مؤتمر بيئي في صيدا غداً على طريق حل شامل لمعضلة جبل النفايات

التصنيف: Old Archive

2009-10-05 10:21 ص 1073

رأفت نعيم

تعقد بلدية صيدا غدا الثلاثاء مؤتمرا بيئيا تخصصه لمقاربة شاملة للمعضلة البيئية المزمنة التي تعانيها المدينة والمتمثلة بجبل النفايات، تحاول البلدية ورئيسها الدكتور عبد الرحمن البزري من خلال هذا المؤتمر ومن خلال توجيه الدعوة الى مختلف فاعليات المدينة دون استثناء وفي مقدمهم وللمرة الأولى نائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرة بهية الحريري اللذان سيتمثلان في المؤتمر، أن تظهر ولأول مرة في تاريخ ولاية المجلس البلدي الحالي أنها بلدية لكل المدينة وليست محسوبة على طرف سياسي دون آخر كما درجت عليه خلال السنوات الخمس الماضية.
المؤتمر الذي يعقد في مبنى القصر البلدي للمدينة ترافقه حملة اعلامية على شكل لوافت ومنشورات بدأت البلدية ترفعها وتوزعها في شوارع المدينة منذ الجمعة الماضي، فيما وجهت الدعوات الى وزارة البيئة ورئيسي بلدية صيدا السابق هلال قبرصلي والأسبق أحمد كلش ورؤساء عدد من بلديات المنطقة والى عدد من الخبراء البيئيين وممثلي معظم الجهات التي عملت أو شاركت في دراسات لها علاقة بمشكلة المكب .
وينتظر أن تنبثق عن هذا المؤتمر لجنة متابعة لمواصلة التحرك على خط معالجة مشكلة المكب والذي يتلاقى مع خطوات عملية كان بدأها الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرة بهية الحريري بالتعاون مع وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار على هذا الصعيد بعد تقدم المملكة العربية السعودية بهبة قدرها 20 مليون دولار لصالح اقامة حاجز بحري في المنطقة الممتدة بين الطرف الشمالي للمكب وبين حدود معمل معالجة النفايات في سينيق ، اضافة الى مبلغ مماثل خصصته الحكومة اللبنانية ضمن موازنة العام 2009 لصالح مشروع معالجة جبل النفايات ، لتضاف اليهما ايضاً الهبة التي كانت قدمتها قبل خمس سنوات مؤسسة الوليد بن طلال للغاية نفسها والبالغة خمسة ملايين دولار .
وعلمت "المستقبل" في هذا الاطار، أن صيدا ستشهد خلال الأسابيع القليلة المقبلة خطوات جديدة وجدية على صعيد مواجهة مشكلة مكب النفايات سيقودها الرئيس السنيورة والوزيرة الحريري بالتعاون مع البلدية ووزارة البيئة استكمالاً لاجتماعات وورش العمل التي كانا بدأاها مع الوزارة ومجلس الإنماء والإعمار وشملت أيضاً موضوع معالجة مشكلة الصرف الصحي من خلال استكمال محطة التكرير وأيضاً معالجة العوائق التي لا تزال تعترض انجاز المراحل المتبقية من معمل معالجة النفايات في سينيق حيث تم بحث هذه الأمور مع ممثلين لمؤسسة مياه لبنان الجنوبي والقيمين على المحطة والمعمل.
وحسب مصادر متابعة فإن هذه الخطوات سيشارك فيها ايضاً رؤساء بلديات أكثر من ستين بلدية في المنطقة تم أو يتم ربطها بشبكة محطة التكرير لمعالجة الصرف الصحي لهذه البلدات والتي ستستفيد أيضاً بعد انجاز معمل النفايات من التخلص من نفاياتها اليومية عن طريق هذا المعمل .
وتضيف هذه المصادر أن هذه الخطوات التي يفترض أن تدخل حيز التنفيذ بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ستأخذ في أولوياتها بداية، رفع الضرر اللاحق بالبيئة البرية والبحرية والهواء جراء مزيد من الانهيارات أو الحرائق التي قد يشهدها المكب نظرا لتضخمه وعدم قدرته على استيعاب المزيد من النفايات، خاصة على أبواب فصل الشتاء وعواصفه التي تؤدي عادة الى حدوث انهيارات في هذا الجبل لجهة البحر .. على أن توضع خطة متكاملة لمعالجة المكب تبدأ باقامة الحاجز البحري وصولا الى تأمين مكان لنقل أتربة المكب اليه يعتقد أنه سيكون نفس المكان الذي سيستخرج منه كميات الردم التي ستستقدم لردم المنطقة البحرية التي ستنجم عن الحاجز المائي في محيط المكب. علما أن مشكلة عدم ايجاد مكان بديل لنقل أتربة المكب اليه خلال معالجته هي نفسها كانت واجهت المجلسين البلديين الحالي والسابق.