×

صيـــدا أمـــام الاختبــار الأخيـــر

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-13  08:44 ص  819

 

استقطبت صيدا ليل أمس الأنظار، فحتى ساعات متأخّرة، كانت المفاجآت تتوالى من تلك المدينة التي تعيش منذ أيام أزمة التوافق، ما استدعى تدخّل رئيس مجلس النواب لدى الأطراف المختلفة، في محاولة لتجنيب عاصمة الجنوب معركة انتخابية. فقبل نصف ساعة من إقفال باب الترشيحات لانتخابات المجالس البلدية والاختيارية في الجنوب، عند منتصف ليل أمس، تقدم نجل النائبة بهية الحريري، أحمد الحريري، بطلب ترشحه إلى المجلس البلدي في صيدا، ما اعتبر تطوراً بارزاً في وجهة سير الانتخابات في صيدا. فقد فُسّر بتوقيته وعلى خلفية أزمة التوافق بين تيار المستقبل ورئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد، نعياً للتوافق، أو يأساً من إمكان إنعاشه حتى مع جهود الرئيس بري. وإن كان البعض أبقى نسبة قليلة من التفاؤل واحتمال أن يكون الترشح مناورة أو ورقة ضغط، تسحب من التداول إذا ارتفعت أسهم التوافق، وتبقى حتى النهاية إذا مشت الأمور إلى المعركة، رغم ترجيح مصادر متابعة للمفاوضات اتجاه الأمور إلى معركة غير متكافئة لمصلحة آل الحريري.
ووسط الانشغال في تحليل أبعاد الخطوة، عُرف أن رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب السابق أسامة سعد قد رشّح شقيقته منى معروف سعد، بعدما سرت شائعة عن ترشح معروف مصطفى سعد.
ومع اختلاط الأوراق اختلاطاً دراماتيكياً، طُرحت التساؤلات حول المرشح «التوافقي» لرئاسة البلدية المهندس محمد السعودي: هل يستمر في الترشح؟ هل ينحاز إلى أحد فريقي النزاع، وتحديداً إلى النائبة بهيّة الحريري؟ أم ينسحب ليترأس أحمد الحريري اللائحة؟ أم يضمّ الحريري إلى لائحته، وبالتالي تغدو اللائحة لائحة معركة لا توافق؟

كل من الحريري وسعد يشعر بأن الآخر لا يريد التوافق
إذاً، تتهيّأ صيدا لمعركة، فكل من الفريقين وجّه «رأس الحربة» إلى الآخر، بالرغم من أن مصادر بري وحزب الله تؤكد أنهما يريدان التوافق. إلا أن الطرفين المعنيين في المدينة (الحريري وسعد) فاقدان للثقة بإمكان التوصل إلى توافق، وكل منهما يشعر بأن الآخر لا يريد التوافق. فبعد مبادرة بري، قدم أسامة سعد لائحة أسماء مرشحيه إلى السعودي الذي رأى، ومن خلفه النائبة الحريري أن الأسماء المقترحة من سعد تضم صقوراً لا يسهّلون العمل داخل المجلس البلدي، وعلى رأسهم المرشح عبد الرحمن الأنصاري. وبناءً على ذلك، قررت الحريري ترشيح ابنها أحمد، في خطوة أرادت منها موازنة وجود الأنصاري. وفتحت هذه الخطوة المفاوضات في صيدا على عدد من الاحتمالات، أبرزها أن تؤلّف لائحة توافقية تضم «الصقور»، أو أن يسحب هؤلاء لمصلحة لائحة «الحمائم»، أو أن يتوجه الطرفان إلى معركة.
وفي الحالتين الأولى والثالثة، لن يكون أحمد الحريري مرشحاً لرئاسة البلدية، بل لنيابة الرئيس، إلا إذا قرر السعودي العزوف عن الترشح. وفي المقابل، تتداول أوساط سعد في من سيترأس اللائحة في حال الذهاب إلى المعركة، مرجحة عبد الرحمن الأنصاري لا منى سعد.
ولاحظت أوساط متابعة للمفاوضات أن الحريري لا تبدي حماسة لدور توافقي للرئيس بري، وأنها تريد الذهاب إلى معركة هي واثقة من تحقيق فوز مؤكد فيها.
أسامة سعد كان قد سبق إلى إرسال الترشيحات حين أوعز إلى أنصاره بتقديم ترشيحاتهم، وعلى دفعات، وهو كان يفاوض من ناحية على التوافق، ويبدي خشيته وقلقه من أن النائبين بهية الحريري وفؤاد السنيورة يضيّعان الوقت عبر الحديث عن توافق لا يسعيان إليه فعلياً.
فسعد رفض منذ البداية تصديق أن المطلوب فريق متجانس، إذ تبيّن أن السعودي تعرّف لأول مرة على عدد من أعضاء لائحته قبل يوم واحد من التقاط الصورة التذكاريّة للائحته. لاحقاً، اشتكى السعودي لسعد من أنه يحتاج إلى مقعدين لوضع مساعدين له. وأفضل ما قدّمه لسعد كان 3 مقاعد. وحين عاد بري إلى لبنان والتقى سعد، طرح عليه صيغة المقاعد الأربعة، فأصبحت التشكيلة 4 للتنظيم الشعبي الناصري و3 للجماعة الإسلامية، و3 من القريبين من رئيس البلدية الحالي عبد الرحمن البزري، والبقية من أنصار المستقبل.
مشكلة أخرى برزت هنا، فسعد لا يزال يصرّ على الالتزام بكلامه لناحية تمثيل الفئات الاجتماعية في المدينة، فاختار صاحب دباغة هو يوسف حنيني، والصحافي أحمد الغربي، وشخصيتين أخريين، وكان الاعتراض من السعودي بأن هؤلاء حزبيون، بينما المطلوب أن تكون التشكيلة غير حزبية، علماً بأن من ترشحهم الجماعة الإسلامية هم من المحازبين، كذلك فإن محمد القبرصلي هو من كوادر تيار المستقبل، وأصر سعد على حنيني والغربي، وخرج السعودي موافقاً على ثلاثة، على أن يستبدل اسم من الأسماء بآخر.
لكن، أمس، عاد السعودي ليبدي اعتراضه على الأسماء كلها، ما أعطى الانطباع لسعد بأن السعودي يحتاج في كل خطوة إلى موافقة النائبة الحريري، على رغم من أن مبادرة بري تقضي بأن يسمي كل طرف حصته، ما ولّد انطباعاً بتعثر التوافق، على الأقل الى ما بعد إقفال باب الترشح. وهو ما دفع سعد الى التصريح أمس بالقول: «أرسلنا إلى السعودي اللائحة النهائية لأسماء مرشحي تيارنا إلى المجلس البلدي. وهي الأسماء ذاتها التي جرى التوافق عليها معه يوم أمس (أول من أمس) في إطار مبادرة الرئيس بري».
أضاف: «نحن ندعو السعودي إلى الإسراع بتأليف اللائحة لأنه لم يعد هناك متسع من الوقت لأي تأخير. ونحذر الطرف الآخر من افتعال أي عرقلة في طريق إنجاز التشكيلة بذرائع مختلقة، لأن الغاية منها ستكون بالتأكيد تفشيل مبادرة الرئيس بري، وتفويت الفرصة لقيام لائحة ترضي أبناء مدينة صيدا».
وفي المشهد الصيداوي أمس أيضاً كان وفد من الجماعة الإسلامية يزور المرشح محمد السعودي ويضع في عهدته أسماء 3 من الجماعة للمجلس البلدي، وهي مطاع مجذوب، كامل كزبر وحسن الشماس.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا