×

أمواج كونتزيل المتكسرة وكوابيسه وسط بيروت

التصنيف: تقارير

2009-10-06  05:58 ص  1359

 

يلزمنا بعض الوقت لنفهم التجربة وتأثيرها المُقلق فينا، ولكن ما ان نقترب اكثر من الشاشة الكبيرة التي وُضعت في آخر الرواق المُظلم، نكتشف قصة افتتان الفنان الفرنسي الراحل تييري كونتزيل مع الكوابيس وكل ما يغمز الى الرعب. وما ان نقف وجهاً لوجه مع الامواج التي تتكسر على الشاطئ، نشعر بأن البحر سيلتهمنا ببرودة وما يشبه النعومة.
البحر وامواجه العاتية، العلاقة بين الانسان وتلك التفاصيل التي تخيفه حتى الثمالة، واكثر، في التجهيز الفني التفاعلي "The Waves"، (الامواج) المستمر في مبنى الدوم (القبة) وسط بيروت حتى 28 تشرين الاول الجاري، وافتتح مساء امس في اطار دورة الالعاب الفرنكوفونية السادسة، في رعاية الوزير المكلّف شؤون التعاون والفرنكوفونية ألان جويانديه، متحف الفنون الجميلة في نانت واللجنة الوطنية للألعاب الفرنكوفونية.
لماذا اختار هذا الفنان ان يغرقنا في السوداوية قبل ان يرحل؟ في مبنى "القبة"، الناس يسرعون في اتجاه اصوات الامواج "المتكسرة". يدخلون الغرفة الشاسعة بحثاً عن الاصوات القوية، فإذا بهم يصطدمون بالظلمة المطلقة. يسيرون بضع خطوات ويصلون الى شاشة كبيرة تظهر فيها الامواج متكسرة على الشاطئ. وعندما يقتربون اكثر من الشاشة التي تناديهم بطريقة سحرية يتنبهون الى ان سيرهم يؤثر بطريقة او اخرى في ايقاع الامواج، وايضاً في "اصواتها". ولدى بلوغهم اقرب نقطة من الشاشة، تتوقف الامواج عن الحركة كأنها تلبي نداء صامتاً، ويسود الغرفة سكون نسبي. وهذه في الواقع مبرمجة سلفاً ليشعر الزائر انه يسيطر على رقصتها الصاخبة على الشاطئ، بينما يسيطر عليه الاضطراب والقلق، كأنه لا يثق كلياً بالبحر واستسلامه الظاهري له. بالنسبة الى الفنان الراحل، هذا التجهيز الفني اجمل تحية للكاتبة الخالدة فيرجينيا وولف التي قضت غرقاً، وافضل ترجمة مرئية لكتابها الذي يحمل بدوره عنوان "الامواج" (the waves).
بدأ تييري كونتزيل العمل على التجهيزات الفنية عام 1974، وعرضها في مختلف المتاحف في العالم، والموضوعات التي يعالجها تعنى بالفلسفة التي درسها وتعمّق في لغة صمتها.

هنادي الديري     

أخبار ذات صلة

إعلانات

إعلانات متنوعة

صيدا نت على الفايسبوك

صيدا نت على التويتر

الوكالة الوطنية للاعلام

انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:

زيارة الموقع الإلكتروني

تابعنا