×

124 عريساً وعروساً يزفّون الإثنين المقبل في عرس جماعي في صيدا

التصنيف: Old Archive

2009-09-30  05:39 ص  1738

 

تخفق قلوب 124 شاباً وفتاة في مقتبل العمر: لبنانيين وفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، بإنتظار <اليوم الموعود> للدخول إلى <القفص الذهبي>، والزفاف في <عرس جماعي> ستشهده <عاصمة الجنوب> في صيدا، الإثنين 5 تشرين الأول المقبل، للعام الثاني على التوالي، الذي تنظمه <اللجنة اللبنانية والفلسطينية للحوار والتنمية>، التي أسستها وترأسها وزيرة التربية والتعليم العالي بهية الحريري··

ويأتي <العرس الجماعي> الذي يضم 62 كوبل (124 عريساً وعروسة)، تتويجاً لأعراس المدينة المتواصلة منذ شهر رمضان المبارك، حيث تألقت المدينة في لياليها طوال الشهر الكريم·· مروراً بعرس المدينة و<الكرنفال> على مدى ثلاثة أيام في عيد الفطر المبارك، حيث تلونت بالفرح، وحفلت بالعروض الفنية والنارية والمائية والهوائية، التي حوّلت واجهتها البحرية إلى منارة، وجعلت من بولفارها البحري مسرحاً في الهواء الطلق مفتوحاً على بهجة العيد، ممددة أيامه ولياليه بزخم جمهور إرتاد أرصفتها وشوارعها، ومقاهيها التراثية والشعبية المنتشرة عند أقدام المدينة القديمة·· وصولاً إلى المؤتمر الإنمائي الأول في بداية شهر تشرين الأول المقبل، لتكرّس نفسها مدينة للحياة بإحتفالية فرح قلّ نظيرها··

و<العرس الجماعي> بمفهومه العام يتجاوز حدود الفرح وإحياء النشاطات، وحتى تقديم المساعدة للعرسان من ذوي الدخل المحدود، إلى أهداف أكثر أهمية ترتبط بالتكافل الإجتماعي، وتعزيز العلاقة اللبنانية - الفلسطينية في صيدا ومخيماتها، تكريساً للشراكة والتواصل القائم بين مؤسسات المجتمع المدني اللبناني والفلسطيني، التي تتشكل منها اللجنة، والتي تصب جميعها في مصلحة تنمية هذه العلاقة وتطويرها، ولذلك تم إختيار نصف العرسان المشاركين من اللبنانيين، والنصف الآخر من الفلسطينيين من أبناء مخيمات صيدا، إضافة إلى الحفاظ على العيش المشترك كونه جمع مسلمين ومسيحيين من المدينة ومنطقتها، وصولاً إلى جزين وبعض المناطق اللبنانية··

على أن اللافت فيه، وفي خطوة تعكس مدى إهتمام الوزيرة الحريري في تكريس الوجه التكافلي للعرس الجماعي، حرص نجلها منسق عام قطاع الشباب في تيار <المستقبل> في لبنان أحمد الحريري، وفي رغبة منه شخصياً، أن يشارك وخطيبته لمى برجي في العرس الجماعي، كعروسين يُزفا مع العرسان المشاركين··

<لـواء صيدا والجنوب> واكب تحضيرات <العرس الجماعي>، وإلتقى عدداً من أعضاء اللجنة المنظمة، وبعض العرسان خلال الإستعدادات التدريبية للزفة والمشاركة فيه··

 

أحمد الحريري وخطيبته يشاركان العرسان الفرحة ويزفّان معهم

تفاصيل العرس

يقام <العرس الجماعي> تحت خيمة <مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية> عند مدخل صيدا الشمالي، الإثنين 5 تشرين الأول المقبل، ويتميز هذا العام ببرنامج منظم يتيح للعرسان المشاركين الإستمتاع بليلة عمرهم، وبشكل يشعر كل زوج منهم بأن العرس هو عرسهما، ويؤمن لهما دعوة أكثر من 50 شخصاً من العائلة والأقارب والأصدقاء، وسيخصص لكل عريسين مكان خاص بهما وقالب حلوى وضيافة، بعد أن يتشاركوا جميعاً في <الزفة الكبرى> الموحدة بينهم، على أن يحيي الحفل الفنان فضل شاكر ونجم <سوبر ستار> الفلسطيني مراد السيوطي، وتتولى زف العرسان فرق تراثية لبنانية وفلسطينية، فيما يقوم <مركز المواساة للتجميل> بتزيين العرائس وتجميلهم وتصفيف شعرهن·

ويؤكد منظمو العرس <أن الأهداف المباشرة لهذه المبادرة تتلخص بتحقيق مبدأ التكافل الإجتماعي، من خلال إختيار الأزواج الذين يريدون بدء حياتهم المشتركة ولا تمكنهم ظروفهم الإجتماعية والإقتصادية من ذلك، ومساعدتهم في تحمل أعباء العرس ومستلزماته، وبالحفاظ على صيغة العيش المشترك اللبناني - اللبناني، واللبناني - الفلسطيني، بإختيار أزواج لبنانيين (مسيحيين ومسلمين) وفلسطينيين، حيث يشارك للمرة الأولى عدد من العرسان من بعض بلدات شرق صيدا>·

كلش

رئيسة <جمعية المواساة والخدمات الإجتماعية> عضو <اللجنة المنظمة للعرس> عرب رعد كلش، تؤكد <أن العرس الجماعي هذا العام سيكون مميزاً، فهو الثاني على التوالي، وسيزف فيه 124 شاباً وفتاة، وستتم توجيه دعوات إلى حضور رسمي وسياسي وإجتماعي، وكل عريس وعروس له 50 بطاقة دعوة، سيكون كل شيء منظماً كأن كل عريس في حفل زفافه، <صمدات> وكراسي خاصة، وكأننا في <صالة أفراح>، على أن ينطلق موكب زفاف جماعي عبر سيارات مزينة لكل العرسان، سيلتقون في مكان معين ويتوجهون إلى مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية، ليدخلوا في زفة كبيرة موحدة على أنغام الموسيقى، وفرق الدبكة والتراث اللبناني والفلسطيني>·

شريتح

ممثل <جمعية تجار صيدا وضواحيها> وعضو <اللجنة المنظمة للعرس> محمود شريتح، رأى <أن فكرة <العرس الجماعي> تهدف تخفيف الأعباء عن كاهل الشباب، وتعطي الفرصة الملائمة لتكوين أسرة مستقرة، إنها الفرحة الجماعية المشتركة بين عائلات من طبقات مختلفة يتجمعون داخل فضاء واحد، يشكل أجمل لوحة إجتماعية مشرقة، حيث يزهو الفرح ليعم 124 عائلة من أهل العرسان>·

وختم شريتح بالقول: إن <العرس الجماعي> يعتبر ظاهرة حضارية، تُعبّر عن مدى الإهتمام بشريحة مهمة من مجتمعنا ودعمها، وإعطائها حقها لتفتح البيوت العائلية، وتمكينها من المشاركة في عملية البناء والتنمية، وقد تبنت اللجنة المنظمة للعرس الجماعي على إقامة فرح 62 عريساً وعروساً، وتعهدت أن تقدم كل ما يستلزمهم من فرش وأدوات منزلية، بالإضافة إلى ملابس العرسان·

الشريف

أما مصمم الأزياء بسام الشريف، فقال: سأتولى مهمة إلباس العرائس فساتين العرس التي ستكون رائعة ومميزة، وسنساعدهن على إتمام الزينة، وخصوصاً أن بعضهن محجبات وكذلك في كيفية وضع <الفولار الخاص بالحجاب> و<الطرحة> وسواها·

وأشار الى <أننا ساهمنا في الأجرة، ولن نتقاضى سوى الكلفة، شعوراً منا بالمسؤولية، على أن تقوم محلات محمود حجازي بتأمين البدلة للعريس وإلباسه>، آملا <أن تكلل الأفراح أيام المدينة ولياليها، كي تبقى مدينة للحياة والفرح الذي لا ينتهي>·

عويد

العريس حمزة محمد عويد (26 عاماً، فلسطيني من مخيم عين الحلوة، ارتبط مع فاطمة كساب 20 عاماً من مخيم الرشيدية في صور، منذ عام وشهرين)، قال: إن قرار المشاركة في العرس الجماعي جاء نتيجة الضائقة الإقتصادية والمعيشية التي نترنح تحت وطأتها، فإذا لم نشارك به قد تطول الخطوبة إلى 3 أو 4 سنوات إضافية، لا خجل أن أقول أنه توفير للوقت والمال عبر الإستفادة من التقديمات، وتحمل نفقات العرس بأكمله·

وأضاف: إنني خريج جامعي منذ عامين، لكنني لم أجد عملاً، مما اضطرني إلى العمل في وظيفة إدارية، وأتلقى راتباً شهرياً يبعدني عن ذل السؤال، وإن كنت أعتبره <بطالة مقنعة>، لقد إستأجرت شقة في منطقة سيروب، وأقوم الآن بترتيبات العرس بإنتظار <اليوم الموعود> وحفل الزفاف الجماعي·

ولم يخفِ عويد <إنني لم أفكر في يوم من الأيام الإشتراك في عرس جماعي، ذلك أن كل شاب وفتاة يحلمان أن يكون لهما عرساً خاصاً بهما يفرحون فيه مع أهلهم وأقاربهم، لكن الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، جعلنا تحت الأمر الواقع، ولا يُمكن إلا أن نقول شكراً لمن يمد يد العون، فشكراً للوزيرة بهية الحريري على إهتمامها>، مشيراً إلى <أن المشاركة في العرس الجماعي ذكرى جميلة>·

سليمان

أما العريس داود سليمان (27 عاماً، الذي إرتبط مع رحاب قبلاوي منذ عامين ونصف العام)، فيقول: إنني أعمل <دهان موبيليا> والأوضاع الاقتصادية صعبة، بالكاد العمل يكفي قوت اليوم، فجاءت المشاركة في <العرس الجماعي> لتوفير الوقت والمال، إذ ليس بإستطاعي تأمين كل إحتياجات المنزل دفعة واحدة، ومن خلال مشاركتي سأتمكن من الحصول على مساعدة في التقديمات المنزلية لجهة غرفة النوم والصالون والغسالة والبراد وفرن الغاز وسواهم، وهذا أمر في غاية الأهمية، إذ يقطع كل الطريق بدلاً من الإنتظار طويلاً· وختم سليمان بالقول: إن فكرة <العرس الجماعي> لم تكن رائجة سابقاً، إلا أنها باتت مقبولة في المجتمع، وخصوصاً أنها تأخذ أبعاداً غير مساعدة العرسان، مثل تعزيز الوحدة الوطنية والتلاقي الللبناني- الفلسطيني، والإسلامي - المسيحي، وكلها مفاهيم نؤمن بها ونعمل من أجل تحقيقها·

عبد الله

بينما يشير محمد سعد عبد الله (26 عاماً، وهو إرتبط مع سلوى هيثم المصلح منذ عام وسبعة أشهر) الى <إنني أعمل في <شركة تنظيفات>، ولا يُمكن لي أن أدخل <القفص الذهبي> سريعاً، ربما عليّ الإنتظار سنوات إضافية كي أجهز نفسي ومنزلي، فوجدت في <العرس الجماعي> فرصة لتحقيق المراد وتوفير الوقت والمال، ذلك أن الأوضاع الإقتصادية صعبة، ومنظمي العرس سوف يساعدوننا في شراء أثاث المنزل أي غرفة النوم والصالون والأدوات الكهربائية الضرورية، وفكرة المشاركة في هذا العرس جميلة، ذلك لأن مشاركة الناس أفراحهم أمر ممتع>·

سليمان

فيما العروس ساندي سليمان (20 عاماً، من بلدة روم وقضاء جزين، والتي إرتبطت مع الشاب إبراهيم الغاوي الذي يعمل في <التعهدات الكهربائية)، تعتبر <أن مشاركتها في <العرس الجماعي> قناعة بأن الفكرة جميلة، ونبدو كأننا في حفل إنتخاب ملكة جمال، كل عروس تريد أن تكون متألقة كي تلفت إنتباه الناس وتفرح معهم في يوم عرسها>·

وأضافت: لقد استأجرنا منزلاً في <وادي بعنقودين> وشرق صيدا، ونقوم بفرشه الآن، وسننتقل لاحقاً إلى روم للإقامة فيه>·

ووصفت سليمان، العرس بأنه <جميل، وسيبقى ذكرى خالدة تميّز العروس، بدلاً من أن يكون عرسها وحيداً، فكل الناس تشاركها الفرحة، وهذا أمر رائع ومميز>·

جاسر

سميرة سمير جاسر (24 عاماً من مدينة صيدا، إرتبطت مع الشاب محمد الأتب الذي يعمل سائقاً على <صهريج مازوت> منذ عامين)، قال: إن إرتفاع تكاليف الزواج دفعنا إلى المشاركة في هذا <العرس الجماعي>، قبل أن تردف: <كل شيء غالٍ ويتطلب الكثير من المال، وبإعتقادي أنها تجربة جديدة وحلوة تستحق الإهتمام، علماً انني في البداية رفضت الفكرة، لأن كل فتاة تحلم أن يكون لها حفل زفاف منفرد، ولكن جميع من حولي شجعني على ذلك حتى إقتنعت، وها أنا أستعد للدخول إلى <القفص الذهبي>، على أمل أن تكون كل الأيام خير وبركة على الجميع·

ثريا حسن زعيتر

Th@janobiyat.com
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا