دخل المرشح التوافقي لرئاسة مجلس بلدية صيدا، محمد السعودي، أمس، إلى القصر البلدي في المدينة، للمرة الأولى منذ الإعلان عن التوافق حول اسمه. وكانت الزيارة أشبه بدخول الفاتحين، إذ دخل السعودي مكللاً بكل التأييد الصيداوي واللبناني والإقليمي الذي لم تنله أي شخصية صيداوية من قبل، في أي منصب أو موقع في المدينة.
تأبط السعودي ذراع رئيس البلدية د.عبد الرحمن البزري، وقاما سوية بجولة، سيراً على الأقدام في ساحة النجمة، وفي السوق التجاري، بمواكبة شرطة البلدية. ثم دخلا سوية مبنى البلدية، حيث لوحظ أن البزري يتصرف كما لو أنه يقوم بعملية تسليم مقاليد البلدية ورئاستها إلى السعودي قبل نحو شهر من موعد الاستحقاق البلدي في الجنوب والمقرر في 23 الجاري. وإذ جال البزري مع السعودي في أرجاء البلدية ومكاتبها، فقد التقى وإياه الموظفين، وتم وضع السعودي في صورة العمل اليومي لكل مكاتب البلدية وأقسامها. واختتمت الجولة في المكتب الجديد لرئيس البلدية، والذي لم يمض على تجديده، من قِبل البزري، سوى شهرين ونصف الشهر، وجلس السعودي إلى جانب البزري خلف المكتب الرئيسي وأمامهما كافة أعضاء المجلس الـ21 ومن دون أي غياب.
واعتبر السعودي اللقاء مع أعضاء المجلس البلدي فرصة لمناقشة المشاريع المطروحة لمدينة صيدا، والاستماع لآراء الاعضاء كونهم مستديمين في العمل البلدي، ولن يتحولوا إلى أعضاء سابقين لأن الأعمال الموجودة في الخطة الموضوعة تهمّ البلد كله. ونفى السعودي الكلام الذي نسب اليه ويتردد في الــشارع بأن اللائحة كانت ستعلن (أمس) الاثنين، قائلاً: «أنا لم أقل أن الأسماء ستعلــن يوم الاثنــين، بل قلت أنه سيكون لدينا مجلس بلدي خلال أيام، وحالياً تصلنا ردود الأعضاء الذين تم ترشيحهم إلى عضوية المجلس، وعما إذا كانوا سيقبلون ذلك أم لا. وفي مطلق الأحوال كل الأمور تسير في طريقها الصحيح».
وتطرق السعودي إلى مشكلة جبل النفايات، وقال مخاطباً أعضاء المجلس «إن شاء الله إبريق الزيت المتعلق بجبل النفايات سينكسر وينتهي، والمهم هو وقف رمي النفايات في المكب الجبل، ويجب إيجاد مكان بديل، وكل من يمكن أن يساعدنا في تحقيق ذلك سندق بابه».
من جهته، أوضح البزري أن اللقاء بين السعودي وأعضاء المجلس تركز حول آلية العمل البلدي، وكيفية تحريك وتفعيل المشاريع، ودور البلدية في هذه المشاريع، معتبراً أن «الإنماء أولاً وأخيراً هو مسؤولية الحكومة اللبنانية»، وشدد على ضرورة تمتع نائب رئيس بلدية صيدا العتيد بالصفات نفسها، وبالإجماع الذي حظي به رئيس البلدية، لكي يكون شريكاً له، «لذا نأمل أن تكون شخصية ومواصفات نائب الرئيس بعيدة من المحاصصة». ورأى البزري أن «طبخة تشكيل المجلس البلدي وضعت على نار هادئة كي تنضج بشكل أفضل»، نافياً وجود عراقيل من قبل أي من الأطراف السياسية في المدينة.
وكان السعودي قد عقد لقاءات مع بعض العائلات التي أبلغته امتعاضها من طريقة التمثيل، ثم التقى للغاية نفسها، الرئيس السابق لجمعية التجار، عصام البساط، في مكتبه في المدينة، بحضور نجله وائل بصفته أحد المؤهلين للترشح لعضوية المجلس، إضافة إلى غيره من آل البساط.
كما التقى السعودي قيادة «حزب الله» في صيدا، وتشاور معها في تشكلية المجلس البلدي.
وكانت النائبة بهية الحريري قد نفت بدورها أي سلبيات تعترض طريق السعودي. وشددت، خلال لقائها مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، ووفداً من رابطة آل جبلي، إن السعودي ينجز تقدماً كبيراً على صعيد تشكيل لائحة التزكية، والتوصل إلى فريق يستطيع أن يحمل معه أعباء المرحلة المقبلة، وقالت: «عندما ينتهي من تشكيلها سيعلنها بشكل أو بآخر، لكني لا أرى أي نوع من السلبيات».

محمد صالح .