×

حلاوة النص من شعبان.. تقليد ينبأ بقرب رمضان في صيدا

التصنيف: Old Archive

2010-07-27  10:53 ص  7328

 

محمد دهشة

تزدحم محال الحلوى في مدينة صيدا كما في أحيائها الشعبية كل عام في النصف من شعبان بالمواطنين الذين يقبلون على شراء "حلاوة النص" أو الجزرية وهي حلوى تصنع من "اليقطين" يقدمونه ضيافة لزائريهم او هدايا للاهل والاقارب الاصدقاء كتقليد صيداوي ينبأ ببدء العد العكس لموعد حلول شهر رمضان المبارك.
تلقى هذه الحلوى اقبالا من المواطنين تمسكا بهذا التقليد الديني الاجتماعي واستعدادا لاستقبال رمضان المبارك بنفحات من الايمان بعد احياء ليلة النصف من شعبان بتلاوة القران الكريم وسيرة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وصوم نهاره، بينما يقبل عليها أصحاب محال الحلوى لما فيه من ربح مادي، اذ انها تباع بكثافة لافتة في يوم محدد من العام ولذلك ارتبط اسمها به ـ حلاوة النصف من شعبان.. ويستمرون بصناعتها حتى نهاية شهر رمضان لتتحول في بقية ايام العام الى حلوى عادية بين عشرات الاصناف التي يتتشهر بها مدينة صيدا.
صناعة الحلوى
تبدأ عملية التحضير لصنع "حلاوة النص" او "الجزرية" مع قطاف "اليقطين" وهي قرعة دائرية الشكل كبيرة في شهري نيسان وايار من كل عام، ثم تخزن الى الموعد المحدد وهي قادرة على الصمود في وجه التلف ما لا يقل عن ثمانية اشهر بسبب قشرتها السميكة.
وعند بدء الصناعة يقشر اليقطين بواسطة منشار خاص عبارة عن سكين كبيرة ذي اسنان حادة ومربوط بخشبة للتحكم به ثم يقطع ويبرش بواسطة آلة كهربائية، وتكون صفوة "ماء الكلس" قد تم تحضيرها وتصفيتها بعد خلطها بالماء لمدة خمسة ايام متتالية، قبل ان ينقع "اليقطين" فيه لمدة تتراوح بين 2 ـ 4 ساعات وفق نوعيته، اذا كان قاسيا فالوقت الاقصر واذا كانت طريا يحتاج الى الاطول حتى يشتد ويقسو ويعطي طعما لذيذا، ثم يغسل 7 مرات بالمياه الحلوة حتى لا "يسًود".
المعلم الاسود
ويقول "معلم الحلوى" عبد السلام الاسود الذي يحترف الصناعة منذ 35 عاما ويملك محلا في ساحة "الشهداء" وسط مدينة صيدا "اثناء طبخ "اليقطين" يوضع بوعاء نحاسي كبير وليس من الالمنيوم، ويحتاج الى نار قوية جدا ويبقى لمدة ساعتين تتدنى فيها النار تدريجيا ريثما يكون قد جف "القطر" وكل هذا يتطلب خبرة وجهدا كبيرا في "تحريكه" بشكل دائم و"قلب الطبخة" بين الحين والآخر"، مشيرا الى ان الوعاء المتعارف عليه يتسع عادة بين 30 ـ 35 كليو من "اليقطين" تتحول في نهاية المطاف الى ما يقارب 20 ـ 25 كليو من "حلاوة النص" او الجزرية".
واضاف الاسود مع اقتراب الانتهاء من الطبخ تعطي الجزرية لونها البرتقالي ـ لون الجزر ولذلك سميت بهذا الاسم، قبل ان يضاف اليها ماء الزهر ثم تترك كي تبرد وتباع في اليوم التالي بعد ان يضاف عليها نوعا من المكسرات وغالبا الجوز او اللوز كي تعطي نكهة خاصة.
انواع واسعار
وتباع "حلاوة النص" او "الجزرية" في المحال بثلاث انواع: "المفرطة" وهي الجزرية العادية، و"المضغوطة" وهي الجزرية الناشفة وتوضع وتضغط في قالب خاص ويضاف اليها السكر الناعم حتى تقسو اكثر و"السوداء" وهي تطبخ مثل العادية لكن يضاف اليها لون الكولا والجوز بكثافة ويباع كيلو الجزرية وفق نوعيته والمكسرات المضافة اليه وهي عادة الجوز واللوز، أما بخصوص الأسعار فتختلف اختلافً متباينا بين المحل الشعبي والباتيسري "المودرن"، ففي محل شعبي في صيدا يباع الكيلو بـ 8 آلاف ليرة لبنانية، وقد نشتريه من محل أرقى بـ 10 ألف ليرة لبنانية، ليصل إلى 12 ألف ليرة في الباتيسري ذات الإسم العريق والديكور الفخم، وفي كل الاحوال يتراوح الكيلو بين 10 ـ 12 الف ليرة لبنانية، فكيلو المفرطة 10 الاف، بينما المضغوط الناشف والسوداء 12 الف ليرة لبنانية.
تباهي وعادة
ويتباهى الاسود بصناعة هذه الحلوى التي تحتاج الى خبرة واناءة، يسيل لعاب الانسان دون ارادة امام منظرها الشهي الزهري، قبل ان يضيف ان الاقبال على شراء هذه الحلوى هو يوم في العام كله النصف من شعبان تمسكا بالسنة النبوية والعادات والتقاليد الصيداوية.
ويصف محمود السن هذه الحلوة بانها لذيذة، صحيح انها موجود الان طوال الايام في محال بيع الحلوى ولكن لمناسبتها الاهمية، فنقدم على شرائها في النصف من شعبان كل عام كتقليدي مستحب، اذ انه في ليلة النصف من شهر شعبان اعتاد الصيداويون احياءها بتلاوة سيرة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم ويصومون نهارها ونرى محلات الحلوى وخصوصا التي تبيع الجزرية المعروفة بـ "حلاوة النص" تعج بالزبائن لشراء هذه الحلوى مع السمسمية والبندقية وغيرها مما يعطي لهذا اليوم نفحة خاصة تهيئنا لاستقبال رمضان ويقدمها الصيداويون هدية الى الاهل والاقارب والاصدقاء كعربون محبة واستعدادا لقرب حلول شهر رمضان.

حلويات رمضان
تعتبر صناعة حلاوة النص او الجزرية هي تهيئة للبدء بصناعة حلويات رمضان، ففي النصف من شعبان تبدأ محال الحلويات بالعودة إلى الأجواء الرمضانية، حيث الإزدحام والإقبال على الشراء، فتعد العدة لتقديم أشهى الحلويات التي تشتهر بها مدينة صيدا، فمن حلاوة النص ـ الجزرية والفستقية، مروراً بالمدلوقة وحلاوة الجبن والعثملية، وصولاً إلى البقلاوة والسنيورة والقطايف، كل ذلك يتناغم مع المشروبات من: التمر الهندي، والعرق سوس، والجلاب، وقمر الدين..
 

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا