ظاهرة الخطيفة إلى تفاقم في البقاع
التصنيف: Old Archive
2009-09-29 05:30 ص 1705
تعدّ الخطيفة متنفّساً لما تتشدد القوانين الاجتماعية فيه، وهي مثل ظواهر كثيرة، تزداد حيناً وتخبو حيناً آخر، تبعاً للأوضاع المادية وللتشدّد الديني. وفيما يرى الشباب في الخطيفة ملاذاً أخيراً، يعدّها أهل الفتاة أمراً مهيناً يستلزم الجزاء، وأهل الشاب عصياناً يقتضي المقاطعة. وفي البقاع، في ظل الأزمة المعيشية والتجاذبات الطائفية، يزداد اللجوء إلى الخطيفة، بل إن البعض أقدم على خطف نساء متزوجات
«لا نصيب لك عندنا»، لسبب ظاهر أو لآخر، يقولها أهل الفتاة لمن تقدم طالباً يد ابنتهم، فيستدير على عقبيه خائباً باحثاً عن حل للحصول على حبيبته. فإن لم يجد، عندها يصبح «لكل حادث حديث»!. قد يأتي الرفض من قبل أهل العريس أنفسهم، فيرفضون طلب يد العروس المختارة، فلا يبقى أمام المتحابين إلا ..«لكل حادث حديث». وأي حديث سوى حقيبة ملابس تُملأ بالضروريات على عجل، وساعة صفر يعقبها رحيل من دون وداع. بعبارة أخرى «الخطيفة».
ظاهرة «زواج الخطيفة» متفشّية في البقاع، وقد ارتفعت نسبتها الصيف المنصرم ارتفاعاً كبيراً ولافتاً، إذ لا يكاد يخلو أسبوع من خبر «خطيفة» من هنا أو هناك. وبعض العائلات ردّوا على خطف ابنتهم بخطف شخصين من عائلة الخاطف، وتهدّد الأمور بالتفاقم. فالظاهرة لم تعد تقتصر على العازبات، بل امتدت لتشمل نساءً متزوجات، ليصل عدد هذه الحالات إلى 6 في غضون 3 أسابيع، في عدد من قرى البقاع.
موانع دينية؟ فوارق اجتماعية؟ خلافات عائلية؟ تناقض في العمر أو المستوى؟ أسباب وحواجز شتى قد تمنع التقاء الحبيبين، فيحصل الصدام. وتبقى نتيجة «الخطيفة» الحتمية: بالنسبة إلى الأهل إهانة للعائلة، تستلزم الجزاء والعقاب. أما بالنسبة إلى العريس والعروس، فتحقيق للذات وإثبات لحرية الاختيار.
أما في الحالات القصوى، فتسجّل المخافر فرار عروس في اليوم التالي لزفافها مع شاب تحبّه، في إحدى قرى البقاع الأوسط. وهناك حالة الزوجة التي تخلّت عن زوجها وأولادها، لـ«زواج» خطيفة مع شاب صغير في العمر. كذلك سجّلت المخافر حالة سمر (اسم مستعار) التي تخلّت عن زوجها وولديها وهربت خطيفة مع شاب من التابعية السورية، وفي حوزتها مبلغ 20 مليون ليرة وسيارة كان الزوج قد منحها إياهما قبل فترة. القوى الأمنية تمكّنت من القبض على الفارين بموجب دعوى مقدّمة من الزوج، وهما لا يزالان في السجن. الزوجة أكدت في التحقيقات الأمنية أنها أقدمت على هذه الخطوة لأن زوجها يتأخر ثمانية أيام في خدمته العسكرية!
وبغض النظر عن الحالات الأخيرة الجرمية، فإن العريس يقع، بعد خطف عروسه، أسير التقاليد العائلية، حيث يفترض به اللجوء إلى «الأجاويد» من المصلحين ذوي القوة العشائرية، ما يسمح بتدخّلهم والسعي نحو حلّ يرضي الطرفين.
علي حميّة (70عاماً) عدّ الخطيفة «عملاً دنيئاً، يقدم عليه العريس لمجرد حصول أي عائق أمامه»، رافضاً رفضاً قاطعاً هذا العمل الذي يفضي في كثير من الأحيان إلى القتل والثأر بين الطرفين. لكنّه في المقابل يرى أن الخطيفة عندما تحصل لا مجال بعدها للتراجع، ولا يبقى سوى المسارعة إلى «رأب الصدع، حتى لا يقرر أهل الفتاة ردّ الصاع صاعين». ولفت إلى أن هذه الأيام تشهد ازدياداً في الخطيفة، وصلت تداعيات إحداها حدّ اختطاف عائلة الفتاة المخطوفة لشخصين من عائلة العريس، ما استدعى تدخّل إحدى الجهات الحزبية لإعادتهما، مشيراً إلى تمكّنه من حلّ العديد من حالات الخطيفة بمساعدة فعاليات المنطقة. لكنّه لا ينكر أنّ حالات أخرى استعصت بسبب تشدّد بعض العائلات، التي غالباً ما تعلن أنه لا سبيل للصلح قبل إرجاع الفتاة، أو على مبدأ «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم»، أو حتى طلب إحضار فتاة من عائلة الشاب الخاطف لذوي الفتاة المخطوفة، وعملاً بمبدأ «العفو عند المقدرة»، حيث يمكن إعادة الفتاة إلى أهلها أو تُزوّج بأحد أفراد العائلة، ويتمّ الصلح.
جعبة الخطيفة في القرى البقاعية لا تنضب، تبقى على ما يتخلّلها من بعض التأزيم والتصعيد، متواضعة ومسالمة، قياساً إلى حالات أخرى لم تثمر جهود سعاة الخير، فتحوّلت من أفراح إلى أتراح، وخلّفت ثارات وأحقاداً بدلاً من الصبيان والبنات.
أخبار ذات صلة
في صحف اليوم: تراجع في موقف الجامعة العربية بشأن حزب الله بعد ضغط
2024-07-02 12:25 م 86
جنبلاط متشائم: أستشرف توسيع الحرب*
2024-06-24 09:10 ص 175
لبنان ليس للبيع... مولوي: نرفض الإغراءات المالية لتوطين النازحين*
2024-06-22 09:59 ص 149
تطوّر "لافت"... أميركا تكشف مكان السنوار وقادة حماس في غزة
2024-01-13 09:01 ص 223
خطة غالانت لما بعد حرب غزة.. هذه أهم بنودها
2024-01-04 09:09 م 276
مفوضية الجنوب في كشافة الإمام المهدي خرجت 555 قائدا وقائدة
2017-07-10 10:26 ص 1622
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية