رأفت نعيم
لا يكاد يمر عام من دون ان تُخرج عاصمة الجنوب صيدا المزيد من كنوزها الأثرية التي تؤكد عراقة هذه المدينة وغناها التاريخي والحضاري وتكشف انماط معيشة وعمران وطقوس لحضارات وثقافات وشعوب مرت على مدينة الستة الآف عام .

وجديد هذه الكنوز ما اظهرته الحفريات الجارية في موقع احدى ورش البناء في محلة البستان الكبير في صيدا من مكتشفات اثرية جديدة تعود للعهد الروماني، عبارة عن مدفنين وسور روماني كبير يمتد بطول يزيد على 12 مترا وارتفاع يتراوح بين نصف متر ومترين ونصف المتر. وعثر بداخل المدفنين على هياكل عظمية وقطع فخارية وعملة مصكوكة بالرومانية .

وعلى اثر اكتشاف هذا الموقع، تم تعليق العمل بورشة البناء لحين الانتهاء من اعمال التنقيب واتخاذ القرار بشأن مصير الموقع المذكور والذي تسلمته المديرية العامة للآثار واستنفرت عبر مكتبها في صيدا، فريقا كبيرا من خبرائها وعمالها من اجل متابعة اعمال التنقيب والتي تكشف يوما بعد يوم المزيد من هذه المكتشفات التي من شأنها بحسب خبراء اثار متخصصين بتاريخ صيدا، ان تكمل خارطة المدينة في العهد الروماني، وان كل حفرية صغيرة تكمل صورة كبيرة عن ذلك العهد. ويعتبر هؤلاء ان وجود مدافن في هذا الموقع يشير الى انه كان بعيدا عن السكن الذي كان اقرب الى البحر والى حيث يتركز العمل والتجارة والتواصل مع العالم. كما انه يمكن ان يوفر المزيد من المعلومات عن الطقوس التي كان يتبعها الرومان في دفن موتاهم .

اشارة الى انه سبق واكتشفت في منطقة البستان الكبير في صيدا قبل نحو سبع سنوات، مدافن رومانية مشابهة عثر بداخلها على هياكل وقطع وفخارية ومعدنية .

وتأتي هذه المكتشفات اليوم متزامنة مع ظهور عمود اثري روماني خلال اعمال حفر في ورشة تأهيل البنى التحتية لوسط صيدا التجاري.