×

في مقابلة مع مجلة الرفيق نازك رفيق الحريري

التصنيف: أمن

2010-07-14  09:10 ص  1367

 

أوضحت السيدة نازك رفيق الحريري أن شعارها الدائم هو "رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأجل لبنان ستبقى حية بإذن الله".
ورأت أن هدف العائلة هو مواصلة تحقيق شعارات الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسية والوطنية والإنسانية والاجتماعية والتنموية والاقتصادية والعمرانية وإكمال انجازاته في جميع الميادين.
كلام السيدة الحريري جاء في المقابلة الاعلامية التي خصت بها مجلة "الرفيق" التي تحمل إسم الرئيس الشهيد وصدرت حديثاً في الأسواق.
تطرقت السيدة الحريري في مقابلتها إلى سلسلة من المواضيع السياسية والاجتماعية وجددت ثقتها الكاملة بعمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، كما جددت تأكيدها وتأكيد عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومنذ البداية على عدم اتهام أحد وعدم إطلاق الأحكام المسبقة على أحد وقالت: "ان المحكمة الدولية هي المخولة كشف الحقيقة وتحقيق العدالة إستناداً إلى أدلة وبراهين قاطعة".
وإذ شددت السيدة نازك رفيق الحريري على ملء ثقتها بالمحكمة الدولية ولأن الطريق إلى العدالة طويل ربما لكنه ليس مستحيلاً، تمنت "ألا يكون من دبر ونفذ هذا العمل الاجرامي الغاشم من بلدنا لبنان أو من اي دولة عربية سواء أكانت مجاورة أو بعيدة... فالقاتل وحده يتحمل عاقبة جريمته لا عائلته ولا أقرباءه ولا شعبه ولا أمته ولا دولته..".
واشارت إلى أن جلاء الحقيقة سيحفظ لبنان واللبنانيين من اعتداءات إرهابية مماثلة. وأكدت في مقابلتها أن عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري "لا تريد السياسة للسياسة ولا طمعاً في المناصب بل هدفنا هو اكتساب القدرة بتفويض من الشعب لنقل البلد إلى أرقى درجات العلى في الحرية والعدالة والسيادة والنمو البشري والاقتصادي.
وتطرقت السيدة الحريري إلى العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري فثمنت الجهود التي يقوم بها على مختلف الأصعدة وقالت: "ان شاء الله تثمر جهوده الاستثنائية في الداخل والخارج إلى صون الوحدة الوطنية والحفاظ على العوامل الضامنة لأمن لبنان" مجددة دعوتها لرص الصف الداخلي منوهة بالدور الذي يقوم به الرئيس الحريري لافتة إلى أنه "الدور الوطني ـ العربي الذي يكمله ابننا سعد اليوم" مضيفة: "نحن معه وندعمه في تحركاته كلها".
ولم تنس السيدة الحريري معاناة الشعب الفلسطيني متمنية ان يتمكن "كل عربي من أن يطأ تراب فلسطين الحبيبة والاراضي التي لا تزال محتلة في جنوب لبنان".
وكشفت السيدة الحريري عن مشروع انشاء مكتبة قريباً: الهدف منها تخليد ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري تعرض كتباً تحمل أفكاره وبصماته.
كما ثمنت السيدة الحريري جهود كافة العاملين في المؤسسات الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة لجهودهم القيمة التي يبذلونها لأجل ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقالت: "ان شاء الله يعينهم ويعيننا ان يبقى تلفزيون المستقبل وجميع مؤسسات الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تطور مستمر تماماً كما أرادها الرئيس الشهيد رمزاً للتقدم والتميز والعطاء".
وفي المجالين الانساني والاجتماعي اكدت السيدة الحريري على متابعة حلم الرئيس الشهيد "بعالم مسالم خال من الفقر والظلم والبغضاء والحروب" من خلال مؤسسة رفيق الحريري التي "أولاني مسؤوليتها في حياته".
ونوهت السيدة الحريري بعمل المرأة في لبنان مثنية على الجهود التي تبذلها كل من جمعية نساء المستقبل ومؤسسة رفيق الحريري خصوصاً في المناطق البعيدة والنائية.



رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأجل لبنان ستبقى حية

[ بداية أين هي السيدة نازك رفيق الحريري اليوم؟
ـ اسمحي لي بداية أن أهنّئ الآباء في العالم عموماً وفي لبنان خصوصاً بعيدهم، وأن أهنئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري بهذا اليوم الكبير. وأريد أن أقول لرفيق عمري إنني وأولادنا، بهاء وسعد وعُدَي وأيمن وفهد وجمانة وهند، وجميع الأحفاد الذين عرفهم والذين لم يعرفهم ولكنهم تعرُّفوا عليه من خلالنا ومن خلال جميع محبّيه، نفتقده كثيراً في هذه المناسبة وفي كل مناسبة. وأقول له كم يصعب علينا أن يمر هذا العيد وأنت لست بيننا، لتحيطنا كعادتك بالحكمة والرعاية والعاطفة.
وبالعودة إلى سؤالك، إنني أواصل اليوم أداء الواجب الاجتماعي الوطني الذي التزمتُ به منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وأسعى، مع جميع المعنيين بهذا الشأن والحريصين على مسيرة شهيدنا الكبير، إلى تفعيل مؤسسات الرئيس رفيق الحريري الاجتماعية حتى تواكب متطلبات المرحلة وتواجه التحديات المُستجِدَّة وهي كثيرة جداً وتستدعي تكافل جهود الجميع من أجل تلبية احتياجات الناس وطموحاتهم.
[ علاقتك بالرئيس الحريري، أهي قصة حب أكثر مما هي قصة زوجين وماذا جعل هذا الحب مختلفاً ومميزاً؟
ـ ما يجمعني برفيق عمري هو أبعد بكثير من قصص الحب. إنها قصة عمرٍ كامل، حكاية حياة من الحب والاحترام والعطاء والمشاركة. لقد أنعم الله سبحانه وتعالى علي بإنسان ملأ الدنيا من حولي ومن حول عائلتنا بالعاطفة والاهتمام، ورغم مشاغله الوطنية الجمَّة وكل المراحل الصعبة التي مرّ بها في سنوات الحكم لم يغفل عنا لحظة ولم نشعر يوماً بأنه غائب. كان موجوداً في قربنا، حتى في أسفاره. قد تستغربين كلامي، ولكنها الحقيقة. فحتى المسافة الجغرافية التي كانت تُبعده عن عائلته أحياناً بحكم عمله ومسؤولياته، لم تُشكِّل حاجزاً بيننا. كان حاضراً معنا في كل لحظة برعايته وحكمته ومتابعته لأدق تفاصيل حياتنا. وهو ما زال موجوداً بقربنا ولم يفارقنا يوماً. إنني أشعر به وأراه في كل أعماله الخيِّرة وفي كل إنجازاته التي يتناقلها الناس، والتي ستبقى موضِع تكريم وتقدير. بالأمس كرّمناه من منبر الأمم المتحدة بجائزة دولية ستُكرِّس أسُساً أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري للحكم الرشيد وإعادة بناء الإنسان والدولة. وبالأمس القريب أيضاً كرّمه أهل بيروت الأحباء وجميع اللبنانيين بانتصارهم لمبدأ العيش المشترك في الانتخابات البلدية والاختيارية، وبتجديد التمسك بلبنان وطناً نهائياً لجميع اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين. إنه المبدأ الذي دافع عنه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسيرته الوطنية السياسية. وإن شاء الله يكون هذا الاستحقاق نموذجاً وقدوة لجميع الاستحقاقات الوطنية المقبلة، حتى يصبح المواطن اللبناني يختار ممثليه على أساس الرؤية والمشروع، وليس انطلاقاً من الاعتبارات الشخصية الضيقة أو المشاعر الطائفية التي تُفرِّق الأوطان فرقاً وطوائف ولا تجمعها.
[ ماذا أخذت من شخصية الرئيس الشهيد وماذا أخذ منك؟
ـ أحتاج لعمر كامل حتى أروي لك ما أخذته وما تعلّمته من الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولعلّ أجمل ما أخذت منه هو التفاؤل بالغد مهما بدا اليوم صعباً، والرؤية التي تتخطّى الآنية والأحكام المُسبَقة، والقدرة على النظر في جوهر الأمور والابتعاد عن القشور. أخذت منه مواقفه الجامعة والمعتدلة وحرصه على التواصل مع الجميع وعلى الإصغاء للآخر مهما كان رأيه مختلفاً. لقد علّمني الرئيس الشهيد رفيق الحريري التطبيق العملي لمفاهيم ومبادئ إنسانية كخدمة الناس وتطييب أوجاعهم الروحية والجسدية. علّمني كيف يُحقِّق الإنسان أحلامه وقناعاته بالعزم والجهد. وتعلّمت منه قواعد العمل الجماعي، وسُبُل تطوير الطاقات البشرية للرقي بالوطن. ولولا الإيمان بالله سبحانه وتعالى والتسليم بقضائه وقدره، ولولا ما تعلّمت من رفيق العمر، في حياته العملية اليومية، من حكمة وصبر على الشدائد لما صبرت على رحيله الأليم، ولما استطعتُ سبيلاً إلى الاضطلاع بالمسؤولية الهائلة التي أخذتها على عاتقي منذ استشهاده، رحمه الله.
[ ما الذي وددت لو قدرت تغييره بشخصيته؟
ـ وماذا أغيِّرُ برفيق عمري؟ أيُستَبدل النور بالظلام؟ وهل أُغيِّر إيمانه الكبير بالله سبحانه وتعالى، ومحبّته للناس وللخير؟ وبمَ أستبدل تلك المزايا الاستثنائية التي قرّبت الرئيس الشهيد رفيق الحريري من قلب جميع من عرفوه وحثّت الذين اختلفوا معه بالرأي على احترامه؟ بل ودِدتُ لو قُدِّر له، رحمه الله، عمراً أطول حتى يتسنّى لنا أن نكمل معاً تلك التجربة الإنسانية الفريدة التي خضناها على مستوى بناء العائلة وبناء الوطن. إنني أفتقد كثيراً تلك الأيام التي حلِمنا فيها معاً بوطن مزدهرٍ آمن لأولادنا وأحفادنا ولأولاد اللبنانيين جميعاً وأحفادهم. أفتقد تلك الساعات الطويلة التي أمضيناها معاً يُحدِّثني عن حلمه الكبير بعالم عربي موحَّد، يعمُّه السلام والعدل والطمأنينة. كان مقتنعاً بأن ما يجمعنا في العالم العربي أكثر بكثير مما يفرّقنا. فلغتنا واحدة، وحضارتنا متشابهة، وتاريخنا مشترك ومستقبلنا كذلك. كان واثقاً بأن السلام هو خيار العرب جميعاً ومصيرهم، وبأن الأمة العربية لن تقوى على مواجهة التحديات والمخاطر المتربصة بها إلا بالتضامن وبتعميم ثقافة المعرفة والبناء. كنا نحلم سوياً بأن نصل إلى يوم ترفع فيه البلدان العربية راية واحدة، هي راية السلم والعلم والتقدُّم، في أرض يستعيد فيها كل ذي حق حقّه. كان حلمه الكبير أن يرى عالماً مسالِماً، خالياً من الفقر والظلم والبغضاء والحروب. وددتُ لو قُدِّر لحياته على هذه الأرض أن تكون أطول، ولكن، كما أُردِّد دائماً، هي مشيئته سبحانه وتعالى وقد سلَّمنا جميعاً بها.
[ برأيك ما الذي تحتاجه المرأة في عصرنا لتثبت قدراتها اكثر؟
ـ المرأة بحاجة إلى أن تقتنع أولاً بدور المرأة نفسها وبضرورة دعم هذا الدور، وعليها أن تدرك أنها قادرة على الدفاع عن قضاياها وعلى الرُقيِّ بالمجتمع. فمتى أدركت أنها عنصر فاعل ومحرِّك في بيئتها المحلية وفي النطاق الوطني الأوسع أصبح بإمكانها تطوير دورها وتفعيل إمكاناتها. إن المرأة في لبنان مثلاً ناضلت كثيراً لتثبت جدارتها ولتؤمِّن عوامل المساواة في الفُرص والحقوق. فحازت شهادات عليا وشغِلت مناصب مهمة وحيوية، تفوَّقت فيها. وهي موجودة في الحكم وفي الإدارات العامة. والنساء الأعضاء في البرلمان اللبناني وفي الحكومة اللبنانية يُحقِّقنَ الكثير ويُشهَد لجدارتهنَّ في إدارة الشأن العام. وقد شهدت الانتخابات البلدية الأخيرة ترشُّحاً وفوزاً نسائياً، ولو بِنِسَبٍ ما زالت متواضعة، ولكنه مؤشر إيجابي على تفاعل المجتمعات المحلية، نساءً ورجالاً، مع زيادة فرص المرأة للانخراط في العملية التنموية الراهنة في لبنان. ونحن نتمنى في هذا الإطار، أن تكثِّف المجموعات النسائية وجميع الهيئات الداعمة لدور المرأة جهودها لتوسيع مشاركة النساء على مستويات اتخاذ القرار في الشأن العام، حتى تواكب نِسَبَ المشاركة النسائية في القطاع الخاص التي تسجِّل نمواً مستمراً. ومن المفيد أيضاً تكثيف حملات التوعية والأنشطة الهادفة إلى تمكين المرأة ثقافياً ومهنياً وسياسياً. في لبنان وعالمنا العربي، أسماء لامعة لنساء حقّقن إنجازات مهمة، لا بد من تقديرهن وتسليط الضوء على أعمالهن والاقتداء بهن. ولكن، وقبل كل شيء، يجب ألا تنسى المرأة عموماً والمرأة العاملة خصوصاً، دورها الجوهري في المجتمع كمُربيةٍ للأجيال وعليها ألا تتخلّى عن هذه المهمة والرسالة التي خصَّها الله سبحانه وتعالى بها كأم وكمسؤولة عن تنشئة الأجيال وإعدادها بزادِ العلم والمعرفة والأخلاق الحميدة، وكذلك تسليحها بالإيمان بالله عزَّ وجلَّ وبحب الوطن، وبقيم التسامح والعطاء واحترام الآخر على اختلافه. فإن استطاعت المرأة أن تُوفِّق بين رسالتها التربوية ودورها المهني، بمساعدة الرجل وبدعمه وبالتكامل معه، صلُحَت المجتمعات وازدهرت الأمم.
[ كيف عكست ذلك في أعمالك وحضورك؟
ـ إنني أسعى اليوم، بمساعدة الحريصين على تعزيز دور المرأة في الأسرة وفي المجتمع، وبدعم وجهود فريق عمل مهني، إلى مواصلة تطبيق رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لحضور المرأة وعملها من خلال أنشطة مؤسسة رفيق الحريري وجمعية نساء المستقبل في المناطق اللبنانية كافة. وأود أن أنتهز المناسبة، لأوجه تحية تقدير وكلمة شكر لنساء المستقبل اللواتي يؤدِّين دوراً كبيراً، لا سيما في المناطق اللبنانية النائية، لنشر التوعية الأُسَرية والاجتماعية والمعرفية بين النساء. فلا بد من الاعتراف لنساء الجمعية بفضلهن في مساعدة نساء كثيرات في المناطق اللبنانية كافة عبر إشراكهم في ندوات وورش عمل تصب أهدافها في إطار الحفاظ على حقوق المرأة والطفل من أجل مجتمع سليم معافى. ولا شك في أن المهمة التي اتخذتُها على عاتقي في العمل الاجتماعي باتت أصعب بكثير اليوم بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وهو الداعم الأول والأكبر لي كزوجة وكأم وكإمرأة ، ولكنني بحمد الله ما زلت مُحاطةً بعائلة استثنائية تُعينني في الحفاظ على الإرث والمسؤوليات الاجتماعية الكبيرة التي أودعنا إياها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك مُحاطَة بدعم الأحبة والأوفياء لنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورؤيته لأجل لبنان واللبنانيين، نساءً ورجالاً.
]على الصعيد السياسي

[ شعار الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو (لبنان يعلو ولا يعلى عليه) ما هو شعار نازك الحريري؟
ـ شعار نازك رفيق الحريري هو "رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأجل لبنان ستبقى حيةً بإذن الله". أما هدفنا، نحن كعائلة، فأن نواصل تحقيق شعارات الرئيس الشهيد رفيق الحريري السياسية والوطنية والإنسانية والاجتماعية والتنموية والاقتصادية والعمرانية وإكمال إنجازاته في جميع الميادين وتطويرها، حتى نُرسِّخ، مع اللبنانيين واللبنانيات، أسس الدولة السيدة الحرة المستقلة، ونثبّت ركائز الوطن الموحَّد المُزدهِر كما أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
[ كيف تقرأ نازك الحريري العمل السياسي اليوم بعد خمس سنوات على الإستشهاد مرورا بكل الأزمات منها 7 أيار وغيره والتي أفضت الى إتفاق الدوحة ، وهل المرحلة هذه ذهبت الى غير رجعة؟
ـ إن مرحلة الهدوء والاستقرار التي عادت إلى البلد بحمد الله سبحانه وتعالى وبقرار لبناني قضى بتقديم تنازلات تغليباً للمصلحة الوطنية، والاحتكام إلى لغة المنطق والحوار بدلاً من الإمعان في التناحر الأخوي تشّكل دليلاً على أن اللبنانيين أخذوا العبرة من ويلات الحروب والنزاعات الداخلية، وتعالوا على المصالح الآنية، واختاروا مجدداً الوفاق الوطني وصيغة العيش الواحد وهو الضامن الوحيد لأمن لبنان واستقراره، والطريق المؤكَّد إلى السلم الأهلي. ولا بد من الاعتراف بحكمة القيادة اللبنانية ووعيها للمخاطر المُحدِقة بلبنان. فلولا التوافق السياسي الذي حسم الموقف لبقيت ذيول 7 أيار ترخي بظلالها على الساحة الداخلية، ولَعاد لبنان مُعرَّضاً لمخاطر جمَّة، لا سمح الله. ولكن اللبنانيين، قادةً ومواطنين، أدركوا بحمد الله أن قدرهم أن يعيشوا معاً "تحت سماء لبنان" التي ستبقى إن شاء الله صافيةً نقِيَّة.
[ العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، هل هو فعلا إبن أبيه وقادر على حمل العبء الكبير لأخذ لبنان الى شاطئ الأمان؟
ـ إن المسؤولية والعبء الكبير لأخذ لبنان إلى شاطئ الأمان لا يقعان على عاتق ابننا سعد وحده ولكن على جميع من هم في موقع القيادة والمسؤولية السياسية. أما ابننا سعد فهو يسعى إلى مواصلة المسيرة السياسية الوطنية وتثبيت الإنجازات التاريخية التي حققها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي ليست مهمة سهلة، بل تستدعي وعياً شديداً وقدرةً على استيعاب الآخر وخطوات جريئة ومواقف جامعة ترتكز على إيجاد التسويات التي ترضي الجميع. وقد استطاع ابننا سعد، بحمد الله سبحانه وتعالى، أن يؤدي هذا الدور بحكمة وبرؤية واضحة. وإن شاء الله تثمر جهوده الاستثنائية في الداخل وفي الخارج إلى صون الوحدة الوطنية والحفاظ على العوامل الضامنة لأمن لبنان واستقراره ومواجهة المخاطر المُحدِقة به وبالمنطقة، لا سيما في ضوء التحركات الإسرائيلية المُقلِقة والمناورات التي كثّفها العدو في الآونة الأخيرة. فجميعنا يعلم أن هذه التحديات لا يمكن أن تُواجه إلا برص الصف الداخلي وبحشد الدعم العربي والدولي لمنع أي اعتداء إسرائيلي مُحتمل على لبنان أو على أي دولة من دول المنطقة من شأنها أن تُشعِل فتيلَ حرب مُوسَّعة ستكون عواقبها خطيرة جداً على الشرق الأوسط وعلى العالم أجمع لا سمح الله.
[ هناك سلسلة من الخطوات السياسية يقوم بها الرئيس سعد الحريري وأنت أعلنت مراراً أنك تدعمينه لتكملة مسيرة والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ؟
ـ كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري مقتنعاً بأن مصلحة لبنان تكمن في تماسكه الداخلي وتفاعله مع محيطه العربي انطلاقاً من أُسس الاحترام المتبادل بين الدول. وقد أدّى الرئيس الشهيد دوراً كبيراً وبذل جهوداً استثنائية وأجرى مفاوضات واسعة النطاق لجمع الدول العربية في منظومة واحدة لا حواجز ولا عوائق بينها. وقد اتخذ الرئيس الشهيد رفيق الحريري خطوات عملية في هذا السياق، إذ انه باشر بوضع الإطار القانوني لتعزيز التعاون العربيالعربي، وتسهيل حركة الأشخاص وتبادل السلع والخدمات عبر الحدود في المنطقة العربية. وهذا هو الدور الوطنيالعربي الذي يُكمله ابننا سعد اليوم. فهو في موقع المسؤولية التي تولاها والده أمام كافة اللبنانيين، مما يستدعي منه أن يرعى مصالحهم ويُراعي تطلعاتهم جميعاً. وهو يعمل، ونحن معه وندعمه في تحركاته كلّها، على ترسيخ النظام الديمقراطي المعتدل في لبنان، والبناء على مكاسب الحرية والسيادة والاستقلال التي حقّقها الشعب اللبناني في سنوات النضال الخمس الأخيرة، من أجل استعادة مكانة لبنان على خريطة الشرق الأوسط والعالم، وتثبيت دوره الذي أراده له الرئيس الشهيد كمركز إقليمي ضامن لأمن المنطقة واستقرارها وتقدّمها. وإن كل عمل نقوم به يتلاقى مع رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري لأجل وطننا الغالي ويصبُّ في مصلحة لبنان وشعبه.
[ هل حلم 14 آذار إنتهى بعد الانفتاح على سوريا التي اتهمت باغتيال الرئيس الشهيد؟
ـ يُجسِّد لبنان، بتركيبته التعددية، أحلام الجميع. وإنني مقتنعة بأن أحلام اللبنانيين، وإن اختلفت بالشكل فهي في المضمون واحدة. إن الحلم اللبناني يُترجَم على أرض الواقع بدولة ديمقراطية مستقلة، منفتحة على الجميع وتقيم أفضل العلاقات مع الجميع، إلا مع العدو الإسرائيلي طبعاً الذي ما زال يحتلُّ الأرض العربية وينتهك الحقوق والسيادة العربية يومياً. إن حلم 14 آذار أو 8 آذار أو أي حلم لبناني لا يمكن أن ينتهي، بإذن الله، طالما أنه يصب في مصلحة الوطن العليا وطالما أن لبنان يحتضن شعباً متمسكاً بأهدافه وثوابته الوطنية وبإرادة الحياة. وإنني وعائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أكّدنا منذ البداية أننا لا نتهم أحداً ولن نُطلِق أحكاماً مُسبقة على أحد لأن المحكمة الدولية هي المُخوَّلة كشف الحقيقة وتحقيق العدالة استناداً إلى أدلة وبراهين قاطِعة. وإنني أقول دائماً وأدعو الله سبحانه وتعالى ألا يكون من دبَّر ونفَّذ هذا العمل الإجرامي الغاشم من بلدنا لبنان أو من أي دولة عربية سواء أكانت مجاورة أو بعيدة. فالقاتل هو وحده يتحمل عاقبة جريمته، لا عائلته ولا أقرباؤه ولا أصدقاؤه ولا شعبه ولا أمته ولا دولته. ونحن لا نطلب من الدولة التي يثبتُ بالبرهان القاطع أن القتلة فيها أو منها سوى أن تتعاون مع المحكمة الدولية حتى تأخذ العدالة مجراها ويُحَقَّ الحق.
[ ماذا لو وجهت إليك دعوة لزيارة سوريا؟
ـ لَيتكم تسألونني عن الأرض العربية التي لطالما حلمنا بزيارتها ولكننا حرمنا من ذلك لأنها ما زالت ترزح تحت الاحتلال ، ألا وهي فلسطين الحبيبة، وقد عادت دولة مستقلة عاصمتها القدس، وعاد الحقُّ فيها إلى أهله. وإن شاء الله يتحقق هذا الحلم قريباً ويتمكّن كل عربي من أن يطأ تراب فلسطين الغالي ، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوبنا اللبناني العزيز على قلوبنا. وبالعودة إلى سؤالكم، فقد علَّمنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بالفِعل وبالممارسة، أن أي دولة عربية هي دولة صديقة وعزيزة وغالية على قلوبنا، وأن العرب جميعاً هم إخواننا وأحبّتنا. ونحن عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أعلنّا منذ استشهاده، رحمه الله، التمسّك بجميع مبادئه من دون استثناء، ولا سيما تلك التي تضمن وحدة الصف العربي والأمن والاستقرار في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط. وإنني، مثل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أعتبر أن أي أرض عربية أرضاً أعتز بها. أما في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فأود أن أذكِّر بأننا كعائلة سلَّمنا الأمر لله سبحانه وتعالى وسلّمنا الحكمَ للقضاء. فنحن نُؤمن بشريعة القانون، ولدينا ملء الثقة بالمحكمة الدولية. وشرعُنا الإسلامي يُعلَّمنا ألا تزرَ وازرةٌ وزرَ أخرى. فمن ارتكبَ تلك الجريمة الإرهابية وأي جريمة بحق الإنسانية يُعاقَب هو ولا أحد سواه.
[ هل تفكرين يوماً بخوض المعترك السياسي والعمل على متابعة مسيرة الرئيس الشهيد السياسية كرئيسة حكومة، كونك كنت الأقرب إليه من حيث رؤيته الى مستقبل لبنان؟
ـ يومَ استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان قرار العائلة مُجتمعةً أن يتولى ابننا سعد مواصلة مسيرة والده السياسية. ونحن لم نتخذ يوماً، حتى في حياة الرئيس رفيق الحريري، من السياسة ذريعة للوصول إلى أي منصب أو تحقيق أي غاية أو هدف سوى خدمة الوطن والمواطن. وإن قرار العائلة دعم ابننا سعد ومن قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري لخوض المعترك السياسي لم يُتَّخذ إلا لمصلحة لبنان الحبيب وشعبه الطيب. أما أنا فقد أخذتُ على عاتقي العمل الوطني الاجتماعي الُمكمِّل لنهج الرئيس الشهيد، والذي لم يكن بعيداً عني، فلطالما واكبته في هذا العمل في حياته لكثرة الأعباء والمسؤولية التي كانت تقع على عاتقه وما زلتُ أواصل هذه المهمة. وهدفي اليوم مُركَّز على حفظ الإرث الإنساني الكبير الذي تركه الرئيس رفيق الحريري أمانةً في أعناقنا من خلال تطوير عمل مؤسسة رفيق الحريري الاجتماعية ومتابعة درب العطاء الذي رسمَه رحمه الله. هذا ما أُكرِّسُ له وقتي وجهودي، وأتابعه يومياً مع أفراد العائلة ومع جميع الذين قرّروا أن يرافقونا في متابعة خطى الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إنني اعتبر أن ما أخذته على عاتقي والمسؤولية التي كنت قد اعتدت عليها في حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ليس لها معنى آخر إلا بمفهوم العمل الوطني والذي يصبُّ في خانة العمل السياسي ويكمله. هذا ما كان يصبو إليه رفيق عمري، وهذا ما أواصله الآن مع ابننا الحبيب سعد ونحن جميعاً نعمل من أجل الوطن. ورغم انني كنت الأقرب إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أستطيع أن أُكمِل نهجه الوطني من خلال عملي الإنساني والخيري. وإنني أؤكد أن عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لا تريد السياسة للسياسة ولا طمعاً في المناصب بل هدفنا هو اكتساب القدرة بتفويض من الشعب لنقل البلد إلى أرقى درجات العلى في الحرية والسيادة والعدالة وفي النمو البشري والاقتصادي.
[ تجدد خلال الأشهر الأخيرة الهجوم على المحكمة الدولية. ما هو موقفك من هذا الأمر وهل تتخوفين على إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة بحجة تجنب الفتنة الداخلية؟
ـ إنني مؤمنة بالله عز وجل ومُقتنِعة بأنه سبحانه وتعالى سيمهّد الطريق لتحقيق العدالة. فالطريق إلى العدالة طويل ربما ولكنه ليس مستحيلاً. إن الله يُمهِل ولا يُهمل. والمحكمة الدولية قامت لتستمر، ولتعمل على كشف الحقيقة وإحقاق الحق. وإنني على يقين بأن كل لبناني متمسّك مثلنا تماماً بمعرفة من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لأنهم أدركوا أن اغتيال الرئيس رفيق الحريري هو اغتيال للبنان ولحريته واستقلاله ويؤدي إلى عدم استتباب الأمن والاستقرار في الوطن العربي أجمع. وإن كل لبناني يريد للمحكمة أن تهتدي إلى القتلة وتُنزِل بهم العقاب المناسب حتى لا يتجرّأ أحدهم بعد اليوم على إراقة الدماء في لبنان. إن استقامة ميزان العدالة في وطننا ليس مشروع فتنة داخلية لا سمح الله، بل هو صمّام أمان لشعبنا الحبيب ولشعوب المنطقة جمعاء.
[ متى تتوقع السيدة نازك رفيق الحريري بأن تظهر الحقيقة؟ وبماذا تطمئن الشعب اللبناني في هذا الخصوص؟
ـ أنا أدعو الله وأُصلِّي لتظهر الحقيقة في أسرع وقت. وأريد أن أؤكد أن جلاء الحقيقة وتحقيق العدالة سيحفظ لبنان واللبنانيين من اعتداءات إرهابية مماثلة، وستكون معاقبة الجُناة، بمشيئة الله، عبرةً لمن يعتبر. وإنني والعائلة على يقين بأن الله سبحانه وتعالى لن يتخلّى عنا، ونحن لن نتخلى عن المطالبة بحقّنا في معرفة من قَتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء الأبطال الذين سقطوا دفاعاً عن الحرية والسيادة والسلام في لبنان. وأقول مجدداً ألا شيء يعوضنا عن فقدان حبيبنا الغالي، الزوج العاشق والمفعم بالحب والوفاء، ومثال الأب الصالح لأبنائنا وبناتنا وأبناء هذا الوطن وبناته، والمُحِبِّ للبنان وشعبه.
]على الصعيد الاجتماعي

[ بصفتك تتابعين الملف الاجتماعي وقد افتتحت الكثير من المستوصفات والمشاريع التي تعنى مباشرة بالمواطنين من ذوي الدخل المحدود، فماذا عن الخطوات الحالية والمستقبلية في هذا الإطار؟
ـ أطلق الرئيس الشهيد رفيق الحريري مؤسسة الحريري لتقديم الخدمات الاجتماعية والتربوية التي أولاني مسؤوليتها في حياته، والتزمت بتكملة مسيرته بعد استشهاده. فأخذت على عاتقي، سيراً على خطاه، المسؤولية التي كنت قد اعتدت على تحملها، بتعليم الطلبة ليحملوا العلم بدل السلاح، من خلال المدارس والجامعة التابعة للمؤسسة، والأنشطة والبرامج التربوية والتعليمية التي تشمل المناطق اللبنانية المختلفة، بالإضافة إلى اهتمامي بتطوير المستوصفات والمراكز الصحية وتحديداً في المناطق النائية والأكثر حاجة، عملاً برؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري الصائبة.
[ ما هي المشاريع التي تقومين بها من أجل حفظ ذكرى الرئيس الشهيد وعبر أي وسائل، مثلا حكي عن إنشاء مكتبة خاصة بالرئيس وأيضاً عن تدريس منهج الرئيس في الجامعات والمدارس وغيرها؟
ـ يشكِّل مواصلة عمل مؤسسة رفيق الحريري وتفعيل دورها الاجتماعي الجانب الأبرز من جهودنا الرامية إلى حفظ ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومواصلة أهدافه الإنسانية والوطنية. والعمل جارٍ على تخليد ذاكرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مكتبة جامعةٍ شاملةٍ، ستكون مصدراً مُوَّثقاً لإنجازات الرئيس الشهيد كإنسان ورجل دولة وزعيم وطني وعربي ودولي. لا شك في أن جمع أعمال الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي لا تُحصى مهمة ليست سهلة، ولكننا نسعى جاهدين، بمساعدة الحريصين على تخليد ذكرى هذا الرجل الاستثنائي، إلى تحقيق هذا الهدف قريباً إن شاء الله. ولعلَّ هذه المكتبة تكون خطوة عملية وعلمية جديدة تُعمِّم تجربة الرئيس رفيق الحريري على المؤسسات الثقافية والأكاديمية، المحلية والعربية والدولية، وتمهّد الطريق لكتابة سيرته الكاملة، انطلاقاً من تجربتنا معه كعائلة ومن الآثار القيِّمة التي تركها والشهادات التي قيلَت أو كُتِبت عنه. هذا ناهيك بتدوينه، برؤية صائبة، كتباً تشرح ما كان يريده لهذا البلد من برنامج وطن والحكم والمسؤولية وغيرها من الكتب التي دُوِّنت في رؤيته الصائبة لما فيها مصلحة بلدنا الحبيب على قلبه في النمو البشري والاقتصادي والعمراني والسيادة والاستقلال والحرية والأمن والاستقرار سلمتِ منذ فترة جائزة الرئيس الشهيد رفيق الحريري لممثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أولاً، ما هو شعورك بإطلاق هذه الجائزة وعلى أي أساس يتم اختيار الشخصية التي تتسلمها؟
ـ هو ليس شعاراً، فالجائزة مبادرة جديدة اتخذتها مؤسسة رفيق الحريري مع الأمم المتحدة لتخليد اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري من جهة ولتكريم الأعمال التي تتماشى مع أهدافه في الحكم الرشيد وفي العمران والتنمية البشرية والمجتمعية من جهة أخرى. وهذا هو أساس اختيار الشخصية أو المؤسسة التي تفوز بالجائزة. وقد أعلَنْتُ، مع نائب الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الدكتورة آنا تيباجوكا، عن جائزة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدولية رسمياً في مناسبة الذكرى السنوية الخامسة للاستشهاد في معهد العالم العربي في باريس. كما تولّت مؤسسة رفيق الحريري والأمم المتحدة تسليط الضوء على هذه الجائزة التذكارية في الدورة الخامسة للمنتدى الحضاري العالمي في مدينة ريو دي جنيرو البرازيلية في شهر آذار الجاري 2010 إبّان تسليم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جائزة رفيق الحريري الدولية للدورة الأولى، تقديراً لإنجازاته الاستثنائية في القيادة والحنكة السياسية والحكم الرشيد ولمساهمته الكبيرة في حل النزاعات والتسامح ومبادرات بناء السلام في منطقة الشرق الأوسط والتعاون الدولي، تماشياً مع رؤية الرئيس الشهيد رفيق الحريري. إن النهج الذي بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمسيرة التي أطلقها في حياته مستمرّان من بعده. فهو موجود معنا في أعماله، ومن خلال الكتب التي دوَّن في ما يجب عمله لهذا البلد الحبيب كالحكم والمسؤولية: الخروج من الحرب والدخول في المستقبل وبرنامج وطن وغيرها من الكتب التي تشرح كيف يكون الوطن من حيث السياسة والنمو الاقتصادي والعمل الاجتماعي والإنساني والخيري. فمن أراد وطناً سليماً تسلح بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي إن دل على شيء فهو يدل على حبّه العميق وتضحياته الكبيرة لأجل وطنه.
[ هناك الكثير من الأسئلة تطرح حول عودتك الى لبنان. متى سوف نرى السيدة نازك رفيق الحريري في بيروت بين أهلها ومحبيها ومحبي الرئيس الشهيد وخاصة نحن نحتاج إلى فكرها وعطائها وخططها النهضوية، وهل هناك موعد محدد لهذه العودة؟
ـ وأنا اشتقتُ كثيراً للقاء أهلي وأحبّتي في أرض لبنان الطيبة وفي بيروت الغالية على قلوبنا جميعاً، ورجائي أن يُيسِّر الله سبحانه وتعالى عودتي قريباً إلى ربوع الوطن، حتى أتابع العمل الذي أقوم به وأواصل رسالتي من دارتنا، دارة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قريطم. وإن شاء الله يُعيننا كعائلة مع ابننا سعد على أن تبقى هذه الدار التي تأسّست على الخير والعطاء مقصداً للمُحبين.
[ هل أنت راضية عن تلفزيون المستقبل وهل هناك تغييرات نحو الأفضل، خاصة وأن الصورة الإعلامية لقضية وأحلام رفيق الحريري تحتاج أن تكون متقنة؟
ـ إن أسرة تلفزيون المستقبل، تماماً كجميع الحريصين على إرث الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تسعى جاهدةً منذ الاستشهاد إلى الحفاظ على ذلك التاريخ الكبير والبصمة الحافلة بالإنجازات الاستثنائية التي تركها الرئيس رفيق الحريري. وأود أن انتهز المناسبة لأوجه كلمات تقدير لجميع العاملين في المؤسسات الإعلامية من تلفزيون وإذاعة وصحافة، سواء أكانوا تحت الأضواء أو خلف الكواليس، للجهود القيِّمة التي يبذلونها لأجل روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وذكراه. وإن شاء الله يُعينهم ويعيننا على أن يبقى تلفزيون المستقبل وجميع مؤسسات الرئيس الشهيد رفيق الحريري في تطوِّر مستمر، تماماً كما أرادها هو، رمزاً للعطاء والتقدُّم والتميُّز.
[ رسائلك كثيرة ومؤثرة، ما هي رسالتك اليوم الى رفيق عمرك وعبر مجلة الرفيق، مجلة الوفاء بلا حدود والتي تستعيد صورة الرئيس مهما غاب وسيرته مهما طال الزمان؟
ـ أقول لرفيق عمري وحياتي في عليائه إن لبنان يثبت في كل اختبار وفي كل استحقاق وطني أنه وفيٌّ لنهجك ولأهدافك. في 14 شباط 2005، أُريد للبنان أن يغرق مجدداً في مستنقع الفتنة والحروب، ولكن اللبنانيين أثبتوا بالفعل أنهم متمسكون بالسلم الأهلي وبوثيقة الوفاق الوطني وبأسس التعايش والوحدة الداخلية. لقد عاهدك شعب لبنان الطيب في يوم الوداع الكبير بأنه لن ينسى الرئيس رفيق الحريري ولا حلمه بأن يبقى لبنان وطناً جميلاً آمناً ومُفعَماً بمعاني الأمل بغدٍ أفضل. نعم، لقد مرَّ اللبنانيون واللبنانيات بمِحن وامتحانات صعبة، تجاوزوها جميعاً بيدٍ واحدة، وبقلبٍ واحد، فكان الله معهم وحفِظَ لنا وطننا الغالي. وبعد أن كاد البلد ينقسم مجموعات طائفية ومعسكرات غريزية عادت الألفة لتوحِّد القلوب ولتجمع بين الإخوة في الوطن.
[ بماذا تخص السيدة نازك رفيق الحريري مجلة الرفيق، المجلة التي صدرت منذ خمس سنوات وتحمل اسمه ومستمرة، ذلك إيماناً بعطاءاته التي لا تحصى ومتابعة معكم وعبر مؤسساتكم المنتشرة في لبنان والعالم مؤكدة على أن الرئيس الشهيد الحاضر الأكبر رغم الغياب؟
ـ إن مجّلة "الرفيق" لها معزّة خاصة في قلبي، فهي تحمل اسمَ العزيز الغالي وتأسّست في مبادرة وفاء وولاء له، وأسرة "الرفيق" لا توفّر مناسبة لتجدد معاني المودّة والالتزام باستعادة إنجازاته وتذكُّر عطاءاته رحمه الله. أشكركم باسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري لهذه التحية ولكل تحية تقدّمونها لروحه الطاهرة. إن شاء الله تبقى أعمالكم الطيبة مُكلَّلة بالنجاح وبمزيد من العطاء. ومن هذا المنبر بالذات، أجدد الصلاة والدعاء للمولى عزَّ وجلَّ أن يُعجِّل في جلاء الحقيقة وتحقيق العدالة. وأختم على أملٍ بلقاء قريب لنا في لبنان الحبيب وبموعد مع شعبه الطيب، بإذنه تعالى. وكل عام وآباء لبنان والعالم بألف خير.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا