×

الحرارة ترتفع .. حتى في أعماق المحيطات

التصنيف: Old Archive

2010-07-26  11:11 ص  1071

 

 

في أعماق المحيطات النائية والقارسة البرودة ترتفع درجات الحرارة ببطء. والتغير في درجات الحرارة كبير ليس من حيث الكم وانما من حيث الامتداد الى أعماق كبيرة مما يضيف الى ارتفاع مستوى مياه البحار وقد ينذر باثار أكبر على البشر والكوكب.
وبينما العلماء غير متأكدين بعد مما اذا كان ارتفاع درجة الحرارة ناجما عن التغير المناخي الا أنهم يسعون جاهدين لمعرفة المزيد عما يحدث. ذلك لان مستوى الطبقة التي تبدأ على عمق كيلومترين تقريبا من سطح المحيطات يشكل نحو نصف المحيطات في العالم ويلعب دورا حيويا في تنظيم المناخ على كوكب الارض.
قال ستيف رينتول عالم المحيطات في هيئة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية وهي هيئة للعلوم والابحاث تدعمها الحكومة الاسترالية "قبل عشر سنوات أو نحو ذلك كانت الصورة في أذهاننا أن المحيطات العميقة مستقرة الى حد كبير ...لكن ما تغير في العقد الاخير من الزمن هو أننا بدأنا مراكمة مقاييس كافية لاظهار أن هناك تغيرات واسعة النطاق تحدث في المحيطات العميقة. وأن تلك تتضمن حقيقة ارتفاعا ملحوظا واسع النطاق لدرجات الحرارة في المستويات الاعمق للمحيطات".
والمياه تتمدد مع ارتفاع درجة حرارتها ويعد هذا الى جانب ذوبان الانهار الجليدية والقمم الجليدية للجبال قوة رئيسية وراء ارتفاع مناسيب المياه في البحار. ويرتفع مستوى المياه في البحار بمعدل ثلاثة ملليمترات سنويا في المتوسط ولكن بعض الدراسات تشير الى أن البحار سترتفع بمقدار يصل الى متر بحلول عام 2100 مما يغرق السواحل الواطئة.
وقال رينتول "الجانب المتعلق بتخزين الحرارة مهم لانه على مدى السنوات الخمسين الماضية فان أكثر من 90 في المئة من الحرارة الزائدة المخزنة في الارض توجد الان في المحيطات. وتستوعب أعماق المحيطات ما يصل الى عشرة و20 في المئة من هذه الحرارة المخزنة.
وجرى تسجيل أكبر ارتفاع لدرجة الحرارة في أعماق المحيطات بالقرب من القارة القطبية المتجمدة الجنوبية وفي شمال المحيط الاطلسي.
وقال غريغوري جونسون وهو عالم محيطات في الادارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي "نشهد ارتفاعا في درجة الحرارة. ونشاهد هذا النمط منذ عقد أو عقدين من الزمن".
وأشار الى صعوبة أخذ قياسات من الاعماق السحيقة التي قيدت قدرة العلماء على أخذ عينات مرة كل عشر سنوات في رحلات مكلفة تقطع منطقة من المحيط.
وقال ان معدل ارتفاع درجة الحرارة الذي تمت ملاحظته في المستويات العميقة في المحيط الجنوبي بين استراليا والقارة القطبية الجنوبية كان نحو 0.03 درجة مئوية كل عشر سنوات.
وقال جونسون من سياتل "انه قدر صغير جدا على ما يبدو ولكنه في الواقع استيعاب لقدر هائل من الطاقة. انه يعادل اطلاق نحو أربع قنابل من النوع الذي أطلق على هيروشيما".
والعينات التي أخذت من بعض المناطق مثل المحيط الجنوبي أكثر من العينات التي أخذت من غيرها. وما وجده العلماء مثيرا للقلق. فالمحيطات "مخزن" رئيسي للكربون وتمتص كمية كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري بما في ذلك نحو ربع الغاز المنبعث من الانشطة البشرية. وتخزن المحيطات كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون تعادل 50 مثلا للكمية التي يتم تخزينها في الغلاف الجوي ومعظمها يخزن في المستويات الوسيطة الى العميقة من مياه المحيطات.
وقالت برناديت سلويان من وحدة البحوث البحرية وبحوث الغلاف الجوي في هيئة الكومنولث
وتعادل انبعاثات الوقود الحفري الناجمة عن النشاط الانساني نحو ستة مليارات طن من الكربون سنويا وهي جزء ضئيل جدا من الكربون المخزن في المحيطات والذي يتراوح بين 38 و40 تريليون طن من الكربون المخزن في المستويين المتوسط الى العميق في المحيطات.
وفي الوقت الحالي بينما تطلق المحيطات غاز ثاني أكسيد الكربون في تيارات المياه الصاعدة من القاع الى السطح قبالة القارة القطبية الجنوبية والمناطق الاستوائية فان المحيطات في أنحاء العالم تمتص اجمالا كميات من الكربون أكثر مما تطلقه. ولكن العلماء يقولون ان هذا قد يتغير.
(ميدل ايست اونلاين)

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا