نظم تيار المستقبل – منسقية صيدا والجنوب ندوة حول تجربة صيدا الناجحة والفريدة في مجال التخلص من مشكلة النفايات عبر مشروع تأهيل المكب وتحويل مكانه الى حديقة وعبر معمل المعالجة في سينيق بهدف الاضاءة على هذه التجربة وكيفية  الافادة منها وتعميمها في ظل ازمات النفايات التي تواجهها العاصمة وباقي المناطق ..
تحدث  في الندوة التي اقيمت في مقر التيار في عمارة المقاصد ، كل من المهندس ادغار شهاب مساعد الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان واستشاري مشروع تأهيل منطقة جبل النفايات في صيدا ، والمهندس نبيل زنتوت مدير عام شركة IBC المشغلة لمعمل معالجة النفايات في  المدينة وقدم لهما منسق عام المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود ، وتميزت الندوة بمشاركة لافتة لرؤساء بلديات عدد من بلدات قرى صيدا وشرقها كما حضر : ممثل الرئيس فؤاد السنيورة مدير مكتبه طارق بعاصيري ، عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل  المهندس يوسف النقيب رئيسا بلدية صيدا السابقين المهندس هلال قبرصلي والمهندس احمد كلش، والسفير عبد المولى الصلح وعدد من اعضاء المجلس البلدي وفاعليات وهيئات بيئية واقتصادية ونقابية واهلية واجتماعية  وعدد من اعضاء منسقية المستقبل وقطاعاته ومكاتبه وحشد من المهتمين ..
حمود
بداية رحب الدكتور حمود بالمحاضرين وقال: موضوع النفايات المتراكمة في شوارع العاصمة وضواحيها هو حديث الساعة لدى جميع اللبنانيين وتحولت هذه المشكلة الى كارثة بيئية مستفحلة حولت بيروت التي ارادها الشهيد رفيق الحريري ان تكون اجمل عواصم الدنيا الى مكب كبير للنفايات، التي تحولت الى كارثة وباتت الهاجس البيئي والاجتماعي وحتى السياسي الاول عند جميع اللبنانيين بغض النظر عن المنطقة او الطائفة او الانتماء السياسي ، وكما تعلمون فتح هذا الملف شهية بعض السياسيين للمزايدات من كل حدب وصوب وحتى احيانا دون الالمام باسباب هذه المشكلة البيئية المتراكمة منذ سنوات ..
واضاف: لقد عانت صيدا ما عانته من مكب نفايات لوث مدخلها الجنوبي واستوعب منذ اوائل السبعينات نفايات المنطقة كلها حتى اصبح كارثة بيئية هددت صيدا والشاطىء اللبناني والقبرصي والتركي وحتى جزيرة كورسيكا الى ان اثمرت جهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونواب المدينة وبعض رؤساء البلديات حلا مثاليا ونهائيا للمكب العشوائي واستحداث معمل للفرز والتخمير اللاهوائي للنفايات ينتج عنه غاز الميثان ومواد عضوية مساعدة للتربة .
شهاب
ثم قدم المهندس ادغار شهاب شرحا حول الخطوات التي تم اتباعها في ازالة المكب وتحويله الى مطمر صحي وحديقة عامة ومراحل انشائهما ليشكلا معا واجهة سياحية جديدة للمنطقة ومتنفسا لاهالي المدينة والجوار والزوار من مختلف المناطق ..ولفت شهاب الى ان صيدا استطاعت تنفيذ هذا المشروع بالرغم من كل المشاكل التي واجهتها وذلك بفضل وجود قرار سياسي من نائبيها ولا سيما النائب بهية الحريري وكذلك رئيس البلدية المهندس محمد السعودي وفريق العمل الموجود .. وتطرق شهاب الى ازمة النفايات التي تعاني منها بيروت وباقي المناطق حاليا فقال:  للتذكير في حكومة الرئيس سعد الحريري ولأول مرة اخذنا موضوع ادارة النفايات بطريقة جدية واصدرنا قرارا في حكومة وحدة وطنية كان فيها كل الوزراء وجميع التيارات باعتماد التفكك الحراري كوسيلة للتخلص من النفايات ولمدة 25 سنة الى الامام ، هذا القرار اتخذناه بناء على دراسات وبناء على اطلاع على ما يحصل في بلدان الخارج وبعد اصطدام خطة الـ2006 اي نشر المطامر في المحافظات بحائط مسدود ، فاخذناه بناء لتوجيهات محددة من الرئيس سعد الحريري في تلك الفترة لان لبنان صغير والارض جدا غالية ولا احد يرضى بنفايات الغير عنده – وهو ما نراه اليوم - وهذا التأثير اخذناه بعين الاعتبار ووصلنا الى امر ان لبنان لا يحمل الا معامل تفكك حراري ولكن للاسف ذهبت حكومة الشيخ سعد الحريري واتت حكومة اخرى لمدة سنتين ووضعت كل عملنا في "البراد".
زنتوت
وقدم مدير عام شركة IBC المشغلة لمعمل فرز ومعالجة النفايات في صيدا المهندس نبيل زنتوت شرحا مفصلا حول آلية عمل المعمل ومراحل المعالجة من خلال فصل المواد الصالحة للتدوير والمعالجة والدخول الى منطقة الفرز ومن ثم تجهيز المواد العضوية بعد سحب كل الشوائب منها وذهابها الى الخزانات لتبدأ عملية استغلال الطاقة حيث يتم سحب الغاز وتوليد الكهرباء . كما لفت زنتوت الى ان القدرة الاستيعابية للمعمل هي 550 طنا ، متوقفا عند بعض الأفكار والخطط المستقبلية لتطوير عمله.. وقال :ان الطريقة المعتمدة هي الفرز الميكانيكي والمعالجة البيولوجية ، ومع نهاية العام سيصل المعمل الى صفر عوادم ويكون معملا صديقا للبيئة ولا يبقى لدينا شيء نطمره ..
ثم اجاب زنتوت وشهاب على مداخلات واسئلة واستفسارات الحضور ولا سيما من رؤساء البلديات حول سبل وامكانية الافادة من تجربة صيدا في مجال معالجة النفايات .