سامر زعيتر: تكثر أماكن الترفيه والترويح عن النفس في مدينة صيدا، لكن يبقى البحر الملاذ للباحثين عن إطفاء لهيب حرارة الصيف لمختلف الطبقات الشعبية، بعدما استعاد هذا العام تسميته الأولى وهي <المسبح الشعبي>، التي أطلقته بلدية صيدا الحالية بعدما عرف خلال الفترة الماضية بأسم <مسبح مجاني للعموم>··
 

ويفتتح المسبح رسمياً غداً (الخميس) برعاية رئيس البلدية المهندس محمد السعودي تحت شعار <شطنا نظيف صيدا أحلى> وبالتعاون مع <وزارة الأشغال العامة والنقل> و<الشبكة الكشفية> في الجنوب، حيث تم تجهيز المسبح بخيم من القش لتحمي الرواد من حرارة الشمس، وتأمين رجال الإنقاذ والمراقبة وتلزيم الخدمات الى استراحتين تقدمان كافة المشروبات والنرجيلة بأسعار رمزية وتأمين الكراسي والطاولات، فضلاً عن مياه الإستحمام والحمامات··

ورغم المخاوف من التلوث البحري، ووجود مشكلة جبل النفايات بالقرب من مياه البحر الصيداوي، لكن البدء بمعالجة مشكلة مياه الصرف الصحي التي تصب مباشرة على الشاطئ، وعدم انهيار المكب هذا العام، جعل البحر نظيفاً وشجع الأهالي على ارتياد الشاطئ الصيداوي، ليستمتع الأهالي بالسباحة في المياه والإستلقاء على الرمل والتعرض لأشعة الشمس المفيدة، فيما الألعاب المتنوعة تحلو صبح مساء، لتترافق مع سهرات الأهل والأصدقاء حتى الثانية والنصف ليلاً··

<لـواء صيدا والجنوب> التقى رئيس البلدية المهندس محمد السعودي وقصد الشاطئ الصيداوي وعاد بهذه الإنطباعات··

السعودي رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، أكد على <أهمية البحر و<المسبح الشعبي>، فإذا ما ذكر الصيف يجب أن يذكر البحر أو الجبل، وبما أن صيدا تقع على الساحل، فإن مسؤوليتنا تأمين مكان أمن ونظيف للمواطنين، كي يكون لديهم متنفساً تتوافر فيه عناصر الآمان من المنقذين والإهتمام بنظافة الشاطئ، الى مراقبة توافر الشروط الصحية والأسعار للمشروبات التي تقدم، لأن هدف ادارة الشاطئ تقديم الخدمات والسهر على راحة الرواد، لذلك تم تأمين رعاة لهذه العملية، كي تأتي الخدمات بالشكل الأفضل>· وقال: إن معالجة المشاكل البيئية وخصوصاً مصبات المجاري على البحر والتلوث البحري، لن يكون في غمضة عين، ولكن بدأنا عملية تحويل مجاري القملة عن الشاطئ، وفترة الإنجاز سوف تكون خلال أسابيع فقط، وقد بدأنا الخطوات العملية لذلك·· كما درسنا ملفاً لشراء معدات حديثة لتنظيف الشاطئ، ولكن هذه المعدات لا يمكن شراؤها مباشرة، بل تحتاج الى وقت لطلبها، رغم أنني جهزت منحة لشرائها غير أننا لم نجد شيئاً متوافراً، ولكن إن شاء الله في الموسم المقبل سنعمد الى شراء مثل هذه المعدات·

ودعا السعودي <الأهالي الى الحفاظ على نظافة الشاطئ واعتباره بمثابة منزل لهم وابقائه نظيفاً، وهناك فرق من البلدية، سواء الشرطة البلدية أو الإطفاء وعمال النظافة وذلك بالتعاون مع الفرق الكشفية، حيث نعمل على الحفاظ على نظافة الشاطئ، ومعروف أن شاطئ القملة في صيدا كان من أجمل الشواطئ اللبنانية، كونه شاطئ رملي وليس صخري، وتم اقتطاع جزء منه للكورنيش وسحب بعض الرمال خلال فترة الأحداث الأليمة، ولكن نسعى للحفاظ على الجزء المتبقي منه والحفاظ على نظافة الشاطئ والبيئة في صيدا>·

قدورة المشرف العام على ادارة المسبح مهيب قدورة (كشاف الفاروق)، شدد على <أهمية التعاون في ادارة <المسبح الشعبي> الذي تقوم الشبكة الكشفية بإدارته تحت اشراف البلدية و<وزارة الأشغال العامة والنقل> لتأمين الراحة لرواد الشاطئ>·

وقال: تتضافر جهود كافة المعنيين مع أصحاب المقاهي، التي تم تحديد اسعار خدماتها لتكون شعبية، واستحداث نوعية جديدة من القش تستخدم كمظلات تحمي الرواد من أشعة الشمس، فيما تعمل فرق البلدية على تنظيف الشاطئ يومياً، عبر فريق عمل متواجد بشكل مستمر، فضلاً عن دور الفرق الكشفية في تنظيف الشاطئ اضافة الى التأكيد على التزام الرواد بلائحة التعليمات التي تمنع ادخال كل ما من شأنه تلويث البحر··

واعتبر قدورة <أن كل ذلك شجع الأهالي على ارتياد الشاطئ حتى قبل الإفتتاح الرسمي له، وخصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، لأنه معروف أن المسبح الشعبي هو المتنفس لمدينة صيدا، ونحن نسهر على تأمين راحة الرواد وتقديم كل مساعدة لمنع حالات الغرق، وكذلك تقديم الإرشادات المناسبة>··

تأمين راحة الرواد أحد المشرفين على المسبح محمد جعيد (كشاف المستقبل)، أوضح <أن هناك تعاوناً بين الهيئة الكشفية في صيدا للمحافظة على نظافة المسبح، لأن دور الكشاف الحفاظ على البيئة ومساعدة الأخرين، فضلاً عن القيام بإسعاف أي غريق وانقاذه>·

وقال: تم وضع طابات موصولة بخيوط لتحديد أماكن السباحة وعدم تجاوزها، كي تساعد على منع الغرق، فيما فريق المنقذين يتواجد بشكل مستمر على الشاطئ، ونلاحظ أن تجاوب الرواد معنا ملفت للنظر، وهناك توعية على النظافة والمحافظة على الآداب العامة، وسوف يكون هناك لباس موحد للعاملين·

وأشار جعيد الى <أن المسبح يقدم خدمات لرواده من خلال وجود مقهيين، تم تحديد اسعارهما من قبل البلدية، وهي أسعار شعبية تناسب الجميع، كما تم تجهيز المسبح بمظلات من القش منعاً لتعرض الرواد لأشعة الشمس المحرقة، وذلك دون أي مقابل، فيما أسعار الكراسي والطاولات هي رمزية وكذلك المشروبات والنرجيلة، وهي تناسب أوضاع العائلات جميعاً· كما أننا نراقب عملهم كي لا يتم تجاوز الأسعار المحددة من قبل البلدية· والدوام من الساعة التاسعة صباحاً حتى السابعة مساءً للسباحة، فيما تبقى المقاهي تستقبل الرواد حتى الثانية والنصف ليلاً·

بدوره المراقب كريم زيدان قال: نسهر على تأمين النظافة ومنع حدوث أي اشكال، ودخول الممنوعات كالبطيخ والشمام والبزورات والغاز الذي قد يؤدي الى حرائق، والحفاظ على الآداب العامة وتوعية الناس، رغم أن هناك وعياً من قبل الرواد على الحفاظ على البيئة والآداب العامة، لكن مهمتنا تأتي مكملة لمهمة المنقذين في حفظ الأمن والنظافة·

صاحب أحد المقاهي محمد عز الدين قال: نلاحظ رغم أن الإفتتاح الرسمي لم يتم، لكن هناك اقبال من قبل الأهالي، ولا بد من التنويه بجهود الشباب في الكشاف الذين يقدمون لنا كل المساعدة والدعم والسهر على راحة الأهالي، ونحن نقدم الخدمات وفق تسعيرة البلدية، حيث تقدم النرجيلة بسعر 4 آلاف ليرة والمشروبات الغازية بألف ليرة، أما المشروبات الساخنة فبسعر ألفين ليرة، وطبعاً هذه الأسعار الشعبية هي التي المعتمدة في مقاهي صيدا· وسنستمر بالتواجد على الشاطئ طيلة موسم الصيف حتى نهاية شهر رمضان المبارك، لأن الناس تأتي في المساء أيضاً··

··· ورواد الشاطئ عبد الحليم هويله قال: كل عام أقصد المسبح الشعبي، ونلاحظ هذا العام أن هناك اهتماماً كبيراً بنظافة الشاطئ، والخدمات التي تقدم هي جيدة وكذلك الأسعار، والبحر أيضاً لا نجد فيه أي تلوث، ونشعر بأن أولادنا وأحفادنا بأمان، وكذلك أولاد جميع قاصدي الشاطئ والحمد لله·

أما عماد النمر، فقال: دائماً نقصد المسبح الشعبي، وأنا دائماً أقصده من منطقة البقاع، لأنه يتميز بكونه مسبح عائلي بإمتياز ويخلو من النفور وتجاوز الآداب العامة، فنشعر أننا وسط أهلنا، وكل انسان يأتي مع عائلته بهدف الإستمتاع ببرودة المياه والجلوس مع الأهل، فالمسبح يراعي الضوابط الأخلاقية، وكذلك لا غنى عن النرجيلة التي هي أمر أساسي، وتناولها عند الشاطى أمر جيد كون الأسعار رمزية مقارنة ببقية المناطق، فضلاً عن الحماية من أشعة الشمس الضارة عبر خيم القش، ومياه الإستحمام مؤمنة عبر مضخات مياه جيدة، لذلك نرتاد هذا المسبح الشعبي الذي يؤمن الجو العائلي··

بدوره محيي الدين نصار قال: لا نجد لنا متنفساً سوى الشاطئ الشعبي في صيدا، رغم وجود النهر لكننا نفضل البحر، لأن السباحة هي خلقت للبحر، فمعروف أن المياه تكون باردة في النهار مما يجعلنا نهرب من حرارة الصيف الى برودة المياه وهواء البحر··

أما أحمد البابا، فقال: إذا وجد البحر فلا معنى للنهر، ولكن إذا كان أحد بيته بعيد وبقربه النهر يمكن أن يقصده، لكن البحر هو الأساس وهو يعطي الصحة عبر السباحة التي تقوي عضلات الجسم، وهو جيد لكل شيء وهذا العام نرى أن مياه البحر أكثر من رائعة، حيث نرى المياه نظيفة جداً··

بدوره نزيه البابا قال: نحن من رواد البحر صيفاً شتاءً، فلا نتوقف عن مزاولة السباحة كونها تدخل السعادة على القلب، وخصوصاً في فصل الصيف حيث صوت الموج يريح الأعصاب، كما أن كل الخدمات مؤمنة، فنشكر البلدية التي تقدم هذه الخدمات·

أما الحاج يوسف العربي، فقال: نرتاد البحر حتى في عز الشتاء، ولكن طبعاً للصيف طبيعته الخاصة، ولا غنى لنا عن البحر وشاطئ صيدا الشعبي، وذلك يعطينا الصحة لأن البحر يعالج كل الأمراض، والمسبح الشعبي لنا نحن أبناء البلد، فشكراً للبلدية على دورها، لأننا سعداء ببحرنا والشاطئ الصيداوي··