×

ثمرة تعاون جامعة الجنان والمركز الفرنسي والشبكة المدرسية

التصنيف: تقارير

2010-04-26  09:08 ص  3732

 

تغنّى الأدباء والشعراء بجماليات خلدت عبر التاريخ، فنهلت من قبس نور اللغات، لتطفي على النور جمالاً تشعّب بأساليب متعددة، وتغدو فنوناً نقشت في ذاكرة الأمة وقلوب أبنائها··

ولأنها لغة القرآن وأهل الجنة، زادها الله جمالاً بكلامه المعجز شكلاً ومضموناً، وإيقاعاً تعشقه القلوب قبل الآذان، ورسماً وقفياً بجماله المتعدد·· فكان الإعجاز في التكرار بأشكال تُغني المعاني والمضمون وتصقله بالشكل والجماليات·· لأنها اللغة العربية خزان ذاكرة الأمة بعربها وعجمها، جاءت لتحمل رسالة الوحدة والمساواة بين بني البشر··

ويزيد من جمالها تناغمها مع اللغات، وخصوصاً الفرنسية التي تتشاطر معها في الوقع واللحن والتصريف، ولكن يبقى للغة الضاد رونقها الخاص، والقاسم المشترك لكل باحث عن الجمال والثقافة والغنى في أساليب التعبير والكتابة·· لذلك كانت مسابقة <جماليات الخط العربي> والتي توجه لطلاب المدارس والجامعات، إعادة لإحياء جمالية الخطوط العربية، وتعويد الطلاب على أسلوبي الكتابة والتعبير، وتضمينها لقضايانا المصيرية والقدس، في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي سرقة التاريخ والجغرافيا ومعهما الثقافة لطمس الهوية··

وجاءت هذه المسابقة التي نظمتها <جامعة الجنان>، ثمرة رعاية رئيسة <لجنة التربية والثقافة النيابية> النائب بهية الحريري وتعاون <المركز الثقافي الفرنسي> في صيدا وطرابلس و<الشبكة المدرسية لصيدا والجوار>، والتي تختتم الأحد المقبل بحفل توزيع للجوائز وذلك الخامسة والنصف مساءً على مسرح <قصر الأونيسكو> في بيروت··

<لــواء صيدا والجنوب> يُسلط الضوء على أهمية هذه المسابقة ودورها في العودة الى جمالية الكتابة العربية··

لوحات فنية مدير <جامعة الجنان> في صيدا الدكتور أحمد إشراقية، أشار الى <أن فكرة مسابقة جماليات الخط العربي تأتي من ضمن واجبنا الأكاديمي، بعدما لاحظنا أن الطلاب يصلون الى الجامعة ولديهم مشاكل في الخط العربي، لأن هناك تراجعاً في اهتمام الطالب بلغته من حيث التعبير والشكل، وهما خطان متوازيان علينا العمل عليهما، لتحسين أسلوب التعبير وشكل الكتابة، خصوصاً أن اللغة العربية لديها جمالية كبيرة وذوق رفيع، وهي اللغة الوحيدة التي تكتب بعدة أنواع من الخطوط المتوارثة لنا عبر التاريخ>·

وقال: من هنا، فإن اللغة العربية ليست كتابة وحسب، بل عبارة عن لوحات فنية، فجاءت الفكرة عبر مبادرة من رئيسة الجامعة الدكتورة منى حداد يكن للإهتمام بخط الطالب، تشجيعاً له على حب اللغة العربية من حيث جماليتها سواءً في التعبير أو الكتابة· ونفذت الفكرة في العام الماضي بالتعاون مع <المركز الثقافي الفرنسي> في طرابلس، ولقيت نجاحاً كبيراً ومشاركة عدد كبير من طلاب المدارس، وهذا العام رغبنا في تطوير الفكرة·

وأضاف: هذا العام، عرضنا الفكرة على رئيسة <لجنة التربية والثقافة النيابية> النائب بهية الحريري، التي شجعتها كثيراً وأكدت أن هذا الموضوع هو من أحب المواضيع الى قلبها، وأنها تبدي اهتماماً كبيراً باللغة والخط العربي، وتم بتوجيهات منها الإتصال بـ <الشبكة المدرسية لصيدا والجوار> و<المركز الثقافي الفرنسي> في صيدا، حيث تم اطلاق المسابقة في صيدا بتاريخ 21 آذار، وذلك بمشاركة عدد كبير من طلاب المدارس في <دار المعلمين>، وأطلقت في طرابلس بتاريخ 28 في <جامعة الجنان> برعاية كريمة من النائب بهية الحريري·

تعميم التجربة والقدس وأكد إشراقية <أن هدف المسابقة تعميم التجربة في كل المناطق اللبنانية، وايجاد رأى عام يطالب بإعادة ادراج مادة الخط العربي في المدارس بدءاً من المراحل الأولى الى جانب دراسة مادة اللغة العربية، لأنها ليست تعبيراً وحسب، بل شكل وخط جمالي، ومن المواضيع التي تم اختيارها التركيز على المزاوجة بين اللغة العربية وقضايانا المصيرية، حيث طُلب من المشاركين تخطيط قصيدة عن القدس بعنوان <زهرة المدائن> للأخوين رحباني، والتي تعبّر عن قضية عربية تهمنا بالدرجة الأولى، فكان هناك اهتمام من قبل كل المشاركين ومن راعية الإحتفال والداعمين للمسابقة>·

وعن التعاون مع <المركز الثقافي الفرنسي>، رغم أن المسابقة هي للغة العربية، أشار الى <أن المركز الفرنسي هو من أهم المراكز في لبنان التي تهتم بثقافة لبنان، فنادراً ما نجد مركز ثقافي أجنبي لديه هذا النشاط والسبق في طرح الأفكار والمبادرات التي تتعلق بثقافة لبنان، فضلاً عن أن التاريخ الذي يجمع الثقافة الفرنسية والعربية بوابتها لبنان، كما أننا طرحنا هذا التساؤل للقائمين على المركز الفرنسي، فإعتبروا أن اللغتين تمتازان بقواسم مشتركة هي جمالية التعبير والموسيقى، وهناك أيضاً التاريخ المشترك في منطقتنا، لذلك كانوا من المشاركين الفاعلين في مسابقة الخط العربي ومن الحريصين على المشاركة في هذه النشاطات الثقافية، خصوصاً أن المسابقة تضمنت تعليقاً على لوحات الخط العربي باللغة الفرنسية من قبل بعض المتسابقين>·

وأمل اشراقية <أن يتم في العام المقبل اطلاق عملية تأهيل طلاب المدارس عبر تدريبهم من قبل معلمي المدارس على الخط العربي، قبل مشاركتهم في هذه المسابقة، ومن ثم على المستوى الوطني نأمل زيادة عدد المشاركين والداعمين لها، كي يكون هناك مشاركة على مستوى كل الوطن، كما أننا فتحنا المجال لطلاب الجامعات الموهبين في فن الخط العربي بالمشاركة، فكانت مشاركة طلاب <جامعة الجنان> في صيدا وطرابلس في المسابقة من خلال التقديم والتنظيم أيضاً>·

وقال: نحرص على اشراك طلاب المرحلة الثانوية الذين يحتاجون الى توجيه حول مستقبل الإختيار الجامعي، والتأكيد أن الجامعة لديها رسالة كما للمدرسة، حيث ونهتم في <جامعة الجنان> باللغة العربية والإختصاصات، كون الجامعة مرحلة مكملة للمدرسة نعد من خلالها الشباب للدخول الى سوق العمل، كي لا يشعر الطالب المدرسي أنه مع انتهاء المرحلة المدرسية انتهت الرسالة، بل يجب أن يشعر بأن لديه رسالة عملية أكبر هي تكملة للمدرسة لإيصاله الى سوق العمل·

دورات تدريبية وبرامج جامعية وعن تطوير المسابقة وتدريب الطلاب على أساليب الكتابة قال: في صيدا قمنا بالتعاون مع <الشبكة المدرسية لصيدا والجوار> و<المركز الثقافي الفرنسي> بدورة لتدريب معلمي الفنون والخط العربي في عدد كبير من مدارس صيدا والتي قدمها المتخصص هاني حمود مشكوراً، وسنبقى في الجامعة من الداعمين والمنظمين والمشجعين لهذه المسابقة ورسم خططها المستقبلية، أما على مستوى تدريب الطلاب، فإن ذلك مطلوب من المدارس ونحن على استعداد لتقديم أي مساعدة في هذا المجال··

وشدد على <اهتمام <جامعة الجنان> باللغة العربية التي نعتبرها اللغة الأساسية للجامعة، رغم أن هناك مواداً تُدرّس باللغة الأجنبية، لكن في جميع الإختصاصات اللغة العربية هي مادة أساسية وليست اختيارية، واهتمامنا بها يفوق الإهتمام باللغة الإنكليزية، حيث لا يمكن للطالب مهما كان الإختصاص الذي اختاره أن يتخرج من <جامعة الجنان> إن لم يكن قد وصل الى مستوى معين من ناحية القواعد والخط العربي>·

وقال: الجامعة في صيدا تضم اختصاصات ادارة الأعمال وكلية الصحة التي تضم التمريض وتكنولوجيا الطب المخبري والإشراف الصحي الإجتماعي، كلية الإعلام بشقيها المرئي والمسموع والصحافة المكتوبة، كلية التربية لإعداد المعلمين والدراسات الإسلامية في كلية الشريعة وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ومن ضمنها قسم الشريعة، والإختصاصات التي تم اختيارها في صيدا هي نادرة في السوق والمدينة بحاجة لها، ومنها الإعلام والتمريض، وكذلك أعطاء ليسانس جامعي بالدراسات الإسلامية·· ونحن لا نطرح أي اختصاص للتدريس إن لم يكن مرخص من الدولة اللبنانية وكل الإختصاصات والشهادات في صيدا هي مرخصة من الدولة اللبنانية وتلبي المعايير المطلوبة من وزارة التربية والتعليم العالي·

الوعي والحفاظ على الرسالة وختم الدكتور إشراقية داعياً <الطلاب الى ضرورة الوعي عند اختيار الإختصاص الذي يجب أن يكون ملائماً لقدراتهم واحتياجات السوق، وأن يختار الطالب الإختصاص حسب قدراته الذهنية والفكرية وحبه للإختصاص وقدراته المالية، وأن يختار بوعي المؤسسة التي سيدرس فيها، لأن هناك مؤسسات تصدر شهادات غير معترف بها، وبالتالي يكون الخريج مشروع عاطل عن العمل، لأن الشهادة ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لإيجاد فرصة عمل، وعلى الأهل أيضاً مساعدة ابنائهم وتوجيههم الى الإختصاص الذي يحبونه وأختيار المؤسسة التي لديها ترخيص قانوني ولديها رسالة في نفس الوقت بأن تعلم وتثقف وتربي، فرسالتنا مكملة لرسالة المدرسة وليست منفصلة عنها، لأن روح الرسالة هي التربية والتثقيف والتعليم، لذلك نطلب من المسؤولين أن لا تستمر فوضى التعليم العالي، لأن ذلك يشوش على الطلاب، ويجب وضع حد لهذه الفوضى، لأنه لا يقبل أن ينظم القطاع الخاص نفسه بنفسه، فعلى المسؤولين أن يتحركوا لتنظيم التعليم العالي الخاص في أسرع وقت حفاظاً على الجيل الذي سيتخرج>··

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا