×

.. الحزن المقيم

التصنيف: Old Archive

2014-12-22  07:14 ص  410

 
رأفت نعيم

وكأنه كتب على اللبناني ان يستقبل اعياده بثوب الحزن واجواء الحداد.. ما ان يتنفس بعض السكينة والهدوء بين عيد وآخر، حتى يجد نفسه منتقلا من حزن لآخر ..فكيف اذا كان الحزن نفسه مقيماً في نفسه، مؤجلاً التعبير عنه الى حين لقيا احبة فقدهم عشية عيد.. ويستقبل جثامينهم عشية اعياد..

طيلة خمسة اشهر بقي حزن عائلات ضحايا الطائرة الجزائرية التي سقطت فوق مالي في تموز الماضي متناثرا مع اشلاء جثامين الضحايا، حزنا تائها ضائعا في غمرة احزان اللبنانيين الأخرى وما اكثرها هذه الأيام.. حزن على شكل اسئلة تبحث لها عن اجوبة ولا تجد.. بدءا من مأساة سقوط الطائرة الجزائرية ومرورا بمآسي الوطن المتلاحقة عليه من بوابة الحرب السورية، وليس آخرها واحدثها نزفا قضية العسكريين المخطوفين، الذين استشهدوا منهم والمهددين بالقتل في اية لحظة.. وانعكاس ذلك على عائلاتهم حزنا وحرقة وغضبا.. واسئلة اضاعت هي الأخرى اجوبتها ..

لقد توحد لبنان كله في الحزن والحداد على ضحايا الطائرة الجزائرية ، كما توحد في ادانة خطف العسكريين واستنكار اعدام بعضهم والتهديد باعدام من تبقى منهم.. لكن ثمة شيء يحتاجه الأهالي في كلا الحالتين اكثر من التضامن معهم ومن مشاركتهم الحزن والتوحد حول قضيتهم.. ان ما يحتاجونه هو وقفة مسؤولة لدولتهم الى جانبهم تترجم بخطوات عملية على الأرض لتحرير اهالي العسكريين الأسرى من اخذهم رهينة من قبل الخاطفين وبالتالي تحرير ابنائهم، ولتحرير عائلات ضحايا الطائرة الجزائرية من علامات الاستفهام التي لا تزال تحيط بهذه الكارثة..

نعم يريد الأهالي اكثر من المؤاساة في الحزن والمصيبة.. يريدون الاحتضان اكثر من دولتهم بأن تعيد اليهم فلذات الأكباد الغائبين قسرا.. قبل ان يعودوا جثامين محملة..!

ألهم الله عائلات ضحايا الطائرة الجزائرية الصبر، وأعاد الله العسكريين المخطوفين سالمين الى عائلاتهم.. وجنب لبنان المزيد من الحزن والشرور..

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا