شهيد الواجب باسل عبد الغني البزري

التصنيف: المرأة

2010-05-07 04:54 م 930

من 6 آيار 1985 إلى 6 آيار 2010 25 عاماً مرت وكإنها لحظات فلم ولن أنسى ذلك اليوم المشؤوم حين سمعت خبر إصابتِك وكنتُ مصاباً حينها وأتعالج في مستشفى حمود حين سمعت الخبر وركضت مسرعاً من الطابق السادس إلى غرفة العمليات في الطابق الرابع محاولاً تكذيب الخبر على نفسي ولم أصدِق عيناي كأن الزمن توقف عندما رأيت الجميع بحالة صدمة وذهول وسمِعت أن باسِل البزري مصاب وإصابته خطِرة وهو في غرفة العمليات يا سبحان الله فمن كان يهب لإنقاذ وإغاثة المصابين والجرحى أصبح مصاباً وجريحاً ونفس سيارة الإسعاف التي ذهب بها لإنقاذ الجرحى حملتهُ جريحاً فيا لِحِكمة القدر, وإستمريت في تكذيب ما سمعت وصرت أسأل المسعفين وجميع من كان موجودًا لعل إحدهم يشفي غليلي بتكذيب الخبر لكن لا جواب سوى الوجوم على وجه الجميع وأصوات البكاء والدعاء لله تعالى , وماهي إلا دقائق قليلة حتى تأكد الخبر إستشهاد باسل فلم يتحمل قلبه الطاهر النقي القوي بالإيمان المليء بالمحبة والعطف رصاصات الغدر والحقد والكراهية وأصابنا الذهول جميعاً باسل صاحب القلب الطيب توقف قلبه عن الخَفَقَان يا الله ما أسوا تلك اللحظات وما أقساها كيف مرت علينا؟

لم اكن اعرف إنها لحظة الوداع لحظة الفراق لحظة النهاية حين تركتنا وتركت صيدا والوطن والصليب الأحمر لم نعرف إننا لن نراك ثانية وبأننا سنفترق هنا عند غروب 6 آيار كان غروبا لعيناً وقاسياً علينا حين غابت شمس الباسل شمس الحق والحقيقة, من 28ايلول 1961 إلى 6 آيار 1985 مسيرة حب وعطاء وتواضع وتضحية وشهادة.

فمن يعرف باسل هذا المارد ولو لِمرة واحدة يتعلق ويحبه ويعرف مدى حبه للحياة فكان سريع الغضب لكن قلبه أبيض ولا يحمِل ضغينة على من أساء إليه , كان قلب مركز صيدا النابض وحياته يلقِبونه (دبدوب) لكنه كثير الحركة رياضي من الدرجة الأولى في لعبة كرة الطائرة والكل يتذكر بطولاته مع فرق عديدة , قدَمََ حياته فِداءاً لِصيدا والصليب الأحمر اللبناني بدون مِنِية لأحد وإنما إيماناً منه بالآية الكريمة: (مِّنَ المُؤمِنِينَ رِجالُُ صَدَقُواْ مَا عَهدُواْ اللهََ عَلَيهِ فَمِنُهُم مَّن قَضَى نَحّبَهُ وَمِنّهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُُواْ تَبّدِيلاً ) صدق الله العظيم وإن الإنسان لن يخّلِد في هذه الدنيا الفانية أو يموت قبل آوانِه فكان دائما مُتكِلاً على الله عز وجل في جميع تصرفاته وتحركاته حتى لحظة إستشهاده في يوم 6 آيار يوم عيد الشهداء شهداء لبنان وما أعظمها من مصادفة أرادها الله سبحانه وتعالى أن تبقى ذكراه مع شهداء الوطن الكبار ومع من ضحوا لقيامة لبنان الكبير , فنِم قرير العين يا شهيدنا الكبير وإننا ندعو الله سبحانه أن يكون مثواك الجنة مع الشهداء والصديقين والأبرار بإذنه تعالى ونعاهِدكَ على الإستمرار في نهج الوفاء والتضحية في سبيل الله عز وجل والوطن وليبقى الصليب الأحمر اللبناني منارة للجميع قولاً وفِعلاً وإن لله وإن إليه راجعون ودائماً إلى ما وراء الواحب.

هيثم النقوزي