الصحفي ا- رأفت نعيم:

في الوقت الذي يؤكد فيه المرشح لرئاسة بلدية صيدا المهندس محمد السعودي مضيه في خوض الانتخابات البلدية بلائحة الوفاق والانماء، وبانتظار تحديد كل من النائب السابق أسامة سعد والجماعة الاسلامية خياراتهما الحاسمة بالنسبة لهذا الاستحقاق ، يبدو المشهد الانتخابي في عاصمة الجنوب صيدا يراوح مكانه متأرجحا بين حتمية المعركة الانتخابية اذا شكل سعد لائحة منافسة وبين استبعادها اذا ما جنح الى المقاطعة ..

وذكرت مصادر صيداوية متابعة أن أمام النائب السابق سعد أحد خيارات ثلاثة هي :أن يقوم بتشكيل لائحة مكتملة برئاسة احدى الشخصيات الصيداوية،أو أن يكتفي بدعم لائحة غير مكتملة لإحداث خرق في لائحة السعودي، أو يقاطع الانتخابات والاكتفاء بموقف معارض للمسار الذي سلكه الاستحقاق .

على اي حال ، فقد سجل اليومان الماضيان حركة مشاورات واتصالات ولقاءات بين أكثر من طرف وجهة صيداوية وبين المرشح لرئاسة البلدية المهندس محمد السعودي . وعلمت المستقبل ان شخصيات سياسية وروحية صيداوية دخلت على خط الاستحقاق البلدي في محاولة لتجنيب المدينة معركة انتخابية حامية .

ومن جهته جدد المرشح السعودي مضيه في خوض الاستحقاق بلائحة الوفاق والانماء وأكد انه مرشح توافقي وله الحق ايضا ان يقرر ما يناسبه ، وقال السعودي لـ" المستقبل" تعليقا على التصريحات الأخيرة للنائب السابق أسامة سعد : الدكتور اسامة سعد يبقى صديقا ، اللائحة بالنسبة لي هم أكفاء ومحترمون وانا اتعاون معهم . اما بالنسبة للبرنامج لا اعتقد ان الدكتور سعد يقصد ان يعارض البرنامج لان برنامجه هو جزء من برنامجي انا الذي قلته برنامج المجلس البلدي القادم في حال وصلنا الى المجلس هو تنفيذ المشاريع الجديدة الى جانب ما سلمني اياه الدكتور اسامة وهو سلمني برنامج عظيم وسيتكامل مع المشاريع الخمسين . ونحن اعلنا اللائحة وكنا متضامنين واذا اصبح هناك اي تعديل في اللائحة يكون من الشخص المترشح ولديه ظروفه ، ولا يوجد امكانية للتعديل .. نحن الفنا اللائحة ونتمنى ان ترضي الجميع .. ولكن عقلنا غير مغلق ..انا شخص كلفت بان أدير البلدية واشكل لائحة مجلس بلدي ينفذ الأعمال، لا انظر من ناحية انتخابية ولا من ناحية سياسية والاعضاء اختيروا على اساس كفاءتهم التي تتناسب مع المشاريع ومتطلباتها .

وكان سعد أطلق سلسلة مواقف متصلة بالاستحقاق البلدي في أكثر من مناسبة فقال في دردشة مع صحافيين صيداويين : ان التنظيم الشعبي الناصري والتيار الوطني والقوى الحليفة ليست خارج الانتخابات وبالتالي نحن سنذهب لننتخب لائحة بمواصفات .. وبالتأكيد سيؤيد تيارنا لائحة ترضيه وترضي توجهاته وهي توجهات تتقاطع مع مصالح المدينة وهي فاعلة وسط الناس . وسئل :هل سيكون لكم اتصالات مع قوى اساسية في المدينة؟ ، فاجاب: ليس هناك اتصالات اذا كنت تقصد الأخوة في الجماعة الاسلامية ولم نجر حتى الآن اي اتصال معهم .

وسئل سعد : متى اعلان اللائحة ؟، فأجاب : الأمر يستحق العمل ليل نهار للوصول الى ما يرضي المدينة والى ما يرضي تيارنا الوطني . نحن في داخل الانتخابات .. ولن نكون خارج هذا الاستحقاق كما تعودنا دائما نحن في قلب اي استحقاق يخص المدينة . . وسئل :هل ستكون لائحة كاملة ؟ ، فأجاب : هذا الأمر لا زال مدار بحث ..

وخلال اجتماع للقاء الأحزاب الوطنية والإسلامية اللبنانية في مكتب رئيس التنظيم الشعبي الناصري في صيدا تداول فيه المجتمعون بآخر مستجدات الاستحقاق البلدي في المدينة قال سعد : سنذهب في 23 أيار لننتخب اللائحة التي تعبر عن توجهات هذا التيار وجمهوره العريق، سننتخب لائحة لا تكون مفروضة فرضاً على المدينة، وسنختارما هو مناسب لتوجهاتنا وما هو مناسب لمصلحة المدينة وما يعبر عن مختلف شرائح المجتمع الصيداوي. وبالنسبة للمهندس السعودي فهو لم يعد مرشحا مستقلا، ونحن كنا قد أيدناه كمرشح مستقل، ولكن ما حصل أدى إلى أن يستقيل من استقلاليته، وبالتالي هناك كفاءات عديدة في المدينة لديها القدرة على التواصل مع كل الأطراف ومع كل فئات المجتمع الصيداوي.

وخلال اجتماع لهيئة التنسيق في اللقاء الوطني الديمقراطي في مركز معروف سعد الثقافي قال سعد: نحن قدمنا فرصة كاملة لكي يكون للمدينة مجلس بلدي مستقل، لكن الاسئثار والتسلط من قبل فريق الحريري أدّيا إلى نسف الفكرة من أساسها، وإلى أن المرشح المستقل فقد استقلاليته. إن ما حصل يضعنا أمام خيار المواجهة والمعركة، و هذا القرار مقياسه مصلحة صيدا وكرامة التيار الوطني ودوره في كل القضايا الوطنية والاجتماعية والمعيشية.

اما الجماعة الاسلامية فتشير اوساطها الى أنها لا تزال تدرس خياراتها فيما يتعلق بهذا الاستحقاق . واثر لقائه مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان في مكتبه في دار الفتوى حيث وضعه في اجواء الاسباب الموضوعية التي دفعت الجماعة الاسلامية في صيدا الى سحب مرشحيها من لائحة الاستاذ محمد السعودي ، جدد المسؤول السياسي للجماعة في الجنوب بسام حمود تأييد الجماعة للمرشح محمد السعودي بشخصه كمرشح توافقي لكنه قال : اما اللائحة فنحن نعتبر انه لم يراع فيها ما تم التوافق عليه اثناء الحديث عن تشكيلها، نحن وافقنا على عدم المحاصصة وقدمنا مجموعة من الاسماء المشهود لها بكفاءتها ونزاهتها وخبرتها ونطاق عملها ضمن صيدا وفي مجال العمل العام بمعزل عن الخلفية السياسية لانه لا يوجد انسان في صيدا بشكل عام ليس له خلفية سياسية او انتماء سياسي، فلنضع حجة الانتماء الحزبي جانبا لان الاتجاه السياسي ليس مذمّة واللون السياسي ليس بحاجة الى بطاقة حزبية .نحن حريصون على التوافق بين الخصوم فما بالنا بالتوافق بين الاصدقاء، نحن حريصون على ذلك جيدا وكنا من دعاة التوافق في صيدا ولكن ضمن مفهوم التوافق الحقيقي وضمن احترام الشراكة والمبادىء والاصول، لذلك نحن قدمنا كفاءات وخبرات ضمن اختصاصات متعلقة بالعمل البلدي والانمائي، ونحن نقول للجميع الان فلننظر الى الكفاءات التي قدمناها وهي من عائلات صيداوية معروفة ولتقارن مع الاخرين في مجال العمل العام (مع احترامنا وتقديرنا لجميع الاسماء المطروحة) نحن لا نتكلم عن حصص ولا عن ارقام، نتكلم عن كفاءات نسعى الى ان تكون عنصر فاعل في المجتمع الصيداوي من خلال العمل البلدي ومن اجل مصلحة صيدا وانماء صيدا وتطور صيدا .. اما خيارات الجماعة، فنحن ندرس كافة الخيارات التي اصبحت محدودة جدا، نحن لن نلغي انفسنا من الساحة الصيداوية تحت اية حجة، فنحن تيار سياسي شعبي كبير في صيدا ولنا قواعدنا الشعبية التي تطالبنا بممارسة هذا الحق الدستوري. نحن حريصون على التوافق في المدينة ولكن اذا اغلقت الابواب في وجه هذا التوافق كل الاحتمالات واردة .

وعن العلاقة بتيار المستقبل قال: علاقتنا مع تيار المستقبل اعمق واكبر من استحقاق انتخابي بلدي او خلاف هنا او هناك، علاقتنا علاقة مبنية من فترة طويلة، وخاصة هنا في صيدا ما يربطنا مع معالي النائب الحريري ومع الاخوة في تيار المستقبل علاقة مضى عليها سنوات، ونحن نعتبر ان ما يحصل الان هو تباين في الاراء، نحرص على هذه العلاقة ولكن مع احترام خصوصيات كل طرف واحترام الرؤى الخاصة بكل طرف، ولا اعتقد ان هذا الاختلاف في العمل البلدي او في الاستحقاق البلدي سيؤثر على العلاقة بشكل عام .

وعن تمايز مواقف الدكتور علي الشيخ عمار عن موقف الجماعة قال حمود: الدكتور علي الشيخ عمار هو شخصية سياسية معروفة في صيدا واخ قيادي في الجماعة، الا ان ما نقل عنه ان كان صحيحاً فهو يعبر عن رايه الشخصي، ولا يعني ذلك ان الخيارات عند الجماعة ليست مفتوحة على كل الاحتمالات، اما قرارات الجماعة الاسلامية ومواقفها فتعبر عنهم اما ببيان رسمي يصدر عنها او من خلال مسؤولها السياسي في الجنوب حصراً.

من جهته رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري الذي يحرص على تأكيد الدعم المطلق للسعودي، قال لـ " المستقبل": نحن كتيار سياسي وكقرار سياسي لسنا مستعدين لخوض الانتخابات البلدية بشخص الدكتور عبد الرحمن ولكن يمكن المشاركة فيها بفعالية . والنقطة الثانية التي تحتاج الى توضيح ان الدكتور اسامة لم يخرج عن التوافق بل كان حريصا على التوافق من خلال تاكيده على ضرورة ان يكون هناك مكونات النجاح للسيد محمد السعودي ، ولا ننسى انه اساسا اقرب الاشخاص في التيارات السياسية للدكتور سعد وهو اقرب اليه من تيار المستقبل وطبعا الجماعة الاسلامية ، لكنه اي سعد رأى هناك نوعا من عدم التوازن في هذه اللائحة المقترحة وعدم التوازن ليس بالضرورة فقط سياسي وانما يوجد عدم توازن ربما في بعض القطاعات .لكن حتى هذه اللحظة نحن نامل ان نجنب المدينة ما يسمى انتخابات سياسية لانه نحن ندعم السيد السعودي ولائحته هي احد الحلول المقترحة حاليا لهذه الصيغة التي تم التوافق عليها بين القوى السياسية .الهدف هو ليس اللائحة بل الهدف هو اخراج مدينة صيدا في هذا الاستحقاق من جو الاستقطاب السياسي ووضعه في موقعه الصحيح الذي ربما يكون موقعا انمائيا محضا ، ولكن لا ننسى أن البلدية بحاجة الى تحصين سياسي بان تتفق القوى السياسية في المدينة على تحصين هذا المجلس البلدي الذي يجب ان يكون بعيدا عن السياسة رغم ان الاشخاص الموجودين فيه لهم خياراته السياسية ولهم مزاجهم الانتخابي .

وأضاف: هذه الملاحظات التي ابديت للسيد السعودي من قبلنا ومن قبل الدكتور اسامة ومن قبل حتى تيار المستقبل وكذلك الجماعة الاسلامية ابديت ا قبل اعلان اللائحة ولكن ترك هامش معين للسيد السعودي هو يحدد هذا الهامش . والنقطة الثانية وهو ترك الخيارات مفتوحة ليس بالضرورة اخذ المدينة الى مجابهة سياسية، بل ترك الخيارات مفتوحة لربما ايضا نافذة يعطيها الدكتور اسامة للسعودي وللآخرين لإيجاد صيغة لائقة بهذا الاستحقاق الانتخابي تعتمد هذه الصيغة على ان يكون هناك ضمانة حقيقية حول هذا المجلس القادم .. نحن نعلم ان هناك بلديات في السابق نحن بلدية جئنا ضمن نطاق سياسي ونطاق انمائي .. المطلوب الان تحصين هذا المجلس القادم سواء بقيت هذه اللائحة باشخاصها ام تم التعديل عليها ..وانا برايي لا يوجد اعتراض على اللائحة ، فالاعضاء الموجودون فيها ا جزء كبير منهم اعضاء قريبون الينا ونحترمهم ..

واعتبر البزري انا امام صيدا فرصة لا يجب تفويتها وهي انها نأت بنفسها وكانت قدوة في لبنان عندما نأت بنفسها عن التصارع السياسي في الاستحقاق البلدي الحالي وبالتالي يجب اعطاء كل الاحتمالات للنجاح وتحصين هذا النجاح ، والاستحقاق البلدي لا يتوقف عند تشكيل اللائحة فهو عمره ست سنوات .. نريد تحصين اللائحة على مدى ست سنوات .. نريد ان نجعل الاستاذ السعودي مرتاحاً واعضاء المجلس البلدي مرتاحين والقوى السياسية التي تمثل شرائح معينة في المدينة وكل الشرائح في المدينة نحن يهمنا ان نحصن هذا الاستحقاق .انا برايي ان هناك فرصة جيدة لمدينة صيدا كي تخرج بهذا الاستحقاق بما يجعل صيدا قدوة لغيرها . وطالما قلنا للسعودي تفضل بتشكيل اللائحة واجباتنا ان نكون لآخر دقيقة نحرص على ان يكون يسير في الاتجاه الذي يخدم مصالح صيدا .