×

صيدا ومغدوشة تتشاركان زهر الربيع وعطره

التصنيف: إقتصاد

2015-04-08  06:44 م  884

 
رأفت نعيم

أن تتحدث عن ربيع صيدا، فلا بد أن تذكر علامته الفارقة، زهر بساتينها الذي يستقبل بعبقه الوافدين ويرافق بعطره العابرين. فلزهر البوصفير لدى كثير من الصيداويين خصوصية ونكهة وعبق يمتد لأجيال خلت، وما زال عطر صيدا المفضل، رغم تضاؤل المساحات المزروعة به.
ومع بداية فصل الربيع، تتحول بساتين وحقول الليمون والبوصفير الى خلايا نحل لا تهدأ لقطاف الزهر، فيجد المزارعون والعاملون في هذا المجال، أنفسهم في سباق مع الوقت تحسباً إما لـ»شتوة» ربيعية مباغتة، أو لريح خماسينية حارة تقصف عرم الزهر قبل أن يُقطف ويُجمع ويُقطر، خصوصاً أن الربيع الذي بكر بالمجيء هذا الموسم، أغرى الزهر للتفتح مرتين، مرة قبل أوانه (في كانون) ومرة في أوانه مطلع آذار.
في منزل العائلة في محلة بستان البحر في الأولي، تتولى ميرفت الحريري مع والدتها الحاجة أم محمد، عملية تقطير الزهر ماء من الألف الى الياء، بعد أن يُقطف ويُجمع ويُنقى، ويوزع في ثلاث كركات كبيرة من النحاس.
تقول ميرفت إن موسم البوصفير جيد وأتى بأفواج بسبب برودة الطقس. وحالياً تتم عمليتا القطاف والتقطير بالتوازي، حتى نلحق الزهر وهو لا يزال محتفظاً بخاصيته.. فنقطره بواسطة الكركة التي يشعل تحتها الحطب ويخرج منها قسطل يخترق برميلاً مملوءاً بالماء ليبرد الزهر الذي يمر بداخله ويحوله الى ماء زهر يُسكب في عبوات زجاجية (ألفية). وتضيف عادة نقوم بتعبئة 320 ألفية كل موسم، بمعدل 7 كيلو زهر لكل ألفية. ولا نكتفي بما يقطف من البساتين بل كثيراً ما نشتري كميات إضافية.
وفي بستانه الصغير الذي يتلون بأصناف من الأشجار المثمرة، ولكل منها أوان زهره، يراقب سعد الدين اليمن عن قرب زهر ليمون «البوصفير» الذي تشتهر به صيدا. ويقول: هذه السنة بدأ قطاف الزهر باكراً لأن الأرض «ربعت» قبل حلول الربيع، والزهر بعد أن يتفتح يصبح عرضة أكثر للسقوط بفعل الرياح.
لكن الزهر هذا الموسم لم يكن بقدر توقعات وأمنيات المزارعين في بساتين وحقول مغدوشة، بحسب رئيس تعاونية زهر الليمون والبوصفير نبيل خوري (تأسست في العام 1995) الذي يقول إن الموسم ليس قوياً هذه السنة، لأن الشجر أزهر باكراً ومرتين، مرة في كانون الأول ومرة في آذار، وتساقط قسم منه. لذلك فهو يباع بسعر يراوح بين 4 و5 آلاف ليرة، وهذا أقل طبعاً من سعر السنة الماضية علماً أن كلفة كيلو الزهر من لحظة قطافه وحتى يصل الى يد المواطن هي بين 4 و5 آلاف ليرة.. وليس جديداً علينا، لأن الزهر يُقال له «مال هوا» أي أن انتاجه معلق بالطقس والهواء. ونحن نبيع الزهر بالكيلو ونقطر ماء الزهر في معمل التعاونية في مغدوشة ونعمل على تصريفه بالتعاون مع مؤسسة الحريري التي وككل سنة تساعدنا النائب السيدة بهية الحريري مشكورة في عملية التصريف وهي لا تتركنا أبداً.
ويبلغ انتاج مغدوشة من الزهر بين ثمانين ومئة طن في السنة، ومن ماء الزهر بين خمسة وستة آلاف عبوة زجاجية. ويعتمد كثير من عائلاتها على رعاية وقطاف موسم الزهر في معيشتهم وبعض المزارعين يقوم بـ«ضمان» أشجار البوصفير كل موسم حيث يقوم وأفراد عائلته بقطافه توفيراً لليد العاملة التي تزيد الكلفة الى جانب كلفة السماد وأدوية مكافحة الأمراض التي يمكن أن تصاب بها هذه الأشجار.
وتُعد الرياح الخمسينية أو الهواء الساخن «الشلوق» العدو الأول لموسم زهر الليمون والبوصفير إذا ما هب عليه قبل اكتمال تفتحه.
ويقول المهندس ابراهيم الحريري الذي يشرف على ما تتسلمه مؤسسة الحريري من الزهر ومشتقاته، إن المؤسسة تأخذ زهراً وماءً. وعادة نأخذ ما يعادل 10% من انتاج مغدوشة من المزهر وماء الزهر ونقوم بتصريفها عن طريق أصدقاء وشركاء المؤسسة، ونساعد في تأمين أسواق لتصريفها أيضاً. ونحن ندعم التعاونية والمعمل لأنهما وجدا أساساً لحماية المزارع ومساعدته على تسويق انتاجه

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا