×

كلمة المحامي حسن شمس الدين باسم المقاصد في حفل تكريم القاضي الراحل محمد المجذوب والمهندس الراحل سمير المجذوب

التصنيف: الشباب

2015-04-30  09:26 ص  1438

 

بداية وباسم جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا لا بد من التوقف عند اهمية المبادرات الهادفة الى تكريم الشخصيات ورموز العطاء واصحاب السير الذاتية المميزة واصحاب الانجازات اللافتة والخصائص الاستثنائية والادوار الريادية ليصبح هذا الامر نهجاً دائماً ومستمراً راسخاً في الوعي العام وبطريقة افقية بحيث يطال تلاوين المجتمع المختلفة والقطاعات على اختلافها وتنوعها بدون استثناء

ولا يمكننا هنا سوى التنويه بما توليه مدينة صيدا من اهتمام دائم ومتزايد بهذا النوع من المبادرات والفعاليات الأمر الذي في مضمونه رسالة ملؤها الحزم والثبات على مبدأ التقدير والامتنان والشكر والإعجاب والإحتضان والتشجيع لكل من ساهم وانخرط في الشأن العام وحمل في عقله وعصارة افكاره وجهده وما لديه من معرفة وكفاءة وموارد مادية وصلات واتصالات وتأثير هاجس المصلحة العامة لأبناء مدينته وابناء وطنه بغية تعميم الخير العام والارتقاء في المجتمع الى ما يصبو اليه من تطلعات واهداف وطموحات

ودائماً بهدف اللحاق بركاب العصر تطوراً وتحديثاً واطباقاً وتحكماً وايضاً بدون استثناء بقنوات المعرفة ولتكون في متناول الجميع،

المرحوم بشير:

والده المرحوم محمود كان من كبار تجار المدينة ومن أعيانها، وكان محله عند بوابة الشاكرية، ونشأ بشير في بيئة علمية تحب العلم وترى فيه خلاصها،

فالتحق بالمقاصد وتخرج منها، وقام ورفاقه في صف التخرج بابتكار طريقة للحصول على الثقافة من الكتب، بأن فرضوا على انفسهم ان يشتري احدهم كتاباً ويقرأه ويلخص ما قرأ  ويلقيه على مسامع رفاقه، ثم الآخر والآخر وهكذا... فتجمع لديهم كما كان يقول بشير اكثر من الف كتاب، أو نحو 900 كما قال د. عدنان النوام، وهكذا أصبحت مكتبة المقاصد اهم مكتبة مدرسية في ذلك الوقت تضم امهات الكتب الأدبية والثقافية والتاريخية.

التحق بشير بجامعة فؤاد الأول لمصر التي أصبح اسمها فيما بعد جامعة القاهرة، وتخرج منها محامياً، وتدرج في سلك القضاء حتى تسلم رئاسة محكمة الإستئناف العليا، واستمر يمارس وظيفته حتى احالته للتقاعد ونيله لقب قاضي شرف، وعرف في وظيفته بالنزاهة والإستقامة، والميل الى تفاهم ومصالحة المتخاصمين، واتسمت احكامه بالعدل وعدم الإنحياز.

وفي الحقل العام كان من مؤسسي نادي الرابطة الثقافية التي سرعان ما استقطب الحركة الثقافية والأدبية والرياضية في صيدا واستمر كذلك حقبة طويلة من الزمن، كما تولى في احدى السنوات مركز نائب رئيس جمعية المقاصد، وتعاون ورفاقه خاصة المرحوم بهاء الدين البساط في تأسيس نادي خريجي المقاصد لدعم مسيرة المقاصد،

المرحوم سمير

أما المهندس سمير فقد تخرج من المقاصد ايضاً ودرس الهندسة في جامعة عين شمس بالقاهرة، وأصبح من المهندسين اللامعين، وشارك في عدة مشاريع هندسية في صيدا والجوار، وعندما تأزمت الأوضاع في لبنان نقل عمله وخبرته الى بولندا وأقام شركة أسهمت بقسط وافر في الحركة الإقتصادية في تلك البلاد، لكنه مع كل ذلك النجاح آثر العودة الى صيدا لخدمة أهلها وجيلها الطالع.

لم ينسى المرحوم سمير المقاصد، فكان المهندس الإستشاري للمقاصد، وكذلك مهندس دائرة الأوقاف وأشرف في السنوات الأخيرة على ترميم وتأهيل كل مساجد صيدا القديمة مستعيناً بصداقاته الواسعة مع بعض الصيداويين، كما تسلم إدارة صندوق الزكاة، فنظم ادارته، وضبط ماليته وزادها أضعافاً بالتعاون مع أهل الخير من صيدا وتجاوز المستفيدون من عطاءاته الألف، وفي جميع الأعمال الطيبة كان متطوعاً حسنة لله ومحبة لمدينته ولاهلها.

الامر في مضمونه ايضاً رسالة من صيدا الى كل ابنائها بأنها مدينة وفيه ولا تنسى نقاط الارتكاز من شخصياتها وفية لمن أعطى، وفية لمن ضحى، وفية لمن سهر على المصلحة العامة وفية لمن سكنه هاجس الشأن العام وفية لمن اجتهد برأيه وصبر وكافح ولن تنسى احداً،

وفي السياق المستعرضة لا يبدو غريباً او مستهجناً ان تقول صيدا كلمتها وبالصوت الصادح في المحتفى بهما المرحوم القاضي بشير المجذوب والمرحوم المهندس سمير المجذوب

كل التقدير، كل الاحترام، كل المحبة، كل الاعجاب والافتخار وكل الوفاء لهما.

ان جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا راكمت بتاريخها وأهدافها بعداً لتعميم العلم والمعرفة والإستثمار في الإنسان والتطلع نحو الحداثة والمعرفة ومحاربة الجهل والقوقعة والأمية وتحصين ابناء المدينة بسلاح العقل والانفتاح وقبول الاخر والتفاعل معه مؤكدة حضورها بكل هموم الوطن ومعضلاته واشكالياته لتكون خزاناً للإجابات على الأسئلة الملحاحة (وما أكثرها) بأبعادها المحلية والوطنية والقومية ولتشكل حراكاً دائماً ومتجذراً لصيقاً للتنمية المستدامة.

ولتكون محكومة بهاجس اساس بتأمين العلم لأكبر شريحة ممن لا طاقة لهم على تحمل اعبائه ولترسيخ تجربة فريدة ومديدة في التضامن الإجتماعي.

وبحيث بقيت على الدوام مزنرة بحرص مسؤول استثنائي قل مثيله ومن الجميع حتى أصبحت المقاصد وبحق وبدون أدنى مبالغة هي صيدا وصيدا هي المقاصد،

انها جميعة المدينة وأم الجمعيات بها.

فكل صيداوي يعتبر نفسه معنياً بشؤون المقاصد، وبتوجهاتها وبخياراتها وببرامجها ويبتدع الأشكال والوسائل ليعبر عن مكنونات هواجسه وارائه نحوها،

وكيف لا وهي هماً واهتماماً لكافة الصيداويين،

القاضي بشير المجذوب والمرحوم المهندس سمير المجذوب،

/القاضي/ و /المهندس/ أبديا حرصهما ومواكبتهما للمقاصد كل على طريقته وفقاً لنظرته وقناعاته،

فلكل منهما فرادته في مقاربة الأمور والقضايا وسبل المعالجة وابتداع الحلول،

القاضي بشير لم يكن اهتمامه بالمقاصد تابعاً من موقع مسؤول تبوئه في مرحلة ما كنائب رئيس للجمعية فاهتمامه بالمقاصد كان سلوكاً عاماً ودائماً لديه فموضوعاتها بقيت على الدوام شأناً شخصياً له لا يمكنه التفلت منها ولم يرغب هو اصلاً بذلك،

أما المهندس سمير المجذوب فهو وان لم يكن يوماً في موقع المسؤولية المباشرة وفي المراكز المسماة الا ان من يراجع ارشيف الجمعية يفاجأ بهذا الكم الكبير من الإقتراحات والدراسات الواردة منه على الدوام ومتانة وشمولية ودقة الدراسات وحرفيتها التي عمل على انجازها تطوعاً وتكليفاً مما يظهر اجتهاداً والتزاماً وجدية وعطاء رفيعي المستوى اذ لا يخلو ملف من الملفات وبشكل خاص تلك المرتبطة بمشروع مدرسة عائشة ام المؤمنين الا وكان للمرحوم المهندس سمير المجذوب اقتراحاً او دراسة أو تقريراً بشأنه،\

عمل دائم مثابر وعلى امتداد سنوات وبدون اي انقطاع ومن يعرف المهندس سمير المجذوب لن يفاجئه القول بأن اجتهاده ومساهماته لم ينحصر بمواكبة مشاريع جمعية المقاصد وانما امتد ليشمل مؤسسات اخرى وفي المدينة وبشكل خاص جميعة جامع البحر.

واذا كان القاضي بشير ملعلعاً في عمله وحضوره وحيويته وطريقة إفصاحه عن آرائه، كان المهندس سمير ملعلعاً في كتمانه وصمته بعمله وفي رفض الظهور وتفادي الصفوف الأولى والمناسبات،

المرحوم القاضي بشير

المرحوم المهندس سمير

ستبقيان في ذاكرة المدينة تملآن على الدوام بعض فضائها

رحمه الله عليكم والى جنان الخلد.
  المحامي حسن شمس الدين

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا