«النرجيلة» ومستلزماتها... مهنة تلقى رواجاً ولا تخلو من المصاعب
التصنيف: إقتصاد
2015-08-19 09:08 ص 1457
بقلم سامر زعيتر
«النرجيلة».. تعدّد الأنواع والأحجام والمصدر غير لبناني
تلقى رواجاً في الأسواق المحلية، وتواكب احتياجات الناس في ظل تعدّد الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية، لتتحوّل إلى أداة للترفيه عن الناس ومعها تصبح مهنة تدرّ ربحاً على الآخرين...
إنها «النرجيلة» ومستلزماتها، التي أصبح بيعها مهنة تلقى رواجاً بين اللبنانيين، ولكنها لا تخلو من المصاعب المتعددة والتي تتراوح بين محل وآخر، فالبعض اختار التكامل بين مكوّناتها ودمجها مع بيع الدخان، فيما البعض الآخر فضّل التخصص في واحدة من دوائرها المتعددة، مثل بيع التنبك والمعسل أو الفحم، فيما «النرجيلة» جسداً وروحاً، يتشارك في ربحها أصحاب المطاعم والمقاهي...
فماذا عن هذه المهنة؟ وما مدى تداخلها وتعقيداتها؟ وكيف يراها العاملون فيها؟ كل هذه الأسئلة تترابط مع انتشار ظاهرة «النرجيلة» بشكل واسع في الآونة الآخيرة، وربما يزيد من انتشار ظاهرتها الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والمشاكل السياسية التي تزداد في البلاد، مما يجعل الهروب إلى التدخين وتعاطي «النرجيلة» حلاً يلجأ إليه غالبية من الناس...
«لـواء صيدا والجنوب» يسلّط الضوء على مهنة بيع «النرجيلة» ومستلزماتها، فعاد بهذه الانطباعات...
أنفخ عليها علّها تنجلي!
يحتار المرء من أين يبدأ في مهنة بيع مستلزمات «النرجيلة»، فهي مهنة ترتبط قديماً ببيع الدخان، هذه الظاهرة التي تنتشر بين أبناء المجتمع، ورغم كونها سلعة تؤكد أنها تقتل صاحبها، لكن الناس قد لا تلتفت إلى هذا التهديد، أو ربما البعض الآخر فضّل الانتحار على مراحل.
مقولة قد لا تبدو حقيقية للبعض الآخر الذي يرى في «التنفيخ» حالة نفسية تزول معها الهموم المتعددة وما آكثرها في لبنان، وفق المقولة المشهورة «انفخ عليها تنجلي»، وقد يربطها آخرون بالجلسات مع الأصدقاء والآهل، لذلك تأتي مهمة «النرجيلة» في التسلية خلال جلسات الأهل والأصدقاء في المنزل والمطاعم والمقاهي وحتى باتت تواكب صاحبها في السيارات، فيما صغر حجم بعضها حوّلها إلى قلم ورفيق درب على غرار السيجارة...
أفضل وسائل الترفيه!
{ وعن ذلك يقول صاحب شركة الغازي للتجارة غازي سليمان: «نبيع كل ما يخص «النرجيلة» والتدخين، فمن بيع الدخان و«البايب» و«النرجيلة» إلى بيع الفحم وغيرها من المستلزمات، وقد جرّبت عدة مصالح ولكن لم أجد إفادة في هذا البلد سوى من وسائل الترفيه، مثل المطاعم والملاهي وغيرها، فهي الأشياء التي ترفّه عن الناس وتنسيهم أوضاعهم المعيشية الصعبة، فجرّبت فتح مطاعم، ولكن المشكلة كانت في انقطاع الكهرباء والمياه، وكذلك الأمر بالنسبة لوسائل الترفيه فإن الإيجارات تُعد مرتفعة، لذلك بحثت عن مصلحة لا تحتاج إلى الكهرباء والمياه، فكانت هذه المصلحة التي بدأت العمل بها منذ سنوات».
ويضيف: «طبعاً هناك البعض تخصّص في مجالات معيّنة كبيع الفحم أو الدخان أو السيجار أو بيع «النرجيلة»، ولكن أنا جمعت كل هذه التخصصات معاً، فكل ما يخص التدخين سواء كان ذلك للمنزل أم للدكانة أم للمطعم، وطبعاً هي مصلحة تحتاج إلى الخبرة، فـ «النرجيلة» تعدّل المزاج وتسلّي الناس وهي خاصة بالجلسات سواء كانت عائلية أم مع الأهل والأصدقاء داخل المنزل أم خارجه».
بين المستورد والمحلي
ويشير إلى «أنه يتم إستيراد زجاجة «النرجيلة» من مصر وسوريا وبعضها يصنع في لبنان، فضلاً عن إستيرادها من الصين، ولكن المميّز منها هو الزجاج المصري، فكل ما يتعلق بـ «النرجيلة» يأتي من مصر بالدرجة الأولى، حيث تتميّز مصر بالزجاج والنحاس وغيرها، ولكن «النرجيلة» التجارية تأتي من الصين، فيغلب الشكل على المضمون، ولكنها لا تعد عملية، أما الفحم فإن الأكثر اقبالاً هو المصنع والمستورد من أندونيسيا، أما الفحم الطبيعي فكان لبنان يشتهر بخشب السنديان ولكن تم توقيفه».
ويختم سليمان: «تتعدد أنواع المعسل، والأفضل هو المستورد من مصر والإمارات والأردن، فيما لبنان لم ينجح في صناعة المعسل، لكن يتم صناعة الشعالة محلياً، لأن تكلفة إستيرادها تعدّ مكلفة مقارنة بما هو متاح محلياً، ورغم توافر بعض السلع لبنانياً لكنها مكلفة لأن التجار أو أصحاب المصانع يضطرون لدفع فاتورة الكهرباء مرتين، للدولة ولإشتراك المولّد، مع ارتفاع تكلفة وسائل النقل واليد العاملة، الأمر الذي يجعل الانتاج الوطني يزيد الضعفين عن تكلفة البضائع الأجنبية، لذلك يتم إستيراد البضاعة الأساسية من الخارج».
التخصص والمنافسة
من التنوّع في بيع مستلزمات «النرجيلة» إلى التخصص في مجال واحد، لكن هذا المجال يشهد منافسة حادة، تجعل العمل فيه لا يخلو من المشاكل وفق ما يقول العامل في محل سكافي لبيع الفحم سميح: «نعمل في بيع الفحم، غير أن هذا المجال لا يعد مربحاً كما يتصوّر البعض وذلك لعدّة مشاكل، منها ما هو متعلق بالقدرات المالية، فمن يملك مالاً كثيراً يستطيع السيطرة على السوق، وذلك لأن البيع بالجملة يتطلّب البيع بالدين، غير أن هذا الواقع غير مضمون، فالعديد من التجار تعرّضوا للإفلاس والسجن بسبب ذلك، لأن الزبائن تشتري في المرة الأولى نقداً، وما تلبث أن تصبح مألوفة لديك، وخصوصاً أصحاب محال التجرئة، وهنا تقع الكارثة حين تفتح حسابات لعدد من التجار، ولا يقومون برد ما عليهم، ورغم ما يعتقده البعض من تحقيق أرباح كبيرة في هذا المجال، لكن البيع بالتجزئة لا يحقق ذلك، ومع عدم تفضيل التجار البيع بالجملة ديناً، يصبح الحال صعباً، لأن دفع بدلات الإيجار والكهرباء وغيرها، تدخل التاجر تحت ضغوطات متعددة».
بين الخسائر والأرباح
ويضيف: «إن تعدد أنواع الفحم هي الآخرى قد تحقق خسائر للتجار، فحين تشتري كيساً من الفحم وتقوم ببيعه بالتجزئة، يكتشف التاجر أن بعض الحطب داخل الكيس لم يتحوّل إلى فحم فيقع التاجر في خسارة آخرى، كما أن أنواع الفحم الجيدة لم تعد متوافرة في لبنان، ففي السابق كان هناك الفحم السوداني المميّز، لكن تم توقيف إستيراده ولا نعرف الأسباب، كما أن صناعة فحم السنديان هي الآخرى لم تعد مسموحة في لبنان، لذلك يلجأ التجار إلى الإستيراد من دول آخرى متعددة، وطبعاً الفحم الطبيعي أفضل من الفحم الصناعي، لأن الأخير يتضمن مواداً مشتعلة تضرُّ بالصحة، غير أن أصحاب المطاعم والمقاهي يفضّلون الفحم الصناعي كونه يدوم فترة أكبر، وتزداد أرباحهم».
ويختم سميح: «إن نفس «النرجيلة» لا يكلّف أكثر من ألف ليرة لبنانية، لكن سعر بيعه في المطاعم يزيد عن 10 ألاف ليرة وقد يصل إلى أرقام كبيرة، فيما «النرجيلة» في المنزل هي في متناول الجميع، لذلك يفضّل العديد من الناس وخصوصاً أصحاب الدخل المحدود تناول «النرجيلة» في المنزل أو في البرية أو في المقاهي الشعبية التي تقدّم خدمات جيدة أيضاً، ويفضّل غالبية الناس الحصول على نوعية جيدة من الفحم تكون جيدة، لكن رداءة الفحم تنعكس سلباً على واقع السوق المحلي، لذلك يلجأ البعض الآخر إلى الفحم المصنّع».
واقع تردّي السوق التجاري وانتشار ظاهرة «النرجيلة» ومعهما بيع مستلزماتها، يجعل من الهروب إلى الخلف، ظاهرة تنتشر ضمن ظواهر متعددة، لكن يبقى إدمان «النرجيلة» أقل ضرراً من انتشار ظواهر الإدمان على وسائل آخرى، فيما الخشية من التعوّد على الإدمان والجمود أن يصبح حالة دائمة في سائر القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويبقى الوطن أسير الانتظار فيما المصائب لا تنجلي، وإن كثر الدخان.
أخبار ذات صلة
بلدية صيدا وجمعية التجار يرفعان الحاجز الحديدي عند مدخل السوق التجاري لمنع مرور الشاحنات
2024-11-27 05:02 م 124
مدينة صيدا وسطروا محضري ضبط بحق الافران
2024-11-12 01:06 م 91
التعويض على العمال واجب وطني من قبل الدولة وأرباب العمل
2024-11-06 12:14 م 58
ناشدت بلدية صيدا في بيان، "أصحاب المولدات الخاصة في صيدا و جوارها، بسبب الأوضاع الراهنة
2024-11-02 05:37 ص 88
67 مليون دولار… إليكم خسائر “أوجيرو” و”ألفا” و”تاتش” جراء الإستهدافات الإسرائيلية
2024-10-22 10:40 ص 67
إعلانات
إعلانات متنوعة
صيدا نت على الفايسبوك
صيدا نت على التويتر
الوكالة الوطنية للاعلام
انقر على الزر أدناه لزيارة موقع وكالة الأنباء الوطنية:
زيارة الموقع الإلكترونيتابعنا
أطباء يحذرون: لا تجلس على المرحاض لأكثر من 10 دقائق لهذا السبب
2024-11-14 09:31 م
بدر زيدان: لخدمة صيدا وأبنائها وهو يسير على درب والده السيد محمد زيدان
2024-11-14 03:35 م
خليل المتبولي - المحبة بين الناس: جوهر العلاقات الإنسانية في زمن الحرب
2024-11-06 12:23 م
حكم وعبر في الحياة
2024-11-04 10:37 م
بالصور غارة على بلدة الغازية
2024-11-03 01:32 م
من هم أبرز المرشحين لخلافة السنوار
2024-10-19 06:19 ص
كارثة صحية تهدد مستشفيات صيدا بعد استنفاذ مخزونها من المستلزمات الطبية
2024-10-18 09:40 ص
حمام الشيخ في صيدا القديمة يفتح أبوابه لتمكين النازحين من الاستحمام
2024-10-17 03:02 م
مبروك المصالحة مبروك لصيدا وللنائب الدكتور أسامة سعد والمحافظ منصور ضو
2024-10-10 10:39 ص
بالصور تعليق عدد من اللصوص على الأعمدة في وسط الشوارع بالضاحية الجنوبية