×

الحادث وقع بين دوامين فأنقذت الصدفة أكثر من 150 عاملاً انهيار مصنع «فولدا»: نجاة لبناني ومقتل هندي ومصير الثالث مجهول

التصنيف: صور جوية

2010-06-25  05:42 ص  1688

 

 

غراسيا بيطار
«وقعت الفولدا». انتشر خبر انهيار مبنى «الشركة الصناعية فولدا ش. م. ل« بسرعة في قرابة السادسة من صباح أمس في فضاء المدينة الصناعية في زوق مصبح. المبنى الأزرق اللون، انشطر نصفين، فبقي قسم الإدارة والمحاسبة على حاله فيما انهار قسم المعدات، أي معمل الألومينيوم، فوق رؤوس ثلاثة من عماله، لبناني وهنديين اثنين. وفيما انتشل اللبناني حارث عبود حياً خلال النهار، انتشلت مساء جثة أحد العاملين الهنديين نرمال سينغ وفارا تاراجان فيما بقي مصير العامل الثاني مجهولاً مع استمرار البحث حتى ساعات متأخرة من الليل.
وكانت فرق من الشرطة القضائية والدفاع المدني والصليب الاحمر سارعت إلى مكان الحادث وبدأت بالبحث عن العمال الثلاثة بمعاونة الكلاب البوليسية. كما توجه خبراء من الدفاع المدني الفرنسي مجهزون بأجهزة متطورة إلى مكان الحادث وساعدوا في عمليات البحث.
وبينما لم تعرف أسباب انهيار المعمل، أصدرت الشركة التي تملك فرعا آخر لها في قطر سلسلة بيانات ذكرت في أحدها أن «الجزء المنهار من المبنى شيد عام 1982 وهو من المعدل الطبيعي لعمر الأبنية في المنطقة»، داعية إلى «الامتناع عن إطلاق التكهنات في انتظار نتائج التحقيق».
وشاءت الصدفة ان يقع الحادث خلال فترة التسليم والتسلم بين دوامين. ففرّ من تمكن من الفرار من الموظفين والعمال من الدوام الليلي، ولم يبق إلا حارث والعاملين الهنديين الذين كانوا يهمون أيضا بمغادرة المبنى لكن «جنون» الخراب سبقهم. «الحمد لله لم يحصل الانهيار عند السابعة والنصف مثلا حيث يكون المبنى ممتلئا بالعمال والموظفين، بالإضافة للعملاء الذين يقصدون المبنى لتخليص أوراق معينة ولدقائق معدودة»، قال أحد العمال.
ومع تقدم الوقت، طال انتظار الناس قرب الركام بينما قوى الدفاع المدني تبحث عن اشارات عن نجاة أي من الثلاثة حتى اخترق قرابة الواحدة من بعد الظهر صوت حارث عبود الانقاض حيث نادى عبود عناصر الدفاع المدني قائلاً: «أنا بخير وما أن أخرج يمكنني المساعدة في تحديد مكان العاملين الهنديين». هكذا خرج حيّا في تمام الرابعة والثلث عصراً فعلا التصفيق فرحاً.
«جنى 30 سنة عملا اختفى في لحظة» يقول أحد الصناعيين ممن توافدوا إلى المكان. قربه موظفة تقف مع عاملين يرتدون قمصانا تحمل شعار «فولدا»، تستغرب عمليات البحث «البطيء». غير أن أحد مسؤولي الدفاع المدني قال: «ليست المسألة سحر ساحر. إنها من العمليات الأشد لؤما في البحث جراء تراكم طبقات المبنى فوق بعضها البعض واشار إلى «أننا استخدمنا كاميرا الإنقاذ الحديثة التي تسلمناها منذ نحو ثلاثة أشهر فتمكنا من تحديد مواقع المفقودين الثلاثة، بالإضافة إلى مشاركة أربع ضباط فرنسيين في عمليات البحث بمساعدة معدات متطورة».
هنا تسمع «خربت بيوت العالم». «يا حرام ع الرزق والحمد لله ع السلامة» «آلات بملايين الدولارات راحت»... ينظر «أندو» إلى الرافعة التي تزيح ركام تلك المعدات والألواح «حجرا حجرا». المفقودان الهنديان رفيقاه وزميلاه في الشركة. «أنتظر أن أعرف شيئا عن رفيقيّ... أنا أعمل في لبنان منذ 26 سنة».
وكلف وزير الداخلية والبلديات زياد بارود الموجود خارج لبنان العميد بيار سالم تفقد المبنى المنهار والاشراف على عمليات الانقاذ والبحث عن المفقودين.
كما تفقد وزير الصناعة ابراهام دده يان الحادث والتقى رئيس مجلس ادارة الشركة رفيق ازرق ورئيس تجمع صناعيي كسروان نقولا ابي نصر، واطلع على اعمال الانقاذ معرباً عن تعاطفه مع اصحاب المعمل والعمال وعائلاتهم، متمنياً ان يتم انقاذ المحاصرين، شاكراً العناية الالهية التي تلطفت ونجّت لبنان من كارثة وطنية وانسانية كبيرة. ونوه بجهود عناصر الانقاذ من الدفاع المدني والصليب الاحمر والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين يعملون وفق اقصى امكاناتهم وطاقاتهم لانقاذ العمال المحاصرين. وقال: «نعلن تضامننا مع اصحاب المصنع ومع العمال وعائلاتهم ونحيي التضامن الحاصل ضمن العائلة الصناعية الذي ظهر ذلك جلياً من خلال تواجد الصناعيين في تجمع كسروان ووقوفهم الى جانب صاحب المعمل. من جهته استبعد رئيس بلدية ذوق مصبح شفيق ابو مرعي ان يكون هناك عمل ارهابي في الحادثة.
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا