حماوة انتخابية تسجلها ديمقراطية الصغار تخرق هدوء الإستحقاق البلدي في صيدا

التصنيف: المرأة

2010-04-27 04:22 م 990

أجواء الهدوء على جبهة الاستحقاق البلدي في عاصمة الجنوب صيدا خرقتها اليوم حماوة انتخابية بلدية لكن من نوع آخر .. فانتخابات مجالس بلديات الأطفال التي انطلقت الثلاثاء في مدارس المدينة والجوار الرسمية والخاصة ، شهدت تنافسا حادا على عضوية المجلس البلدي لأطفال صيدا والجوار تجسد بشكل لافت في عدد المرشحين المتنافسين في بعض المدارس ، وفي الإقبال الكثيف على الاقتراع في معظمها .. فيما سجل تطور في آلية العملية الانتخابية لدى الناخبين الصغار الذين باتوا يقلدون الكبار ليس فقط في ما يطرحونه من برامج انتخابية ، بل وفي تنظيمهم لحملات انتخابية قوية داخل باحات وقاعات المدارس وفي اعتماد تقنيات الاقتراع اللوجستية مثل المظاريف والحبر ولوائح الشطب والمعزل ، والانتخاب بواسطة بطاقة الهوية أو البطاقة المدرسية واعتماد مندوبين لكل مرشح ثابت ومتجول داخل وخارج أقلام الاقتراع في الصفوف والردهات ..

هذا الاستحقاق البلدي الطفولي الذي أطلقته النائب بهية الحريري قبل 11 سنة وتنظمه مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع وزارة التربية على صعيد المدارس الرسمية والخاصة في كل لبنان ، يهدف لتعزيز الحس المدني لدى الأطفال وتربيتهم على الديموقراطية، وتعويدهم على التحسسبمشاكل مناطقهم وخلق روح المبادرة والقيادة والانفتاح لديهم. وقد تميزت انتخابات الأطفال هذا العام بخصوصية تزامنها قبل اسبوع من انطلاق اول مرحلة من الانتخابات البلدية والاختيارية ، واقل من شهر على انتخابات بلدية صيدا .. وقد جرت أول مرحلة من انتخابات المجلس البلدي للأطفال في صيدا الثلاثاء في عدد من مدارس الشبكة المدرسية الرسمية والخاصة بإشراف مدراء هذه المدارس ، لصفي السادس والسابع الأساسي استثنائيا هذا العام بسبب عدم اجراء الانتخابات العام الماضي ، على أن تستكمل المراحل المتبقة يومي الأربعاء والخميس .

مئات الطلاب توجهوا منذ ساعات الصباح الى صناديق الاقتراع لإختيار ممثليهم في المجلس البلدي للأطفال في صيدا ، حيث شهدت بعض المدارس تنافسا شديدا بين عدة مرشحين ، وصل في احداها الى ستة مرشحين على مقعد واحد، وسجلت في بعض المدارس عمليات تشطيب متبادلة بين المرشحين واللوائح المتنافسة ، وانسحابات لمرشحين لصالح آخرين ، واستقطاب من قبل بعض المرشحين لناخبين من خلال توزيع السكاكر والحلوى و "الشيبسي" ومرطبات ووعود بدعوة خاصة لتناول وجبة سريعة .. ولم يخل اليوم الانتخابي الأول من بعض الحوادث الصغيرة كتمزيق صور مرشحين وتشويه أخرى .. ومن اعتراضات لمرشحين على " ممارسات " بعض منافسيهم للضغط على الناخبين .. فيما جرت الانتخابات في مدارس أخرى بشكل طبيعي من دون تسجيل أية ملاحظات .

اما برامج المرشحين التي تميزت بكثافتها وتنوعها فقد ركز معظمها على موضوع البيئة وترشيد استخدام الطاقة واقامة المكتبات والحدائق العامة وتنظيم الرحلات .

وبتوجيه من النائب بهية الحريري جالت منسقة انتخابات مجالس بلديات الأطفال من قبل مؤسسة الحريري هويدا الأسد على عدد من مدارس صيدا التي شهدت انتخابات ..

واتسمت عمليات الفرز بصخب كبير رافق عملية اصدار النتائج مع كل اسم يتردد في اوراق الناخبين الصغار ، وسجلت بعض الأوراق البيضاء في عدد من المدارس، ما يعكس وعيا كبيرا لدى الناخبين وفق ديمقراطيتهم الخاصة بهم .. اما ختام اليوم الانتخابي فتوزع بين ابتهاج الفائزين الذين حملوا على الكتاف وهتف لهم مناصروهم ، ودموع من لم يحالفهم الحظ ليلاقيهم منافسوهم وعلى طرقة الكبار بيد ممدودة للتعاون وطي صفحة الاستحقاق الانتخابي .