اعتبر راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصار ان كل الجماعات في الشرق خائفة على مصيرها وليس فقط المسيحيون هم من يخافون على مصيرهم في الشرق .. لأن من يريد شرا بالشرق وبلبنان هو الذي يزرع هذا الخوف وهذا القلق في النفوس وهو الذي يقسم الجماعات عن بعضها البعض . وقال: علينا أن نشهد امام اخوتنا الخائفين من اي عائلة روحية كانوا ، نقول للجميع نحن نؤمن بالعيش الواحد ، نؤمن بالعيش المشترك بين جميع اللبنانيين ، نؤمن بالله الواحد ونؤدي كلنا العبادة الحقة له والسجود له ، وكلنا يجب أن نخضع لأوامره ، وأن نبعد أنفسنا كلنا عن اي شر ، عن اي اساءة للآخر ، ونكن للآخر كل مودة وكل محبة ..

 

كلام المطران نصار جاء خلال ترؤسه قداسا احتفاليا لمناسبة عيد مار الياس أو النبي ايليا في مزاره في تلة مار الياس –حارة صيدا المطلة على المدينة ، حيث يتميز احياء المناسبة في صيدا بخصوصية كون المدينة تضم أربعة كنائس تحمل اسم مار الياس هي كنيسة رجال الأربعين وكاتدرائية صيدا للموارنة والقناية ومزار تلة مار الياس-حارة صيدا ، كما أن مطارنة المدينة الثلاثة للموارنة والروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس يحملون اسم الياس .

 

 وحضر القداس محافظ الجنوب بالوكالة نقولا بوضاهر ورئيس بلدية الحارة سميح الزين وحشد من ابناء الرعية، وقاضي التحقيق الأول في الجنوب منيف بركات، وعاون المطران نصار المونسينيور الياس الأسمر والأب جان بول خوري وخادم الرعية طوني شلهوب ، كما شارك المحافظ بوضاهر في تلاوة فصل من الإنجيل المقدس . ورتلت جوقة القرية ترانيم من وحي المناسبة .. 

 

والقى المطران نصار عظة قال فيها : أعايد بنبي الله ايليا الغيور ، شفيع هذا المقام ، لا بل شفيع هذه المنطقة .. لبى النداء مؤمنا بربه ومؤمنا بعمل الله الخلاق والمبدع والمخلص، عمل الله الذي فيه العدل والمحبة وفيه الصفات الخيرة التي تجعل من الانسان مكرما وفرحا وهنيئا في حياته.. نعم ايليا اختار هذه الرسالة وهذه الدعوة ليعلن امام كل الشعب في فلسطين في تلك المرحلة وفي لبنان وفي الأردن وفي كل الأصقاع التي ارسله الله اليها ، يعلن وحدانية الله ..أرسله الى صرفة صيدا وربما ايضا اتى الى صيدا لذلك بقي ذكره في هذه المدينة خالدا ، ان كان في هذا المقام وان كان في كاتدرائية مار الياس في صيدا . نعم صيدا تبركت باسم هذا النبي ، وحارة صيدا التي نحن فيها اليوم ايضا تبركت باسم هذا النبي . ونحن نشكر حضرة رئيس البلدية على كل جهوده لكي يؤمن لنا هذا الاحتفال على هذه التلة المباركة .. لماذا لأن النبي ايليا هو نبي مشترك في الديانات السماوية الثلاث . وقد ورد اسمه مرتين في القرآن الكريم .. ونحن أيها الأحباء اجتمعنا اليوم في رحاب ذكرى مجيدة ، كلنا ابناء ايمان وكلنا تصح فينا كلمة الكتاب المقدس ، نحن البقية الباقية الذين لم نسجد حتى الساعة لأي اله آخر دون الله . نحن البقية الباقية التي لا تزال اليوم على خطى ايليا..

 

وأضاف: اذاً أيها الأحباء لا تضعف اراداتنا ولا نيأس في هذه الأوقات العصيبة التي يمر بها وطننا وشرقنا .. هذه الأوقات التي يشوبها القلق والخوف على المصير ، والملفت أن كل الجماعات في الشرق خائفة على مصيرها ليس فقط المسيحيون هم من يخافون على مصيرهم في الشرق ، الجميع يخاف .. لماذا يخافون ؟، لأن من يريد شرا بالشرق وبلبنان هو الذي يزرع هذا الخوف وهذا القلق في النفوس .. هو الذي يقسم الجماعات عن بعضها البعض ، علما أن كل جماعات الشرق اليوم هي جماعات تجمعها الأخوة الواحدة ويجمعها الايمان الواحد بالله ، وان كان كل واحد على طريقته يعبد الله ، لكن الكل يجمع بأن الله واحد لا شريك له . لذلك علينا نحن هذه البقية الباقية التي تعتمد اولا وآخرا على ايمانها ، علينا أن نشهد امام اخوتنا الخائفين من اي عائلة روحية كانوا ، نقول للجميع نحن نؤمن بالعيش الواحد ، نؤمن بالعيش المشترك بين جميع اللبنانيين ، نؤمن بالله الواحد ونؤدي كلنا العبادة الحقة له والسجود له ، وكلنا يجب أن نخضع لأوامره ، وأن نبعد أنفسنا كلنا عن اي شر ، عن اي اساءة للآخر ، ونكن للآخر كل مودة وكل محبة .. بهذه الطريقة وحدها نستطيع أن نضع الرجاء ونثبته في قلوبنا وأن نشهد امام كل اخوتنا من كل العائلات اللبنانية وخاصة في هذه المنطقة التي ما عرفت الفرقة وما عرفت التباعد ، بل عرفت الوحدة والشراكة الحقيقية في العيش وفي تبادل كل الخيور والزيارات وفي الوقوف ، الجماعة الى جانب الجماعة الأخرى ، بكل ثقة وبكل محبة .. معا نسير على طريق ايليا النبي في اعلاء الحق وفي اعلاء اسم الله عاليا أمام الجميع ، وفي الشهادة لإيماننا في هذه

 

المنطقة العزيزة وفي العيش دائما بهذه الوحدة لكي نمنع عنا وعن منطقتنا وعن لبناننا كل هذه الأيادي التي تمتد لتفتك بنا ، ولتحرق لبناننا ، ولتجعل من لبناننا دائما هذه المطية لمخططات الأجانب . هذه المنطقة يجعلونها دائما منطقة ضعيفة ويريدونها ان تكون مفككة وان تكون دائما هي الضحية .. فاعتصموا بالله واتكلوا على الله ، فالله وحده هو الذين ينجيكم وينصركم جميعا على أعدائكم وهو الذي يعطيكم غدا مشرقا تعيشون في هذه المنطقة أنتم وأولادكم وأحفادكم ، تعيشون بكل ثقة بأن هذه المنطقة هي منطقتكم وبأن كل اهلها هم أهلكم وهم احباؤكم وهم شركاؤكم في الايمان بالله والواحد . فليعاد عليكم عيد النبي ايليا وأنتم جميعا بأتم الصحة والعافية ولبنان معافى من اي ضرر ومن اي اساءة من اين أتت ويكون دائما مثلنا الأعلى هو ان نصرح عاليا كما صرخ ايليا : فليتمجد اسم الرب وليكن اسمه مباركا الى الأبد .

وأمت مزار مار الياس في التلة التي حملت اسمه في حارة صيدا وفود شعبية من ابناء رعية صيدا وشرقها صغارا وكبارا أضاءوا الشموع وادوا الصلوات بالمناسبة . كما رفعت بلدية حارة صيدا لافتة مباركة عند مدخل البلدة تحيي صاحب العيد " الياس نبي الله ..صانع الوحدة بين الناس"..