×

حي القملة: منازل متصدعة.. وشكوى من النسيان

التصنيف: Old Archive

2010-07-21  10:11 ص  1244

 

محمد دهشة
فيما تصدح أصوات المعاول والرفوش في أحياء مدينة صيدا القديمة في ورش لا تهدأ، تعيد تزين حاراتها التاريخية وتجميل أسواقها التراثية وبعض منازلها المتصدعة والمتشققة في إطار "مشروع الارث الثقافي" الذي يموله البنك الدولي، الى جانب مبادرات لمؤسسات أهلية وصيداوية، ينتظر حي "القملة" في صيدا اهتمام.. المسؤولين ليعيدوا الى بيوته القديمة رونقها التراثي حين كان الحي الاشهر في المدينة قبل عقود.
يقع حي "القملة" في منطقة البستان الكبير ـ حي الوسطاني، الى جانب شارع رياض الصلح الرئيسي وسط المدينة قبالة مسجد الزعتري، وما زال يحافظ على بيوته القديمة ذات الطابع الاثري والرونق العمراني الذي يعود للعهد العثماني والفرنسي ليمزج بين الحداثة والتراث، وقد اكتسب شهرة واسعة رغم انه غير مصنف ضمن الأحياء الثلاثة عشر القديمة التي يتوزع عليها أبناء المدينة كونه يتوغل في تاريخ المدينة قدما، اذ يزيد عمره عن مئتي عام.. والاول خارج اسوار المدينة القديمة وحاراتها المتلاصقة والقائم على احد الانهار الاربعة التي كانت تخرق المدينة "القملة"، "البرغوث" و"الاولي" و"سينيق"، وقد تم سقف الاولين بالاسفلت بينما الاخيرين ما زالا على حالهما يرسمان حدود المدينة شمالا وجنوبا.
نسيان وشكاوى
اليوم يبدو الحي منسيا، ويشكو أبناؤه من قلة الاهتمام والنظافة والاهم منهما غياب الترميم أسوة بما هو حاصل في احياء المدينة القديمة، اذ بعض منازله متشققة وقناطره شبه متداعية ولا تزال تحافظ على الابواب والنوافذ الخشبية العتيقة من قضبان الحديد، الى جانب بقاء "علية" كبيرة كان ابناء الحي يخزنون فيها المؤن والطعام لحفظها من التلف بسبب الحر والوصول اليها عبر درج داخل المنزل.
ويؤكد أبناء الحي الذي يمكن الوصول اليه من ثلاث مداخل الرئيسي لجهة مسجد الزعتري والثاني مقابل "وقف اليعفوري" والثالث مقابل مدرسة "عبسي"، انه مؤلف من 55 منزلا اكثر من نصفها بحاجة الى اعادة صيانة وترميم بسبب التشققات والتصدعات الظاهرة للعيان، و رغم ذلك ما زالت تقطنها عائلات: السن، البابا، اليعفوري، ودالي بلطة، رواس، البزري، الحاراتي، نسب، حسنين وقبلاوي.
انتظار قاتل
ويوضح وليد حسن السن "أبو خالد" الملقب بـ "مختار الحي" عرفا لانه الاقدم بين السكان "اننا نعيش في حالة انتظار قاتلة.. فلا يوجد هناك إهتمام بإعادة ترميم المنازل ولا مشروع بهدمه كاملا كي يصبح من الماضي وفق ما كان مقررا سابقا قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري، مقابل دفع التعويضات المالية اللازمة او تأمين منازل بديلة، ويشيد مكانه مركز تجاري او حديقة عامة، فمنازل الحي كلها مترابطة مع بعضها البعض ويكفي للدلالة على ذلك ان حائط واحد يشكل جدار مشترك لعدة منازل متلاصقة او متجاورة يمتد على مسافة عشرات الامتار".
وقال: اننا عالقون بين حدود الحي ومنازله القديمة، ولا يمكن الصمت والانتظار اكثر، ان الحي يحتاج الى كل شيء من عناية واهتمام وترميم وحتى النظافة، وهو مهمل الى هذا الحد ربما لانه يقع جانبا وسط المدينة خلافا للاحياء المفتوحة داخل صيدا القديمة او خارجها، متمنيا لو "تعود الايام الخوالي حيث طيبة الناس وتواصلهم وتلاقيهم في السراء والضراء، اما اليوم فكل واحد في شأنه يسعى وراء قوت يومه دون ان يلتفت الى غيره"، مشيرا الى ان هذا الحي في المدينة عصيا على التفكك الاجتماعي والاسري نظرا لتلاصق منازله ويكفي للدلالة على ذلك ان جدارا واحدا يشكل حدود بضع منازل في آن.
ذكريات ومطالب
منذ 35 عاما، والحاجة هدى الحريري تقطن في الحي، عاشت فيه حلو الحياة ومرها مع زوجها طلال الدغيلي، تطالب المسؤولين باعادة ترميم المنازل واذا لم يكن بالمستطاع الان، فعلى الاقل الاهتمام بالنظافة وهذا اضعف الايمان، قبل ان تردف "ان البرغش والذباب سيدا المنطقة، بينما يؤكد علي القرص ان الحي كغيره من الحارات القديمة يحتاج إلى من يقدر قيمته التاريخية ويحافظ عليه كمعلم أثري يحكي حقبة من تاريخ المدينة، فالحي كان هاما وفيه حتى اليوم بقايا مطحنة داخل منزل دالي بلطة".

تذكير بالتسمية
يعود تسمية "القملة" الى وجود دباغة قديمة للجلود، كان الناس يدبغون جلودهم قرب النهر، مما يجعل "القمل" يتكاثر في الجدول بعد أن يجف في الصيف.. بيد ان بعض المؤرخين يشيرون الى أن الفرنسيين كانوا يشبهون الجدول عندما يصبح طيناً بالحليب ويقولون come lait وتلفظ بالعربية "قملة" ويؤيد هذه الرواية المؤرخ الدكتور طلال المجذوب الذي أكد ان الفرنسيين اطلقوا هذه التسمية عام 1840 لانها مياه النهر كانت تجف وتشبه الكلس الابيض او الحليب، قبل ان يوضح "ان القملة تعتبر اول منطقة خارج صيدا القديمة وكان فيها 7 مطاحن وكان النهر يفصل بين الحي والعائلات فيه وعندما جاء الفرنسيون اقاموا جسرا خشبيا عليه.

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا