هي صيدا كالرمال المتحركة كل يوم في شأن، عاشت حتى الان ثلاث مفاجات الاولى في التوافق البلدي ذاته واختيار المهندس محمد السعودي مرشحا لرئاسة بلدية صيدا بالتزكية، والثانية في نعي الدكتور اسامة سعد للتوافق اعتراضا على تركيبة اللائحة والثالثة اليوم في الحديث مجددا عن مساع للتوافق يجنب المدينة معركة انتخابية.. القضي تعرض كيف تناولت الصحف اللبنانية هذا الموضوع.. مفاجأة صيدا الثالثة: التوافق البلدي مجددا
البلد / محمد دهشة
علا صوت التوافق الانتخابي البلدي في صيدا مجددا على ماعداه من اصوات المعركة الانتخابية او المواجهة، بعدما نجحت المساعي الحميدة التي بذلها أكثر من طرف سياسي في تذليل بعض "العقدة" و"الاعتراضات" تمهيدا لاعادة "الاجماع" على المرشح لرئاسة بلدية صيدا المهندس محمد السعودي ولائحته.
وفق المعلومات، فان الاتفاق المبدئي مع رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" اسامة سعد والنهائي مع "الجماعة الاسلامية" قضى بتغيير ثلث أعضاء لائحة السعودي طوعا، اي استبدال 7 من اعضائها بسبعة مرشحين جدد: 4 سماهم "التنظيم" وهم "المهندس صلاح بسيوني، يوسف حنينة، زياد دندشلي والزميل احمد الغربي"، و3 سمتهم "الجماعة" وهم "حسن شماس، مطاع مجذوب وكامل كزبر".
وأشارت المعلومات ان الحديث عن توافق بلدي يعود الى المساعي التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذى أجرى اتصالات مكوكية بين سعد والنائب بهية الحريري وصلت الى رئيس الحكومة سعد الدين الحريري من اجل ادخال تعديل على اللائحة، فيما أوفد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مبعوثا خاصا الى صيدا التقى سعد وتداول معه في الاستحقاق، اضافة الى المساعي الحميدة التي بذلها كل من رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري ومفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، والامين العام لتيار "الفجر" الحاج عبد الله الترياقي مع سعد من جهة، ونائبي صيدا الرئيس فؤاد السنيورة وبهية الحريري من جهة اخرى مع "الجماعة" التي توجت اتفاقها بعقد لقاء مع السعودي بعيدا عن الاضواء والاعلام وتم خلاله تأجيل اعلان الاتفاق بإنتظار موقف سعد النهائي حتى يتم استبدال الاعضاء دفعة واحدة اذا ما سارت الامور ايجابا، حيث يتوقع ان يعقد لقاء ثنائي بين سعد والسعودي في غضون الساعات المقبلة.
ويعتبر هذا التوافق تطور مفاجىء هو الثالث في الاستحقاق الانتخابي، الاول كان في التوافق بحد ذاته، والثاني في نعي سعد للتوافق بسبب اعتراضه على تركيبة اللائحة والثالث بالعودة الى التوافق مجددا بعدما بدت الامور تميل في ايامها الاخيرة الى مواجهة، ما يؤكد المقولة المشهورة عن المدينة بأنها كالرمال المتحركة كل يوم بل ساعة في شأن ـ والثالثة تابتة".
اسامة سعد
وقد أكد سعد لـ "صدى البلد" وجود مسعى جديد يقوم به الرئيس بري، ونحن الان بانتظار الخواتيم المرضية لهذا المسعى"، قبل ان يضيف "ونحن على تواصل مع المفتي سوسان بخصوص هذا الامر، موضحا "ان الطرح الجديد يقوم على تصحيح التوازن في اللائحة، نحن قبل اعلانها والاتصال بالمرشحين طلبنا من المهندس السعودي التريث في الاعلان واعادة النظر بهذه اللائحة من اجل تحقيق التوازن المنشود ولكنه لم يفعل، فسجلنا اعتراضنا لانها لا تمثل كل شرائح المدينة واطرافها السياسية وعدنا الى خيارنا الاساس المنافسة الديمقراطية"، مشددا "ان المطروح تصحيح التوازن واذا كان دخول اعضاء من قبلنا يحقق الامر فليس لدينا مشكلة".
مؤتمر الحريري
بينما اشارت النائب بهية الحريري أن الحوار الذي يقوم به المهندس السعودي والمساعي التي يبذلها الرئيسان بري وسعد الحريري للوصول الى حلول ترضي جميع ألأفرقاء يمكن أن يعطي نتيجة، ولكنها قالت ان هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها.
وقالت الحريري خلال دردشة مع اعلاميي صيدا في مجدليون ان الوضع الحالي أن اللائحة موجودة والسعودي يقوم بالحوار.. لن نقف حجر عثرة في اي محاولة تؤمن سلامة المدينة، مؤكدة ان ليس عندي احد مرشحا وقلت ليس عندي من بيتي ومن تياري ونحن كجهات سياسية سنكون داعمين لما يرتأيه محمد السعودي مناسبا، والذي يقبله سنبقى داعمين للائحة.
المهندس السعودي
واوضح السعودي ان الأخوة في الجماعة عرضوا اسماء والاطراف الاخرى عرضت أيضا اسماء هذا يعني أن هناك أسماء سيتم سحبها من اللائحة, وهو أمر لا يجوز أن أقرره وحدي لأننا في اللائحة كمجموعة واحدة نتباحث في كل ما يطرح في هذا المجال لأخذ القرار المناسب،مشددا انني انظر الى الاسماء ككفاءة وليست محاصصة والكل وعدني بأنه لا توجد محاصصة.
زيارات ولقاءات
على وقع هذا، سجلت زيارة قامت به الحريري الى السعودي دون الادلاء بأي تصريح، كما سجل زيارة قام بها سعد الى دار الافتاء الاسلامية في صيدا حيث التقى مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان بحضور امين سر دار الفتوى الشيخ حسين الملاح واكتفى سعد بالقول "لا شيء جديد تحت الشمس".
البزري والجماعة
وسجل لقاء بين الدكتور البزري والمهندس السعودي وبين البزري والمسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب السيد بسام حمود الذي اكد ان الاجواء ايجابية مع السعودي، مشيرا الى ان الرئيس بري لم يتصل بالجماعة ولكن إن كان هناك مسعى خير يقوم به الرئيس نبيه بري لمصلحة إعادة ترميم التوافق فنحن نرحب به دون أدنى شك.
بينما قال البزري ان كافة القوى السياسية في المدينة منكبة على بحث صيغة تخرج بها المدينة من احتمال المواجهة الانتخابية ونحن نعتبر ان هناك فرصة حقيقية للخروج من هذا الاستحقاق دون أي تنافس انتخابي، وعلينا ان نعطي الفرصة حتى اللحظة الأخيرة واذا خلصت النوايا، بالامكان الخروج من هذا الاستحقاق بما كان يريده الصيداويون، وهو أن يأتي مجلس بلدي تتفق عليه القوى السياسية، طالما ان القوى السياسية الرئيسه في المدينة قد اتفقت على شخص السعودي.

********************************************************************

مساع متعددة الاتجاهات لتجنيب صيدا معركة انتخابية
المستقبل / رأفت نعيم
عشية اقفال باب الترشيحات جنوبا منتصف ليل الأربعاء الخميس، عاد المشهد البلدي في صيدا ليبتعد تدريجا عن أجواء المعركة الانتخابية، فيما تتواصل المساعي على أكثر من مستوى وصعيد لتجنيب المدينة معركة حامية .
فقد برز أمس توجه جدي للتوافق في الاستحقاق الصيداوي على اللائحة التي يرأسها رجل الأعمال المهندس محمد السعودي مع ادخال بعض التعديلات عليها بما يراعي تمثيلا متوازنا للمدينة .ووفقا لمصادر مطلعة، فإن التوجه نحو التوافق في صيدا يقوده رئيس الحكومة سعد الحريري بالتواصل والتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وبالتنسيق مع النائب بهية الحريري التي تقود المساعي صيداويا. وحسب هذه المصادر فإن الآلية المقترحة للتوافق تلحظ تمثيلا لكل من التنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية ضمن لائحة السعودي الذي واصل مشاوراته مع الفاعليات الصيداوية كما اجتماعاته مع اعضاء لائحته توصلا الى اخراج نهائي لصورة الاستحقاق البلدي .
السعودي
وإثر استقباله في مكتبه في صيدا رئيس بلدية المدينة الدكتور عبد الرحمن البزري قال السعودي: "منذ الاعلان عن اللائحة يوم الاثنين الماضي، نجتمع تقريبا كل يوم. وأي شيء نسمعه نتباحث فيه كلنا. ونسمع الآن ان هناك مساعي لإعادة الوفاق الى مدينة صيدا. هناك أناس يقومون بنقل رسائل من الأطراف المختلفة، ولغاية البارحة لا احد عاد باقتراح جدي للبحث. نحن نشكر الجميع ونأمل أن يعرضوا شيئا ينفع المدينة ويجنبها أي معركة انتخابية. واذا كان هناك عرض لأسماء جديدة فالأمر سيبحث مع زملائي، أفراد اللائحة ونصل برأي ونقوله للناس الذين يتصلون بنا ويسعون بين الأطراف.
وعما اذا كان البزري قد حمل أي جديد، أجاب: ما من جديد. اسمع ان الجماعة الاسلامية عرضت أسماء والأطراف الثانية كذلك. فاذا كان هناك من أسماء فمعنى ذلك ان هناك أناسا ستخرج من اللائحة، وفي هذه الحالة نحن مجموعة واحدة ويجب أن نتباحث ونرى ما المطلوب عمله .
سئل: هل ستوافق على ترؤس لائحة يشارك فيها 4 من التنظيم الناصري و3 من الجماعة الاسلامية؟
أجاب: هذا يعني أننا عدنا الى المحاصصة، والكل وعدني أنه لا توجد محاصصة، وأنا أحمل المسؤولية لجميع الفرقاء اذا تم ذلك .
وقال ردا على سؤال: لم يتم الاتصال بي لا من الرئيس سعد الحريري ولا من الرئيس نبيه بري. وبالمناسبة هناك كثير من الناس أخذوا علي اني زرت الرئيس الحريري. عندما أنجزت اللائحة وزعتها على نواب صيدا الذين هم الرئيس فؤاد السنيورة الذي يساعدنا كثيرا في تأليف اللائحة. واعطيت اللائحة للسيدة بهية الحريري وللدكتور اسامة سعد وللجماعة الاسلامية، وطبعا كان من المناسب أن اعطيها للرئيس الحريري بصفته رئيس وزراء ومن ابناء صيدا. وكنت سأقوم بالأمر نفسه مع الرئيس بري. وعندما طلبت مقابلة الرئيس الحريري، طلبت في اليوم نفسه مقابلة الرئيس بري، لكن يبدو انه كانت لديه ارتباطات حالت دون لقائي معه حتى الآن.
البزري
من جهته، قال البزري: كل القوى السياسية في المدينة منكبة على بحث صيغة تخرج فيها المدينة من احتمال المواجهة الانتخابية. ونحن نعتبر ان هناك فرصة حقيقية للخروج من هذا الاستحقاق دون أي تنافس انتخابي ولو اتخذ الشكل او الطابع الانمائي. وعليه يجب ان نعطي الفرصة حتى اللحظة الأخيرة مع احتمال واضح وصريح بإمكانية نجاح هذه الجهود. فهناك عدد من المقترحات امامنا الآن للحل. ونعتبر اذا خلصت النوايا واذا كان الجميع يعملون من اجل مصالح المدينة بالامكان الخروج من هذا الاستحقاق بمجلس بلدي تتفق عليه القوى السياسية طالما انها اتفقت على شخص محمد السعودي لترؤس المجلس البلدي الجديد. علينا ان نتذكر ان هناك جزءا كبيرا من ابناء المدينة وان كان يلتزم انتخابيا اطرافا سياسية معينة الا انه بالامكان التوافق على اشخاص معينين من اكثر من فريق سياسي وهذا بالامكان تسميته محاصصة او توافقا ورضى وقبولا بين القوى السياسية .
وكان البزري استقبل في منزله المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود، حيث جرى البحث في موضوع الإستحقاق الإنتخابي البلدي لمدينة صيدا.
وقال حمود اثر اللقاء: الاجواء ايجابية مع السعودي، وعسى ان نصل فيها الى تفاهم خلال 24 ساعة. لقد تباحثنا مع الدكتور عبد الرحمن في الإستحقاق الإنتخابي البلدي لمدينة صيدا. أكدنا كجماعة إسلامية تأييدنا للمرشح التوافقي السعودي ، كما أكدنا ضرورة السعي من أجل لملمة الساحة في صيدا ومحاولة إيجاد نوع من الترميم للائحة التي شكلت، عسى أن نستطيع العودة إلى الجو التوافقي. وطبعا تبقى الخيارات الأخرى محل درس وبحث حتى حينه.
وعما إذا كان الرئيس بري أجرى اتصالا بقيادة الجماعة الإسلامية بخصوص الإنتخابات في صيدا قال: الجماعة ليست بحاجة الى وساطة احد، لان تواصلها مع السعودي لم ينقطع اصلا وهناك مباحثات جدية وعسى ان نصل فيها الى تفاهم ايجابي خلال 24 ساعة، اما بالنسبة للرئيس بري لم يحصل أي إتصال.
المطران حداد
وعبّر راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران إيلي حداد في تصريح له عن شعوره بالإمتنان للوساطات التي تجتهد لإعادة الحياة للاّئحة التوافقية في صيدا في الإنتخابات البلدية، وألمح إلى أن التوافق خير سبيل لإنماء المدينة التي تحتاج إلى الكثير من الجهد المشترك لتصبح مدينة نموذجية.
وقال: كل خلاف في اللوائح وكلّ تشنّج إنتخابي من شأنه أن يشلّ الحركة الإنمائية في صيدا، وتبقى هكذا المرافق الحيوية، لا سيّما البيئية منها والصحية، دون المستوى المطلوب في تأدية الخدمات اللازمة للمواطن.
ودعا حداد جميع الفرقاء إلى التعالي عن بعض الخصوصيات والإنفتاح على الآخر، خاصة وأن الرئيس المقترح هو رجل أعمال لديه الخبرة الكافية لسدّ حاجات المدينة، فهذه مناسبة قد لا تتكرّر فلنستفد منها جميعاً.


 

*******************************************************************

لقاء بين البزري والسعودي في اطار تفادي معركة صيدا
وبهية الحريري تؤكد أن الاتصالات مستمرة ولم تصل الى خواتيمها
الانوار / نزيه نقوزي
في ربع الساعة الأخير المتبقي على موعد الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية، تشهد مدينة صيدا خلطاً للأوراق، بعد دخول وساطة الرئيس نبيه بري على خط الجهود المبذولة لاعادة الروح الى التوافق الذي اهتز ووضع صيدا على حافة معركة انتخابية. وبالأمس تحدث المرشح (التوافقي) لرئاسة لائحة انماء صيدا محمد السعودي، بمرارة عن خذلانه جراء تراجع الأفرقاء عن الوعود التي أعطوه اياها، وقال ان عدداً من اعضاء اللائحة وضعوا ترشحهم بتصرفه، وان الاجتماعات بينه وبين فريقه مستمرة لبحث كل جديد. وكان السعودي قد اجتمع امس مع رئيس البلدية الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي أشاع أجواء من التفاؤل بالعودة الى التوافق، في ظل وجود رزمة من الخيارات المطروحة لاعادة النظر باللائحة. وقال ان اعلان الخيارات لهذا المخرج بات قريباً.
هذا وكان الدكتور البزري قد زار امس رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، ثم زار المهندس السعودي، وقال بعد اللقاء: ان كافة القوى السياسية في المدينة منكبة على بحث صيغة تخرج بها المدينة من احتمال المواجهة الانتخابية. ونحن نعتبر ان هناك فرصة حقيقية للخروج من هذا الاستحقاق دون اي تنافس انتخابي، ولو اتخذ شكل الطابع الانمائي. ويجب علينا ان نعطي الفرصة، حتى اللحظة الأخيرة، لموقف واضح وصريح مع امكانية نجاح هذه الجهود، وهناك عدد من المقترحات الآن أمامنا، لايجاد حل.
وأضاف: نعتبر أنه بالامكان اذا خلصت النوايا، واذا كان الجميع يعملون من اجل مصالح المدينة، بالامكان الخروج من هذه المرحلة ومن هذا الاستحقاق بما كان يريده الصيداويون عموماً، وهو أن يأتي مجلس بلدي تتفق عليه القوى السياسية، طالما ان القوى السياسية الرئيسية في المدينة، قد اتفقت على شخص الاستاذ محمد السعودي لترؤس المجلس البلدي الجديد، فبالتالي بالامكان ايضا الوصول الى هذه الصيغة، وان كان المخاض ما زال صعباً وعسيراً، الا ان هناك بوادر لاحتمال الخروج من هذا المخاض بما يرضي الجميع.
الصيغ
وحول صيغ الحل وما ترددعن اسماء للتنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية قال: هناك صيغ مقترحة، لا اريد ان ادخل في تفاصيلها. وبالأمس كان لنا لقاء مع الاخوة في الجماعة الاسلامية، واليوم مع الدكتور اسامة، وبالطبع هناك عدة احتمالات للخروج بحل. وعندما نسمي عدداً من الاشخاص نعتبر اننا دخلنا في المحاصصة، وعليه فإننا نحاول حتى هذه اللحظة الخروج من صيغة المحاصصة الى صيغة ايجاد فريق عمل متناغم.
ولذلك نتمنى، حتى هذه اللحظة، ان لا نأتي على ذكر الأعداد أو آلية التغيير بما يسمح لهذه الجهود بأن تتكلل بالنجاح في النهاية.
وحول فرضية المحاصصة في العودة للبحث بالتشكيلة قال: في النهاية، عندما نتكلم عن مقترحات أو حلول بديلة، فهذا يعني أن هناك نوعاً ما من المحاصصة. ولكن علينا ايضا ان نتذكر ان هناك جزءاً كبيراً من اهالي المدينة وان كان يلتزم انتخابيا بطرف سياسي معين، أو بأطراف سياسية معينة، الا انه ايضا بالامكان التوافق على اشخاص معينين من اكثر من فريق سياسي، وهذا بالامكان تسميته محاصصة او بالامكان تسميته توافقا ورضى وقبولا بين القوى السياسية.
السعودي
من جهته قال السعودي: نحن منذ اليوم الاول لتأليف اللائحة من 21 عضواً، التي اعلناها الاثنين الماضي، عززنا جهودنا ونجتمع تقريباً باستمرار. وكل امر نسمعه او يطرح في موضوع اللائحة نتباحث فيه جميعاً كهيئة مجلس بلدي. ونحن نسمع مثلكم بوجود مساع لاعادة الوفاق الى مدينة صيدا. طبعاً هناك اناس مشكورون ينقلون لنا رسائل من الاطراف المختلفة ويجتمعون معي، ولغاية الأمس لم يقدم اي من الاطراف اقتراحاً جدياً للبحث.
ونحن طبعاً نشكر جميع الاطراف التي تحاول المساعدة ونأمل عرض طرح ينفع البلد لتجنيبها اي معركة انتخابية.
وتابع: سمعنا اليوم بوجود عرض جدي وأسماء جديدة. أنا سأناقش ذلك مع زملائي في اللائحة ولنصل الى تصور مشترك نقوله للذين يتصلون بنا.
وعما اذا كان نقل له الدكتور البزري اي جديد قال: الدكتور عبد الرحمن البزري مشكوراً يجتمع معي يومياً، وهناك تشاور مشترك في هذا الموضوع. وانا دائماً كنت اقول للجميع ضعوا لي التصورات على الطاولة لأناقشها مع المجموعة. واليوم سمعت بأن هناك طروحات جدية وهي لغاية الآن لم تصلني.
وتابع: الأخوة في الجماعة الاسلامية عرضوا اسماء. والأطراف الاخرى عرضت ايضاً اسماء. وعندما يكون هناك عرض لأسماء فهذا يعني ان هناك اسماء سيتم سحبها من اللائحة، وهو أمر لا يجوز انا ان اقرره، لأننا في اللائحة كمجموعة واحدة نتباحث في كل ما يطرح في هذا المجال لأخذ القرار المناسب.
وقيل له: هل توافق على ترؤس لائحة يشارك فيها 4 مرشحين من التنظيم الشعبي الناصري و3 من الجماعة الاسلامية، أجاب: بالنسبة لي لا انظر لإنتماء الأشخاص. ولكن هذا يعني الرجوع للمحاصصة، والكل وعدني بأنه لا توجد محاصصة، وانا أحمل المسؤولية لجميع الفرقاء. فإذا كانوا يريدون ذلك فهذا يعني ان كل الفرقاء تراجعوا عما وعدوني به.
وعما اذا كان سيتم تعديل اسماء اللائحة وفقاً للمعطيات الجديدة قال: سبق وقلت ان هناك مساعي منذ اكثر من خمسة ايام، ولغاية الأمس لم يكن هناك اي شيء جدّي، ولم استلم شيئاً. وأعود واكرر ان قرار ذلك سيتخذ مع اعضاء اللائحة، وهناك عدد من الأعضاء وضعوا مصير ترشحهم بتصرفي، وقالوا لي اذا كانت هناك مصلحة لتجنيب صيدا معركة انتخابية وحزازيات فنحن ترشيحنا في يدك، وهذه ثقة كبيرة اقدرها لهم.
بهية الحريري
وقالت النائبة بهية الحريري ان الحوار الذي يقوم به المرشح لرئاسة بلدية صيدا المهندس السعودي والمساعي التي يبذلها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري للوصول الى حلول ترضي جميع الأفرقاء يمكن ان يعطي نتيجة، ولكنها قالت ان هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها:
وقالت الحريري خلال دردشة مع اعلاميي صيدا في مجدليون: منذ اللحظة الاولى بدأنا الاستنهاض للاستحقاق الانتخابي، كان لدينا هم اساسي هو سلامة المدينة.. بسلامة المدينة طبعاً مشكور الأستاذ محمد السعودي قبل هذه المسؤولية وأخذ تفويضاً من الجميع وألّف اللائحة التي جميعاً تعرفونها.
واضافت: الوضع الحالي ان اللائحة موجودة والأستاذ محمد السعودي يقوم بحوار بالموضوع ويمكن ان يعطي هذا الحوار نتيجة وبالأخص الرئيس بري ودولة الرئيس سعد الحريري ايضاً يحاولان الوصول الى حلول ترضي الأفرقاء الموجودين وأهم من الأفرقاء الموجودين ان تكون سلامة المدينة هي الأساس.
سأكتفي بهذا الموضوع لأنه عندما الإنسان يفوّض انساناً ويعطيه الثقة يترك له حرية القبول او الرفض. نعم هناك محاولات، لكن هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمهما. ولكن الأستاذ محمد السعودي لديه لائحة متفاهم معها والمرشحون يضعون ترشيحهم بتصرّفه وهو يحاول ان يصل الى فريق متجانس وكل من يحاول التوفيق او سلامة المدينة نحن نشكره واكثر من ذلك لا زلنا داعمين للأستاذ محمد السعودي كيف يرتأي ان تكون لائحته.
> هناك من خاض بموضوع الأسماء وتوزيعها?
- هذا شأنهم ولكن بالنسبة لنا هذا هو الوضع. لن نقف حجر عثرة في اي محاولة تؤمن سلامة المدينة وهذا الموضوع قلناه من أول يوم. وأنا منذ ان بدأت بالاستنهاض لليوم لم أغيّر قيد أنملة. قلت ان ليس عندي احد مرشحاً وقلت ليس عندي من بيتي ومن تياري وانتم رأيتم الأسماء كلها. الأستاذ محمد السعودي حظي بثقة كبيرة ليس فقط من الفرقاء السياسيين الموجودين في المدينة ككل، وهذه الثقة نحن نثمّنها عالياً وهذا دليل على توق المدينة للسكينة والهدوء ولمجلس بلدي يقوم بخدمتها ونهضتها ونحن كجهات سياسية سنكون داعمين لما يرتأيه محمد السعودي مناسباً. انا بالنسبة لي، الذي يقبله الأستاذ محمد السعودي سنبقى داعمين للائحة يرتضيها محمد السعودي.

********************************************************************

الحريري تتريّث... وأوساط سعد تبدي ارتياحاً
وساطة بري تنجح في صيدا وتعيد إنعاش لائحة السعودي التوافقية بعد "ترميمها"
النهار / أحمد منتش:
لأن جميع القوى السياسية والحزبية والعائلية في صيدا لا ترغب في معركة "كسر عظم" وان اختلفت الاسباب والاعتبارات بين طرف وآخر، ولأن الجميع بدوا عاجزين او غير مهيئين لخوض معركة الانتخابات من دون أعباء كبيرة ومن دون تكلفة باهظة، ولأن الجو العام المحلي والاقليمي ينصح بضرورة التوافق والابتعاد عن خوض المعارك على الساحة الاسلامية، من أجل كل ذلك وغيره عاد التوافق الصيداوي على لائحة "الوفاق والانماء" التي يرأسها رجل الاعمال محمد السعودي، بعد مساع واتصالات تولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري من مقر اقامته في تركيا، وتركزت مع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق أسامة سعد واستمرت حتى فجر امس، وتكللت بالنجاح بعد اعادة ترميم تشكيلة اللائحة بما يضمن "التوازن" فيها، على حد تعبير البعض، او "المحاصصة" على حد تعبير البعض الآخر. ويقضي الاتفاق بادخال 4 أسماء جديدة محسوبة على سعد: ممثل نقابة المحررين في صيدا والجنوب ومدير مكتب صحيفة "البيرق" في صيدا الزميل أحمد الغربي، زياد حنينة، صلاح بسيوني ويوسف حنينة، 3 محسوبين على "الجماعة الاسلامية" هم مطاع مجذوب وكامل كزبر وحسن شماس. كما تردد ان اسم احدى المرشحات للمقعد الشيعي ابدل باسم مرشح آخر قريب من سعد و"حزب الله". ولم تتأكد بعد أسماء الذين سيصار الى سحبهم من لائحة السعودي، ولكن تردد أن من ضمنهم مرشحتين و5 مرشحين بين مستقلين او محسوبين على "تيار الحريري".
وأبدت مصادر سعد ارتياحها الى ما وصفته بـ"اعادة التوازن" الى اللائحة، مبدية تقديرها لجهود الرئيس بري في هذا الاطار.
بهية الحريري
أما النائبة بهية الحريري فرأت "أن الحوار الذي يقوم به المرشح السعودي، والمساعي التي يبذلها الرئيسان بري والحريري توصلا الى حلول ترضي جميع الافرقاء يمكن ان تعطي نتيجة، غير أنها اوضحت "ان هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها".
وقالت في لقاء مع اعلاميي صيدا في مجدليون: "لن نقف حجر عثرة امام أي محاولة تؤمن سلامة المدينة، وهذا الموضوع قلناه من أول يوم. وأنا منذ أن بدأت بالاستنهاض لم أغير قيد أنملة. قلت ان ليس عندي مرشح من بيتي ومن تياري، أنتم رأيتم الاسماء كلها. الاستاذ محمد السعودي حظي بثقة كبيرة من الافرقاء السياسيين في المدينة ككل، وهذه الثقة نحن نثمنها عاليا وهذا دليل على توق المدينة الى السكينة والهدوء والى مجلس بلدي يقوم بخدمتها ونهضتها. ونحن كجهات سياسية سنكون داعمين لما يراه السعودي مناسبا".
البزري
والتقى رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري رئيس "التنظيم الشعبي" في مكتبه، كما التقى المرشح السعودي وقال على الاثر: "هناك صيغ مقترحة، لا أريد أن أدخل في تفاصيلها او في الاعداد المقترحة. امس كان لنا لقاء مع الاخوة في الجماعة الاسلامية، واليوم مع الدكتور اسامة، وبالطبع هناك احتمالات عدة للخروج بحل. وعندما نسمي الاشخاص نعتبر اننا دخلنا في المحاصصة، وعليه فاننا نحاول حتى هذه اللحظة الخروج من صيغة المحاصصة الى صيغة ايجاد فريق عمل متناغم.
ولذلك نتمنى حتى هذه اللحظة ألا نأتي على ذكر الاعداد او آلية التغيير، بما يسمح لهذه الجهود بأن تتكلل بالنجاح في النهاية".
السعودي
أما السعودي فقال: "سمعنا بوجود عرض جدي وأسماء جديدة. وسأناقش ذلك مع زملائي في اللائحة ونصل الى تصور مشترك لنقوله للذين يتصلون بنا.
الاخوة في الجماعة الاسلامية عرضوا أسماء والاطراف الاخرى عرضوا ايضا أسماء".
"الجماعة"
من جهة أخرى، لفت المسؤول السياسي لـ"الجماعة" في صيدا والجنوب بسام حمود الى "ان الجماعة الاسلامية أكدت تأييدها للمرشح التوافقي محمد السعودي، كما أكدنا حرصنا على العلاقة معه بمعزل عن تباين الآراء حول اللائحة التي جرى تشكيلها، وضرورة السعي من أجل لملمة الساحة في صيدا ومحاولة ايجاد نوع من الترميم للائحة التي شكلت، عسى أن نستطيع العودة الى الجو التوافقي الذي انشرحت له صيدا عندما طرح قبل قرابة اسبوعين".

********************************************************************

هل ينجز بري والحريري اتفاق اللحظة الأخيرة في صيدا؟
السفير / محمد صالح
حملت أخبار الصباح في صيدا معلومات تحدثت عن توصل الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري الى مبادرة انقاذية توافقية بشأن اللائحة المتعلقة بمجلس بلدية صيدا برئاسة محمد السعودي، في محاولة لتجنيب صيدا معركة سياسية قاسية.
وتردد ان المبادرة تقضي بان تضم اللائحة 5 اعضاء لتيار الحريري، 4 أعضاء للتنظيم الشعبي الناصري، 3 للجماعة الاسلامية، عضوين شيعيين، عضوين مسيحيين، وعضوين لتيار الدكتور عبد الرحمن البزري، إضافة إلى السعودي ومعه احد الاعضاء المحسوبين عليه، وعضو من المستقلين.
وأكدت مصادر متابعة للمبادرة أنها نقلت إلى صيدا منتصف ليل أمس الأول عبر موفدين لبري وعبر اتصال هاتفي فجرا الى سعد والبزري، في حين أبلغ الحريري نتائج المبادرة إلى النائبة بهية الحريري ومن خلالها الى رئيس اللائحة محمد السعودي.
وعلمت «السفير» أن بري يبذل جهوداً مكثفة لتجنب المعركة في المدينة، وهو يتواصل مع سعد وحزب الله، ومن بين الأفكار المطروحة أن يقترح سعد عدداًَ من الأسماء فيختار تيار المستقبل أربعة منها.
كما سجل دور بارز لمفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان الذي تولى تسويق المبادرة بين الاطراف الداخلية مع الاسماء المطلوب ادخالها الى اللائحة.
وقد عقدت الاطراف السياسية، على الأثر، اجتماعات مكثفة لمناقشة المبادرة، بما يكفل حصول التوافق بينهم، لتجنيب المدينة المعركة الانتخابية السياسية القاسية.
وعلمت «السفير» ان اجواء سعد، بالرغم من أنها كانت إيجابية، إلا أنها تمهلت في اعطاء الرد النهائي «لان الشيطان يكمن في التفاصيل». ونفت مصادره أن تكون هذه المبادرة بمثابة محاصصة بل «محاولة لاعادة التوازن الذي اخلّوا به إلى اللائحة». كما تردد أن الأسماء المحسوبة على التنظيم هي: الزميل احمد الغربي (عضو مجلس نقابة المحررين)، المهندسان زياد دندشلي، صلاح بسيوني ويوسف حنينية.
كما تجاوبت الجماعة الإسلامية مع المبادرة وسمّت كل من حسن الشماس والمربي كامل كزبر وامين سر الهيئة الاسلامية للرعاية مطاع مجذوب. فيما سمى البزري كل من الدكتور محمد حسيب البزري ونزار الحلاق. ويضاف إلى هؤلاء العضوين المسيحيين الدكتور عبد الله كنعان والمحامي اسكندر حداد والعضوين الشيعيين احمد صفي الدين (مقبول من امل) ونبيل صفاوي ( مقبول من حزب الله)، إلا أن اسم الأخير لم يحسم بعد، كون حزب الله لم يطالب باية حصة. أما بالنسبة لرئيس اللائحة المهندس السعودي فتردد ان العضو المحسوب عليه قد يكون المهندس محمد الزين او الدكتور حازم بديع، وبالنسبة للعضو المستقل فذكر انه سيكون من نصيب المهندس علي دالي بلطة.
وبالنسبة لحصة تيار المستقبل، فان هذا الامر منوط بالنائبة الحريري من دون غيرها، والتي عقدت مساء امس مؤتمرا صحافيا ردت فيه على المبادرة. وقالت «إن الحوار الذي يقوم به السعودي والمساعي التي يبذلها الرئيسان بري والحريري يمكن أن يعطي نتيجة، لكنها قالت إن هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها.
وقالت: «السعودي متفاهم معنا والمرشحون يضعون ترشيحهم بتصرفه وهو يحاول ان يصل الى فريق متجانس».
وردا على سؤال اكدت الحريري «لن نقف حجر عثرة أمام أي محاولة تؤمن سلامة المدينة، وسنبقى داعمين للائحة التي يريدها محمد السعودي».
في المقابل، تؤكد المصادر ان مبادرة بري ـ الحريري المطروحة أطاحت بالعنوان الأبرز الذي حمله السعودي والذي دعا إلى مجلس بلدي من المستقلين بعيد عن المحاصصة.
إلى ذلك وفي إطار المساعي لتذليل اخر العقد أمام الاستحقاق البلدي لصيدا، زار البزري كلاً من سعد والسعودي. وأكد، على الأثر، أن القوى السياسية في المدينة منكبّة على بحث هذه الصيغة التي تخرج المدينة من احتمال المواجهة الانتخابية. وقال: «الآن أمامنا اقتراحات للحل وإذا خلصت النوايا بالامكان الخروج من هذه المرحلة بمجلس بلدي تتفق عليه القوى السياسية».
ولفت البزري الى ان المخاض «ما زال حتى اليوم (امس) صعبا وعسيرا، الا أن هناك احتمال للخروج من هذا المخاض بما يرضي الجميع».
من جهته اكد السعودي بأنه سمع «بوجود مبادرة لاعادة الوفاق الى المدينة من وسائل الاعلام، لكن لغاية تاريخه لم يقدم لي أي من الاطراف اقتراحا جدياً للبحث». واعتبر أن هذه المبادرة «تعني الرجوع إلى المحاصصة، وأنا احمّل المسؤولية لجميع الفرقاء، فإذا كانوا يريدون ذلك فهذا يعني أنهم تراجعوا عما وعدوني به».
ولفت السعودي إلى أن عدداً من الأعضاء وضعوا مصير ترشحهم بتصرفه. وإذ أشار السعودي إلى أنه ليس متعودا على الأساليب السياسية»، أكد أنه لا يزال يقبل التحدي.
بدوره التقى البزري في منزله المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود، الذي اكد على ضرورة السعي من أجل لملمة الساحة في صيدا ومحاولة إيجاد نوع من الترميم للائحة التي شكلت، برئاسة السعودي «عسى أن نستطيع العودة إلى الجو التوافقي الذي انشرحت له صيدا عندما تم طرحه منذ ما يقارب الأسبوعين».

********************************************************************
مبادرة بري تُعيد الروح الى التوافق في انتخابات صيدا وحسابات القوى
الديار / محمود الزيات
نجح رئيس مجلس النواب نبيه بري في اعادة تصويب مشروع التوافق الصيداوي في الانتخابات البلدية في مدينة صيدا ، بعد ان دخل على خط الاتصالات بين القوى السياسية المؤثرة في الاستحقاق البلدي في عاصمة الجنوب، والذي كاد يتجه نحو معركة موصوفة بحماوتها السياسية وتداعياتها في الشارع الصيداوي المنقسم بين تيارين كبيرين، الاول يقودها رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد والثاني تقوده النائبة بهية الحريري.
اطلالة الرئيس بري على الواقع الانتخابي الصيداوي ، احدثت تغييرا جوهريا في مسار التحضيرات وتعديلا في حسابات القوى السياسية، وهي اطلالة تمثلت بمبادرة باتجاه التوصل الى صيغة توافقية تجنب المدينة معركة قاسية مليئة بالحسابات والتداعيات، وهي جاءت بعد ان وصلت كل المساعي الى طريق مسدود، سيما ان القرار الذي اتخذه رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد والمتعلق بتشكيل لائحة تنافس لائحة المرشح لرئاسة البلدية المهندس محمد السعودي المدعومة من تيار المستقبل، سرع في مبادرة الرئيس بري، الذي يبدو انه فتح قنوات في هذا الشأن مع رئيس الحكومة سعد الحريري.
مبادرة بري...
اعادت حسابات القوى
وقال مصدر متابع للاتصالات الساعية الى اخراج صيدا من معركة حامية، ان الرئيس بري انطلق من مبادرته التي شقت طريقها في الاوساط الصيداوية المؤثرة في الانتخابات، تحت عنوان الحرص على خوض الاستحقاق البلدي في اجواء التوافق، وتجنيب المدينة تداعيات غير مرغوب بها، مشيرا الى ان الرئيس بري اوفد ممثلين له لاجراء مشاورات مع تياري التنظيم الشعبي الناصري وتيار المستقبل، للبحث في اعادة صياغة تركيبة اللائحة التي اعلنت باسم الوفاق والتوافق والتي قاطعها التنظيم الشعبي الناصري، بسبب استئثار تيار الحريري بمعظم مقاعدها، على ان يسمي الدكتور اسامة سعد اربعة مرشحين للمجلس البلدي والبحث في تمثيل الجماعة الاسلامية، وفي هذه الحال ، فان اللائحة التي يرأسها السعودي ستخضع لتعديل جذري في داخلها، قد يطال هذا التعديل ما بين ثمانية الى تسعة اعضاء من مجموع اللائحة المؤلف من واحد وعشرين عضوا.
ويضيف المصدر ان مبادرة الرئيس بري اعادت الروح الى صيغة «التوافق» الذي ترافقت مع ترشيح السعودي ، واعادت النظر في حسابات القوى السياسية في المدينة ، لافتا الى ان هناك بحثاً جدياً في تمثيل التنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية ، وفق حصص ترضي جميع الاطراف.
الحريري: مساعي بري والحريري
يمكن ان تعطي نتيجة
وقالت النائبة بهية الحريري ان المساعي التي يبذلها الرئيسان نبيه بري وسعد الحريري للوصول الى حلول ترضي جميع الأفرقاء في صيدا يمكن ان تعطي نتيجة، الا انها اضافت ان هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها.
ولفتت الحريري في دردشة مع الاعلاميين الى ان المرشح محمد السعودي يقوم بحوار في الموضوع ويمكن ان يعطي هذا الحوار نتيجة وبالأخص الرئيسان بري والحريري ايضاً يحاولان الوصول الى حلول ترضي الأفرقاء الموجودين وأهم من الأفرقاء الموجودين ان تكون سلامة المدينة هي الأساس، نعم هناك محاولات، لكن هذه المحاولات لم تصل بعد الى خواتيمها.
ولكن الاستاذ محمد السعودي لديه لائحة متفاهم معها والمرشحون يضعون ترشيحهم في تصرفه وهو يحاول ان يصل الى فريق متجانس وكل من يحاول التوفيق او سلامة المدينة نحن نشكره واكثر من ذلك ما زلنا داعمين للاستاذ محمد السعودي كيف يرتئي ان تكون لائحته.
وأكدت الحريري اننا لن نقف حجر عثرة في اي محاولة تؤمن سلامة المدينة وهذا الموضوع قلناه من أول يوم، وانا منذ ان بدأت بالاستنهاض لليوم لم أغير قيد أنملة.
قلت ان ليس عندي احد مرشح وليس عندي من بيتي ومن تياري وانتم رأيتم الأسماء كلها.
والسعودي حظيَ بثقة كبيرة ليس فقط من الفرقاء السياسيين الموجودين في المدينة ككل، وهذه الثقة نحن نثمّنها عالياً وهذا دليل على توق المدينة للسكينة والهدوء ولمجلس بلدي يقوم بخدمتها ونهضتها ونحن كجهات سياسية سنكون داعمين لما يرتئيه السعودي مناسباً.
المرشح لرئاسة البلدية: تعبت كثيرا ولست معتادا الأساليب السياسية
من جهته، شكر المرشح لرئاسة البلدية المهندس محمد السعودي الاطراف التي تسعى الى الخروج بانتخابات توافقية تجنبنا المعركة، وقال اذا كان هناك من عرض لأسماء جديدة فلن أقررها وحدي، واذا كان هناك شيء جدي فسيبحث مع زملائي افراد اللائحة ونصل برأي ونقوله للناس الذين يتصلون بنا ويسعون بين الأطراف.
واضاف : يقولون ان هناك طروحات جدية لكن لم تصلني مثل هذه الطروحات ولكن اسمع ان الجماعة الاسلامية عرضت اسماء والأطراف الثانية عرضت اسماء.
والواقع انه اذا كانت ستطرح اسماء فمعنى ذلك ان هناك اناساً سيخرجون من اللائحة، وفي هذه الحالة لا يجوز أن اقرر انا وحدي.
نحن مجموعة واحدة ويجب أن نتباحث ونرى ما المطلوب عمله .
وعما اذا كان ينوي ترؤس اللائحة في حال اجري تعديل على اللائحة بانضمام ممثلين عن التنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية، قال هذا يعني أننا عدنا الى المحاصصة، والكل وعدني أنه لا توجد محاصصة، وانـا أحمل المسؤولية لجميع الفرقاء اذا تم ذلك، فمعـنى ذلـك ان كل الفرقاء تراجعوا عن الذي وعدوني به، وقـال هنـاك مساع لعمل شيء، وهذا يعني ان هناك من سيخرج من اللائحة، وهناك مرشحون وضعوا ترشيحـاتهم في تصـرفي، أنا تعبت كثيرا ولست معتادا الأساليب السياسية، هم قالوا لي ماذا يريدون وصدقتهم لكـنهم لم يعنوا ما قـالوا.
ونفى ان يكون قد تلقى اتصالات من الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، وقال هناك من لامني لانني زرت الرئيس الحريري فأنا قمت بتوزيع اللائحة على الرئيس فؤاد السنيورة الذي اشكره على جهوده وهو يساعدنا كثيرا في عملنا الحالي بتأليف اللائحة.
كما سلمت اللائحة الى النائبة بهية الحريري والدكتور اسامة سعد وللجماعة الاسلامية، وكان من المناسب أن اسلمها للرئيس سعد الحريري بصفته رئيس وزراء وبصفته من ابناء صيدا، وكنت سأقوم بالأمر نفسه مع الرئيس نبيه بري.
وانا طلبت موعدا من الرئيسين بري والحريري، الرئيس الحريري حدد الموعد، والرئيس بري لم يحدد موعدا، ويبدو انه كانت لديه ارتباطات حالت دون لقائي معه حتى الآن.
البزري...
والفرصة
وقال رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري: كل القوى السياسية في المدينة منكبة على بحث صيغة تخرج فيها المدينة من احتمال المواجهة الانتخابية، وهناك فرصة حقيقية للخروج من هذا الاستحقاق دون اي تنافس انتخابي، ويجب ان نعطي الفرصة حتى اللحظة الأخيرة مع احتمال واضح وصريح بامكانية نجاح هذه الجهود.
تمنى مطران صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك إيلي بشارة الحداد نجاح الوساطات التي تجتهد لإعادة الحياة للاّئحة التوافقية في صيدا في الانتخابات البلدية، معتبرا أن التوافق هو خير سبيل لإنماء المدينة التي تحتاج إلى الكثير من الجهد المشترك لتصبح مدينة نموذجية تواكب العصر.
وقال إن كل خلاف في اللوائح وكلّ تشنّج انتخابي من شأنه أن يشلّ الحركة الإنمائية في صيدا، وتبقى هكذا المرافق الحيوية، لا سيّما البيئية منها والصحية، دون المستوى المطلوب في تأدية الخدمات اللازمة للمواطن، داعيا جميع الفرقاء إلى التعالي عن بعض الخصوصيات والانفتاح على الآخر، خاصة أن الرئيس المقترح هو رجل أعمال لديه الخبرة الكافية لسدّ حاجات المدينة، فهذه مناسبة قد لا تتكرّر فلنستفد منها جميعاً.

********************************************************************

*الرئيسان بري والحريري دخلا على خط الإتصالات في صيدا لإنضاج طبخة تعزز سلامة المدينة
تعويم التوافق على الإستحقاق البلدي في صيدا على نارٍ حامية قبل اقفال باب الترشيحات
اللواء / هيثم زعيتر
بات استحقاق الإنتخابات البلدية في صيدا ينام على خبر ويستفيق على أخر..وأضحت هذه الصورة كالخبز اليومي، حيث يسأل المواطن، لحظة استفاقته من النوم عن أخر التطورات التي طرأت على التحضيرات والإستعدادات للانتخابات البلدية، والتي أصبحت تربك أكثر منها تطمئن..
فقد ارتاح الصيداويون عندما سمعوا توافق الأطراف الصيداوية المعنية في الإستحقاق على شخص المرشح المهندس محمد السعودي لتشكيل لائحة توافقية، بعيداً عن "المحاصصة" التي تم تكرارها مراراً وتكراراً، حتى باتت معزوفة يتم تردادها في كل تصريح، ولكن ما أن أعلن السعودي عن تشكيل اللائحة، حتى تبين أن "المحاصصة" هي الأساس في التأييد، فاستهدفت بمختلف أنواع الأسلحة وحتى الثقيل منها، حتى وصل الأمر الى شخص السعودي..
وأمس طغى على المشهد ما جرى خلال الساعات الماضية، التي تسبق موعد اقفال باب الترشيحات منتصف غد (الأربعاء)، عبر سلسلة الاتصالات واللقاءات التي شارك بها رئيسي مجلسي النواب والحكومة نبيه بري وسعد الحريري، وعدد من الشخصيات في محاولة لاعادة التوازن الى اللائحة، عبر اجراء بعض التعديلات عليها..
وعلمت "اللـواء" أن أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، أوفد الحاج محمود قماطي، كموفد شخصي له ليل أمس الى صيدا، حيث التقى الدكتور سعد، وكان الإستحقاق الإنتخابي هو الطاغي على اللقاء..
ولكن السؤال الملح في هذا الخضم، ماذا يعني فتح الباب لإجراء التعديلات أو على الأقل بعضها، ذلك أن فتح مثل هذا الباب في المبدأ، يفتح الأبواب على جهنم من الآراء والتعديلات والطلبات والمتطلبات، بل والى إعادة فرز للعملية من أساسها، والإنطلاق مجدداً من نقطة الصفر الى مساحات واسعة من ردود الفعل التي لا مدى لها في واقع الحال.
وإذا تمت التنازلات لجهة من الجهات، فإن الجهات الأخرى يصبح لها الحق في المطالبة بتعديلات من حقها، على اعتبار أن مسايرة جهة يجب أن تنسحب على جميع الجهات وسط التنافس الشديد والمطامع الشخصية، إذا لم تكن الرغبات التي تتيح لأي فرد أن يقدم نفسه حتى على حساب غيره ولو كان من الإتجاه نفسه، ولو كان لطمع يغير ولا ينفع، ولكنه يفسح المجال لإلتقاط الفرص.
وفي هذا السياق أين يصبح الطرح الذي توافقت على أساسه كل الأطراف في تقديم أسمائها بعد استبعاد الحزبيين من المعادلة وتم تأليف اللائحة، حيث اشترط المهندس محمد السعودي بعد مشاورات مكثفة مع جميع الأطراف بدون استثناء بعدم ترشيح الحزبين، وترك الحرية له في اختيار أعضاء لائحته في إطار التركيز على الكفاءات والإختصاص وذات الخبرة، التي تُساهم في تأمين العمل الإنمائي لمدينة صيدا، والتي تقفز بها من مصاف الواقع الذي تعيشه وتعانيه الى مرحلة المدينة النموذجية.
فما عدا ما بدا حتى تغيرت هذه الوقائع، وجعلت فيها القضية الإنتخابية عرضة لهذا الأخذ والرد والطروحات والرغبات.
وفي هذا الجو تقول أوساط صيداوية: إن هذه المسألة تكشف عن محاولات زعزعة و"زكزكة" أو بالتعبير الواضح، عملية ضرب لواقع "تيار المستقبل" في المدينة، ذلك أن اعتبار هذه اللائحة "حريرية"، وأن الجميع يدور في فلك "تيار المستقبل" من جهة، والإقدام على اعاداة النظر من جهة أخرى، تحت بند تفادي الوصول الى معركة عملية خرق وليست عملية توافق، لأن البعض يقول نحن هنا، ويصبح بالتالي من حق الجميع أن يقول نحن هنا، وهذا ما يؤثر ويؤسس لإنعكاسات عديدة.
ومن هذا المنطلق تقول بعض الأوساط: إن هذه المحاولات ليست إلاّ مجرد "عملية تأزيم"، لفرض التنازلات على التيار والتأثير على الإستقطاب الذي يتمتع به، والتيار في واقع الحال ليس ملزماً بتقديم أي تنازل طالما أن المعركة مضمونة النتائج ومهيأة لأن تكتسح تحت أي ظرف من الظروف، ولذلك لا بأس في الوصول الى معركة.
ولكن بعض الأوساط ترى أنه لا بأس أيضاً من العمل على التوافق، لتجنيب صيدا المعركة في ظل ظروف تؤهل لعدم الوصول اليها، وفي هذا السياق جرت محاولات عديدة بين بعض الأطراف وبين المهندس محمد السعودي، الذي رد على هؤلاء بالقول أن الإجتماع المباشر هو مع رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد في غرفة مقفلة ومناقشة الوضع وحدهما، لقطع الشك باليقين، على اعتبار أن المباشرة تحسم الوضع والإجتهادات والتنظيرات والآراء المتعددة – وهو ما أشارت إليه "اللـواء" أمس (الإثنين).
وكذلك فإن "الجماعة الإسلامية" لا تمانع من اعادة التمثيل ضمن اللائحة إذا ما تحولت توافقية..
ولكن ما هي مواقف الفاعليات الأخرى في اطار هذه العملية التي تفتح الباب على كل التجاذبات؟
وهل يقبل المهندس السعودي بالتراجع عن التزامه مع نفسه وعن التوافق مع الآخرين على حريته في اختيار أعضاء اللائحة، بعيداً عن الإلتزام الحزبي والوقوع في مغطس هذه التجاذبات التي قد تبدأ وقد لا تنتهي، وقد تكون تخبىء الكثير من المفاجآت والإنعكاسات، وهنا ينتقل المشهد الى مرحلة معقدة تطرح مسألة المصداقية التي عاهد المهندس السعودي نفسه، ووعد بها الصيداويين خلال قبوله مبدأ الترشح والتأليف، وما قد يجد في المسألة ترشيحاً وإنتخاباً في الحاضر والمستقبل. وفي أي مركب تمخر المسألة وفي أي اتجاه تسير عبر الأيام المقبلة وفي أي منحى تستقر.
ويؤكد السعودي "أننا في اللائحة كمجموعة واحدة نتباحث في كل ما يطرح في هذا المجل لأخذ القرار المناسب.. ولا أنظر لإنتماء الأشخاص. لأن هذا يعني الرجوع للمحاصصة، والكل وعدني بأنه لا توجد محاصصة، وأنا أحمل المسؤولية لجميع الفرقاء. فإذا كانوا يريدون ذلك فهذا يعني أن كل الفرقاء تراجعو عما وعدوني به.
ولكن تعتبر بعض الأوساط، أن في الوقت متسعاً لا بد أن تكشف عنه اتصالات ومجريات الواقع بين يوم وآخر، قبل يوم الإستحقاق في 23 أيار الجاري، وفي هذا الصدد يُقال أن اتصالات الساعات الأخيرة هي عادة من تستقر عليه الأمور.
وذكر أن أخر "السيناريوهات" المطروحة، هي أن يتم ادخال 8 أعضاء جدد بدلاً من 8 أعضاء تمت تسميتهم ضمن "لائحة الوفاق والإنماء لمدينة صيدا"، بعد اقتناعهم أو اقناعهم بسحب ترشيحاتهم، وذلك وفق الآتي:
- 4 مرشحين سماهم الدكتور سعد و"اللقاء الوطني الديمقراطي" في صيدا الذي يرأسه، وهم: الزميل أحمد ا