×

لبنان يتجهّز لدخول موسوعة غينيس بطبق حمّص أكبر من ذاك الإسرائيلي

التصنيف: Old Archive

2009-10-03  09:28 ص  1223

 

زينة برجاوي

من منّا يجلس أمام مائدة الأطباق اللبنانية ولا يطلب صحن «الحمّص بطحينة» الذي يكون دائما سيّد المقبّلات؟ الحمص بكل أشكاله وأنواعه هو الصحن اليومي الذي يدخل الى منزل كل لبناني، ولكل ربة منزل طريقتها الخاصة في تحضيره.
اليوم، بات للحمص معنى آخر، فقد أصبح قضية وطنية يطالب لبنان عبرها باستعادة حقه التاريخي في «ملكية الحمص بطحينة»، بعدما ادّعت اسرائيل ملكية الطبق. وكان الإسرائيليون قد أحرزوا الرقم القياسي العالمي لأكبر طبق حمص وسجلوه في موسوعة «غينيس» بوزن 400 كلغ وبقطر 4 أمتار، في آذار الماضي.
اليوم، سيقف لبنان لإسرائيل بالمرصاد، كونها تقرصن الهوية التراثية، فتطلق «الشركة الدولية للمعارض»، برعاية وزارة الصناعة، وبالتعاون مع «جمعية الصناعيين اللبنانيين»، حملة «لمين الحمّص؟ الحمّص لبناني»، يومي 24 و25 الجاري، في سوق الطيّب الواقع في منطقة الصيفي. وتتركز الحملة على محاولة كسر الرقم القياسي الحالي. أما في 25 الجاري فلن يتوقف الأمر عند الحمّص، بل ستشمل الحملة صحن «التبولة».
وبالرغم من وجود لغز تاريخي حول المنشأ الأصلي لطبق الحمص بالطحينة فمن المؤكد أن مصدره المشرق العربي، بلبنانه وفلسطينه التي «سرقها» الإسرائيلي، وها هو اليوم يسرق تراثها المطبخي.
وللأسف، بات الحمص بطحينة يسوّق اليوم عالمياً كطبق تراثي إسرائيلي أو يوناني، كما تم نسبه أيضا إلى عديد من الدول الأخرى التي لا تمتّ إلى أصله بصلة.
الشيف رمزي و250 متدرباً
يشارك في الحملة مدير مدرسة الفندقية في الكفاءات «الشيف» رمزي الشويري («الشيف رمزي»). فيجهز، بالتعاون مع 250 طاهياً متدرباً، الأطباق في موقع الحدث. ولفت الشويري لـ«السفير» الى وجود 50 طاهياً مختصاً يشرفون على الطهاة المتدربين، وسينفذ النشاط تحت إشرافه الخاص. وحول آلية العمل المعتمدة، يؤكد انه ستقسّم الكمية المطلوبة على عدد الطهاة «لتحضير كمية كبيرة في وقت قصير». ويرى الشويري أن المهمة ليست سهلة، خصوصا أنه يجهز للمرة الأولى في حياته هذا الحجم من الأطباق.
وفي اتصال مع «السفير»، أشار رئيس نقابة أصحاب الصناعات الغذائية في لبنان جورج نصراوي إلى أن الحملة تمّت بالتنسيق بين النقابة وجمعية الصناعيين اللبنانيين، بعدما تم الترويج لبعض المنتجات اللبنانية (الحمص بطحينة، التبولة، الفلافل، الباذنجان المتبّل)، على أنها إسرائيلية. ويشدّد نصراوي على أن الحملة تهدف الى «الحفاظ على التراث اللبناني، حيث تحضّر النقابة ملفا ستقدمه الى وزارة الاقتصاد، من اجل تسجيل المنتجات المذكورة أعلاه عالميا، بصفتها منتجات لبنانية». ويلفت نصراوي الى أن العديد من أصحاب الصناعات الغذائيّة اللبنانيّة والحرفيين اللبنانيين، بالإضافة الى مختصين بصناعة الزيت والصابون والحرفيات، سيشاركون في هذا الحدث، ويقدمون كل ما يتوافر من منتجات.
وعن هوية الحمّص وأول من علّبه، يقول نصراوي ان هناك دراسة قيد الإعداد تتناول التاريخ التسلسلي للحمص، وستنفذ بالتعاون ما بين نقابة أصحاب الصناعات الغذائية، وجمعية الصناعيين، والشيف رمزي.
من جهتها، تشرح المديرة الإقليميّة لمنتجات الوسيط ـ الممثل الرسمي لكتاب «غينيس العالمي للأرقام القياسية» في لبنان مريم حب الله، خلال اتصال مع «السفير»، أنه «كوننا الممثل الرسمي، سنزوّد الحملة بالإجراءات المناسبة وجميع المعلومات التي تساعد على كسر الرقم القياسي». وتلفت الى ان حكماً سيحضر من لندن للإشراف على الحملة، والتأكد من كسر الرقم القياسي قبل تسجيله في موسوعة «غينيس». وتؤكد حب الله: «نحن سنساعدهم في الإجراءات، ويعود الأمر لهم في كسر الرقم القياسي».
كما وزعت «الشركة الدولية للمعارض»، وهي منظمة الحدث، بياناً أشار فيه رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود، إلى أنه «قارب خلال العام الماضي موضوع تسجيل أطباق المطبخ اللبناني في المؤسسات ذات الصلة في الاتحاد الاوروبي ومنظمة التجارة العالمية من أجل حماية الهوية الثقافية والتراثية والاقتصادية للبنان». كما ألقى الضوء على «المبالغ الطائلة التي يخسرها لبنان عن غير حق من سوق الحمص العالمي المربح». وأشار عبود في البيان إلى أن «هناك عدداً كبيراً من المأكولات التي تسطو اسرائيل على أسمائها الاصلية، على سبيل المثال لا الحصر الفلافل والحمص والبابا غنوج والتبولة والمنقوشة واللبنة والكشك والشنكليش وغيرها».
وأضاف أن «الحمص أصبح ذا شهرة عالمية، بحيث إنّ مطاعم لندن ونيويورك تقدّم وصفات شهية من الحمص والفلافل على أنها أطباق تراثية إسرائيلية، ما يتسبّب بخسائر فادحة يتكبدها لبنان في سوق الحمص تقدر ببليون دولار أميركي مع استهلاك 500 ألف صحن حمص يومياً في بريطانيا فقط».
واعتبر عبود «أنّنا إذا ربحنا هذه المعركة، فسنزود لبنان بإمكانيات ضخمة على هذا المستوى». وأكدّ عبود أن «جمعية الصناعيين ستقوم بورشات عمل صناعية عن موضوع التسجيل. وبعد تسجيل المنتجات المطلوب حمايتها، سترفع الجمعية دعوى قضائية في وجه إسرائيل وجميع الشركات المساهمة في عمليات السطو لصون الإنتاج الوطني وحمايته».
بدوره، لفت نائب رئيس «الشركة الدولية للمعارض» فادي جريصاتي في البيان إلى أن «الوجه الثقافي لمنتجاتنا الغذائية قد عانى الكثير من الإهمال في السابق، وهدفنا هو إعادة لبنان إلى خريطة المطبخ العالمي ونشر التراث والثقافة اللبنانيين في العالم».

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا