التوافق البلدي الصيداوي في غرفة العناية الفائقة..

التصنيف: مناسبات إجتماعية

2010-05-15 08:22 ص 1179

محمد دهشة

عاش التوافق البلدي في مدينة صيدا يوما جديدا في غرفة "العناية الفائقة" في "مستشفى" القوى السياسية في المدينة بإنتظار اعلان موته رسميا لا سريريا او اعادته للحياة مجددا، وبدت جهود المعالجين ـ "سعاة الخير" مضنية لحقنه بالدواﺀ والترياق ـ تدوير الزوايا، للوصول الى حل يرضي الجميع بما يشبه الفرصة الاخيرة قبل التوجه الى مواجهة انتخابية.

اذا كان الحراك السياسي في اليوم الانتخابي الصيداوي قد راوح مكانه وخبتت اللقاﺀات والاتصالات او جرت بعيدا عن الانظار والاعلام، فان ما ميزه ارتفاع حدة الخطاب ووتيرة المواقف وردود الفعل، فبعد اعلان المرشح لرئاسة بلدية صيدا المهندس محمد السعودي وقــف المباحثات المباشرة مع "التنظيم الشعبي الناصري" وابقاﺀ الباب مــواربــا ـ لحوار غير مباشر اي امـــام الــوســاطــات، رد رئيس التنظيم "أن مرحلة التفاوض قد توقفت، وأن الأيام الأخيرة قد كشفت تسلط واستبداد واستئثار الــفــريــق الآخـــر ـ غــامــزا مــن قناة تيار" المستقبل "، قبل ان يعود السعودي ويــرد" بانني لــم اعد معنيا بأي حوار".

وتؤكد مصادر سياسية ان عدم وصول قطار المصالحات الى صيدا جعل من محطة "التوافق البلدي" صعبة ومعقدة رغم كل العوامل الايجابية التي كانت من المفترض ان تـــؤدي الــى خاتمة سعيدة، بــدﺀ ا من المواقف التي اعلنتها القوى السياسية، مــرورا باعتبار الاستحقاق انمائيا وليس سياسيا وصـــولا الـــى اخــتــيــار الــســعــودي رئيسا للائحة بوصفه وسطيا من غير الحزبيين ومن رجال الاعمال الذين يريدون انماﺀ المدينة، ذلك ان موضوع التوافق لم يتوقف عند عدد او اسم او حتى منصب وانما كباش سياسي لحسابات الربح والخسارة والثأر والحفاظ على الوجود.

وعــلــمــت "صــــدى الــبــلــد" ان معضلة جديدة ظهرت اضافة الى الاختلاف على الاسم الرابع الاسم ـ يوسف حنينة، وتمثل بطرح بان يكون نائب الرئيس كاتب عدل صيدا السابق عبد الرحمن الانصاري المعروف باعتداله وعلاقته المميزة مع السعودي والجيدة مع بقية القوى السياسية.

وسجلت زيارة قام بها رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري الى مفتي صيدا واقضيتها الــشــيــخ سليم ســوســان وأخـــرى من المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود الى السعودي لتدوير الزوايا، علم ان المساعي تتواصل على محورين: الاول رئيس مجلس النواب نبيه بـــري ـ رئــيــس الــحــكــومــة سعد الدين الحريري، والثاني المفتي سوسان والنائبة بهية الحريري والسعودي والدكتور سعد وسط بدﺀ استنهاض القواعد الشعبية والايــعــاز للماكينات الانتخابية تكثيف عملها واستحضار ادوات المعركة.

بيد ان البزري لم يفقد الامل بــالــتــوصــل الـــى الــتــوافــق مــجــددا في اللحظات الاخيرة رغم تراجع حظوظه، بينما صرح حمود اننا لن نعدم وسيلة في البحث عن المخارج المناسبة ما يجنب صيدا اي معركة انتخابية ويحافظ على هدوئها واستقرارها.

هــذا ورفـــض سعد ان يختار احد اسماﺀ مرشحيه الى عضوية المجلس البلدي لمدينة صيدا في اطار المساعي المبذولة لاعادة التوافق فــي اشـــارة ضمنية الى معالجة مشكلة العدد وبقاﺀ احد الاسماﺀ العقدة، قائلا خلال اجتماع طارئ لهيئة التنسيق في اللقاﺀ الوطني الديمقراطي فــي مركز معروف سعد الثقافي.. "ان التيار الوطني الديمقراطي هو من يختار اسماﺀ مرشحيه، ولن نسمح لأحد أن يختار عنا".

واضاف: "نحن نعلم أن الطرف الآخــــر لا يــريــد تمثيل الــفــئــات الشعبية في المجتمع الصيداوي، فــهــؤلاﺀ الــذيــن ينتهجون نهج الاســتــئــثــار والتسلط والتعالي والغطرسة.. ويريدون كعادتهم فرض ما يريدون والسير في مقولة "نحنا بنقول واللي بنقوله بيمشي"، أما نحن فنقول لهم: ، لا إن عصر التسلط والاستبداد قد انتهى، ولا نقبل بهذا الأمر لا لنا، ولا لأبسط انسان في المدينة.

وأضـــــاف: لــقــد قــدمــنــا كــل ما يلزم لانجاح مساعي الرئيس بري ومبادرته، لكن الفريق الآخر عمل على تفشيل هذه المبادرة، ونحن نقول لهم "مبارح مش مثل اليوم، الــيــوم هــنــاك مــرشــحــون وعلينا احترام كرامات الناس"، مؤكدا انه في المرحلة المقبلة علينا أن نعمل بجد، فهناك محطة في 23 أيار، مستنكرا ذريعة أن من رشحهم هم من الحزبيين لأنها ذريعة غير صحيحة، ذلك لأن 3 من أصل 4 هم من غير الملتزمين، والمرشح الحزبي هو صاحب حرفة ويعمل بيديه.

وجــدد السعودي قوله أنــا لم أعد معنياً بأي حــوار، كنا نرفض دخــول الحزبيين حتى لا تنتقل المشاكسات الحزبية إلى المجلس، لان مــا نــريــده مجلساً متعاوناً مــتــضــامــنــاً فــيــه كــفــاﺀات تخدم المدينة، موضحا انني سأضع كل إمكانياتي في تصرف المجلس البلدي الجديد وأنا لست آتياً إليه لخلق المشاكل بين الصيداويين بل لأجل تنفيذ المشاريع الكبرى التي تحتاجها المدينة وإيجاد فرص عمل لشباب المدينة ويدي ممدودة لكل الأفرقاﺀ والتيارات السياسية المختلفة في المدينة.