×

مشروع حملة المليون شجرة وكلمة للنائب السيد نواف الموسوي

التصنيف: تقارير

2014-12-22  07:48 ص  648

 

في إطار حملة غرس مليون شجرة، تتواصل في قرى وبلدات ومدن الجنوب حملة التشجير تحت شعار "شجرة لكل مواطن"، والتي أطلقتها جمعياتأخضر بلا حدود، وأجيال السلام لنزع الألغام، وجهاد البناء الزراعية، بهدف تحويل الأراضي الجرداء والصخرية إلى أراضٍ حرشية مكسوة بمختلف أنواع الأشجار مما يؤثر إيجاباً على الطبيعة والأهالي، وإلى إحداث تحوّل نوعي في عمليات التشجير وزيادة نسبتها المئوية وتثبيت ثقافة الزراعة والإهتمام بها عند المواطنين.

وفي هذا الإطار أقيم لقاء برعاية بلدية مروحين في قاعة البلدية حضره عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، رئيس بلدية مروحين محمد عبيد إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات وحشد من المزارعين والمهتمين، وقد ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:

إننا ندشّن اليوم في هذه البلدة المجاهدة حلقة أخرى من حلقات مشروع المليون شجرة الذي يفترض أن يستمر على مدى خمس سنوات في محاولة منّا لمكافحة التصحّر الذي بدأ يغزو لبنان الأخضر، فيحوّل لونه من الخضرة الزاهية إلى اليباس وإلى صحراء يشبه الرمل فيها رملاً آخر.

إن هذه المقاومة التي أخذت على نفسها مواجهة العدوان الصهيوني تلتزم باستمرارها في مواجهته، وخلال المراحل الطويلة من هذه المواجهة كنّا نمر بتحديات صعبة على أكثر من صعيد، وكان يظن البعض أن من شأن هذه التحديات أن تضعف المقاومة أو تحبط قواها، ولكن في كل مواجهة كانت تحصل مع العدو الصهيوني كانت هذه المقاومة تخرج من الميدان أقوى مما كانت عليه من قبل.

إن المؤامرات على المقاومة لم تتوقف على اختلاف أشكالها منذ انطلاقتها مروراً بفترة التسعينيات ومن ثم بعد العام 2000 وصولاً إلى عام 2005 وما بعده، وكان هناك من يظن أنه حاصر المقاومة وأضعفها، وأن الحملات التي جردها من أجل المس بتركيبتها أو بنيتها أو قدراتها قد أدت إلى جعلها قاصرة عن مواجهة العدو، فهذا الأمر قد فكّر به العدو وكل من يتواطأ معه من خونة وعملاء وجبناء ومتخاذلين، ولكن عندما وقعت حرب عام 2006 والتي كانت أشرس حرب يشنها العدو الصهيوني على العرب، حيث أن مجموع ما ألقي على مصر وسوريا من جانب العدو الصهيوني في عام 1973 هو أقل بضعفين مما ألقي على ما مساحة5% من الأراضي اللبنانية، لدرجة أن الترسانة الصاروخية الإسرائيلية المعدة لمواجهة العرب بأجمعهم قد فرغت في الأيام العشرة الأولى من حرب ال 33 يوماً، وفي الأيام اللاحقة للحرب تولى جسر جوي بريطاني وأميركي استخدم مطارات عسكرية ومدنية لنقل الصواريخ المتقدمة والأسلحة المتطورة إلى العدو الصهيوني، ولكن المقاومة بدت قوية في الميدان.

لقد ظنّ قادة العدو الإسرائيلي وحلفاؤهم خلال حرب تموز عام 2006أن الضربات التي شنت في الأيام الأربعة الأولى قضت على أغلب المخزون الصاروخي للمقاومة، ولكن المقاومة بيّنت في ساحة المواجهة أن التقديرات الإستخبارية التي جمعتها الإستخبارات الإسرائيلية وغيرها قد فشلت جميعاً في أن تحيط بما لدى المقاومة من قدرات، وتمكّن المقاومون من مواصلة قصف أراضي العدو بصواريخ متعددة حتى الساعات الأخيرة من الحرب، وفي المواجهات البرية كان العدو يظن أنه سيفاجئنا عند كل محور بالعبور منه، ولكنه كان يجد في انتظاره الكمائن على أشكالها ومنها المفخخات المشرّكة والنسفيات والكمائن البشرية، ولذلك لم يفلح في أن يحقق هدفاً عسكرياً واحداً من الأهداف التي رمى إليها في عام 2006.

إن من يراهن على ضعف المقاومة أو على انكشافها هو واهم، فهي بعد عام 2006 أقوى بكثير مما كانت عليه من قبل، وهي أقوى مما يتوهّم العدو ويخشى منه الصديق، والعدو يدرك المعنى الدقيق لما نقول لأنه سبق أن جرب تقديراته الاستخبارية التي خابت وذهبت بقادته من مسؤولين وسياسيين وعسكريين إلى مجاهل التاريخ، فالقادة السياسيّون للكيان الصهيوني كانوا يأتون من الجيش ومن الإستخبارات عندما كانوا يتقاعدون من أعمالهم العسكرية ليتولّوا المناصب العليا في الدولة الصهيونية، ولكن بعد حرب عام 2006 لم يجد إيهود أولمرت من طريقاً مفتوحة له سوى طريق السجن لأنه فشل في أن يكون بطلاً إسرائيلياً في مواجهة المقاومة، وأما رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية الذي كان يعد نفسه ليكون رئيس وزراء مقبل لم نعد نسمع به اليوم سوى أنه تاجر من مستوى متدنٍ جداً، فهذه المقاومة قد غيّرت النمط في الكيان الصهيوني ولم تعد المؤسسة العسكرية على ذاك البريق واللمعان الذي يخرّج أبطالاً بعرف الصهاينة ينتقلون إلى المواقع السياسية مكلّلين بالمجد، فالذي يوجد اليوم في سدة المسؤولية في إسرائيل هو إما مقدم أو نجم تلفزيوني، فنحن غيرنا تاريخ هذا العدو ولم يعد للجيش الإسرائيلي تلك الصورة المتألقة أمام جمهوره بصفته الحامي والقادر، بل تحوّل إلى كائن مريض لا يوثق بقدراته على حماية الدولة الصهيونية.

إن الإسرائيلي اليوم يعتمد أكثر فأكثر على قدرات حلفائه لا سيما الحليف الأميركي سواء بتخزين الصواريخ أو بتطوير منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ بعكس ما كان عليه مبدأ وعقيدة الأمن الإسرائيلية السابقة القائلة بأن من يحمي إسرائيل هو جيشها، ونحن في المقابل نطمئن المحب والمبغض لنا أن هذه المقاومة على بأسها وقوتها هي اليوم لا تكتفي بعملها في المجال العسكري والأمني بل شعرت بمسؤولياتها المشتركة وواجبها في أن تعمل مع أهلها في البلديات والجمعيات من أجل إعادة اللون الأخضر إلى الربوع اللبنانية، فكانت حملة المليون شجرة التي ندعو من خلالها اللبنانيين جميعاً إلى الاشتراك بها، لأنها ليست حملة سياسية ولا فئوية بل هي من المجالات التي يمكن للّبنانيين أن يعملوا فيها معاً على رغم اختلافهم الحزبي والسياسي، وبالتالي علينا الاستفادة منها كما من باقي المجالات التي يمكن أن نعمل فيها معاً على رغم اختلافنا.

إننا نأمل أن يتمكن الحوار السياسي على صعده المختلفة من إيجاد مجالات إضافية تفتح الطريق أمام التعاون الذي يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين الذين يتوجب عليهم جميعاً أن لا ينسوا في خضم اهتماماتهم وهمومهم واختلافاتهم وخلافاتهم أن ثمة عدواً يتربص بهم ولا يميز بينهم سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين أو من السنة أو الشيعة أو الدروز، وهو حين يرتكب المجازر فإنه يرتكبها بحق اللبنانيين جميعاً، ويعلن بالفم الملآن أن معركته القادمة ستكون معركة على كل لبنان، وأنه سيتعامل مع لبنان كلّه كما تعامل مع الضاحية، بمعنى أنها أصبحت بعرفه لبنان كلّه أو أن لبنان كلّه أصبح الضاحية، ونسأل إذا كان العدو يتعامل في عدائه معنا من موقع عدم التمييز ألا يجدر بنا تجاوز تمايزاتنا لنواجهه معاً، أو ألا يجدر بنا أن نتنبّه إلى طريقة التصدي للأشكال المختلفة من الإعتداءات الإسرائيلية.

إن لبنان اليوم يقع تحت العدوان، فمياهه الإقليمية معتدى عليها بمساحة كبيرة، والمنطقة الاقتصادية الخالصة بما تضمه من ثروات طبيعية أولها النفط والغاز معتدى عليها من جانب العدو الإسرائيلي، فهلاّ أستفدنا من حوارنا المرتقب من أجل أن نعمل معاً لمواجهة الإعتداءات الإسرائيلية، وهذه دعوة نطلقها اليوم من بلدة مروحين العزيزة التي تعيش مع أهلها جميعاً عيشاً هنيئاً طيباً يشكّل نموذجاً للعيش بين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم، ويعتز أبناؤها أنهم عادوا إليها في العام 2000 بفضل سواعد المقاومة ودمائها، وأنهم يتشبثون بأرضهم بفعل قوتها التي أظهرتها عام 2006، ونقوم اليوم بزرع عدد من الأشجار لنقدم لإخواننا جميعاً في لبنان درساً أننا قادرون على العيش معاً وعلى التعاون وتحقيق الإنجازات.

 

بدوره رئيس بلدية مروحين محمد عبيد ألقى كلمة شدد فيها على أهمية هذا المشروع الذي يعطي بلدنا رونقاً جميلاً، ويحول صحرئنا إلى خضرة لا مثيل لها، وهذا لا يفيد المنظر العام فقط بل له فوائد كثيرة على الصعيد البيئي والإنساني.

وفي الختام زرع النائب الموسوي والمشاركين في اللقاء حوالي 500 شجرة في واحة شيخ زين في بلدة مروحين.

 

وكان المشروع قد انطلق في بلدة حداثا الجنوبية برعاية مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين الذي زرع إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات والمزارعين كبداية للمشروع حوالي 1000 شجرة في واحة الشهيد القائد ياسر مصطفى صبرا في بلدة حداثا الجنوبية.

وقد تحدث صفي الدين عن أن فكرة مشروع "شجرة لكل مواطن" تهدف لحشد وتضافر طاقات هذا المجتمع كله بمختلف انتماءاته واتجاهاته واهتماماته في إيجاد تحول نوعي على صعيد ملف التشجير أو العناية بالشجرة أو اتساع وزيادة المساحة الخضراء، مضيفاً أن أصل الفكرة ليست بالمقدار الذي نستطيع زراعته، إنما بالمقدار الذي نستطيع تفعيله من هيئات وأطر وأجهزة المجتمع المحلي.

 

وفي بلدة صريفا زرع عدد من الأخوات في الهيئات النسائية في حزب الله حوالي 400 شجرة في مختلف واحات البلدة، حيث حضر إلى جانب الأخوات عضو قيادة منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الشيخ أحمد مراد الذي تحدث عن أهمية الشجرة، وأكد أن هذه العملية ما هي إلاّ تجسيد لكل ما ورد في القرآن الكريم من دلالة للأرض على الطيبة وذكر الله وإحياء الأرض، مشيراً إلى أننا اليوم عندما نزرع هذه الأشجار فإننا بذلك نحي الأرض بما أمر الله سبحانه وتعالى، ونجعلها مثمرة لمستقبل أولادنا ولحامية المقاوم الذي يدافع عن هذه الأرض الطاهرة.

 

وفي بلدة باريش زرع فعاليات وشخصيات ومزارعي وأهالي البلدة إلى جانب عضو قيادة منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الشيخ أحمد مراد حوالي 2800 شجرة في واحة شهداء البلدة.

وقد تحدث الشيخ مراد عن أهمية هذا المشروع الذي يجعل لبنان أخضر فعلاً، ويجعل الجنوب المقاوم في مواجهة العدو الإسرائيلي بكل ما يحتويه من بشر وشجر وحجر، ولذلك فإننا لا نتعاطى مع هذا المشروع بطريقة شكلية أو إعلامية بل نتعاطى معه على أساس أنه مشروع حقيقي يراد به المحافظة على ما وفقنا إليه الله من بيئة خضراء في هذا البلد والتي تبرز أهميتها اليوم في ظل مشاكل التصحر وانبعاث الغازات التي تجتاح العالم.

 

كما وأنجزت عملية غرس الأشجار في قرى وبلدات كونين، بيت ياحون، الخيام، برعشيت، جبال البطم، عيترون، رشكنانيه، الحلوسية، صديقين، دير انطار، عيتا الشعب، حنين، مارون الراس ويارون وفق مخطط المشروع، حيث زُرع فيهم ما يقارب 9000 شجرة من مختلف الأصناف.

شاهد الصور

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا