أعادت بلدية صيدا اضاءة شجرتها الميلادية عند تقاطع ايليا لتكون اكثر توهجا بارادة العيش الواحد بين جميع ابنائها ومكوناتها، ولتكون خير رد على محاولات اطفاء هذا الوهج والتي تمثلت باقدام مجهولين على اضرام النيران في الشجرة بالقاء مادة حارقة عليها. وقد اتهم رئيس البلدية محمد السعودي من وصفهم بـ»خفافيش الليل الذين يحبون إحداث بلبلة في المدينة» بالوقوف وراء هذا العمل، مؤكدا انهم «لن ينجحوا في ذلك وان صيدا ستبقى مدينة التنوع والعيش المشترك تفتح صدرها للجميع«.

وتشير المصادر الأمنية الى ان ملثمَين مجهولين يستقلان دراجة ( لم يتم التحقق من طبيعتها اذا كانت كهربائية او نارية) عمدا بعيد منتصف ليل الخميس- الجمعة الى القاء زجاجة بداخلها مادة حارقة على شجرة الميلاد التي رفعتها بلدية صيدا قبل عشرة ايام عند تقاطع ايليا الذي يتوزع منه تفرعات الأوتوستراد الشرقي جنوبا وشرقا وشمالا وباتجاه وسط المدينة، حيث اشتعل من الشجرة الجزء السفلي من الجهة المقابلة للمسرب الشرقي من التقاطع، فتنبه لها حرس احد المراكز التجارية القريبة وسارعوا الى اطفائها قبل ان تلتهم النيران باقي اجزء الشجرة.

وحضر الى المكان فجرا عناصر من مخفر صيدا القديمة وباشروا تحقيقاتهم في الحادثة، وعملوا لتوقيف عدد من المشتبه بهم معظمهم من التابعية السورية كانوا متواجدين في المكان. وبحسب المعطيات الأولية التي توافرت لدى جهات التحقيق، فقد تمت الاستعانة ببعض كاميرات المراقبة المثبتة في محيط التقاطع للتحقق من هوية الفاعلين لكن ملامحهما لم تظهر فيها. وعلمت «المستقبل« ان المعلومات التي توافرت لدى القوى الأمنية تشير الى ان منفذي هذا الاعتداء تابعا سيرهما على متن الدراجة التي يستقلانها شمالا لمسافة بضع مئات من الأمتار قبل ان ينعطفا يمينا عبر خط السكة باتجاه منطقة القياعة تواريا بعدها عن الأنظار.

السعودي

واثر تفقده الشجرة الميلادية صبيحة محاولة احراقها، قال رئيس البلدية المهندس السعودي «انه عمل مستهجن من أيد جبانة والغرض منه محاولة إشعال الفتنة ولن تنجح، فمن فعل ذلك هم خفافيش الليل الذين يحبون احداث بلبلة في المدينة لكنهم لن ينجحوا، لأن صيدا بلد العيش المشترك وستبقى نموذج العيش المشترك. ونطمئن الجميع في المدينة، مسلمين ومسيحيين، أن صيدا ستبقى على ثوابتها وستظل حاضنة للجميع تفتح صدرها للجميع، داعيا الأجهزة الأمنية لكشف الفاعلين.

وأعطى تعليماته الى فرق طوارئ البلدية لإصلاح ما تسبب به الحريق الجزئي من ضرر في الشجرة وإعادة إضاءتها .

البزري

كما دان الدكتور عبد الرحمن البزري محاولة حرق شجرة الميلاد في صيدا، معتبراً أن من قام بهذا العمل غريب عن مفاهيم المدينة وثقافتها ونسيجها الاجتماعي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وطالب القوى الأمنية بالتشدد وملاحقة الفاعلين وكشفهم ومعاقبتهم.