بات من شبه المؤكد أن يعلن المرشح التوافقي على رئاسة مجلس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عن أسماء أعضاء لائحته الأ21 رسميا بعد ظهر اليوم الاثنين من دارته في صيدا. وقد أعلنت الجماعة الاسلامية سحب الاسماء المحسوبة عليها من اللائحة، وقال رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد «إن تيار الحريري قد أغرق اللائحة بالمحازبين والأنصار بحيث باتت تفتقر إلى الحد الأدنى من التوازن السياسي، كما أن تركيبتها لا تشمل تمثيل الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة في المدينة».
وكان السعودي قد ترأس بعد ظهر امس الاحد في دارته لقاء خصص للتعارف بين الاعضاء الـ21 وتبين انها تضم كوتا نسائية كبيرة (خمس عضوات) نسبة الى عدد أعضاء المجلس. وتخللت اللقاء مناقشة بعض المفاصل المتعلقة بمشروع البيان البلدي، وألقى السعودي كلمة مقتضبة مؤكداً على اهمية التضامن في ما بين الاعضاء لإنجاح العملية الانمائية، لافتاً الى أن «ورشة من المشاريع تنتظرنا ونعمل على تحقيقها وما نأمله أن يكون هم البلدية الأول هو إنجاز المشاريع المدروسة (30 مشروعا) وتلك التي ما زالت قيد الدرس (17 مشروعا) وانفض اللقاء بعد الاتفاق على تشكيل لجنة لإدخال بعض التعديلات على مشروع البيان على ان تعلن اللائحة مكتملة مع البيان رسمياً مع الصورة التذكارية في بمؤتمر صحافي يعقد في دارة السعودي عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الاثنين.
وفسرت مصادر خطوة اللقاء التمهيدي بين السعودي والاعضاء امس بأنها موجهة الى الرأي العام الصيداوي لوضع حد للتساؤلات التي لا تنتهي حول اللائحة والاحتجاجات السياسية والتسريبات الاعلامية. وتبين ان اللائحة تضم إضافة الى السعودي كلاً من هناء الزعتري واسكندر حداد والدكتور عبد الله كنعان والدكتور حازم بديع وعرب كلش ونزار الحلاق ومحمد حسن البابا، ومحمد سليم الزين ومحمد حسيب البزري، وعلي دالي بلطة ومصطفى جازي ومحمود شريتح وابراهيم البساط ووفاء وهبي شعيب وديانا غسان حمود ومحمد قبرصلي ومنذر ابو ظهر والمحامي احمد صفي الدين وهدية السبع أعين وأحمد الجويدي.
وفي سياق متصل، وبعد إعلان رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد سابقا أن التيار الوطني في صيدا غير ممثل، جاء دور الجماعة الاسلامية في المدينة التي أعلنت على لسان مسؤولها السياسي في الجنوب بسام حمود ان الجماعة سحبت ممثليها في المجلس احتجاجا ايضا على المحاصصة، حيث أكد حمود أن «الجماعة فوجئت بوجود أسماء عديدة لها انتماؤها السياسي غير المباشر والمباشر بحجة وجود أسماء لمرشحين ينتمون إلى الجماعة الإسلامية، ورفضاً لهذا الأسلوب من التعاطي الذي يتضمن في طياته المحاصصة المقنّعة وحتى لا يستغل وجود الجماعة، بما لا ترضاه، لوضع عراقيل أمام مساعي الرئيس التوافقي أعلنا سحب الأسماء المحسوبة علينا، مع العلم اننا كنا قد قدمنا كل الدعم للمهندس السعودي ووضعنا بين يديه مجموعة من أسماء أبناء المدينة المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والنزاهة».
بدوره رأى رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد «أن مشروع اللائحة للمجلس البلدي الجديد أصبح بمعظم أعضائها معروفًا ويثير الهواجس والتساؤلات، والواضح أن تيار الحريري قد أغرق اللائحة بالمحازبين والأنصار بحيث باتت تفتـقر إلى الحد الأدنى من التوازن السـياسي، كمــا أن تركيبتها لا تشمل تمثيل الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة في المدينة».
وقال: «لقد بتنا نخشى من تحويل المجلس الى مجرد تابع هزيل يعمل في خدمة مصالح تيار الحريري الفئوية والمالية والعقارية. كما يفقد المجلس البلدي الجديد القدرة على النظر بتوازن إلى مصالح مختلف الفئات». ودعا سعد «ومن باب الحرص على نجاح السعودي في مهمته، حاليًا وفي المستقبل، إلى إعادة النظر بالمشروع المطروح للائحة بحيث يراعي التوازن السياسي من جهة أولى، وتمثيل مختلف فئات المجتمع من ناحية ثانية كون العمال والحرفيين والمستخدمين والفئات المنتجة الأخرى يمثلون الغالبية الساحقة من سكان صيدا، ومن غير الجائز حرمانهم من التمثيل في المجلس البلدي العتيد».
وجدد سعد «رفض أي محاصصة، والاصرار على تشكيل لائحة من المستقلين»، متابعاً: «غير أن تيار الحريري قد أرهق المهندس السعودي بطلباته التي لا تتوقف لإغراق اللائحة بحزبيين من تيار المستقبل ومؤيدين لهذا التيار. وهو الأمر الذي يعبّر عن نهج الاستئثار والتفرد والهيمنة المتأصل عند هذا التيار وقيادته، من جهة أولى، ويتناقض تمامًا، من جهة ثانية، مع ادعاءاته المتكررة رفض المحاصصة، وعدم الرغبة بالسيطرة على المجلس البلدي الجديد».
أما رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري فجدد ثقته بالرئيس التوافقي لرئاسة مجلس بلدية صيدا محمد السعودي، وقال «إن الثقة التي أعطيت للسعودي كافية لتشكيل المجلس الذي يرتئيه مناسبا لأسلوب عمله، ونحن ممثلون من خلال سعودي، الذي هو حصتنا كما أنه حصة كل المدينة ونتمنى له التوفيق».
في المقابل عمدت النائبة بهية الحريري الى سحب المرشحة روبينا ابو زينب من التشكلية تسهيلا للتوافق في ضوء بعض الاحتجاجات السياسية كون الاسم محسوبا بوضوح لا لبس فيه على تيار الحريري.