×

من «هدى» في فلسطين والأردن إلى «زينة» في لبنان

التصنيف: Old Archive

2015-01-14  12:22 م  322

 

اللواء

ثريا حسن زعيتر

من «هدى» في فلسطين والأردن... إلى «زينة» في لبنان، حوّلت العاصفة الثلجية التي ضربت بلدان الشرق الأوسط إسمها من بلد إلى آخر، فحلّت في لبنان على إسمها، فزيّنت الجبال بالثلوج والساحل بحبّات البَرَد والأمطار، رغم بعض الأضرار التي ألحقتها في عدد من المناطق، إذ تسبّبت بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة، وقطعت التيار الكهربائي بسبب الأعطال التي طرأت على محطّات الكهرباء نتيجة الصواعق، وضربت خطوط التوتّر في المناطق، مترافقة مع موجة صقيع قارس، ورياح عنيفة واقتلعت الكثير من اللوحات الإعلانية والتجارية والأشجار المعمِّرة تاركة بصماتها في قلب فصل الشتاء...
وعاش الجنوب أيام العاصفة «زينة» بترقًّب، وحملت بشائر الخير بموسم شتوي وافر بعد جفاف في العام الماضي، وإذ كشفت في بعض المناطق عن مدى الإهمال، وفي أخرى عن مدى الاستعداد، فحلّت في مدينة صيدا ضيفاً خفيفاً، بينما كلّلت جزين وإقليم التفاح بالأبيض...
«لـواء صيدا والجنوب» جال في صيدا أيام العاصفة، ونقل مشاهدات المواطنين في كيفية استقبالها والاستعداد لها...

الثوب الأبيض
في صيدا، حلّت العاصفة بَرَداً وأمطاراً، وألبستها الثوب الأبيض للمرّة الأولى رغم قوّة الرياح وارتفاع أمواج البحر، وعلقت حبّات البَرَد في عدد من أحيائها لا سيما في صيدا القديمة حيث وجد الأطفال فرصة للهو بالأبيض الذي لطالما اشتاقوا إليه، وقد جاء إليهم بعدما لم يذهبوا إليه في أعالي الجبال.
{ وقال الطفل حسين زكنون: «شعرتُ بالسعادة رغم البَرَد، لأنّ حبات البَرَد وصلت إلى منزلي وحارتي، لقد لهوتُ بالبَرَد مع أصحابي ثم عدنا إلى المنازل كي نتدفأ... وسعادتي لا توصف كون أهلي لا يستطيعون أنْ يأخذونني إلى أماكن التزلّج، فكأنّ الله بعث البَرَد هدية لنا كي يُدخِل الفرح إلى قلبي».
وفرضت عطلة قسرية على الملاحة والصيد البحري في مرفأ صيدا بعدما بلغ ارتفاع الأمواج أكثر من 4 أمتار، وأدّت الأنواء إلى انقطاع السلاسل الحديدية العائمة المخصّصة لربط البواخر في عرض البحر، فقذفت به الأمواج إلى الشاطئ، وعملت الجهات المختصة على رفعه وإعادته إلى الميناء.
ورغم قوّة الرياح إلا أنّ بعض الهواة حرصوا على النزول إلى الكورنيش البحري للتمتّع بمنظر هيجان البحر وارتفاع أمواجه، واغتنموا فرصة التقاط الصور في تحدٍّ لبرودة الطقس وكأنّهم يعبّرون عن إرادتهم لمواجهة العاصفة التي أخافت الكثير من الناس ودفعتهم إلى ملازمة منازلهم اتقاء للبرد والأمطار.
{ الفتى أحمد البطش قال: «كنت أنتظر العاصفة بفارغ الصبر كي ألتقط الصور لها، وقد طلب أهلي منّي عدم مغادرة المنزل خوفا عليَّ، ورغم ذلك تسللتُ إلى الكورنيش مع بعض أصحابي لنشاهد الأمواج العاتية ونتمتّع بمشهدها الجميل، وقد التقطتُ صورة «سلفي» معها وعشتُ لحظات جميلة ولن ننساها في حياتي لأنّها قد لا تتكرّر».
ولم تسمح العاصفة لصيادي الأسماك بالإبحار، ولازمت مراكبهم مراسيها على رصيف مينائهم رغم محاولة بعضهم للإبحار ليلا، فتم منعهم من قِبل السلطات الأمنية المعنية حِفاظا على سلامتهم.
{ وأكد الصياد حسين بوجي أنّ «العاصفة ألقت أثقالها وقسوتها على الصيادين، إذ أتلفت بعض الشباك وتضرّر جرّاءها عدد من المراكب، ونحن نطالب الوزارات المعنية والهيئات الإغاثية بمساعدتنا في فصل الشتاء، حيث «السُبات البحري» وملازمة المنازل أو المقاهي بانتظار الفرج وانتهائها، كي نعوّض ما فاتنا من خسارة ورزق لأنّ الصيد البحري رزقته كل يوم بيومه».
أضرار.. وغرفة عمليات
في المقابل، أدّت سرعة الرياح إلى تحطّم أشجار معمِّرة عند «ساحة الشهداء» و«ساحة النجمة»، ومنطقة «مشاريع الهبة» في المية ومية وسيروب، حيث أقفلت الطريق لبعض الوقت.
وفي منطقة الهلالية، سقط جزء من سقف شرفة منزل يعود لـ محمد الراعي، ما أدخل الخوف والرعب في قلوب عائلة الراعي، واقتصرت الأضرار على الماديات، وسقطت شجرة معمّرة أخرى وسط الطريق عند مدخل الهلالية - البرامية بالقرب من «مستشفى قصب» دون وقوع إصابات، بينما تسبّبت في عبرا بتحطّم الزجاج الخارجي لمدخل بنك عودة، كما تسبّبت بتحطّم زجاج أحد المطاعم.
{ وأنشأت بلدية صيدا غرفة عمليات تحسّباً لأي طارئ والتدخّل السريع، ووصف رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي العاصفة التي ضربت صيدا بأنّها «كانت قوية جداً، لكن الحمد لله أضرارها كانت محدودة، خاصة باقتلاع بعض الأشجار في مناطق عدّة في المدينة إضافة إلى بعض اللوحات الإعلانية الكبرى، أما بالنسبة لموج البحر، وبعد إنشاء السنسول البحري فقد حمى البوليفار من وصول الموج إلى الشارع الغربي».
معاناة النزوح
ولم يسلم النازحون من سوريا في المجمّعات السكنية الخاصة بهم من العاصفة، إذ كان نصيبهم كبيراً... فأمضوا أيام العاصفة ولياليها في ظل ظروف صعبة وقاسية بسبب عدم توافر وسائل التدفئة ودخلت مياه الامطار إلى عدد من الغرف في مجمّعَيْ «الأوزاعي» و«العلايلي».
{ وأوضح رئيس «اتحاد المؤسّسات الإغاثية» في صيدا والجوار كامل كزبر أنّ «معاناة النازحين كبيرة، وقد زادت مع العاصفة، وقمنا بكل ما يمكن للتخفيف من تداعياتها، فوزّع الاتحاد البطانيات عليهم، إلا أنّ هناك نقصا في تأمين وسائل التدفئة لهؤلاء في ظل تراجع المساعدات».
{ أما النازحون في مخيّم عين الحلوة فلم يكن حالهم أفضل، إذ غمرت السيول الشوارع وحاصرت عدداً من المنازل وخيم النازحين في «مجمع بدر»، حيث عمد المشرف على المجمع اللواء منير المقدح إلى نقلهم على مكاتبه ومؤسّساته مؤقتاً اتقاء لمعاناة العاصفة.
{ وناشد مسؤول «اتحاد المؤسّسات الإغاثية الإسلامية» في مخيّمات صيدا «أبو إسحق» المقدح وكالة «الأونروا» و«منظّمة التحرير الفلسطينية» بـ «ضرورة تأمين المساعدات للاجئين والنازحين الفلسطينيين داخل المخيّم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها، والتي زادت من حدتها العاصفة الأخيرة زينة».
إحباط سرقة.. وتخريب
ورداءة الطقس والبرد لم يمنعا القوى الأمنية من القيام بواجباتها كاملة والسهر على أمن واستقرار المواطنين في منازلهم الدافئة، فسهروا وسط البرد، وأحبطوا عمليات سرقة وتخريب أبرزها في «معبد أشمون»، حيث دخل مجهولون إليه، وبعثروا محتوياته بعدما لم يجدوا ما يسرقونه.
فيما أحبطت شرطة بلدية صيدا عملية سرقة رمول من على شاطئ المدخل الشمالي لجهة الأولي – الرميلة، تزامناً مع العاصفة الهوجاء التي ضربت المدينة ولبنان بشكل عام.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا