حضرت ذكرى "يوم الارض" في نصوص مخطوطة ولوحات حروفية لنحو مئتي طالب لبناني وفلسطيني وسوري كتابة وتخطيطا ورسما في مسابقة "جماليات الخط العربي " التي نظمتها للسنة السادسة على التوالي جامعة الجنان في مقر فرعها في صيدا بالتعاون مع الشبكة المدرسية لصيدا والجوار والمركز الثقافي الفرنسي في صيدا برعاية رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري، وذلك باعتبار يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع العربي الإسرائيلي، وتأكيدا على ان هذه الأرض التي لا يزال القسم ألأكبر منها مغتصبا في فلسطين كانت ولا تزال وستبقى لمالكها الأصلي الشعب الفلسطيني.
الطلاب المشاركون الذين يمثلون نحو20 مدرسة رسمية وخاصة ومدارس الاونروا ومعاهد ومدارس طلاب سوريين من صيدا والجوار توزعوا على اقسام ومراحل المسابقة بحسب فئة الخط او الكتابة الحروفية التي اختاروها ، فتقاسم بعضهم تخطيط نصوص نثرية توثق تاريخ وظروف اعلان الثلاثين من آذار يوما للأرض في استعادة لوقائع مصادرة سلطات العدو الاسرائيلي في آذار من العام 1976، لآلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة التي تعود للفلسطينيين وما اعقب ذلك من إضراب عام ومواجهات دامية وسقوط شهداء واعتقال المئات من الفلسطينيين، أصحاب الأرض الأصليين. فيما تشارك آخرون في تخطيط عبارات وابيات شعرية من وحي تعلق الانسان الفلسطيني والعربي بأرضه مثل ابيات الشاعر خالد نصرة "أرض مُزجت صفاتها بصفاتي وتركت فوق أديمها بصماتي/ أرض إذا نأيت يوماً تساءلت في قلبها الذرّات عن ذرّاتي"، ولوحات حروفية مستوحاة من قصيدة اخرى له، بالاضافة الى فئة التخطيط الاحترافي . واستخدم الطلاب المشاركون خطوط "( الرقعة – الثلث – النسخ – الكوفي – الفارسي – الديواني – الديواني الجلي – الحر ) .
حضر اطلاق المسابقة : ممثل النائب الحريري منسق عام الشبكة المدرسية لصيدا والجوار نبيل بواب والملحقة الثقافية والتربوية في السفارة الفرنسية في بيروت كارول دوندي فيل ومديرة المركز الثقافي الفرنسي في صيدا ليتيسيا بارب، وممثل رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عضو المجلس البلدي كامل كزبر، ورئيسة دائرة التربية في الجنوب سمية حنيني والدكتور بسام حمود بصفته استاذا محاضرا في الجامعة واعضاء الهيئتين التعليمية والادارية في الجنان يتقدمهم مدير فرع صيدا الدكتور عماد سيف الدين وعدد من مدراء مدارس الشبكة المدرسية لصيدا والجوار ومدارس الأونروا المشاركة.
والقى بواب كلمة بالمناسبة اكد فيها على اهمية الموضوع الذي تمحورت حوله المسابقة هذا العام وهو يوم الارض .. وقال: ان صيدا التي تحمل كنزا كبيرا من المجتمع المحلي الراقي المميز اختارت يوم الارض في 30 اذار حتى توجه رسالة لكل العالم وتقول ان كل حبة تراب وكل شبر من ارضنا من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب متمسكون به لآخر لحظة واخر نقطة دم في عروقنا .. واننا مع اخوتنا الفلسطينيين في تمسكهم بأرضهم التي سلبهم اياها الاحتلال الاسرائيلي وبالعودة اليها مهما طال بالزمن. وهذه رسالتنا التي نود توجيهها الى كل العالم ونريد ان تحملوا انتم كطلاب هذه الوصية، انتم اجيال للمستقبل تحملون هذه الوصية وتتمسكون بها بكل قوتكم لأن ارض لبنان غالية علينا واجدادنا تعبوا فيها وبنوها بعرقهم وروتها دماء شهدائنا كل شهدائنا الذين نفتخر بهم . ونقول لكم ايضا انكم لا تتعلمون فقط الخط ولكن تتعلمون حمل القضية وهي قضية الارض التي ولدنا وتربينا فيها ومستعدون لأن نضحي من اجلها.
وتحدث مدير جامعة الجنان الدكتور عماد سيف الدين فاعتبر اختيار يوم الارض موضوعا للمسابقة هذا العام هو للتأكيد على هويتنا . وقال: هذا اليوم يمثل لقاءا نعتز به على ارض هذه الجامعة وارض هذه المدينة صيدا وعلى ارض هذا الوطن لبنان وعلى هذه الكرة الارضية لنؤكد جميعا ان ما يمكن ان نلتقي عليه اكبر بكثير مما يمكن ان نختلف فيه .. انتم ايها الطلاب يا امل المستقبل اخترنا الخط العربي واخترنا موضوع الارض لانهما يعبران عما يعبر عن هوياتنا وهذه الهوية لغة وارض ، ولا يمكن لحضارة ان تستمر بلا لغة ولا يمكن لدولة ان تنشأ بغير ارض .. نحن نحاول جميعا جامعات ومدارس ومسؤولين تربويين ان نعمل على نفس الهدف ويجب ان نزرع فيكم كما تزرع حبة القمح في الارض ..
وتحدث ممثل رئيس البلدية كامل كزبر مستهلا كلمته بالبيت الشعري " تعلم قوام الخط يا ذا التأدُّب/ فـما الخط إلا زيـنة المتأدِّب" وقال: هذا الخط الذي يعبر عما في داخل القلب هو تعبير حقيقي عن هذه الروح الطيبة الطاهرة.. الف مبروك للفائزين والفائزات وان شاء لله بنظرنا جميعا كلكم فائزون وان شاء الله نلتقي بكم في العام القادم ..
ثم جال الحضور على الطلاب المشاركين مطلعين على مخطوطاتهم ولوحاتهم الحروفية .