×

ماذا عن خصوصية غير المحجّبات؟

التصنيف: المرأة

2014-11-11  06:04 م  539

 

غسان حجار
يحلو لوزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب ان يأمر (أمس) مدرسة مسيحية بإدخال تلميذة خالفت النظام الداخلي للمدرسة بارتدائها الحجاب الاسلامي، بعدما كان اهلها تعهدوا قبل سنوات، التزام القوانين الموضوعة. وقررت العائلة لاحقاً أن تفعل ما يحلو لها، مهدّدة ومتوعّدة بنشر الموضوع في الإعلام الذي بات بعضه ينحو الى الفضائحية في معالجته الامور، ويتدخل في الخصوصيات من دون رادع.

والموضوع المثار بشقّين، الاول قانوني، والثاني ميثاقي، او لنقل ادبياً. ففي القانون، لكل مدرسة وجامعة قوانينها وانظمتها التي يجب الا تخرج عن النظام العام في البلاد، ولا يجوز لوزير او مسؤول فرض املاءاته عليها، الا بعد الاطلاع على أنظمتها الداخلية، خصوصا اذا كان الطلاب او اهالي التلامذة تعهدوا التزامها ومضت سنوات على تطبيقها من دون اشكالات. فكيف اذا كانت السنون بلغت نحو نصف قرن مع نحو ألفي تلميذ سنويا؟ ان الخروج عن النظام العام المحدّد في النظام الداخلي يتيح للتلامذة عدم ارتداء اي لباس، او ربما ارتداء لباس البحر، او رفع صور السياسيين او اي شارات اخرى. وهذه ليست حرية بل فوضى.
اما في الشق الميثاقي الادبي، فثمة مشكلة اكثر عمقاً، وهي ايضا ذات شقين : الاول عامل الجغرافيا، اذ باتت المدارس المسيحية في المناطق ذات الاكثرية الاسلامية تعاني نقصاً في الحرية، كأنها مؤسسات اهل ذمة، يطلب منها بين الحين والآخر، مراعاة الجغرافيا، ومسايرة اهالي المنطقة، وصولاً الى التهديد بالمقاطعة.
اما الشق الثاني الادبي، فهو المتعلق بالخصوصية، اذ يطلب الى ادارات المدارس المسيحية احترام خصوصية المسلمين، وهذا مطلب حق في بلد التنوّع والتعدّد والعيش المشترك، بل هذا ما نطلبه لنعيش معاً، على رغم بعض الفروق التي لا ترتقي الى مستوى الامور الجوهرية. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الاحترام المتبادل، وعدم قبول الآخر، وعدم تقدير الخصوصية الثقافية التي تتجسّد بالشكل وبالمضمون. فوزير التربية، مثلاً، احترم خصوصية قناة "المنار" والتزم الصمت، عندما امتنعت المحطة عن بث اغنية زوجته الفنانة جوليا، والتي أنشدتها تقديراً للمقاومة الاسلامية، وتحديداً للسيد حسن نصرالله، عقب حرب تموز العام 2006، ولم يشأ ان يعلّق هو او زوجته على الامر. والامر اياه ينطبق على مقابلة مسيحيات او مسلمات لرجال الدين المسلمين اذ يطلب إليهن ارتداء الحجاب، ومن لا تشأ ذلك، فلا تطلب موعداً. وفي هذا احترام للخصوصية. ويطلب الى ادارات المدارس السماح للفتيات بالحجاب لأنه لباسهن، في حين لا يسمح للفتيات غير المحجبات بدخول مدارس المهدي والمصطفى والرسالة والمقاصد وغيرها، ولا تحترم تلك الادارات خصوصية غير المحجبات؟

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا