه الاهانات له والناس متجمعون حولهما، بعضهم يحاول التدخل مصلحا.. وآخرون اكتفوا بالتفرج.

وبعد اخذ ورد، قرر صاحبنا اخيرا ان يستسلم للواقع لأنه «ما بدو يعمل مشاكل مع حدا» وبدو»يلحق اشغالو»: يا خيي انا الغلطان.. بعتذر منك ومن السيارة.. حقك عليي.... انا مش مأمن عا حالي لا الزامي ولا ضد الغير... يرضى عليك خليني شوف اشغالي.. قالها المواطن «المصدوم « ومضى في سبيله...

علامات صمت وذهول ارتسمت على وجوه من تجمعوا في المكان ازاء رد فعل مواطن على معاملة سائق صدمه مرتين مرة بسيارته ومرة بلسانه..

وردد احدهم تعليقا على ذلك البيت الشهير من شعر نزار «يرضى القتيل.. وليس يرضى القاتل».. حتى لو اعتذر...

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا