×

قـطـبـة مخـفـيـة تـعـيـق إنجـاز بلـديـة صـيـدا... وسـعـد يـتـرك البـاب مـواربـاً

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-12  09:29 ص  883

 

 

محمد صالح
صيدا:
لا أحد في صيدا يمكنه تأكيد الأسباب الحقيقية التي حالت وتحول دون تنفيذ مضمون مبادرة الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري، رغم إعلان الجميع، وبوضوح، عن قبولها والالتزام بها لإنجاز التوافق في صيدا وتجنيب عاصمة الجنوب معركة سياسية لانتخاب مجلس بلدي برئاسة محمد السعودي.
ثمة تساؤلات في المدينة عن «القطبة المخفية» التي دعت السعودي إلى تأخير الإعلان الرسمي عن الأسماء التي تشكل لائحته والتي تم التوافق السياسي عليها، وإدخال سبعة أسماء جديدة عليها (4 من التنظيم الشعبي الناصري، و3 للجماعة الاسلامية) وبالتالي تثبيت هذه الحصص بموجب التفاهم السياسي الذي حصل بين المراجع العليا التي رعت المبادرة.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد عقد لقاء عصر أمس، في دارته في المصيلح، مع رئيس لائحة بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، وهو اللقاء الأول بينهما، وجرى عرض للمبادرة التوافقية التي أعلن عنها. كما جرى اتصال أمس بين بري والسعودي.
وتتحدث مصادر صيداوية متابعة عن وجود مماطلة حقيقية وراء التأخير في هذا الإعلان. وهناك من يتساءل عن غياب المفتي الشيخ سليم سوسان عن متابعة «الحراك»، الذي بذله لإنجاز المبادرة الأخيرة قبل يومين، واستمر حتى انبلاج الفجر. فلماذا لم يستكمل ما بدأه، مع العلم أن رئيس التنظيم الشعبي الناصري د.أسامة سعد اتصل بالمفتي سوسان مستوضحاً أسباب تأخر الرد من قبل النائبة بهية الحريري على مبادرة بري – الحريري.
وثمة من يقول إن النائبة الحريري تنتظر اتصالاً من الرئيس بري شخصياً لتعلن له موقفها الواضح والصريح من المبادرة.
وقد علمت «السفير» أن الرئيس بري أوفد إلى صيدا، أمس، معاونه السياسي علي حسن خليل في مهمة محددة، وهي متابعة المبادرة وإزالة العراقيل التي تعترضها. والتقى خليل أمس، النائبة الحريري، في مجدليون، واستوضح منها موقفها حول المبادرة. ثم التقى خليل د.أسامة سعد لمتابعة الموضوع.
وعلم أن الحريري أبلغت خليل أنها ملتزمة بمضمون اتفاق بري – الحريري من دون تغيير، بل نقل عنها خليل تمسكها بالمبادرة وتشديدها على أهمية دور الرئيس بري كوسيط.
وتشير المصادر المتابعة أنه، رغم كل هذا التأييد للمبادرة، إلا أنه لم يحصل شيء على مستوى التنفيذ.. «وكأن الاتفاق، لغاية تاريخه، معرقل».
وعلمت «السفير» أن قيادة «حزب الله» ممثلة بالمعاون السياسي للأمين العام الحاج حسين الخليل دخلت على خط المساعي الصيداوية من أجل تذليل العقبات وإبرام التفاهم النهائي في خطوة مكملة لما بدأه الرئيس بري في عاصمة الجنوب.
وعقد، أمس، اللقاء الذي طال انتظاره بين د.أسامة سعد، ورئيس اللائحة محمد السعودي الذي فاجأ سعد بدخوله منزله. وعلم أن عتاباً جرى بينهما، ثم استوضح السعودي من سعد، حقيقة موقفه، والأسماء الأربعة الجديدة التي يحكى عن إدخالها إلى اللائحة.
وأبلغ سعد، السعودي، بأن الأسماء المعلنة صحيحة، وأن هؤلاء يمثلون «التنظيم» و«اللقاء الوطني الديموقراطي»، في حين تمنى السعودي من جهته، على سعد، «أن يتريث بالتسمية وأن يتم الاتفاق معه على الأسماء لأن ثمة اعتراض على بعضها»، مضيفاً أنه ينتظرمن سعد «إعادة تسمية هذا البعض». وقال السعودي لـ«السفير»: «وعدني د. أسامة سعد بالرد على طلبي وأنا بانتظاره».
وأكد السعودي «نحن سائرون بتغيير سبعة أسماء من بين أعضاء اللائحة التي كنت قد أعلنتها الأسبوع الماضي، وإبدالها بالأسماء السبعة الجديدة، «للتنظيم» و«الجماعة»، إنما هناك صعوبة تواجهني بمن سيتغير أو يستبدل، وما إذا كان التبديل سيقع على الأسماء المستقلة أو على غيرها». أضاف: «أنا أقول إن من يريد تجنيب مدينته معركة يدفع الثمن، وأنا سأدفع الثمن من مصداقيتي مع هؤلاء الذين وعدتهم بعضوية المجلس البلدي».
من جهتها، اعتبرت النائبة الحريري، خلال اللقاءات التشاورية التي تجريها في صيدا، «أن هناك محاولة للوفاق في المدينة، لكن حتى الآن لا توجد علامات لهذا الوفاق، وأي حديث عن تبديل في الأسماء يقرره أولاً وأخيراً رئيس اللائحة محمد السعودي». ولفتت إلى «أننا لا ننظر إلى أشخاصنا، بل نقول إن كل ما يؤمن سلامة المدينة نحن معه، ونحن كجهة سياسية سندعم اللائحة كلها ونقترع لها بلا أي نوع من الاستبعاد لأي شخص، ونحن مع محمد السعودي بأي طريقة سيكمل بها... والحوار لم ينته في المدينة ولا يجب ان ينتهي، فالمهم ان تصل الأمور إلى خواتيمها وأن تنهض صيدا بتنميتها».
وأكد د.أسامة سعد من جهته، كتنظيم شعبي ناصري ولقاء وطني ديموقراطي، على الالتزم الكامل بمبادرة الرئيس بري، «وقد قمنا بتسليم الأسماء المرشحة من قبلنا للمجلس البلدي إلى مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، وفقاً للآلية التي تضمنتها المبادرة. ومن المفترض أنه سلمها إلى المرشح لرئاسة البلدية المهندس محمد السعودي». وحول ما يتردد بأن النائبة بهية الحريري هي التي تختار الأسماء من ضمن لائحة يقترحها «التنظيم الشعبي الناصري»، قال سعد: «نحن من يختار الأسماء المرشحة من قبلنا، ولا شأن للنائبة الحريري، ولا لسواها من المرجعيات السياسية بمن نختار، والأسماء التي اقترحناها على السعودي تساعد على إدخال نوع من التوازن على اللائحة، سواء على الصعيد السياسي أو الاجتماعي».
ولفت سعد إلى أن السعودي قدم له، صباح أمس، اللائحة الجديدة المعدلة، «وهي لائحة لا تعكس بالقدر الكافي مضمون مبادرة الرئيس بري أو روحيتها. ونحن الآن نتواصل مع السعودي من أجل الوصول إلى صيغة تلبي ما جاء في المبادرة، كما تسهم في إدخال التوازن إلى اللائحة». وحول مصير المساعي الجارية كشف سعد أنه «لا يمكن القول إن هذه المساعي قد وصلت إلى نتيجة إيجابية، وفي المقابل لا يمكن القول أيضاً إنها فشلت، بل يمكن القول إن الباب لا يزال موارباً».
الى ذلك، عبّر مطران صيدا ودير القمر لطائفة الروم الكاثوليك، إيلي بشارة الحداد، عن شعوره بالامتنان للوساطات التي تجتهد لإعادة الحياة للاّئحة التوافقية في صيدا، مؤكداً أن التوافق هو خير سبيل لإنماء المدينة، ومشدداً على أن كل خلاف في اللوائح وكلّ تشنّج انتخابي من شأنه أن يشلّ الحركة الإنمائية في صيدا. ودعا جميع الفرقاء إلى التعالي عن بعض الخصوصيات والانفتاح على الآخر.
في المقابل أكد المفتي الجعفري لصيدا والزهراني، الشيخ محمد عسيران، وقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين الى عضوية المجلس البلدي لصيدا، سنّة وشيعة، لا فرق، لأن ما يهمنا خدمة صيدا وتنمية مجتمعها، مباركاً كل توافق في المدينة لتجنيبها المعارك.

 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا