×

أبو عبد اللينو يكشف عبر "البناء" عن خيارات بديلة إذا فشلت المفاوضات

التصنيف: سياسة

2009-10-02  05:53 م  4148

 

حاوره جمال الغربي ، فراس الشوفي ، خديجة مغنية

تصوير فؤاد السيد
سطع نجم "اللينو" في سماء مخيم عين الحلوة بعدما خاض العديد من الإشتباكات مع القوى الأصولية في المخيم. هو محمود عبد الحميد العيسى، القائد العسكري العام لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صيدا، انتمى إلى الحركة من خلال مخيم للأشبال تحت إشراف الشهيدين غيفارا غزة وغيفارا موعد في العام 1979 في عين الحلوة. ومن ثم تدرج في معسكرات آخرى في منطقة أبو الأسود وغيرها.
وفي العام 1982 إبان الإجتياح "الإسرائيلي" لجنوب لبنان، ولم يكن "اللينو" قد بلغ الرابعة عشرة من عمره، شارك في العديد من عمليات تهريب السلاح للمقاومين إلى جانب عدد من مجايليه.
وارتبط لقب "اللينو" كما كان يلقب معظم المنتمين إلى الفصائل الفلسطينية في تلك الحقبة استشهاد زميل له في مخيم شاتيلا يدعى محمود أبو خليل كان يحمل لقب "اللينو".
وكان لأبو العبد الإسم المحبب على قلب الملازم "اللينو" دور كبير في أحداث شرق صيدا، والتي دارت رحاها بين القوى الوطنية اللبنانة والمقاومة الفلسطينية من جهة والقوات اللبنانية والقوى المتعاملة مع العدو "الإسرائيلي".
ومع إتفاق الطائف وإعادة انتشار الجيش اللبناني، أصبح نشاط "اللينو" محصوراً داخل المخيم، واستلم في حينه مسؤولية عسكرية في منطقة البركسات. كانت تلك المرحلة هي البداية لبزوغ إسمه كقائد عسكري بعدما تصدى لمحاولات عديدة من قبل بعض القوى حاولت فرض سيطرتها على المخيم وإضفاء الطابع الأصولي عليه. وأضحى في وقت لاحق المطلوب رقم "1" عند تلك الجماعات بعدما أرخت عمليات التسليم بظلالها على عدد من المطلوبيين للقضاء اللبناني.
أبو العبد، أب لثلاثة أولاد هم: ياسر، مايا، لينا، وسيطلق إسم ليث على المولود الرابع الذي ينتظره بفارغ الصبر بعد شهر.
 
 
·     بداية، كان لا بدّ من الحديث عن المؤتمر السادس لحركة فتح، وبالتحديد ما نقل في الإعلام عن تغييرات داخل قيادة الحركة في لبنان، وعودة اللواء سلطان أبو العينين والسفير عباس زكي إلى فلسطين، وما دار من لغط حول هذا الموضوع، يجيب اللينو:
"هناك العديد من اللغط والإشاعات، أو بالأحرى رغبات، فيما يتعلق بعزل شخص وتعيين آخر، وقد كنت ضمن من كتب عنهم في هذا السياق، إلا أن هذا الكلام لا يتخطى كلام الصحف. فأنا أقول رأيي الشخصي في أي أمر، إلاّ أننا حركة لها مركزيتها وإن كان لدينا ديموقراطية مطلقة، وعند صدور أي قرار، فأمامنا خياران، إمّا الإلتزام أو الإستقالة وحتى الآن، لم يصدر أي قرار رسمي. وأنا شخصيّاً أتوقع صدور القرار الرسمي بين 7 و11 من الشهر الجاري".
·     هناك عدم رضى عن المقررات التي صدرت عن مؤتمر فتح.
"رأيي يختلف عن رأي بعض الإخوان، وبالنسبة لموضوع الكفاح المسلح وحول ما قيل عن ضرورة تفعيله، والإخوان كانوا واضحين فيما يتعلق بموضوع المقاومة، ولكن "طعموه" ضمن الشرائع التي أقرتها الأمم المتحدة كحق مشروع للشعب بالمقاومة وبشتى الوسائل. وأنا شخصياً مع المقاومة، وفتح وحدها لديها 8000 أسير فيما يقارب باقي الفصائل 4000 أسير. إنما لا يخلو الأمر من الإحراجات التي تحدث في المفاوضات. و"الإسرائيلي" دائماً يضغط بهذا المنحى، فهو لا يتوانى عن استخدام أي أمر. ومؤخراً جمع لعباس زكي كل تصريحاته على مدار مؤتمراته ليثبت انها تدعم المقاومة ويعتبرها ذريعة لتأخير أي نوع من المفاوضات. وأنا أجدد قولي أنا مع المقاومة وبخاصة السرية منها، والتي تمرر الوسائل وتعطي نتائج إيجابية".
عين الحلوة والحركات الأصوليّة
·     أبو العبد، هناك اتهامات تصاغ ضدّك حول مجموعة من الاغتيالات والتصفيات داخل عين الحلوة، ما هو ردّك؟
"يحدث لغط ما عندما يخرج أحد من الإخوان ويرى أن أسلوبي خاطئ أو يراني مجرماً، أو أنني عالجت الخطأ بخطأ أكبر. وبعض الإخوان عندما وصلنا من شرق صيدا إلى المخيمات وتحديداً بعد اتفاق أوسلو، ضعفت هيبة الحركة، وتحديداً عام 1993 بسبب الضغط الذي تعرّضنا له في مخيّمات الشتات بعد اتفاقات السلام. هنا بدأت الحركات الراديكالية المتطرفة بالنمو، وكنت حينها مسؤول العمليات في شرق صيدا وأصغر ضابط في القوات العسكرية، واستلمت منطقة تسمى بالبركسات، وكان باقي المخيم يقع تحت سيطرة قوى التحالف الفلسطيني، فأقدمت الحركات المتطرّفة تحت ذريعة الفتاوى الدينيّة، باغتيال العديد من إخواننا بطريقة ممنهجة وتحت حجج واهية لا تمت إلى الدين بصلة. وقد حاول إخواننا إجراء العديد من اللقاءات لمعرفة ما هي أوجه الاختلاف، إلا أنهم لم يتعاملوا بشكل إيجابي مع لغة الحوار.
نصحت إخواني بتغيير التعاطي، فلم يستجيبوا، ومع بداية العام 93، تصاعدت حركة الاغتيالات والقتل بشكل يومي وطالت جميع فئات المجتمع من نساء ورجال وشباب بطريقة ممنهجة، فاضطررنا لتغيير الأسلوب واعتماد العمل الأمني، والذي أتى ثماره بدءاً من قائد أحد التنظيمات، حتى العديد من الكوادر.
بعدها، أتيت إلى المخيم بعد أن كانت مكاتبنا في منطقة البركسات، فكان أن تعرضت أنا ومرافقي لتحرشات عديدة ومحاولات قتل بحجة أنني ملحد وقاتل. واتهموني بأني قاتل المسلمين، فكان أن اتخذت قراراً بتصفية كل من قام بقتل الناس والتعدي عليهم ظلماً تحت راية الدين. وأنا شخصياً لست نادماً على أي قرار كنت قد اتخذته بتصفية أحد، وإن عادت بي الأيام وأعاد هؤلاء الكرّة بالإعتداء على الناس، فسوف أتخذ القرار نفسه، لأنني لا أتخذ أي قرار إلا بعد التيقن من صحة المعلومات الموجودة، وكثيراً ما كانت تصلني معلومات غير دقيقة ولم نتخذ أي قرارات بحق أصحابها.
بعد فترة، برز تنظيم جند الشام، وكانوا أشد خطراً من عصبة النور، فانتشرت العبوات بشكل مخيف داخل المخيم ولم تستثن أحداً فكانت تستهدف محلات "البليار" والكومبيوتر و"البليستيشن"، حتى أصبح الحديث عن العبوات أشبه بنكات.
حاولنا لقاء أميرهم لاستيضاح أسباب هذا العمل، إلا أنه لم يكن لديهم حجج مقنعة واستمروا في وضع عبوات بمعدل عبوتين كل يوم. إلى أن حصل شجار بين أحد مرافقييّ واسمه أنيس واثنين من التنظيم، فكمنوا له لاحقاً وقاموا بتصفيته وهو جريح، وأنيس كان مقصوداً لأنّه مرافقي الشخصي، إلا أن حقه تم أخذه سريعاً وبعد ساعتين من استشهاده، فهاجمنا مكاتب جند الشام وصادرنا سلاحهم وعبواتهم".
·     من أين أتوا بالعبوات؟
"العبوات صنع محلّي، إلاّ أنّ مادة الـ "ت.ن.ت" كانت تحضر من خارج المخيّم".
·     من كان يدعمهم؟ هل من الممكن أن تكون هناك جهات لبنانية سهّلت عملهم؟
"أنا لا أستطيع تأكيد او نفي ذلك، إلاّ أنّ الاحتمال الأكبر أن يكون الموساد "الإسرائيلي" هو وراء ذلك أو CIA أو اي جهاز مخابراتي عالمي له مصلحة بتحويل المخيم إلى بؤرة أمنية خصوصاً في وضع كان المخيم خلاله يفتقد إلى الاستقرار الأمني".
·     بعد اغتيال الرئيس الحريري، تردّد كلام عن ضرورة وجود أو إنشاء جيش للسنّة في ظل الحديث عن وجود جيش للشيعة في إشارة إلى المقاومة، وانتشر كلام حول جنود الشام وجنود الست، هل هناك أي معلومات؟
"هذا الموضوع تدور رحاه في منطقة التعمير، وأذكر أنّ كلاماً نقل حول هذه المسألة، ونحن ليس لدينا أي إثباتات ملموسة عليه. لدينا إثباتات أنه تم دفع أموال للجان الشعبية والقوى الإسلامية وسلمت البعض من جند الشام ممن كانت منازلهم ضمن التعمير بدل بيوتهم، بناء على طلب سكان التعمير الذين رفضوا وجود هؤلاء بينهم وما حدث هو تعويض وهذا ما هو مؤكد".
أمن المخيّمات والتنسيق مع الجيش
·     الآن هناك جهات سياسية تحاول تحويل النظر باتجاه المخيمات كبرج الشمالي وغيره، ويدور الحديث عن أن تنظيم فتح الإسلام يمارس نشاطه بشكل كبير داخل المخيم وأن عددهم يناهز الـ 400 مسلّح، هل أنتم مرتاحون لوضع المخيم في ظل ما يحكى عن التوطين والقمة الثلاثية؟
 
"أنا أعتبر أن مخيم نهر البارد كان درساً للجميع تتحمل مسؤوليته الفصائل الفلسطينية كافة والدولة اللبنانية بكل أجهزتها الأمنية. وتجربة البارد جعلت التنسيق بيننا وبين الجيش أكثر فعالية وبشكل دائم ويومي مع الجيش والمخابرات اللبنانية. فأي معلومة تخرج من عندنا تتم متابعتها وكذلك الحال إن وصلتنا معلومة من الجيش، فنحن على تواصل دائم تم عبره القبض على العديد من الأصوليين، وبعضهم هرب منذ مدّة قصيرة نحو صوفيا عاصمة بلغاريا، بسبب الضغط الأمني عليهم كونهم مطلوبين لجهتنا وكذلك للجيش اللبناني، وكان هؤلاء في منطقة حرة نسبيّاً وهي التعمير، أو ما يعرف بالطوارئ، والتي تركت موقتاً ضمن اتفاق ضمني مع الجيش وقد أنهينا بحثه. وعندما شعرت هذه العناصر بخطورة الوضع، هربوا ولم يتجاوز عددهم أصابع اليد، ليس كما ذكر في الإعلام عن أعداد فاقت المئة. ولا وجود للغرباء اليوم في المخيم وقد هرب جزائريان هما الأخيران هذا الشهر".
ونحن عقدنا وثيقة تفاهم مع الفصائل الفلسطينية والإسلامية أو ما يعرف بوثيقة الشرف، والآن نحن بصدد تشكيل قوة أمنية مشتركة من الفصائل كافة، أساسها أن يحكمها التفاهم ولا سيطرة جهة على أخرى، وأنا من طرحها. وأقول نحن مستعدون لتقديم خيرة شبابنا وضباطنا الملتزمين ذوي السمعة الطيبة ممن هم مخولون قيادة هذه القوة الأمنية تحت سيطرة كل الفصائل لأنني مؤمن بعدم الغاء أي طرف والحوار سيد الوثيقة التي وقعناها. فكل من لديه أفكار نحاول مناقشته فيها. ولكن أشدد أنه لا يحق لأحد الاعتداء على الأمن لأنه خط أحمر وهو للجميع. أما على صعيد حرية الأفكار فالساحة مفتوحة للجميع باختلاف أفكارهم وانتماءاتهم".
·     سنسلم أن هذه القوة تشكلت، أليس من المفترض أن يكون لها مرجعية سياسية موحدة، وحتى الآن نلاحظ أن القوى الفلسطينية لم تتفق على مرجعية واحدة.
"هنا في المخيم تحديداً لدينا مرجعية وتتمثل بلجنة المتابعة وتمثل كل الفصائل".
·     هل تملك لجنة المتابعة دوراً فعالاً أو نافذاً؟
"إلى حد ما نعم، لها دور، ونحن نعمل ونطالب بتفعيلها بشكل جيد وأن "نسلم" لقراراتها. علماً أن البعض طلب مني فرض قوة معينة باعتبار أنني الأقوى إلا أنني رفضت هذا لأنه يتنافى مع قناعاتي لأن التفاهم يبقى الأقوى. وأنا مع استئصال أي جهة تحاول الخروج عن التفاهم بالقوة لأن أمن المخيمات أي مخيم في لبنان هو أمن للجميع، فكيف بعين الحلوة وهو عاصمة الشتات في العالم. ولا أخفي أنني كنت أجهد بمحاولة الحفاظ على أمن واستقرار المخيم قبل وثيقة التفاهم، والتي أتت لتوثق ما نقوم به على الأرض وتؤكده. فأنا حتى في الأحداث التي جرت في غزة، لم أسمح لأحد بالاقتراب من حركة حماس ومكاتبها بل ساعدت بتأمين حماية لحماس، وكذلك هو أسلوبي مع الفصائل المتبقية كافة ولا حماس وحدها. أنا أرفض الاعتداء على الأمن لأنه من المسلمات وأرفض القتل. ومن هنا نبع خلافنا مع التنظيمات المتطرفة (فتح الاسلام، عصبة النور، جند الشام، فرسان الإسلام...)".
"كما قد تردنا بعض المعلومات أن هناك جهات معينة تحاول الاعتداء على الأمن أو "اليونيفيل" أو الجيش، وفي أكثر من لقاء في المخيم، تكون الجهات المعنية حاضرة، وأنا كنت واضحاً وصريحاً أنّه إن تبين ضلوع أي جهة في المخيم في هذه الأحداث سوف يتم اعتقال المعنيين وتسليمهم للجيش اللبناني".
·     أبو محمد عوض، هل هو داخل المخيم أم خارجه، وما سر هذه "الهمروجة" الإعلامية التي رافقته؟
"أعتقد أنّ "الهمروجة" مقصودة، لتأكيد مقولة أن المخيمات هي بؤرة أمنية وتضخيم الحدث، وهي أشبه بمعزوفة التوطين التي يتم الحديث عنها اليوم. وما أطالب به هو الابتعاد عن السجال اليومي، وحتى لا تصبح هذه العناوين حجة لتضييق الخناق على الفلسطينيين وإيصالنا للتهجير دفاعاً عن اللا توطين. وموضوع عوض أخذ أكثر من حجمه لارتباطه بفتح الاسلام، وبخاصة بعد تصريحات القاعدة أن فتح الاسلام حالة وجزء لا يتجزأ منها، وكان لدينا معلومات بانه داخل المخيم واليوم لا معلومات بذلك، وأقاربه يقولون بانه خارج البلاد، إضافة إلى وجود معلومات بأنه في منطقة التعمير إلا أنها غير مؤكدة، فليس لدينا صدى معلومات ولا صور، ونحن إن توفرت لدينا اي معلومات سنتحرك بالتأكيد وستكون لنا إجراءات مختلفة، علماً أن هذه المنطقة خارج المخيم ولا سلطة لنا عليها.
·     هل هناك نوع من التنسيق بينكم وبين القوى الإسلامية والجيش لإيجاد مخرج للأزمة عبر التغاضي عن خروج بعض عناصر هذه الحركات خارج المخيم وهذا ما يشاع إعلامياً؟
"هناك تفاهم حقيقي بيننا وبين القوى كافة. إذا كان هناك أحد مطلوب بعملية أمنية أو قتل لأي جهة أمنية لبنانيّة، فيجب أن يتم تسليمه، والمخيم اليوم أصبح بعيداً عن الشبهات ولم يعد ملاذاً للقتلة أو غيرهم من المطلوبين وما إن نجدهم سيتم اعتقالهم وتسليمهم".
·     ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين عصبة الأنصار؟
"التفاهم هو سيد الموقف بيننا اليوم، ويزورونني في أي مناسبة. ولا نسمح لأي طرف بتجاوز الخطوط المرسومة. وأؤكد أن لا وجود للقاعدة في المخيم وإنما هناك بعض المتعاطفين معها وتتجلى كحد أقصى في تعليق صورة لبن لادن.
كما أن ورقة التفاهم خففت من هموم الناس وهواجسهم الأمنية، وبخاصة تخفيفنا من الظهور المسلح في أرجاء المخيم ومداخله واستعضنا عنه بالكاميرات التي وزعت في كل زاوية في المخيم ليكون لدينا الدليل بالصوت والصورة. ويبلغ عدد الكاميرات ما يقارب الـ 50 كاميرا لا تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي، وأؤكد لكم أنه بعد هذه الإجراءات أصبح الأمن مطلباً للناس وأصبحوا هم من يلجأون إلينا لمساعدتنا في حال ملاحظة أي أمر غريب، ما وفر حاضنة أمنية أكبر من أي قوة قد تشكلها الفصائل".
العودة إلى المقاومة
·     بالعودة إلى موضوع مؤتمر فتح والمقاومة بالتحديد، كيف ومتى ستعودون إلى عمل المقاومة الحقيقي؟
"في موضوع السلام، أنا لست مقتنعاً أبداً أن اليهود قد يعطونا أي شيء من حقوقنا، وهذا شيء جلي والتجارب أثبتت ذلك. بداية كنا من المتفائلين أن الأميركيين وبعد تصريحات أوباما سيضغطون على اليهود، إلا أن ما فوجئنا به هو مزيد من التعنت والاستيطان والاضطهاد.
ونحن نتحرك تبعاً للتغيرات، إلا أنه هناك ثوابت لا يمكننا الحياد عنها (القدس، الحدود، اللاجئين، المياه...) وإن لم تتحقق هذه الثوابت فليس هناك من سلام، ولا أخفي أن الأمل في السلام يضعف يوماً بعد يوم، ونحن لدينا عدّة خيارات.
"كل شيء في وقته، مثلاً إن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود، عندها لا بد من خيارات أخرى وبالطبع الكفاح المسلح، وهناك أساليب وطرق متعددة ولا غنى عن العمليات النوعية، وأنا ضد أن يستشهد الإنسان لمجرد أن تعلق صورته بل لأهداف ذات رسالة، فبالنسبة لي عملية نوعية داخل الـ 48 أفضل من 1000 عملية في أماكن متفرقة. وأعتقد أن حماس خسرت كثيراً من قاعدتها الشعبية لأنها مالت نحو الكرسي أي المناصب السياسية، وهذا ما وعيناه الآن نحن كحركة فتح، وبخاصة بعد المؤتمر السادس أصبح هناك فصل بين السلطة وحركة المقاومة، فاللجنة المركزية هي من يتفرغ لفتح وعملها واستنهاض التنظيم، أما السلطة فهي في المنحى الآخر ويحظر على أي فرد في اللجنة المركزية أو فتح أن يتدخل في السلطة ودورها، واعتبر المؤتمر السادس هو بمثابة انطلاقة جديدة وثابتة بالنسبة لفتح بعد انطلاقة الـ 65".
·     هل شاركت في المؤتمر؟
"تعذر حضوري لأنني تحملت مسؤولية الأمن بالوكالة، إضافة إلى أن جواز سفري لم يكن منجزاً، وبحكم أن فترة الغياب ستكون طويلة تقارب الشهر، غلبت الضرورات الأمنية على الحضور.
هناك اجتماعات متتالية للجنة المركزية يومي الجمعة والسبت من هذا الاسبوع لتعيين قيادة جديدة وتوزيع مهام ولا يوجد حتى الآن أي قرار، وهناك تغيرات شاملة على الساحة اللبنانية على مستوى حركة فتح. وتحدث عباس زكي أن القوى الفلسطينية بصدد تشكيل لواء العودة في لبنان ووجوده سيكون داخل المخيمات لضبط أمنها بالتنسيق مع الجيش اللبناني بشكل تام ويكون خاضعاً لسقف القانون اللبناني. ولكن بعض الأمور عند الإخوان اللبنانيين لم تتبلور بعد، والتجاذبات السياسية بين الأفرقاء السياسيين في لبنان بين قوى 8 و14 آذار حالت دون ترجمة عمليّة لهذا الموضوع.
وأؤكد على أن السلاح الفلسطيني ضمانة لنا كلاجئين وورقة قوية لضمان عودتنا إلى فلسطين، وهذا يجب الحفاظ عليه وأن يكون منضبطاً، وهو ضمن الاستراتيجية الدفاعية عن لبنان، لأنه إذا حصل اعتداء على لبنان فهذا السلاح سيكون في خدمة المقاومة، ونحن على علاقة ممتازة مع المقاومة وعلى وجه التحديد حزب الله ونتواصل معهم بشكل دائم ومستمر، وأبلغناهم بأن أي مساعدة يطلبونها نحن على أتم الاستعداد لتلبيتها. وهذا السلاح هو سلاح مقاومة".
·     وعن اتهامكم كحركة فتح بأنكم على علاقة مميزة مع بعض القوى السياسية وتحديداً "تيار المستقبل"؟
"سبق وأكدنا أننا على مسافة واحدة من الجميع، وما حصل من أحداث وخاصة أحداث السابع من ايار تثبت هذا الكلام، ولم نتدخل لمصلحة أي طرف، وفي الوقت نفسه نحن بحاجة إلى الجهتين لكي يدعموا قضيتنا العادلة".
نهر البارد
·     أين أصبح إعمار البارد؟
"موضوع البارد لا بد من حله، والأخوة المكلفون إدارة الملف وعلى رأسهم الأخ مروان عبد العال واللجنة التي تعاونه، تقوم باتصالات لمعالجته. هناك إشكالية بموضوع الآثار التي ظهرت تحت المخيّم، ونحن متفائلون في حل هذه المسألة، وعلمنا أن هناك مخرجاً قانونياً لها، ونحن مع أي مخرج لعودة الناس إلى المخيّم. وأظن أن الأيام القادمة ستحمل حلحلة لهذا الموضوع. وهناك عتب على بعض القوى السياسية الحليفة التي تناصر الشعب الفلسطيني، حيث كان في السابق يرتفع صوتها للمطالبة بإعادة إعمار البارد والآن ليس هناك أي أصوات، ونشكر سماحة السيّد حسن نصرالله على ندائه الاخير وقد وصلتنا رسالته، ونطلب منه ومن القوى التي تحمل همّ فلسطين المزيد من الضغط".
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا