رعت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري حفل تخريج المرحلة الأولى من "دورة التأهيل المهني " التي تستضيفها مدرسة صيدا الفنية العالية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وبتمويل من السفارة الإيطالية في لبنان والوكالة الإيطالية للتعاون، وهي من ضمن الدورات التي تستهدف تدريب وتأهيل المتسربين مدرسيا لتمكينهم من اتقان أعمال حرة . وحضر الحفل الى جانب راعية الاحتفال: سفير ايطاليا في لبنان غبريال كيكيا ، ومدير عام التعليم المهني والتقني احمد دياب ومساعد المدير الاقليمي لمنظمة العمل الدولية موريسيو بيسي وممثلون عن الوكالة الايطالية للتعاون ورئيس مصلحة الادارة والتنفيذ في المديرية العامة للتعليم المهني محمد كشلي ورئيس المصلحة الفنية عبد الرحمن جلول وفاعليات اقتصادية واجتماعية ونقابية واهلية  وحشد من الاهالي .

*استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني فكلمة ترحيب من اديب حبيب ، ثم ألقى مدير مدرسة صيدا الفنية العالية أدهم قبرصلي كلمة شكر فيها النائب بهية الحريري على رعايتها الحفل مثمنا جهدها الدؤوب على متابعة كل ما يتصل بتنمية الموارد البشرية والتربوية والانسانية. كما شكر كلا من منظمة العمل الدولية والسفارة الايطالية والوكالة الايطالية للتعاون على احتضانهما ودعمهما هذا العمل . لافتا الى التحضير للبدء بالمرحلة الثانية من الدورة بعد اسبوعين والتي ستتركز على اختصاصي نجار ودهان.

*والقى كلمة منظمة العمل الدولية مساعد المدير الاقليمي للمنظمة موريسيو بيسي الذي عرض عمل واهداف المنظمة في دعم ورش ودورات التدريب لاعادة تاهيل الشباب وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل .

*بدوره السفير الايطالي في لبنان غبريال كيكيا اكد ان دورات التدريب والتاهيل هذه هي نتاج عمل دؤوب وتعاون ما بين السفارة الايطالية و السلطات المحلية وكذلك منظمة العمل الدولية شاكرا النائب بهية الحريري على تعاونها في هذا المجال ومشددا على ان الحكومة الايطالية هي صديقة للبنان وسعيدة بهذا المنحى التشاركي لدعم هذه المشاريع التنموية وكل ما يتعلق بالتاهيل المهني للشباب.

*ثم تحدثت راعية الاحتفال النائب الحريري فقالت: أتوجّه بدايةً بالشّكر والتقدير لإدارة مدرسة صيدا الفنية وهيئتها التعليمية .. على ما تقوم به من رعاية وجهد كبيرين لتحقيق أفضل النتائج لطلابها وتأمين كلّ أسباب التّطور والتّقدّم .. وإنّنا إذ نعتزّ بهذه المدرسة وإدارتها وهيئتها التعليمية .. فإنّنا أيضاً نتوجّه بالشّكر والتقدير لمنظمة العمل الدولية على مبادرتها المميّزة .. وبتمويلٍ من السفارة الإيطالية مشكورةً والتي أبدت خلال السنوات الماضية اهتماماً مميزاً بالمهن والحرف في لبنان وتقديم أحدث التقنيات من أجل ازدهارها وتطوّرها .. على أمل أن يحظى أبناؤنا باهتمام مماثل من كلّ الهيئات والمنظمات الدولية للمساهمة في تعزيز قدرات أبنائنا وتطوّرهم ..

واضافت: إنّ بين صيدا والمهن تاريخ طويل .. تلك الأيادي التي تميّزت وأبدعت وأخلصت حتى صارت صيدا مدينة المهن والحرف جيلاً بعد جيل .. ومحلّ قوّتها ونهوضها وتمايزها .. فحافظت على أمانتها .. وطوّرت في مهنها .. وخرجت بمهاراتها خارج صيدا إلى كلّ الوطن وكلّ المحيط العربي .. نحن أبناء صيدا مهنتنا الأولى هي الطّموح .. نعم .. نحن أبناء تلك الأجيال العابرة والمؤمنة والقادرة على تحدّ الظّروف مهما صعبت .. هذه المدينة تزهو وتعتزّ بأبنائها الفقراء الذين فهموا الفقر ظرفاً وليس قدراً .. وقاوموه بالطّموح والعمل .. فعلّموا أولادهم الذين عرفوا كيف يرثون الطموح والأخلاق والوفاء عن آبائهم وأجدادهم .. فنجحوا وتألّقوا وتقدّموا ودعموا ومدّوا أياديهم إلى إخوانهم من أبناء مدينتهم ليؤكّدوا على طموحهم وحقّهم في قهر ظروفهم .. إنّ الحاقدين والفاشلين وحدهم يعتبرون الفقر قدراً أو عيباً .. لأنّنا نعتزّ بكوننا أولاد الفقراء .. وهذا وسام على جباهنا وليس ادعاء .. ونعتزّ أيضاً بأبناء صيدا الذين ما أن أتيحت لهم فرصة العلم والمعرفة حتى أبدعوا وتفوّقوا وزرعوا المحيط والعالم بنجاحهم وتفوّقهم وأخلاقهم وخبرتهم .. إنّ قدر أبناء صيدا .. كلّ صيدا .. بكلّ أحيائها وعائلاتها ومهنييها وحرفييها وصناعييها وعمالها أن قدرهم هو الإعتداد بأنفسهم وبهويتهم وانتمائهم وحريّتهم التي سخّروها لنصرة إخوانهم وأقربائهم وجيرانهم ووطنهم وأمّتهم ..

وقالت: أيّها الأبناء الأحباء ..إنّ المسقبل ينتظر أياديكم وطموحكم وليبقى في أذهانكم إخوانكم الكبار الذين سبقوكم على درب العمل والطّموح والنّجاح .. وإنّنا وإيّاكم سنستمر بكتابة هذا التّاريخ الزّاهر لأبناء صيدا .. وإنتم مؤتمنون على متابعة المسيرة .. وإنّنا نعدكم بأن نطوّر أكثر وأكثر التّعليم المهني والتقني وبالتّعاون ومع أهل صيدا بجمعياتها وقطاعها الخاص .. ومع المنظمات الدولية والمؤسسات العربية والإسلامية .. لتكون صيدا نموذجاً في هذا المجال .. وهي كذلك .. وهكذا ستبقى نسيجاً واحداً متماسكاً مؤمناً متحاباً.. وأريد منكم أن تبادروا بطلب المزيد من الدورات والورش والتدريبات التي ترفع من مهاراتكم وقدراتكم لتسيروا نحو المستقبل الذي تستحقون وإلى نجاحاتكم .. وأن تديروا ظهوركم لكلّ من يحاول إعاقة مسيرتكم .. وأن تسدّوا آذانكم لكلّ الأصوات التي تحاول زرع اليأس في نفوسكم .. وإنّني على ثقة بأنّكم ستسطّرون بسواعدكم وعقولكم وإخلاصكم أسطورة جديدة لصيدا الطّموح والإرادة .. وستبقى صيدا ولاّدة وواعدة .. عاش الطّموح .. عاشت صيدا ..

وبعد كلمة باسم المتدربين، وعرض شريط مصور عن الدورات التدريبية تم توزيع الشهادات على المتدربين وعددهم نحو 40 متدربا . ثم سلمت الحريري درع مدرسة صيدا الفنية لكل من السفير الايطالي غبريال كيكيا و لممثلي منظمة العمل الدولية وبدوره مدير مدرسة صيدا الفنية العالية ادهم قبرصلي سلم الحريري درعا تكريميا تقديرا لجهودها في دعم هذه الدورات . وفي الختام جرى قطع قالب حلوى احتفاء بالمناسبة .