مستخدمو الهاتف الخلوي في لبنان يشعرون باستهداف العدو لهم

التصنيف: إصدارات مركز هلال
2010-07-21 09:09 ص 1039
عندما أشيع خبر توقيف العميل الأول في شركة «ألفا» شربل ق.، ثارت زوبعة من التكهنات السياسية والأمنية حول مهام العميل الموقوف، وماهية المعلومات التي وفّرها للمخابرات الإسرائيلية. أما على مستوى المواطنين فقد طرحت أسئلة أخرى، حول خصوصياتهم الهاتفية، ومشاعر بالانكشاف، وتخوف من الأعطال التي طرأت على الشبكة مؤخراً.
وعقب توقيف العميل الثاني، طارق ر.، ارتفعت أصوات المشتركين في شركة الخلوي، طارحة أسئلة عديدة، وارتفع الصوت أكثر.
كثيرون شعروا بالتهديد الفعلي، وباستباحة أمنهم. كثيرون تساءلوا: هل يقف الأمر عند حدود «ألفا»، أم أن الـ«أم تي سي» مكشوفة أيضاً؟ وماذا عن «أوجيرو» و«الصفر واحد»؟ كثيرون شعروا بثقل هواتفهم الخلوية في جيوبهم.. لكن، أمام العجز عن الفعل، ذهب الكثيرون ناحية الضحك. حتى أن بعض المواطنين تقصّدوا، خلال الأسابيع الماضية الأخيرة، بث رسائل مفخخة للعدو، إما بالتهديد أو بالمعلومات المغلوطة!
في ما يلي، وقائع جلسة شبابية، حول طاولة تحوي ستة أجهزة خلوية، ومحور النقاش: التنصت.
«عملاء بيننا»
تتحلق مجموعة من الشبان حول طاولة مستديرة في أحد مقاهي بيروت. تحتشد على الطاولة مفاتيح وحقائب يد صغيرة. منفضة، أكواب من العصير، وهواتف خلوية من أنواع مختلفة. منها الحديث الطراز، ومنها العادي. إلا أنها، مجتمعةً، تشكل «6 عملاء يجلسون بيننا!»، كما يقول أحدهم.
يجزم سمير حيدر أنه اتصل، قبل وصوله إلى المقهى، بصديقه محمود ليخبره بأنه سيتأخر، إلا أن «رجلاً آخر رد على الهاتف، متحدثاً بلكنة خليجية، فاعتقدت أنك تمازحني، ووجهت إليك، أي للخليجي، الشتائم فأقفل الخط!»، يقول حيدر مستهجناً.
يطلب محمود من صديقه أن يحلف بحياة والدته كي يصدقّه. يفعل الأخير، كاشفاً له أنه «عندما وجدت رقمك على هاتفي، بادرت إلى الرد سريعاً، بيد أن سيدة، يبدو من صوتها أنها طاعنة في السن، راحت تكيل لي الشتائم، مطالبة إياي بعدم الاتصال بابنتها مجدداً!». ولفت إلى أنه «أنا أيضاً اعتقدت أنك تمازحني، فوجهت إليك الشتائم. أعني وجهتها إليها!».
يعلو الضحك في المقهى. تنقسم المجموعة إلى فئتين: الأولى ترى في الأعطال الأخيرة نتيجة لكشف وجود عملاء في شركة «ألفا»، وفروا للإسرائيلي أساليب وابتكارات حديثة تخولهم السيطرة التامة على الشبكة. أما الفئة الثانية فتعتبر الأعطال الجديدة «ما هي إلا ثغرات موجودة أصلاً في الشبكة».
عميل إسرائيلي في كل منزل
يطول نقاش وجهتي النظر، ويقفز إليه الشق الأمني، الذي يتولى أسامة زعتر التوغل في تفاصيله، قائلاً: «لقد سمعت، منذ أكثر من 5 سنوات، أن جنرالاً إسرائيلياً أعلن أنه يملك في كل منزل في لبنان عميلاً لجيشه ولاستخباراته! حينها، لم أفهم مغزى حديثه، لكن منذ أيام، عرفت أنه من حديثه هذا قصد الهاتف الخلوي.. هو العميل الأساسي لهم!». تختفي الابتسامات، وتُرسم علامات الاستغراب معطوفة على حركات الفضول.
يقلل أحدهم من قيمة «معلومة» أسامة، عازياً السبب إلى أن فكرة الهاتف ـ الجاسوس، كانت قائمة في أذهان ناس كثر بشكل عام، وتحديداً أولئك الذين يتعاطون الشقين الأمني والعسكري. ويستشهد بـ«معظم الجلسات الأمنية أو العسكرية، التي كان يصار فيها إلى أخذ الهاتف الخلوي من المدعوين، لعلمهم بخطورة مهام هذا الهاتف، بغض النظر عن «انتماء» الخط الخلوي».
يزم أسامة، الشاب الجامعي، شفتيه، للدلالة على الاستهزاء برد زميله. يتخطى النقاش مضمونه العام، ليتحول إلى معركة. حوار؟
يشبّه للمستمع إلى حديثهم أنه أمام شبان من أصحاب المراكز الأمنية، أو السياسية، الرفيعة المستوى. لكن، ما أن اتضح وجود شاب ذي طابع «أمني» حقيقي بينهم، حتى اتسم حديثهم بالرصانة و«الدقة» في تقديم المعطيات. أما الشاب الحزبي فيستلقي على كرسيه، ويحافظ على صمته. وعندما يهدأ الحديث، يقرر البوح بـ«بعض الأسرار والتقنيات»، حسبما يصفها.
ماذا بحوزتك يا «غرندايزر»؟ يطلب الشاب، بثقة، عدم تدوين اسمه، ويقترح: «يمكنكم نقل الحديث عن مصدر أمني. ممكن؟». طبعاً! يكشف «المصدر الأمني» عن طريقة مبتكرة لتفادي التنصت: «مخطئ من يعتقد أنه في حال انتزع البطارية من الهاتف يتوقف مفعول التنصت. بل يتوجب على المرء أن ينتزع الشريحة، ثم يلفها بشريط لاصق».
إنصات.
ثم؟
لا شيء.
يسأل أحدهم: «يعني إنت فرحان قوي بهيدا الاختراع؟». يقهقه الجميع. يرفع «المصدر» يده ملوحاً للدلالة على الاستفهام، فيكمل الشاب سؤاله: «هل تجد في هذه الطريقة حلاً مصيرياً؟ ما هي الفائدة من هذه العملية؟ إذ يمكنك بكل بساطة أن تبعد الهاتف عنك وكفى. هذا إذا ما تجاهلنا قضية التنصت المحورية، وهي التنصت على المكالمات الهاتفية، وليس الجلسات المحيطة بالهاتف».
يستأذن سمير حمود من زميله، ليخبرهم ـ ممازحاً ـ بأنه شعر بالسعادة منذ عرف أن الإسرائيلي يتنصت على «هواتفنا الخلوية، ورحت أنصب له الفخ تلو الآخر: أفتح نقاشاً عسكرياً مع صديقي، مستعيناً بمصطلحات عسكرية وأمنية تارة، وبصوت مرتبك متردد تارة أخرى! كي يشك في أمري»، ثم يعلّق شاب آخر: «أنا استفدت أيضاً، لكن بطريقة أخرى: في أثناء بعض المكالمات الهاتفية، أعمد إلى شتم أشكنازي وأهدد بيريز وأولمرت!».
ضحك مرتفع الصوت.
لكن ليس على التعليق، بل على «أولمرت يا أمني؟ الزلمي صار بخبر كان!».
هل يمتلك الإسرائيلي أسراري العاطفية؟
ثلاثة محاور إذاً: الأعطال التي طرأت مؤخراً، أي تداخل الخطوط بعضها ببعض، ومسألة التنصت على الهاتف في حال لم نستخدمه، وقضية التنصت على المكالمات الهاتفية. بيد أن النقطة الأخيرة، تحمل في طياتها رأيين: «من أنا كي يتنصت العدو على اتصالاتي؟»، و«هل أسراري العاطفية، وأحاديثي الجنسية، باتت بحوزة الإسرائيلي؟».
تفتح المحاور الثلاثة نقاشاً آخر، يتخطى التنظير والنصح. وبينما يستعد جهاد، المهندس المعماري في إحدى الشركات، لاستلام زمام الحوار، يتدخل رجل أربعيني كان قد جلس إلى منضدة قريبة، هامساً: «يا شباب، القصة أكبر من أن يتنصت الإسرائيلي علينا نحن. ثمة قضية أساسية، تتجلى بتحديد مواقع أفراد حزبيين لهم صلة بالصراع مع إسرائيل»، ليعود إلى حديثه مع شاب يجالسه، وكأنه لا يريد أن يسمع آراء الشبان.
لا يعلّقون.
يستعيد جهاد «مفتاح» النقاش، ليفتح الباب على فكرة أخرى، مفادها سؤال بسيط: «هل يحق لنا، في هذه الحالة، أن نرفع دعوى على شركة «ألفا» مثلاً؟». يجيب أحدهم: «طبعاً يحق لك ذلك. أو هكذا أعتقد. لكن، عوضاً عن رفع الدعوى على هذه الشركة، التي لا نستطيع حصر الاتهام بها، لماذا لا ترفع دعوة ضد شركة الكهرباء يا شطّور؟».
يُغلق «باب» النقاش. الحوار انتهى.
في أروقة المخابرات
ثمة حوار آخر يدور في الأروقة الأمنية ـ العسكرية، حول تداعيات انكشاف أمن الاتصالات مؤخراً. بيد أنه يبقى حواراً «مكتوم الصوت»، ينتشر صداه بين جدران تلك الأروقة، مع تردد نسبي خارج مكاتب المديرية العامة لمخابرات الجيش اللبناني، التي ألقت القبض على العميلين الأخيرين.
يقول مصدر في مخابرات الجيش إن «التقنيات التي كانت بحوزة العميلين وفّرت لهما أمورا أمنية عدة، كتحديد مكان صاحب الشريحة من دون الاتصال به، أو حتى تحديده في حال كان الهاتف الخلوي مقفلاً»، لافتاً إلى أن التقنيات نفسها «خولت العدو الإسرائيلي التحكم بتوقيت تعطيل الشبكة بأساليب عدة».
هل لا يزال الإسرائيلي يتنصت على مكالماتنا الهاتفية؟ يجيب المصدر بالجزم إيجاباً: «فالموضوع لا يتعلق بالأفراد فقط. لا نستطيع أن نجزم أن الإسرائيلي يعتمد على العنصر البشري فحسب. فهناك محطات إرسال ثابتة ومتحركة ذات تقنيات عالية، فضلاً عن احتمال وجود شركاء آخرين للعميلين المكتشفين أخيراً».
يضيف المصدر: «كنا، قبل انكشاف العميلين، نتهم ـ ضمناً ـ بعض المخابرات الأجنبية المحلية بالتشويش على اتصالات المواطنين، أي عندما تتصل بشخص ما ويرد عليك شخص آخر، أو يخال إليك أن هاتفه الخلوي مقفل، بينما يتضح لاحقاً أنه مفتوح. لكن، تبين لنا أن إسرائيل هي التي تقف وراء هذه الأمور، وذلك ليس بهدف التسلية طبعاً، بل إنه إجراء يصنف في خانة الاعتراض والسيطرة».
ويشير المصدر الأمني إلى أنه «يتوجب على الإسرائيلي اتخاذ هذه التدابير، أي الاعتراض والسيطرة، لتأمين فرصة التنصت من حيث التقنية وتشويش مكان البث»، لافتاً إلى أن «ما حدث انعكس، بطبيعة الحال، على أداء الشركة، التي أصيبت بإرباك مباغت، وتسعى حالياً إلى إعادة الأمور إلى نصابها».
جعفر العطار
وعقب توقيف العميل الثاني، طارق ر.، ارتفعت أصوات المشتركين في شركة الخلوي، طارحة أسئلة عديدة، وارتفع الصوت أكثر.
كثيرون شعروا بالتهديد الفعلي، وباستباحة أمنهم. كثيرون تساءلوا: هل يقف الأمر عند حدود «ألفا»، أم أن الـ«أم تي سي» مكشوفة أيضاً؟ وماذا عن «أوجيرو» و«الصفر واحد»؟ كثيرون شعروا بثقل هواتفهم الخلوية في جيوبهم.. لكن، أمام العجز عن الفعل، ذهب الكثيرون ناحية الضحك. حتى أن بعض المواطنين تقصّدوا، خلال الأسابيع الماضية الأخيرة، بث رسائل مفخخة للعدو، إما بالتهديد أو بالمعلومات المغلوطة!
في ما يلي، وقائع جلسة شبابية، حول طاولة تحوي ستة أجهزة خلوية، ومحور النقاش: التنصت.
«عملاء بيننا»
تتحلق مجموعة من الشبان حول طاولة مستديرة في أحد مقاهي بيروت. تحتشد على الطاولة مفاتيح وحقائب يد صغيرة. منفضة، أكواب من العصير، وهواتف خلوية من أنواع مختلفة. منها الحديث الطراز، ومنها العادي. إلا أنها، مجتمعةً، تشكل «6 عملاء يجلسون بيننا!»، كما يقول أحدهم.
يجزم سمير حيدر أنه اتصل، قبل وصوله إلى المقهى، بصديقه محمود ليخبره بأنه سيتأخر، إلا أن «رجلاً آخر رد على الهاتف، متحدثاً بلكنة خليجية، فاعتقدت أنك تمازحني، ووجهت إليك، أي للخليجي، الشتائم فأقفل الخط!»، يقول حيدر مستهجناً.
يطلب محمود من صديقه أن يحلف بحياة والدته كي يصدقّه. يفعل الأخير، كاشفاً له أنه «عندما وجدت رقمك على هاتفي، بادرت إلى الرد سريعاً، بيد أن سيدة، يبدو من صوتها أنها طاعنة في السن، راحت تكيل لي الشتائم، مطالبة إياي بعدم الاتصال بابنتها مجدداً!». ولفت إلى أنه «أنا أيضاً اعتقدت أنك تمازحني، فوجهت إليك الشتائم. أعني وجهتها إليها!».
يعلو الضحك في المقهى. تنقسم المجموعة إلى فئتين: الأولى ترى في الأعطال الأخيرة نتيجة لكشف وجود عملاء في شركة «ألفا»، وفروا للإسرائيلي أساليب وابتكارات حديثة تخولهم السيطرة التامة على الشبكة. أما الفئة الثانية فتعتبر الأعطال الجديدة «ما هي إلا ثغرات موجودة أصلاً في الشبكة».
عميل إسرائيلي في كل منزل
يطول نقاش وجهتي النظر، ويقفز إليه الشق الأمني، الذي يتولى أسامة زعتر التوغل في تفاصيله، قائلاً: «لقد سمعت، منذ أكثر من 5 سنوات، أن جنرالاً إسرائيلياً أعلن أنه يملك في كل منزل في لبنان عميلاً لجيشه ولاستخباراته! حينها، لم أفهم مغزى حديثه، لكن منذ أيام، عرفت أنه من حديثه هذا قصد الهاتف الخلوي.. هو العميل الأساسي لهم!». تختفي الابتسامات، وتُرسم علامات الاستغراب معطوفة على حركات الفضول.
يقلل أحدهم من قيمة «معلومة» أسامة، عازياً السبب إلى أن فكرة الهاتف ـ الجاسوس، كانت قائمة في أذهان ناس كثر بشكل عام، وتحديداً أولئك الذين يتعاطون الشقين الأمني والعسكري. ويستشهد بـ«معظم الجلسات الأمنية أو العسكرية، التي كان يصار فيها إلى أخذ الهاتف الخلوي من المدعوين، لعلمهم بخطورة مهام هذا الهاتف، بغض النظر عن «انتماء» الخط الخلوي».
يزم أسامة، الشاب الجامعي، شفتيه، للدلالة على الاستهزاء برد زميله. يتخطى النقاش مضمونه العام، ليتحول إلى معركة. حوار؟
يشبّه للمستمع إلى حديثهم أنه أمام شبان من أصحاب المراكز الأمنية، أو السياسية، الرفيعة المستوى. لكن، ما أن اتضح وجود شاب ذي طابع «أمني» حقيقي بينهم، حتى اتسم حديثهم بالرصانة و«الدقة» في تقديم المعطيات. أما الشاب الحزبي فيستلقي على كرسيه، ويحافظ على صمته. وعندما يهدأ الحديث، يقرر البوح بـ«بعض الأسرار والتقنيات»، حسبما يصفها.
ماذا بحوزتك يا «غرندايزر»؟ يطلب الشاب، بثقة، عدم تدوين اسمه، ويقترح: «يمكنكم نقل الحديث عن مصدر أمني. ممكن؟». طبعاً! يكشف «المصدر الأمني» عن طريقة مبتكرة لتفادي التنصت: «مخطئ من يعتقد أنه في حال انتزع البطارية من الهاتف يتوقف مفعول التنصت. بل يتوجب على المرء أن ينتزع الشريحة، ثم يلفها بشريط لاصق».
إنصات.
ثم؟
لا شيء.
يسأل أحدهم: «يعني إنت فرحان قوي بهيدا الاختراع؟». يقهقه الجميع. يرفع «المصدر» يده ملوحاً للدلالة على الاستفهام، فيكمل الشاب سؤاله: «هل تجد في هذه الطريقة حلاً مصيرياً؟ ما هي الفائدة من هذه العملية؟ إذ يمكنك بكل بساطة أن تبعد الهاتف عنك وكفى. هذا إذا ما تجاهلنا قضية التنصت المحورية، وهي التنصت على المكالمات الهاتفية، وليس الجلسات المحيطة بالهاتف».
يستأذن سمير حمود من زميله، ليخبرهم ـ ممازحاً ـ بأنه شعر بالسعادة منذ عرف أن الإسرائيلي يتنصت على «هواتفنا الخلوية، ورحت أنصب له الفخ تلو الآخر: أفتح نقاشاً عسكرياً مع صديقي، مستعيناً بمصطلحات عسكرية وأمنية تارة، وبصوت مرتبك متردد تارة أخرى! كي يشك في أمري»، ثم يعلّق شاب آخر: «أنا استفدت أيضاً، لكن بطريقة أخرى: في أثناء بعض المكالمات الهاتفية، أعمد إلى شتم أشكنازي وأهدد بيريز وأولمرت!».
ضحك مرتفع الصوت.
لكن ليس على التعليق، بل على «أولمرت يا أمني؟ الزلمي صار بخبر كان!».
هل يمتلك الإسرائيلي أسراري العاطفية؟
ثلاثة محاور إذاً: الأعطال التي طرأت مؤخراً، أي تداخل الخطوط بعضها ببعض، ومسألة التنصت على الهاتف في حال لم نستخدمه، وقضية التنصت على المكالمات الهاتفية. بيد أن النقطة الأخيرة، تحمل في طياتها رأيين: «من أنا كي يتنصت العدو على اتصالاتي؟»، و«هل أسراري العاطفية، وأحاديثي الجنسية، باتت بحوزة الإسرائيلي؟».
تفتح المحاور الثلاثة نقاشاً آخر، يتخطى التنظير والنصح. وبينما يستعد جهاد، المهندس المعماري في إحدى الشركات، لاستلام زمام الحوار، يتدخل رجل أربعيني كان قد جلس إلى منضدة قريبة، هامساً: «يا شباب، القصة أكبر من أن يتنصت الإسرائيلي علينا نحن. ثمة قضية أساسية، تتجلى بتحديد مواقع أفراد حزبيين لهم صلة بالصراع مع إسرائيل»، ليعود إلى حديثه مع شاب يجالسه، وكأنه لا يريد أن يسمع آراء الشبان.
لا يعلّقون.
يستعيد جهاد «مفتاح» النقاش، ليفتح الباب على فكرة أخرى، مفادها سؤال بسيط: «هل يحق لنا، في هذه الحالة، أن نرفع دعوى على شركة «ألفا» مثلاً؟». يجيب أحدهم: «طبعاً يحق لك ذلك. أو هكذا أعتقد. لكن، عوضاً عن رفع الدعوى على هذه الشركة، التي لا نستطيع حصر الاتهام بها، لماذا لا ترفع دعوة ضد شركة الكهرباء يا شطّور؟».
يُغلق «باب» النقاش. الحوار انتهى.
في أروقة المخابرات
ثمة حوار آخر يدور في الأروقة الأمنية ـ العسكرية، حول تداعيات انكشاف أمن الاتصالات مؤخراً. بيد أنه يبقى حواراً «مكتوم الصوت»، ينتشر صداه بين جدران تلك الأروقة، مع تردد نسبي خارج مكاتب المديرية العامة لمخابرات الجيش اللبناني، التي ألقت القبض على العميلين الأخيرين.
يقول مصدر في مخابرات الجيش إن «التقنيات التي كانت بحوزة العميلين وفّرت لهما أمورا أمنية عدة، كتحديد مكان صاحب الشريحة من دون الاتصال به، أو حتى تحديده في حال كان الهاتف الخلوي مقفلاً»، لافتاً إلى أن التقنيات نفسها «خولت العدو الإسرائيلي التحكم بتوقيت تعطيل الشبكة بأساليب عدة».
هل لا يزال الإسرائيلي يتنصت على مكالماتنا الهاتفية؟ يجيب المصدر بالجزم إيجاباً: «فالموضوع لا يتعلق بالأفراد فقط. لا نستطيع أن نجزم أن الإسرائيلي يعتمد على العنصر البشري فحسب. فهناك محطات إرسال ثابتة ومتحركة ذات تقنيات عالية، فضلاً عن احتمال وجود شركاء آخرين للعميلين المكتشفين أخيراً».
يضيف المصدر: «كنا، قبل انكشاف العميلين، نتهم ـ ضمناً ـ بعض المخابرات الأجنبية المحلية بالتشويش على اتصالات المواطنين، أي عندما تتصل بشخص ما ويرد عليك شخص آخر، أو يخال إليك أن هاتفه الخلوي مقفل، بينما يتضح لاحقاً أنه مفتوح. لكن، تبين لنا أن إسرائيل هي التي تقف وراء هذه الأمور، وذلك ليس بهدف التسلية طبعاً، بل إنه إجراء يصنف في خانة الاعتراض والسيطرة».
ويشير المصدر الأمني إلى أنه «يتوجب على الإسرائيلي اتخاذ هذه التدابير، أي الاعتراض والسيطرة، لتأمين فرصة التنصت من حيث التقنية وتشويش مكان البث»، لافتاً إلى أن «ما حدث انعكس، بطبيعة الحال، على أداء الشركة، التي أصيبت بإرباك مباغت، وتسعى حالياً إلى إعادة الأمور إلى نصابها».
جعفر العطار
أخبار ذات صلة
صدمت سيارة دراجة نارية عند دوار الأميركان في صيدا،
2025-03-07 03:57 م 888
توتر على طريق المطار... قنابل بين الجيش والمحتجين
2025-02-15 05:08 م 186
أمنيون وموظفون جدد إلى التحقيق في قضية المرفأ.. الجديد تكشف التفاصيل.*
2025-01-17 06:10 ص 195
جريمة مروّعة.. قتل صاحب المعرض وسرق السيارة!*
2025-01-15 06:00 ص 330
*فضيحة في المطار: تهريب لصالح "الحزب" عبر فريق جمركي*
2025-01-04 11:25 ص 310
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا

إلى السادة حجازي و عكرة و دندشلي البرزي و سعد و تيار المستقبل: الآتي أعظم
2025-05-31 04:56 ص

هل خسر ام ربح الصيدلي عمر مرجان؟
2025-05-27 04:44 ص

اليوم باتت اللعبة مكشوفة:الله يحمي صيدا من الكيدية السياسية والشخصية.
2025-05-26 09:54 ص

النتائج النهائية في صيدا بعد فرز جميع الأصوات:*
2025-05-25 11:07 ص

د صلاح أرقه دان : قالت صيدا كلمتها وأعطت صوتها للجميع ولم تصغ للخارج
2025-05-25 09:26 ص

هادي هلال حبلي عقب اقتراعه: نسعى لإحداث التغيير الحقيقي الذي تحتاجه صيدا