×

المكسورة والمريضة وذات المهارات انضمت إلى عائلة بشير

التصنيف: إقتصاد

2014-12-04  09:51 ص  648

 

 سامر زعيتر

البجع طريقة مبتكرة لجذب الزبائن في صيدا
تكثر الهوايات وتتعدد، ولكن بعضها يقترن بالعمل أو يتحوّل إلى دعاية لاستقطاب الزبائن، ومعها يزيد الاهتمام وتتحوّل الهواية إلى عمل دؤوب يتطلب مزيداً من الابتكار...
تربية البجع في صيدا، هواية بدأت منذ سنوات خَلَتْ، حينها كانت البجعة مكسورة الجناح، محط عطف تحوّل إلى نقطة لاستقطاب الزبائن، واليوم أصبحت البجعات ثلاث، فكيف تكاثرت وما هو السر وراء الاهتمام بها؟! كل ذلك استوجب التوقف في المكان لمعرفة المزيد...
مشهد يتناغم ما بين انشغال الناس بالتقاط الصور واستعراض البجعة الجديدة لقدراتها في الطيران، في حين ينشغل صاحب مسمكة «سوق السمك الشعبي» في صيدا حسن بشير، بإطعام البجع، وفي الوقت نفسه تعزيز هوايته بتربية الطيور ولكن هذه المرة من الدواجن!...
«لـواء صيدا والجنوب» زار المكان وعاد بهذه الانطباعات...


البجعة الأولى
بشير أشار إلى «أنه منذ 7 سنوات خَلَتْ، حصل على البجعة الأولى، وكانت تعاني من كسر في الجناح بعد إطلاق النار عليها من قبل الصيادين في منطقة الجية، فقاموا بجلبها إلينا، وعملنا يومها على تقديم الرعاية الطبية اللازمة لها ومتابعتها من قبل طبيب بيطري من منطقة خلدة، فقمنا بشراء الدواء وعلاجها، ومن ثم العناية بها كوننا نملك مسمكة، والبجع يحتاج إلى ما يقرب من كيلو إلى 2 كيلو من السمك وتنظيفه من المصارين وما شابه».
وأكد «أن قدوم هذه البجعة شكّل محطة لاهتمام الناس والتوقف لالتقاط الصور معها، وفي الوقت نفسه بدأ الناس يجلبون إلينا المزيد من البجع لتقديم العناية والرعاية لها، ومنذ عامين تم استقدام بجعة جديدة، وهذه البجعة سليمة تستطيع الطيران، وتمارس هوايتها أمام الزبائن ومن ثم تجوب سماء مدينة صيدا وتعود إلينا مجدداً، وتم تقديمها إلينا لأن أصحابها لا يملكون الخبرة في تربية البجع. أما الثالثة فتم استقدامها منذ 6 أشهر من قبل صاحب محل لتربية الطيور، قدّمها له أناس من الجنوب، ولأنها كانت مريضة قدّمنا لها العلاج المناسب واليوم أصبحت سليمة وهي حالياً تحاول تعلم الطيران وقد غيّرت ريشها وتعافت بالكامل».
وعن إمكانية العناية بالعائلة الجديدة في ظل ارتفاع الأسعار قال: «إن السمك الذي تتناوله هذه البجعات لا يعد مكلفاً، كما أننا ننظف كميات كبيرة من السمك ونقدمها للبجعات، لكن إذا قام أحد الاشخاص بتربية البجع فإن ذلك يكون مكلفاً، فكل واحدة تحتاج إلى أكثر من 5 ألاف ليرة يومياً إذا قرر شراء السمك، وبالتالي الثلاث بجعات تكلف حوالى 20 ألف ليرة يومياً، وهي تتناول السمك سواء كان طازجاً أم مثلجاً».
منظر ملفت للزبائن
هواية يتساءل البعض عن أهدافها، فأكد بشير «أن منظر البجعات ملفت للزبائن، وتشكّل بحد ذاتها إعلان مجاني، ولأجل ذلك نرى العديد من طلاب المدارس يتوقفون لمشاهدتها والتقاط الصور معها، لأنها طائر أليف يستطيع الانسان التعامل معه بحرّية، وتجلس هذه البجعات أمام المحل أو في محيطه بمعدل 50 متراً، لذلك يتفاجأ البعض بها «تكزدر» على الطريق البحري ومن ثم تعود إلى المحل، حيث تنام في المساء، لأنه لا يمكن تركها خارج المحل، كما نستفيد منها بأنها تقوم بتنظيف كل شيء».
وعن مزايا تربية البجع قال: «هي طائر كسائر الطيور، فهناك من يهوى وضع كنار أو ببغاء في المنزل ويدفعون مقابلها مئات الدولارات، وأنا أحببت فكرة العناية بالبجع، التي بدأت من خلال الشعور بالشفقة على البجعة الأولى وتقديم العناية الطبية لها، والناس أحبت فكرة وجودها أمام المحل، وأنا سررت جداً بتربيتها، فكلما أمشي خطوات أمام المحل تقوم باللحاق بي، وأشعر بسعادة كبيرة في اطعامها، لذلك زدت على هواياتي تربية الدجاج، فقمت بشراء عدد منها منذ أشهر قليلة، ومنظرها جميل جداً حين أناديها وتلحق بي، والهدف من ذلك التسلية، لأنني لا أذهب إلى المقاهي أو أضيّع الوقت، فسروري بالاهتمام بهذه الطيور ومتابعة العمل حتى الظهيرة ومن ثم العودة إلى المنزل، فأسرّ جداً بوجود هذه الطيور الأليفة بجواري في العمل».
العائلة الجديدة لبشير زادت من سعادته، بالوقت الذي تمكن من خلال عمله في المسمكة الاستمرار في إعالة عائلته التي كبرت، وتمكن من تزويج أولاده الثلاثة، الذين كوّن كل شخص منهم عائلة جديدة.
السمك ليس غالياً!
وعن أحوال العمل قال: «الشغل في السمك سواء في الصيف أو الشتاء هو نفسه، لأن السوق اللبناني يعتمد بنسبة 80% على السمك المستورد من الخارج، فيما السمك المحلي يشكّل 20% وغالباً في فصل الصيف، وكل نوع من السمك له موسمه الخاص به، سواء كان صغيراً أم كبيراً، ولكن بكميات قليلة جداً، وفي الصيف يزداد السردين والغبص، أما الباقي فيكون مستورداً».
وأكد «أن السمك لا يُعد غالي الثمن، ولكن هناك تكلفة على البائع حين يقوم بنقل فرش السردين من الساحل إلى الجبل، فهناك تكاليف النقل أو المحروقات والسيارة، وتأمين أكياس الثلج للحفاظ على السمك، وذلك هو الذي يرفع التكلفة، لأن لوح الثلج يكلف 5 آلاف ليرة، ودليل على ذلك أن كيلو «الاجاج» منذ 15 عاماً كان سعره 12 ألفاً، أما اليوم فسعر الكيلو 10 آلاف، وبالتالي قلّ سعره لأنه مستورداً، وأسعار السمك المحلي يعتمد حسب قيمته، ولا يعني السمك الطازج أن تكون من النوع الغالي، فهناك أسماك شعبية كالسردين والغبص والمليقة، وليس من الضروري أن يأخذ سلطان إبراهيم وقريدس، وللسمك نفس الفائدة، بإستثناء القريدس والكلمار والكركند والسلاطعين والأخطبوط فائدتهم أعلى، لذلك هم أغلى».
الرقابة والنظافة
وعن الرقابة في ظل الحديث عن حماية المستهلك قال: «مشكلة الرقابة يجب أن تكون على السمك المستورد بدءاً من دخوله عبر المرافئ أو المطار، والمستودعات التي توزع بالجملة، وبالطبع نحن نشتري سمكاً مثلجاً، ولكن لأننا نملك خبرة في السمك نعرف نوعيته، بينما هناك أشخاص لا يملكون الخبرة فيشترون السمك لبيعه وربما يكون فاسداً، ولكن الذي لديه خبرة لا يبيع زبائنه إلا السمكة النظيفة، ويحافظ عليه ولا يضعه في الطريق العام، بل داخل المحل وعلى الثلج ليبقى نظيفاً».
نظافة تساعد في صنعها البجعات الثلاث، لتتكامل الهواية مع العمل، وتزيد العائلة الجديدة من رزق عائلة بشير.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا