صيدا - نزيه نقوزي

يقول المثل العربي: لا تقل فول حتى يصير في المكيول. هذا هو حال التوافق البلدي في مدينة صيدا، التي بدأت الأسئلة حول صدقية القوى في الاستمرار بالسير في العملية التوافقية. وبسبب هذه الأسئلة استأنف مرشح التوافق لرئاسة بلدية صيدا المهندس محمد السعودي حركته امس بين القوى فالتقى النائب السابق رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، كما اجتمع مع رئيس الطائفة المارونية في صيدا ودير القمر المطران ايلي نصار في كنيسة الموارنة في صيدا.

وعلى الصعيد ذاته تجدد اللقاء بين تيار المستقبل والجماعة الاسلامية، كما تابع الرئيس فواد السنيورة والنائبة بهية الحريري لقاءاتهما البلدية.
الدكتور سعد، وبعد لقائه مع السعودي قال: نحن نحرص كل الحرص على تسهيل مهمة الاستاذ محمد السعودي. وقلنا منذ البداية إننا لا نريد محاصصة سياسية أو حزبية في اللائحة العتيدة، وفوّضنا الاستاذ محمد السعودي كمرشح مستقل لرئاسة البلدية بتشكيل اللائحة. ونؤكد الآن مرة أخرى على هذا التفويض، وعليه أن يتحمل مسؤوليته في هذا المجال، وهو على قدر المسؤولية.
وأضاف: ما نريده هو مجلس بلدي يهتم بمعالجة مشكلات المدينة على مختلف الصعد البيئية والعمرانية والخدماتية بحيث تطال المعالجة مختلف أحياء المدينة، وبخاصة الأحياء الشعبية والمدن الصناعية والأسواق التجارية.
وبسبب تردّي الأوضاع الاجتماعية، وتراجع مستوى المعيشة لدى غالبية أبناء المدينة بمعدلات خطيرة وغير مسبوقة، ندعو المجلس البلدي العتيد الى إيلاء الوضع الاجتماعي اهتماماً خاصاً واستثنائياً عبر وضع برامج تهدف الى النهوض بأوضاع الفئات الاجتماعية التي طال حرمانها وتهميشها.
وقال: لا نريد حصصاً، بل معايير تلبي المصلحة العامة للمدينة، من دون تهميش ولا امتياز لأحد. نريد مجلساً بلدياً عادلاً ومنصفاً بين أبناء المدينة، من دون وصاية أو استئثار من أحد، نريده مجلساً للعموم.
وأكد سعد أن ما يجري هو مجرد سعي للتفاهم على المجلس البلدي القادم، وليس توافقاً سياسياً في المدينة، وانه لن يكون هناك اي توافق سياسي في المدى المنظور.
ودعا الأطراف السياسية الى دعم البلدية العتيدة، لتحقيق برنامجها، لأن هناك جانباً من برنامجها متعلق بسياسات الحكومة، ومطلوب من الحكومة، ويحتاج الى المعالجة من السلطة المركزية، وبالتالي ليست البلدية وحدها مسوولة عن تحقيقها.
السعودي
من جهته قال المهندس السعودي: إن المشاورات مع كافة الأطراف لا تزال مستمرة، وإنه قد تسلم من د. أسامة سعد برنامج العمل البلدي، مؤكداً أنه سيقوم بدراسة هذا البرنامج متمنياً تحقيق القسم الأكبر منه.
واعتبر أنه من الضروري مناقشة موضوع خطة عمل المجلس البلدي على صعيد المشاريع الانمائية، ووضعها في أولى أولويات المجلس العتيد، ومنها ٣٠ مشروعاً مطروحة من قبل، ومشاريع أخرى ستضاف بعد تسلمه البرنامج من د. أسامة سعد. وأعرب عن تقديره بأنه أنجز ٧٠% من مهمة التوافق البلدي حتى الآن.
لقاء المستقبل والجماعة
وعلى صعيد اللقاء الذي عقد في مجدليون أمس فقد شارك فيه عن التيار نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري ومنسق عام التيار في الجنوب المهندس يوسف النقيب والمحامي محيي الدين الجويدي، وعن الجماعة مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود والمسؤول التنظيمي حسن أبو زيد وحسن شماس وأحمد الجردلي بحضور رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف حيث جرى خلال اللقاء البحث في المراحل التي قطعها الاستحقاق البلدي في المدينة في اتجاه التزكية.
وأكد الرئيس السنيورة اثر اللقاء، أن ما تم انجازه من تزكية للمهندس محمد السعودي لرئاسة المجلس البلدي للمدينة يهدف الى أن تتمثل صيدا بمجلس بلدي لديه الكفاءة والقدرة على العمل كمجموعة بثقة وانسجام وبتعاون فيما بينها في خدمة الشأن العام في المدينة وتنميتها بعيداً عن التحزب وعن المحاصصة.
وأعرب عن اعتقاده بأن السعودي، بما راكم خلال هذه السنوات من خبرات ومعرفة وأيضاً بما يتمتع به من خلق، يستحق أن نقف الى جانبه، وسنعمل من اجل المساعدة قي تمكينه لكي يؤلف فريق العمل المطلوب.
ونفى وجود أي هدف للمحاصصة في تركيب اللائحة، لأن المطلوب هو مجموعة تمثل المدينة ولديها الكفاءات والقدرة على العمل سوية في خدمة الشأن العام في المدينة والعملية التنموية بعيداً عن التحزب وعن المحاصصة.
ومن جهته قال المسؤول السياسي للجماعة بسام حمود إن البحث تناول سبل انجاح المساعي التي يقوم بها المرشح المهندس محمد السعودي من اجل تشكيل فريق عمل بلدي يحظى بالتزكية من كل القوى السياسية في صيدا، مؤكداً حرص الجماعة الاسلامية على انجاح هذه الخطوة من أجل تجنيب المدينة اهتزازات نحن في غنى عنها.
وفي منزل المحامي الزين أكدت النائبة بهية الحريري أنه لن يتم فرض أي اسم على مرشح التزكية لرئاسة بلدية صيدا المهندس السعودي وسيكون له حرية اختيار الفريق الذي سيقود العمل البلدي التنموي في المدينة.
وكان هذا اللقاء للتشاور بشأن الاستحقاق البلدي، فقالت الحريري: نريد فريق عمل تنموياً بعيداً عن السياسة وعن المحاصصة، آملة أن يوفق الجميع في تجنيب صيدا أية تشنجات، ومعتبرة أنه آن الأوان للانطلاق بعملية النهوض بالمدينة وتطويرها.
وأضافت الحريري: نحن قمنا بواجبنا تجاه المدينة، وحاولنا على قدر ما اجتهدنا، والآن نقول إنه آن الأوان للانطلاق بعملية النهوض والتطوير. وصيدا لديها كل الامكانيات لكي تتطور وتصبح مدينة لها مكانتها وموقعها على صعيد الوطن والمنطقة العربية، ونحن نعتبر أن النهوض مسؤولية الجميع ومسؤولية كل طرف في المدينة، ونحن نقول اذا أردنا أن ننهض نحتاج الى فريق بعيد عن السياسة.
ونحن والجماعة الاسلامية اتفقنا على المبادئ، وهي أننا نريد فريق عمل وليس محاصصة، وإن شاء الله تكون ضمن الفريق مجموعة من النساء. ومهمتنا قدر الامكان، أن نفتح الطريق أمام الصبايا والشباب. والمجلس البلدي هو المكان الأفضل للطاقات.
وزار المهندس السعودي رئيس الطائفة المارونية في صيدا ودير القمر المطران ايلي نصار، حيث عقد اجتماع في كنيسة الموارنة في مدينة صيدا للتعارف، وجرى بحث موضوع انتخابات بلدية صيدا حيث اطلع المطران نصار على العملية التوافقية التي جرت. واستمع السعودي الى آراء ونصائح المطران