عقد وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن، مؤتمر صحافيا أمس في مكتبه في الوزارة، تحدث خلاله عن محاولة ادخال شحنة سمسم فاسدة عبر مرفأ بيروت وايقاف شحنة تتضمن ارزا وعدسا وفاصوليا وسمكا مستوردة بموجب شهادة صحية مزورة.

استهل الوزير الحاج حسن مؤتمره بالقول: لم يعد هناك مكان للفاسدين في وزارة الزراعة فالأمر اصبح واضحا وجليا للجميع، لن يكون هناك مكان لأي معتد على سلامة الغذاء والأمن الغذائي للمواطن اللبناني، ولن يفسح اي مجال للمتورط في الفساد للفرار من حكم العدالة، وبالمقابل على كل من تسول له نفسه ان يهدد اي موظف يقوم بواجبه عند بوابات الحجر الصحي الزراعي والبيطري ان يعلم ان الأجهزة الأمنية ستكون له بالمرصاد لأن وزير الزراعة سيحمي الموظف الشريف وسيسهر على امنه ولن يرحم الموظف المرتشي.
واعلن انه كما وعد اللبنانيين ان سلامة الغذاء في لبنان ستبقى في صلب متابعته اليومية بالحماس والقوة نفسيهما، شاكرا قائد الجيش العماد جان قهوجي ومديرية المخابرات التي وضعت يدها على قضية متورط فيها موظف الحجر الصحي الزراعي في وزارة الزراعة يعمل في المرفأ يفترض فيه ان يكون امينا على سلامة غذاء اللبنانيين.
وقال ان خيوط هذه القضية بدأت منذ يوم الجمعة الماضي واستكمل التحقيق بها هذا الصباح (أمس)، ولذلك تأخر المؤتمر الصحافي الى اليوم (أمس)، وفي التفاصيل: ان باخرة حملت بالسمسم انطلقت من نيجيريا بتاريخ 18/6/2009 وتوجهت الى سوريا حيث رفض منها مستوعبان وصلا الى مرفأ بيروت في 12/ 2/2010، يعني بفارق 8 أشهر، والسمسم معروف انه لا يتحمل التخزين لفترة طويلة، وقد أجريت عليهما الفحوصات بتاريخ 24/ 2/2010 وأتت نتيجة الفحص ان السمسم سليم. هذه النتيجة لم تعد ترضينا لذلك سنخضعها لتحقيق للتثبت من كيفية اجراء الفحوصات واخذ العينات للوصول الى نهايته، والمستوعبان بقيا من تاريخ 12/2/2010 في المرفأ والعجيب ان العينة اخذت بتاريخ 24/2/2010 الى مختبر الفنار، يعني بفارق 12 يوما والسؤال هنا كبير، وتأتي نتيجة فحص الأفلاتوكسين بتاريخ 1/3/2010 لا مشكلة، ويبقى السمسم على المرفأ. حتى هذه اللحظة قد تكون ما زالت الامور سليمة، الا انه منذ أربعة أيام كان هناك محاولة لاخراج الشحنة من المرفأ، كان الزيت يخرج منها والحشرات والديدان ورائحتها كريهة جدا.
شكر لمخابرات الجيش
وجدد الوزير الحاج حسن شكره لمخابرات الجيش التي قامت بايقاف الشحنة وابلغته بالوقائع. وقال بالعين المجردة الشحنة فاسدة (فتح الكيس امام عدسات المصورين والرائحة الكريهة كانت قوية لدرجة ان الكمامات التي وزعت فشلت في حجب الرائحة)، البضاعة بقيت شهرين على المرفأ. الموظف الذي قبل بها قبل شهرين تركها على أرض المرفأ. شهران وتسعة ايام ولم يكلف خاطره أن يكشف عليها مجددا حتى بالنظر، وهو مفترض انه مهندس زراعي ويعرف ان السمسم لا يتحمل التخزين، للأسف الشديد هذا الموظف الآن يتم تحضير قرار لإنزال أقصى عقوبة به مع احالة ملفه الى التفتيش المركزي الذي أتمنى عليه أن يجري تحقيقه بأقصى سرعة ممكنة لإحالته أمام القضاء، وهو في دائرة الحجر الصحي الزراعي على المرفأ.
واشار الوزير الحاج حسن الى انه شخصيا وجه التنبيه الى هذا الموظف، وقال له: انت مسؤول ومعني مشيرا الى انه كان الى جانبه على باخرة القمح الفاسدة التي ضبطت قبل اسابيع على المرفأ ايضا، ورغم التنبيه فإذا به هو شريك، هذا الموظف من المفترض ان يكون أمينا على مصلحة الشعب اللبناني، وأعلن انه سيجري تشكيلات جديدة على مراكز الحجر الصحي في خطوة أولى للمعالجة، وأكد أن الخطوة التالية ستكون باصدار قرار بمنع دخول شحنة السمسم كما جرى مع شحنة القمح والزام الجهة المستوردة بترحيلها او اتلافها على نفقة صاحب العلاقة.
وردا على سؤال حول مكان الموظف المتورط اجاب: الموظف المتورط موجود الآن في الوزارة ينتظر العقوبة والاحالة الى التفتيش.
وردا على سؤال اكد ان القضاء هو الذي يسجن، والوزير يحيل الى التفتيش مع انزال العقوبات الادارية والمسلكية القصوى حسب ما يسمح به القانون، وهو قد اعترف بارتكابه المخالفة تحت ذريعة انه مضغوط وعلي ضغط كبير، ضغط الوقت ليس عذرا انما هناك تواطؤ وللعلم هذا السمسم مرفوض في سوريا، هو سمسم بقي لشهرين على المرفأ وكان مفترضا بالموظف ان يكشف عليه مجددا عند محاولة اخراجه وطلب تقرير صحي جديد وبعد ذلك يقرر اخراج البضاعة او عدم اخراجها، هو وقّع على اخراجها دون الكشف عليها.
شهادة صحية مزورة
وقال الوزير الحاج حسن: القضية الثانية هي قضية موظف جيد وآدمي، وشريف في الحجر الصحي الحيواني على نقطة المصنع الحدودية. احدى الشركات المستوردة (ارز وعدس وزنجبيل وفاصوليا وسمك) اتت بشهادة صحية مزورة من الشركة المستوردة، لأنه يوجد لدينا نموذج من الشهادات الصحية، نموذج صحيح ونموذج مزور، وبالمناسبة الشهادة الصحية مزورة ايضا بالتيب اكس، وهي مطبوعة بطريقة البخ على الورق (Injection)) لاحظوا الفرق بين الشهادتين في الورق، حتى اللوغو متغير ونافر وطبعا الموظفون في الوزارة تلقوا تهديداً من شركة تخليص البضائع، وهذه الشركة سبق واعتدت على بعض الموظفين قبل سنوات، لذلك انا احذرهم اليوم من مجرد النظر نظرة الى الموظفين وليس التهديد، وقد ابلغت مخابرات الجيش وقيادة الجيش اليوم بهذه الوقائع واسماء الأشخاص الذين هددوا الموظفين على الحجر الصحي لأنهم يقومون بوظيفتهم. واشار الى ان هذه الشحنة اوقفت وردت وسأدعي على هذه الشركة بالتزوير.
وردا على سؤال حول تكاثر كشف هذه القضايا كفضائح، قال: المفترض ان نحافظ على سلامة الغذاء اي قضية الشعب اللبناني معني بها ونحن نوقفها واعود للقول اننا لا نعقد مؤتمرا صحافيا لكل مشكلة، ليس كل يوم ولكن لأن هذه القصة ظهرت من خلال الاعلام انا لا اريد ان اغطي احدا وقصة التهديد للموظفين عند المصنع اعلمت عنها قبل قليل مديرية المخابرات والجيش اللبناني.