عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، رافق النائب عن المقعد الأرثوذكسي روبير فاضل والده النائب الراحل موريس فاضل الى مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية، حيث شهد مرحلة هامة من تاريخ لبنان السياسي، تمثلت في حينها باتفاق الطائف الذي أوقف الحرب العبثية اللبنانية.
ومنذ ذلك الوقت دخل الشاب الطموح الى معترك العمل العام من خلال مرافقته الدائمة لوالده النائب لـ37 عاما عن المقعد الأرثوذكسي في طرابلس، وصاحب إحدى أهم الشركات التجارية في لبنان (ABC) فاكتسب من الحنكة السياسية والخبرات الاقتصادية ما جعله وريثاً شرعياً للراية الفاضلية.
لم يركن النائب روبير فاضل لما تعلمه من والده، بل سعى لكي تكون له هويته المستقلة، فحاز ماجستير في الاقتصاد والعلوم السياسية من معهد العلوم السياسية في باريس، ودبلوم دراسات عليا في الإدارة العامة من المعهد الوطني للإدارة في فرنسا في العام (ENA) في العام 1993، وعاد الى لبنان ليدخل دماً جديداً الى شركة (ABC) ثم غادر في العام 1998 الى بوسطن في الولايات المتحدة الأميركية وعمل في شركة استشارات متخصصة في سياسات الحكومات، وأعد في حينها دراسة خطة اقتصاديّة لمصلحة الحكومة اللبنانيّة عرفت حينها بـ«الخطة الخمسيّة».
في العام 2003 قرر العودة نهائيا الى لبنان للتفرغ لإدارة ABC، فأشرف على وضع التصميم الكامل للمجمع التجاري في الأشرفية وعلى تنفيذه، وتولى إدارته، وفي الوقت نفسه كان منكبا على الشأن العام من خلال عضويته في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت، والعمل في مؤسسة «بادر» التي تهدف الى مساعدة الطاقات الشبابية في لبنان وخلق فرص عمل للشباب للحد من هجرتهم، وكان شعارها: «ما تهاجر... بادر»، إضافة الى تأهيل وتعليم الشباب وتأمين التمويل للمشاريع الصغيرة التي من المعروف أنها تخلق أكثر من 80% من فرص العمل في العالم، واستمر في ذلك حتى انتخابه نائبا عن طرابلس في 7 حزيران 2009 من ضمن لائحة التضامن الطرابلسي التي فازت بكامل أعضائها.
يحصر النائب روبير فاضل تطلعاته النيابية في تحديث القوانين وتفعيل التشريع من جهة، وفي تعزيز موقع طرابلس على الخارطة اللبنانية وتحقيق المشاريع والعمل لتنمية المدينة ورفع مستوى العيش فيها والحرص على استمرار فعالية الدور المسيحي فيها وفي لبنان عموما، وهو يدرك أن مسؤولياته في هذا الإطار ستكون مضاعفة انطلاقا من كونه نجل النائب موريس فاضل، وحامل رسالته ونهجه ومبادئه.
يتغنى «أبو موريس» بوالده الذي رحل بعد أسبوع واحد على إجراء الانتخابات النيابية، وكأنه بذلك اطمأن على الأمانة التي أودعها في أيد أمينة، فيقول: موريس فاضل كان سياسيا نادرا يملك تجربة 37 سنة من العمل السياسي والإنمائي ومراسا وطنيا طويلا، ولا يمكن لأي لبناني عاصر حقبة العمل الوطني لموريس فاضل إلا أن يشهد له بأنه كان رمزا من رموز هذا الوطن ومثالا حيّا للتعايش فيه.
يؤكد النائب روبير فاضل انه مستقل ولا ينتمي لأي حزب سياسي، لكنه لا يخفي تحالفه الواضح والصريح وكل زملائه في لائحة التضامن الطرابلسي مع قوى 14 آذار، متمنيا أن تشكّل حكومة وحدة وطنية برئاسة النائب سعد الحريري وتضمّ جميع الأفرقاء، لأن الفراغ السياسي ليس من مصلحة الوطن واللبنانيين، مشددا على وجوب الاستفادة في الوقت الحالي من الدعم الدولي للسياسة اللبنانية الذي يخشى أن يزول مع اقتراب العديد من الاستحقاقات على صعيد المنطقة، آملا أن تتلاشى الاصطفافات السياسية حتى تتشكل لنا حكومة في المدى القريب لنبني دولة بكل ما للكلمة من معنى، دولة مؤسسات ترعى مواطنيها وتوفّر المقوّمات الفضلى للعيش الكريم، فالخلاف في السياسة مشروع ووارد لكن يتوجب علينا فصل الاقتصاد ولقمة العيش، وهي أولوية ملحة، عن هذا الخلاف.
ويأسف النائب فاضل لقيام الطبقة السياسية في لبنان بالتركيز على الشعارات الكبيرة، دون النظر الى الهموم المعيشية، لافتا الى أن هذه الشعارات الكبيرة تولد اصطفافات عميقة وتشنجات تترجم تلقائيا بهروب الاستثمارات، التي تؤدي بدورها الى فقدان فرص العمل والهاء الناس بالخطاب السياسي بدلا من حل المشاكل المزمنة.
ويؤكد النائب فاضل على التحالف المستمر بين نواب لائحة التضامن الطرابلسي بما يحقق مصلحة طرابلس وأهلها، لافتا الى تأسيس مركز مشترك للنواب يحمل اسم مركز التضامن الطرابلسي للانماء، بهدف توحيد الجهود ودعم المشاريع الإنمائية والاقتصادية للمدينة ومنطقة الميناء، وتفعيل تحالفنا الانتخابي وترجمته واقعا على الأرض من خلال أعمال مشتركة لتحسين الواقع العام في طرابلس وذلك في معزل عن الاختلاف في وجهات النظر السياسية، مؤكدا إيمانه بأن أي ملف لا بد له من بلوغ غايته، اذا ما توافر من يتبنّاه بعيدا من الغايات الشخصية.
ويخلص النائب روبير فاضل الى القول: «ان جميع اللبنانيين يتطلعون اليوم لأن يكون لهم دولة قويّة وقادرة، فهي الطريق الوحيد لحفظ الأمن والاستقرار، ولإدخال الثقة والاطمئنان الى نفوس المواطنين ما ينعكس ايجايا على الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد. وأنا أطمح خاصة الى تعزيز موقع طرابلس على الخارطة اللبنانية وتحقيق المشاريع والعمل لتنمية المدينة ورفع مستوى العيش فيها والحرص على استمرار فعالية الدور المسيحي فيها وفي لبنان عموما