×

بوليفار الرئيس رفيق الحريري <الكورنيش البحري> في صيدا يكتظ بالمتنزهين

التصنيف: Old Archive

2010-07-14  08:59 ص  3407

 

ثريا حسن زعيتر: يعتبر <بوليفار الرئيس رفيق الحريري> (الكورنيش البحري) في مدينة صيدا·· رئة المدينة المفتوحة على البحر والشاطىء الرملي، وهو الى جانب <نهر الأولي>، <المسبح الشعبي> و<الزيرة>، يعتبر المتنفس للعائلات صيفاً وأحياناً في الشتاء، وخاصة الفقيرة منها، ومن ذوي الدخل المحدود والطبقات الشعبية، في ظل عدم وجود حديقة عامة·· ويقصده فضلاً عن أبناء المدينة ومنطقتها شرقاً وجنوباً ومخيماتها الفلسطينية، الكثير من أبناء باقي المناطق اللبنانية··

وتختلف أسباب وفود المواطنين اليه، فالبعض منهم يهربون إليه من التقنين القاسي للتيار الكهربائي مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة وخاصة في الليل··

والبعض الآخر من بقية المناطق، بهدف تمضية سهرة جديدة بعيداً عن الروتين اليومي في حياتهم··

والبعض الثالث، يجد فيه منتزه مفتوح، لرخص أسعاره مع إرتفاع أسعار المطاعم والمقاهي الأخرى··

فيما يتفق الجميع، على أنهم يمضون ساعات جميلة بين أحضان الطبيعة والبحر والشاطىء الرملي، بعيداً عن هموم الحياة وضغط العمل والمشاكل الإقتصادية والمادية··

<لــواء صيدا والجنوب> قصد بوليفار الرئيس رفيق الحريري (الكورنيش البحري) في المدينة، وعاش ساعات مع رواده الذين كانوا يتنافسون الهواء العليل، وينفثون بدلاً منه هموم حياتهم اليومية··

يمتد الكورنيش البحري من مدخل صيدا شمالاً لجهة جسر الأولي قرب <مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الرياضية> - الملعب البلدي، وصولاً الى منطقة <بدر -الدكرمان> جنوباً قبل مكب النفايات، وهو ينقسم الى جزءين، يطلق الصيداويون عليه إسم الكورنيش القديم والجديد··

ويمتد الأول من الملعب البلدي مروراً بـ <دار المعلمين> سابقاً الى <المسبح الشعبي> وصولاً الى منطقة <القملة> بمحاذاة <مسجد الزعتري> وصولاً الى إستراحة صيدا السياحية·· فيما الثاني يمتد من المرفأ مروراً بالمنطقة التي تقابل <ثانوية المقاصد> و<المسجد العمري الكبير> وصولاً الى منطقة <بدر>·· ويفصل بينهما المنطقة الأجمل في المدينة بدءاً من قلعة صيدا البحرية مروراً بميناء الصيادين، وصولاً الى المرفأ، وهي المنطقة الأكثر ازدحاماً بالمواطنين الذين يقصدون المقاهي الشعبية التي تجاور <خان الافرنج> و<مسجد البحر> ومداخل الأسواق الشعبية والمطاعم الراقية··

أسعار·· وآراء عند الكورنيش يسرح نظر قاصده بإتجاه منظر غروب الشمس و<الزيرة> والبواخر الصغيرة التي تضيء أنوارها بإنتظار دخول حرم المرفأ نهاراً، فيما ما تزال البواخر الكبيرة محرومة من دخوله نظراً لعدم تطوير المرفأ واعادة تأهيله - على الرغم من مشروع تطويره الذي تقدم به رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، وما زال المشروع ينتظر القرار ليبصر النور·· فضلاً عن مراكب الصيادين التي ترسو كعادتها للقيام برحلة صيد جديدة مع فجر كل يوم·

بعض رواد الكورنيش وجلّهم من أبناء المدينة ومنطقتها يفضلون جلب أغراضهم معهم توفيراً للمال، وعدتهم: الكراسي وطاولة و<النراجيل> وركوة من القهوة أو إبريق من الشاي، يجلسون في أماكن محددة، ويستمتعون بساعات من الوقت هرباً من الحر والرطوبة وخاصة مع إنقطاع التيار الكهربائي·

أما الآخرون من باقي المناطق، فيقصدونه للجلوس على كراسي وطاولات متوفرة من قبل أصحاب المحال والمقاهي المقابلة، وهؤلاء يتنافسون على إستقطاب الزبائن لجهة توفير موقف سيارة له قربهم، أو تقديم <المشاريب> والطلبات مثل <النرجيلة> والقهوة والشاي والعصير والبوظة، ويُباع صحن الفول والترمس ما بين ألف وألفين ليرة لبنانية و<النرجيلة> تتراوح قيمتها ما بين 3-5 آلاف ليرة وفق الطلب إذا كانت معسلاً أو نهكة، وطلب المشروب بألفين ليرة لبنانية مع تقديم مياه معدنية، حيث تتراوح تكاليف العائلة المؤلفة من أربعة أو خمسة أشخاص ما بين 20- 25 ألف ليرة لبنانية فقط·

ويؤكد محمد منصور (الذي وفد مع عائلته من بيروت) <أنها المرة الأولى التي أزور بها الكورنيش، ولكنني بالتأكيد سأعاود الكرّة ثانية خلال فصل الصيف، المكان هنا جميل، والإنسان يأخذ راحته بعيداً عن الإزدحام مثل بيروت والروشة والمنارة وعين المريسة، فضلاً عن أنه الأسعار أرخص، ويُمكن لقاصده أن يجلس قرب الشاطئ خلافاً لما هو الحال في بيروت، حيث يمنع من الجلوس على الكراسي>·

وأضاف: لقد كسرت الروتين اليومي في حياتي، صيدا مدينة جميلة وكورنيشها البحري مميز، يستحق أن يقصده الإنسان مع عائلته·

ويقول رضا طه <أبو عباس> (جاء من النبطية مع أفراد عائلته): بين الحين والآخر أقصد المكان لأمضي سهرة فيه مع إنقطاع التيار الكهربائي في المنزل، فالأسعار مقبولة والجو جميل، ويُمكن للإنسان أن يدفع وفق طاقته المادية، وفي كل الأحوال الأسعار ليست غالية، ويمكن للعائلة المستورة أن تتنزه·

وتعتبر إيمان شحادة ( من وادي الزينة - وهي أم لولدين) أنها تقصد المكان كي يلعب أولادها على الكورنيش·· قبل أن تردف <يوم بعد آخر نأتي الى هنا، السهرة جميلة ويستطيع الإنسان أن يغيّر ويريح نفسيته أمام ضغوط الحياة والأعباء المالية، فالأجواء طبيعية ونهرب من الحر ولا تكلفنا الجلسة الكثير من المال>·

ألعاب·· وأطفال أما الأطفال فيحتارون في إختيار ألعابهم من الدراجات الهوائية الى إمتطاء الخيل أو القطار الجوال، والألعاب والبالونات وسواها، أو شراء الفول والترمس والذرة <العرنوس>·

الكورنيش مصدر رزق ويشكل الكورنيش البحري مصدر رزق للكثير من العائلات خاصة أولئك من أصحاب العربات الجوالة التي عادة تبيع الفول والترمس والذرة <العرنوس> والألعاب، ويقول عباس غرمتي (صاحب عربة جوالة): إن الكورنيش يشهد إزدحاماً كثيفاً كل ليلة في الصيف، فيتوافد إليه المواطنون من كافة المناطق اللبنانية، حيث يزداد البيع وتتوسع الرزقة، وهذا يعود الى الأمن والإستقرار الذي نعيشه في المدينة، فالأمن يحرك الدورة الإقتصادية، ونحن نشكر الفاعليات السياسية والقوى الأمنية من جيش لبناني وقوى أمن داخلي، للمحافظة على الأمن ومنع المشاكل أو الأحداث·

وتمنى <أن يستمر الإزدحام كي يزداد البيع أكثر بعد إنتهاء العام الدراسي، ومع انتهاء مباريات <المونديال>، حيث بدأنا نشهد حركة لافتة إن شاء الله تبلغ ذروتها في شهر رمضان المبارك>·

أما صاحب القطار الجوال <أبو رجب> الصفدي (الذي يواظب على مهنته منذ 9 سنوات) فقال أتقاضى 500 أو1000 ليرة لبنانية من الطفل الذي يستقل القطار، ولا أدقق كثيراً بالسعر·

الفول·· والحنطور وفضلاً عن حركة البيع ما يلفت إنتباهك العودة الى كل شيء قديم وتراثي، فالحصان - الخيل والحنطور وهي عربة يجرها حصانان، باتت تزين الكورنيش البحري، وسعر الجولة تبلغ 4 آلاف ليرة لبنانية تمتد لنحو 10 دقائق ونيف، بينما يدفع راكب الخيل - ومعظمهم من الأطفال ألف ليرة لبنانية في جولة تمتد بضع دقائق برفقة صاحبه الذي يشرح له عن عادة الخيل وحياته·

على الكورنيش تتداخل أصوات الباعة مع النداء على القهوة و<النراجيل> لتجعل من المكان خلية نحل لا تهدأ حتى منتصف الليل وساعات الفجر الأولى··

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا