×

هل تصل حملة وزارة الصحة لمكافحة الفساد إلى «الحضانات»؟

التصنيف: الشباب

2014-12-10  11:14 ص  692

 

جريدة اللواء

هل تصل حملة وزارة الصحة العامة التي أطلقها الوزير وائل أبو فاعور لمكافحة «الفساد الغذائي» إلى «الحضانات» في لبنان، التي تُعنى برعاية الأطفال الصغار في ظل فوضى عملها، على اعتبار أنّ وزارة الصحة هي المشرفة على عملها لجهة الحصول على رخص قانونية أو تطبيق شروط السلامة الصحية في التعامل مع الأطفال؟!...
سؤال يُطرح اليوم بقوّة لدى الأهالي، بعدما صُدِمَ بعضهم بوجود حضانات غير مرخص لها، لعدم مطابقتها للشروط المطلوبة، أو تهرّباً من دفع الرسوم والضرائب في محاولة للكسب المادي على حساب حاجة الأهالي العاملين، ومنهم الأم التي تعتبر أنّها تضع فلذة كبدها في أيدٍ أمينة، خاصة في مدينة صيدا ومنطقتها، بعدما ازداد افتتاح عدد الحضانات، حيث سُجِّلَ وجود نحو 15 حضانة، أو أكثر، والمرخص منها ست...
«لـواء صيدا والجنوب» طرح تساؤلات لماذا التراخي مع أصحاب دور الحضانات؟، مَن يحمي أطفالنا من جشعهم في استثمار هذه المهنة؟، وأي جيل يتربّى في مثل هذه الحضانات؟


في مواكبة لهذا الملف، تبيّن أنّ بعض الحضانات غير مطابقة للشروط القانونية والصحية، إنْ كانت لناحية المساحة، أو كونها تقع في طابق سفلي لا تدخل الشمس فيه إلى الغرف التي ينام فيها الأطفال، حيث الرطوبة تشاركهم الغرفة، إضافة إلى قلّة النظافة، إذ يتناول الأطفال طعامهم بنفس الملعقة والصحن، ومنهم بحالة جيدة، لكنّهم يتحايلون على القانون في ظل اللاشرعية، والسبب هو عدم وجود رقابة أو نقابة تنظّم العمل، فيما مصلحة الصحة في محافظة الجنوب غير قادرة وحدها على فعل الكثير، بسبب النقص في عدد الموظّفين الذين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة، وهم غير قادرين على ضبط كلّ المخالفات، لكن ثمة دوراً يمكن للمصلحة القيام به بالتأكيد.
اليوم، وبعد الحديث عن مهلة لتسوية أوضاع الحضانات، دخل أصحاب دور الحضانة غير المرخّصة في سباق مع الزمن، لأنّها بالنسبة لهم تجارة مربحة، لكن هل سيقومون بتسوية أوضاعهم، بعدما كان بعضهم لا يريد أنْ يطبّق الشروط القانونية والصحية؟ أم إنّ همّه أولاً وأخيراً الربح المادي فقط، وإنْ كان على حساب أطفالنا، من ناحية النظافة، أو تعليم السلوكيات، أو دخول الشمس إلى الغرف التي تعشعش فيها الرطوبة؟!
شكاوي.. وتعامل
توجد في مدينة صيدا وضواحيها حضانات يفوق عمرها الـ 20 عاماً، والغريب أنّها غير مرخّصة، وتعمل تحت ترخيص إسم آخر، فأين وزارة الصحة المعنية للكشف على كل دور الحضانات؟، كذلك عندما تحاول الدخول إلى بعضها، تعمد المشرفة إلى منعك بحجّة أنّ الأولاد نائمون، حتى تعطي الأوامر بترتيب وتنظيف المكان، وعنما تدخل تشعر كأنّك في مكان كئيب، فكيف يقضي هذا الطفل معظم وقته فيه؟
الأرضية مُغطّاة بـ «موكيت» ممزّق، يضعون عليها التلصيق، وهو ما يؤدي إلى تكاثر جراثيم وينقل الأمراض إلى الأطفال، ناهيك عن أنّ مشرفات بعض الحضانات يستعملن الألفاظ المشينة، ويطبقون المعاملة السيئة وقلّة النظافة، في المقابل هناك حضانات كثيرة تستوفي الشروط إنما غير مرخّصة، وهنا تتعدّد شكاوى الأهالي ما بين ارتفاع الأسعار وكيفية تعامل الحضانات مع أطفالهم، خاصة أنّها مخالفة قانونياً وغير مرخّصة، فمنهم مَنْ يقاصص الطفل بالكلام، أو مَنْ «يُقرَص» سراً، وأطفال آخرون ينامون بعدما غلبهم البكاء.
* «شيء مقزِّز»، بهذه العبارة تختصر الوالدة أماني تجربة تقصّيها عن دار الحضانة الأفضل لإبنتها، قالت: «في البداية كانت ابنتي تستفرغ كل يوم عندما أحاول أنْ أُطعِمَها، فاستغربت، وبعد أيام عادت إلى طبيعتها، وأصبحت تأكل بنفس ملعقة أخواتها، علماً بأنّها كانت لا تقبل في السابق، وعندما انتبهتُ لها لأنّها ليست المرّة الأولى علمتُ منها بأنّها هكذا تتناول الطعام مع رفاقها في الحضانة، يأكلون من نفس الصحن والملعقة. صدمتُ من الموضوع و«جنَّ جنوني» وعندما واجهت دور الحضانة أنكر القائمون عليها ذلك، وأنا في الأصل كنت أتوقع الإنكار. أين سلامة أطفالنا؟، وإذا كان هناك طفل مريض الكل يمرض!.. إنّ أصحاب دور الحضانة لا يتنافسون على تقديم الخدمة العالية! إنّما للأسف يتسابقون على أخذ المال فقط، ولا يبالون بسلامة أطفالنا، المرأة العاملة يجب عليها أنْ تبحث عن حضانة تكون مستوفية للشروط الصحية كي تضع فيها أطفالها».
* ما بين أماني وعبير حكاية أخرى، فقالت: «أنا لا أعمل، وإبني يريد أصدقاءً، وأردتُ أنْ يندمج مع رفاقه قبل دخوله إلى المدرسة، فأدخلته إلى إحدى الحضانات في ضواحي صيدا، ذات «سمعة حسنة» والكل يتحدّث عنها، وكيف تتعامل مع الأطفال، تركته عندهم وبدأ يبكي، قالت لي إحدى المربيات: «نحن نهتم»، تركته ومشيت، ولكن ضميري وقلبي لم يتحمّل بكاءه، فأردتُ الاطمئنان عليه. عدتُ وإذا بي أرى مشهداً لا يمكن أنْ أنساه في حياتي. صُدِمْتُ للوهلة الأولى، إبني مربوط بالكرسي وهو يبكي، ولا أحد يبالي ببكائه، وليس هو فقط، بل الكثير من الأطفال يبكون، فصرختُ بأعلى صوتي مستنكرة، فحاولت مسؤولة الحضانة تبرير الموقف، ولكن ما رأيته كان كافياً، مع إنّني كنتُ قد دفعت القسط سلفاً. أخذت إبني وتركتُ المال، فكيف يتعاملون مع الأطفال الآخرين؟؟ أليس من المفروض أنْ يكون لديهم ضمير؟ وأين هي الرقابة على الحضانات؟».
ترخيص.. واهتمام
ما بين معاناة الأهالي مع الحضانات، تقوم بعض الحضانات المستوفية للشروط القانونية والصحية بورشات عمل، والاهتمام بالطفل، لأنّ رسالتهم أولاً وأخيراً صحة الطفل والتربية الصحيحة...
* صاحبة حضانة «كوكو ريكو» في عبرا كارول الزين، قالت: «الحضانة مرخّصة من قِبل وزارة الصحة، وهي مطابقة لكل الشروط إنْ كانت صحية أو أكاديمية، وحتى الموظفين بالحضانة، أما الشروط الأساسية لترخيص الحضانة فهي أنْ يكون السقف فوق 4 أمتار، والغطاء يكون بـ «فانيل» أو «باركيه»، وكل أنواع الكهرباء لن تكون مكشوفة للطفل، والألعاب تكون من نوع بلاستيك معيّن، التدفئة والتبريد، دخول الشمس لمنع الرطوبة، الهواء بداخلها، والنظافة مثل تعقيم ورش مواد للحشرات، وأيضاً مواد لتعقيم الألعاب والهواء وهذا للوقاية، إضافة إلى ملعب خارجي وداخلي مجهّزين للأطفال، وفي المطبخ عدم وجود الغاز والبرّاد بمكان مكشوف، ولا أي شيء يضر بسلامة الطفل، فقط غرفة للطعام، الحمامات تكون صغيرة، وأيضاً سرير بلاستيك لكل طفل، والموقع ليس مهمّاً إذا تأمّنت جميع الشروط الأساسية».
وأضافت: «نحن تابعون لوزارة الصحة والنقابة، ونقوم بورشات عمل تابعة للوزارة عن كيفية التطوّر مع الأطفال، خصوصاً أنّ هناك كل يوم شيئاً جديداً، نحن في الحضانة نسمح للأهالي بالدخول في كل الأوقات، حيث يرون كل شيء بعيونهم، ويتأكدون من حسن المعاملة وأطفالنا متعلقون بنا، لأننا نعطيهم الحنان والاهتمام والرعاية الصحيحة، ونحن نستقبل ذوي الحالات الخاصة وندمجهم مع الأطفال».

شاهد الصور

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا