صيدا – من أحمد منتش:
كأنه مكتوب على جبين صيدا ان التوافق بين فاعلياتها وقواها الحيّة ممنوع وحرام ليس في السياسة وحدها فحسب، وإنما أيضاً في كل الاستحقاقات التنموية والاقتصادية والتجارية وحتى التربوية، وعلى الأخص الاستحقاقات النيابية والبلدية.  وهي اعتادت خوض كل غمار المعارك والتنافس القوي والحاد منذ أيام المرحومين الرئيس رياض الصلح والنائبين السابقين معروف سعد ونزيه البزري وصولاً الى عهد الرئيس رفيق الحريري ورئيس "التنظيم الشعبي الناصري" مصطفى معروف سعد، حيث استمر التنافس الشرس بين  التيارين الأبرز على الساحة الصيداوية، تيار "التنظيم الشعبي الناصري" الذي يرئسه النائب السابق اسامة سعد و"تيار المستقبل" الذي تتزعمه النائبة بهية الحريري.
أمس، وضع آخر مسمار في نعش التوافق المزعوم أو الموهوم، وضاعت كل المحاولات الخجولة والمبادرة اليتيمة التي كان اطلقها وسعى الى تنفيذها الرئيس نبيه بري لاعادة احياء صيغة التوافق على لائحة واحدة برئاسة محمد السعودي. ولكن الفراق النهائي حصل قبل اسبوع من موعد الاستحقاق ودفع الى لائحتين متنافستين، واحدة برئاسة السعودي ويدعمها "تيار المستقبل" و"الجماعة الاسلامية" واخرى برئاسة عبد الرحمن الانصاري يدعمها "التنظيم الشعبي" و"اللقاء الوطني الديموقراطي"، وهي من دون شك ستحظى ولو بشكل غير معلن بدعم "حزب الله" وربما أيضاً حركة "أمل"، فيما لم يتأكد بعد موقف رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري وهل سيقف مع حليفه سعد الذي ساهم بشكل كبير في ايصاله الى رئاسة البلدية في انتخابات 2004، ام انه سيفترق عنه ويبقى مؤيداً للسعودي أم يبقى على الحياد؟

 

الخامسة مساء، ووسط اجواء شعبية صاخبة، اعلنت في "مركز معروف سعد الثقافي" لائحة "الارادة الشعبية" في حضور سعد واعضاء "اللقاء الوطني" واعضاء اللائحة المكتملة من 21 مرشحاً في غياب البزري.
والقى الانصاري كلمة قال فيها: "أما وان التوافق قد فشل في المدينة، وقد افشلته مطالب فريق بدت شروطه واشتراطاته لا تنتهي، فريق امتهن الاستئثار والتفرد، فإننا ذاهبون الى معركة انتخابية نريدها ان تكون ديموقراطية بحيث لا يلجأ البعض الى استخدام وسائل غير ديموقراطية. ويهمني انا الذي كان لي شرف المشاركة في دفع الأمور الى التوافق في المدينة، وحصول تزكية، ليس انتقاصاً من حق الناس في ممارسة حقهم الديموقراطي انما لأن اللغة التي سادت العديد من المناطق اللبنانية هي لغة التوافقات بين الاطراف السياسية والاجتماعية.
فشل التوافق، او بمعنى أدق قد أفشل، وما عاد السيد محمد السعودي مرشحاً مستقلاً او توافقياً. ومن الواضح ان تركيبة اللائحة التي اعلنها، شابها عدم التوازن وعدم التمثيل الحقيقي، وغيب عنها تمثيل فئات شعبية واجتماعية. وتعاطي السيد السعودي في تشكيل لائحته بمعايير مزدوجة. وقد سعيت شخصياً من أجل انقاذ التوافق وانتاج توافق حقيقي يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يقسم، يقدم الصالح العام للمدينة على حساب المصالح الخاصة والحزبية والسياسية الضيقة، توافق يمثل ناس المدينة لا يمثل على ناس المدينة (...)". ثم تلا اسماء اعضاء اللائحة كالآتي: عصمت القواص، منى معروف سعد، عبد القادر الدقور، أحمد عبد الغني الغربي، سليم محمد ضاهر، احمد عفيف حشيشو، مروان جورج عبود، محمد أمين الدادا، بسام عبد اللطيف صفدية، محمد عبد الوهاب حمود، محمد عمر جمعة، علي خالد البابا، أحمد كمال حبلي، محمد مطيع غبورة، علياء اسماعيل عز الدين، منى زهير السمره، نوال صافي، حميد فخرو الحلبي، زياد محمود الدندشلي، ويوسف عبد الرحمن حنينة. ثم القى سعد كلمة مقتضبة دعا فيها ابناء مدينة صيدا الى دعم لائحة "الارادة الشعبية" التي "تعبّر عن مصالح الصيداويين وكرامتهم وارادتهم"، موجهاً التحية الى اعضاء اللائحة الذين وصفهم بـ"الفدائيين الذين يقاومون الحرمان الذي تعيشه صيدا".

 

وعند السادسة مساء ووسط جو شبه رسمي هادئ، عقد في منزل السعودي في الهلالية لقاء لاعضاء لائحته بعد تعديلها بادخال 4 اسماء جديدة عليها هم أحمد الحريري أحد اركان "تيار المستقبل" في المجال السياسي والتنظيمي ومطاع مجذوب وحسن الشماس وكامل كزبر من اركان "الجماعة" بدلاً من هدية السبع أعين ومحمد الزين واحمد جويدي وهناء محمد الزعتري. علماً ان الأخيرة كانت اعلنت انسحابها من لائحة السعودي في وقت مبكر جداً وبعد أيام قليلة على اعلان التشكيلة الأولى لأسباب خاصة. وغاب لأسباب مختلفة ثلاثة اعضاء. وتحدث السعودي: "أولاً اصبح اسم اللائحة لائحة الوفاق للإنماء، بعد أن كان لائحة التوافق الصيداوي والانماء. وبما ان مساعي الوفاق قد فشلت وأدت الى خروج احد الأفرقاء عن الاجماع الذي كان لاقى ارتياحاً كبيراً بين الصيداويين وجميع اللبنانيين، وبما اننا ذاهبون الى الانتخابات التي نرجو ان تكون منافسة شريفة وديموقراطية، ومن أجل ذلك اقتضت المصلحة تعديل اللائحة بعودة الأخوة في الجماعة الاسلامية وتيار المستقبل.
وبناء عليه نقدم اليكم اللائحة المعدلة بعد خروج 4 مرشحين ودخول 4 جدد، مؤكدين اننا سنعمل على تعزيز اللحمة داخل صيدا وتكريس دورها الريادي والتقيد بالبرنامج الذي سبق ان اعلناه في الثالث من أيار 2010:
ابرهيم يوسف البساط، احمد مصطفى الحريري، مصطفى ماجد حجازي، علي الدالي بلطة، حازم خضر بديع، محمد حسيب البزري، عرب رعد كلش، أحمد صفي الدين، اسكندر حداد، عبدالله كنعان، محمد حسن البابا، مطاع المجذوب، كامل كزبر، نزار حلمي الحلاق، حسن الشماس، محمد هلال قبرصلي، محمود يونس شريتح ومحمد السعودي.