"باب الحارة" في صيدا القديمة...

التصنيف: Old Archive

2010-08-14 09:04 ص 2695

محمد دهشة

دخـــــل الــمــســلــســل الــســوري الشهير "بــاب الــحــارة" الــى كــل منزل وحارة في مدينة صيدا، لــكــنــه فــــي الــمــديــنــة الـــقـــديـــمـــة لــــه نــكــهــة خــاصــة نــظــرا للتشابه بين الحارتين، وكثيرا ما يتناقل الفتيان فيها حكايات ابطال المسلسل فـــيـــقـــومـــون بــتــمــثــيــل ادوارهــــم بــاعــتــزاز بين المزح والجد.

اشتبكت حــارة "المصلبية" مع حارة "باب السراي" في مدينة صيدا القديمة وتبادل فتيانهما النار..

لكن من بنادق بلاستيكية سمعت اصداؤها في حارات صيدا الاخرى وهــم يقومون بتمثيل المسلسل الــســوري الشهير "بـــاب الــحــارة" الضارب في النجاح للعام الخامس على التوالي.

في الازقة الضيقة بين الحارتين، تقاسم عشرات الاطفال ادوار البطولة في المسلسل، بين كر وفر، يمضي هؤلاﺀ معظم اوقاتهم خلال شهر رمضان المبارك، يشاهدون حلقات المسلسل ليلا ويمثلونها نهارا، يقول الفتى خليل ابــو غزالي من "المصلبية" اننا نمثل حارة "الضبع"، فيما "بــاب الــســراي" يمثلون حارة "ابو النار"، قبل ان يردف "نختلف مع بعضنا بين الحين والآخر ولكننا نتفق في محاربة الحارات الاخرى ـ التي تمثل وفــق وجهة نظرهم الاحتلال الفرنسي".

ويؤكد ابو غزالة الذي يجسد دور "القبضاي" معتز "ان هذا المسلسل استهوى قلبي وعقلي، وأتمنى ان أكــون قبضاي الحارة ـ معتز الذي لقن الجنود الفرنسيين الــدروس والهزائم"، مشيرا الى انني "احلم ان التقي به واقــول له انني أحبه وسأكون شجاعا مثله".

فجـــــأة، يــقــطــع ابـــو غــزالــي كلامه على وقع سماع اطلاق نار "خلابي"، ينادون عليه بأن معركة حصلت مع الحارة المجاورة ـ باب الــســراي، ويــقــول الــفــتــى سعد الاتــــب "لــقــد وفــــرت مــصــروفــي الــيــومــي كــي أتــمــكــن مــن شــراﺀ بند قية بلا ستيكية للمشا ر كة في" الدفاع "عن الحارة من" غزو " الحارات الاخرى "، قبل ان يضيف" اننا سعداﺀ بهذا المسلسل الذي يجسد النخوة العربية ورفض الانصياع للاحتلال، انه يجعلنا نشعر اننا شباب قبل أواننا، يزرع فينا حب الوطن والتضحية في سبيله".

بينما يــصــف محمد زبــيــدة واقــع الــحــال فــي مسلسل "بــاب الــحــارة" بين السوريين الابطال والفرنسيين "المحتلين" تماما كما الحال بين لبنان واسرائيل، وبالصمود والتضحيات والدماﺀ انتصرت المقاومة فــي نهاية الــمــطــاف لانـــهـــا صــاحــبــة حق وانسحبت "اسرائيل" دون قيد او شرط.

وتأتي أحداث الجزﺀ الخامس من المسلسل مكمّلة لما انتهى به الجزﺀ الرابع، بما يشكل اتصالا لــلأحــداث بين الــجــزﺀيــن، جاذبا ا لمشا هد لمعر فة مــا سيجر ي فــي حــلــقــاتــه، ويــنــتــظــره ابــنــاﺀ المدينة مساﺀ كــل ليلة بفارغ الصبر لمعرفة تفاصيل تطوراته الــمــتــســارعــة، بــيــنــمــا يستثمر اصــحــاب الــمــحــال هـــذا النجاح للتر ويج لبضا ئعهم، فتحضر وجــوه الابطال في "بربارة" حينا وصور حينا أخرى، ليزيد الاقبال عليها، ويقول الحاج عبد أوسطه "ان عــرض هــذا المسلسل في رمـــضـــان حــقــق نــجــاحــا كــبــيــرا، فــالــنــاس يــريــدون الــعــودة الــى الــقــيــم الاخـــلاقـــيـــة والــتــكــافــل الاجتماعي والى التمسك بالحق وعــدم التفريط به مهما كانت التضحيات، فــوجــدوا فــي هذا المسلسل ضالتهم لانه عنوان عربي اصيل".